الخليج الجديد:
2024-12-26@12:47:28 GMT

الحصاد المُرّ لاتفاق أوسلو

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

الحصاد المُرّ لاتفاق أوسلو

يتواصل التنسيق الأمني في حين تواصل قوات الاحتلال التهام الأرض في الضفة الغربية وتهويدها وتقطيع أوصال المدن بمزيد من المستوطنات.

الاحتلال لم يتوقف على استباحة شعب بأكمله، بل اغتال الرجلين الذين وقّعا اتفاقات التسوية التي بدأت في أوسلو عام 1993 وما تلاها من اتفاقات.

منذ وفاة عرفات، بل منذ «كامب ديفيد» عام 2000 لم تحدث مفاوضات جدية ولم يلُح في الأفق أي أمل بالتوصل إلى اتفاق يؤدي لقيام دولة فلسطينية.

التمترس خلف سلطة حُكم ذاتي بلا صلاحيات سوى «التنسيق الأمني» انتحار، والتمسك بالوضع الراهن لا يُمكن أن يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.

المطلوب من منظمة التحرير وفتح والفصائل تنظيم مؤتمر إنقاذ وطني شامل يتجاوز اتفاق أوسلو والسلطة الفلسطينية، ويعيد المنظمة إلى مكانها الطبيعي.

يجب أن ننتهي إلى خطة عمل وطنية شاملة تتعامل مع الوضع كما كان قبل 1993، وإلا فالوقت ليس في صالح الفلسطينيين وأي تأخير سيعني تراكم الخسائر تباعا بالسنوات المقبلة.

* * *

ثلاثون عاماً مرَّت على إبرام اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وثلاثون عاماً مرت أيضاً على اعتراف كل منهما بالآخر، وعلى تأسيس السلطة الفلسطينية تبعاً لذلك، بينما تغرق شبكات التواصل الاجتماعي اليوم بحالة «نوستالجيا»، في أوساط الفلسطينيين، أي الحنين للماضي، حيث يتداولون صوراً لقطاع غزة والضفة الغربية، أيام ما قبل «أوسلو»، ويتحسرون على تلك الأيام التي يقول من كان يعيها، إنها أفضل من هذه التي نعيشها اليوم.

حصيلة العقود الثلاثة التي أعقبت «أوسلو» تؤكد أن إسرائيل كانت تخدع الفلسطينيين ولم تكن تريد التوصل إلى حل نهائي يتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل كانت تريد توريطهم بهذا الفخ، من أجل شل كل أشكال المقاومة، ومن أجل إشغال الفلسطينيين، بما يُشبه الدولة وهو «السلطة الفلسطينية»، وتركهم يغرقون في هموم الحكم الذاتي.

الرئيس الراحل ياسر عرفات أدرك هذه الحقيقة عام 2000 عندما أمضى أكثر من أسبوعين في «كامب ديفيد» وهو يستمع للإسرائيليين والأمريكيين، وعاد مقتنعاً بأن آفاق التوصل إلى سلام تبدو معدومة، وأن فرصة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عبر التفاوض والحل السياسي تكاد تكون ضرباً من الخيال، وأن ما عرضه الإسرائيليون في ذلك الحين، لم يكن يُلبي أي شيء من طموح الفلسطينيين، لا في الضفة ولا غزة ولا القدس ولا في قضية اللاجئين الموزعين بالملايين على دول العالم.

كان من المفترض أن تكون مدة اتفاق أوسلو خمس سنوات فقط، كمرحلة انتقالية، وبعدها يتم بناء الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن الإسرائيليين لم يوافقوا على ذلك، ولا حتى على أقل منه بكثير.

وفي عام 2002 اجتاح شارون مناطق الضفة الغربية كافة، وحاصر الرئيس عرفات في رام الله، حتى توفاه الله شهيداً بالسم الإسرائيلي بعد 33 شهراً من الحصار، ما يعني أن الاحتلال لم يتوقف على استباحة شعب بأكمله، وإنما اغتال أيضاً الرجل الذي وقّع اتفاقات التسوية التي بدأت في أوسلو عام 1993 وما تلاها من اتفاقات في القاهرة وطابا وباريس وواي ريفر.

انتهى اتفاق أوسلو ولم تنتهِ الإفرازات التي أنتجها ذلك الاتفاق. خرج عرفات من الدنيا بأكملها، فيما لم يخرج الفلسطينيون من ورطتهم، وما زالوا حتى اليوم يدفعون ثمن «أوسلو» وما أنتجت.

أصبح الفلسطينيون اليوم متورطون في سلطة حكم ذاتي، فلا هي تحولت إلى دولة مستقلة، ولا هي تركت الاحتلال المباشر عارياً أمام العالم، ومشتبكاً مع الشعب الفلسطيني بشكل يومي، كما كان الحال في السابق.

منذ وفاة عرفات، بل منذ «كامب ديفيد» في تموز/ يوليو عام 2000 لم تحدث أية مفاوضات جدية، ولم يلُح في الأفق أي أمل بالتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، كما أن آخر محاولة تفاوضية كانت في عام 2014 خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ما يعني أن المسار السياسي معطل تماماً منذ عشرين عاماً، وحتى محاولات التفاوض متوقفة منذ نحو عشر سنوات، وهذا يُحتم على الفلسطينيين اليوم البحث عن حل للمأزق الراهن عبر وضع خطة إنقاذ وطني شاملة بعيداً عن الحل السياسي أو انتظار المفاوضات.

التمترس خلف سلطة حُكم ذاتي ليس لها أي صلاحيات سوى «التنسيق الأمني»، هو حالة انتحار، والتمسك بالوضع الراهن على حاله لا يُمكن أن يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال التهام الأرض في الضفة الغربية وتهويدها وتقطيع أوصال المدن بمزيد من المستوطنات.

المطلوب اليوم من منظمة التحرير وحركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية، هو تنظيم مؤتمر إنقاذ وطني شامل يتجاوز اتفاق أوسلو، ويقفز على السلطة الفلسطينية، ويعيد المنظمة إلى مكانها الطبيعي، وينتهي إلى وضع خطة عمل وطنية شاملة تتعامل مع الوضع كما كان عليه الحال قبل عام 1993، وبغير ذلك فإن الوقت ليس في صالح الفلسطينيين، وأي تأخير سوف يعني تراكم الخسائر تباعاً خلال السنوات المقبلة.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اتفاق أوسلو فتح التنسيق الأمني الحصاد المر السلطة الفلسطينية ياسر عرفات منظمة التحرير الضفة الغربیة اتفاق أوسلو

إقرأ أيضاً:

7 خروقات إسرائيلية جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان

ارتكب الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، 7 خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، ليرتفع إجمالي الخروقات منذ بدء سريان الاتفاق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى 302، وفقا لإحصائية وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وشهدت الضاحية الجنوبية تحليقا لطائرة مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض، مما أثار قلق السكان. وفي قضاء بعلبك، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على منزل في سهل بلدة طاريا، دون تسجيل أي إصابات بشرية.

أما في قضاء بنت جبيل، فقد أقدم جنود الجيش الإسرائيلي على إحراق منزل في بلدة مارون الراس، بالتزامن مع إطلاق نيران كثيفة من أسلحة رشاشة ثقيلة ومتوسطة داخل أحياء البلدة، مما تسبب في أضرار مادية كبيرة.

كما نفذ الجيش الإسرائيلي في قضاء مرجعيون عملية تفجير استهدفت عددا من المنازل في بلدة كفركلا، مما أثار موجة استنكار واسعة.

وشهدت أجواء القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني تحليقا مكثفا للطائرات الحربية والمسيّرات الإسرائيلية، في استمرار لاستفزازات متكررة تهدد بانهيار وقف إطلاق النار.

أبرز بنود الاتفاق

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد أسابيع من القصف المتبادل، تسجل إسرائيل خروقات شبه يومية، وأسفرت هذه الخروقات حتى الآن عن مقتل 32 شخصا وإصابة 38 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

إعلان

وينص الاتفاق على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية إلى جنوب الخط الأزرق في غضون 60 يوما، على أن يتولى الجيش اللبناني مهمة حفظ الأمن في الجنوب وتفكيك البنية التحتية والمواقع العسكرية لحزب الله ومصادرة الأسلحة غير المرخصة.

والخط الأزرق هو خط مؤقت يبلغ طوله 120 كيلومترا، أنشأته الأمم المتحدة للتحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000.

وفي أول رد على الخروقات، استهدف حزب الله اللبناني في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الماضي موقع "رويسات العلم" العسكري في تلال كفر شوبا المحتلة بقصف صاروخي.

وبلغ عدد القتلى اللبنانيين خلال العدوان الإسرائيلي الأخير 4063 شخصا، بينهم العديد من النساء والأطفال، في حين أصيب 16 ألفا و663 شخصا بجروح، ونزح 1.4 مليون شخص معظمهم خلال تصعيد سبتمبر/أيلول الماضي.

مقالات مشابهة

  • بعد دخول قوات إسرائيلية إلى عدة مناطق جنوبية اليوم.. بيان من الجيش
  • 7 خروقات إسرائيلية جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بشأن تأجيل الوصول لاتفاق
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • صندوق النقد ومصر يتوصلان لاتفاق بشأن المراجعة الرابعة
  • أبو شامة: اتفاقية أوسلو سقطت والسلطة الفلسطينية عاجزة عن أداء أي دور بالضفة
  • محلل سياسي: اتفاقية أوسلو سقطت منذ سنوات طويلة
  • لبنان يتحرك دبلوماسيًّا ضد خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار
  • لبنان يتحرك دبلوماسيا ضد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار
  • مفاوضات غزة: صعوبات تظهر قد تُؤخّر التوصل لاتفاق لهذا الموعد