قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، إن أكثر من ستة ملايين شخص في السودان "على بعد خطوة واحدة من المجاعة"، وشددت على أن هذه الأعداد ستستمر في التزايد إذا لم تصمت الأسلحة.

وأضافت  ديكارلو أن الجيش وقوات الدعم السريع، بعيدان عن تحقيق النصر إلا أنهما يواصلان قتالهما "الوحشي"، فيما يواصل المدنيون دفع "ثمن باهظ لهذا العنف الأحمق".

 

وتابعت إن السودان الآن يضم أعلى عدد للنازحين داخليا في العالم، إذ وصل عددهم 7.1 مليون شخص، بما في ذلك 3.3 مليون طفل.

وأشارت وكيلة الأمين العام إلى أن الصراع في السودان يتأجج بسبب التعبئة عبر الحدود، بما في ذلك على طول الخطوط القبلية، فضلا عن تدفق المقاتلين والأسلحة والذخيرة من خارج البلاد. 

وأوضحت: "هذا يهدد بإغراق المنطقة في صراع أوسع نطاقا. يجب على جميع المجتمعات والجهات الفاعلة الإقليمية الامتناع عن الانحياز إلى أي طرف. وبدلا من ذلك، يجب عليها تركيز جهودها على منع مزيد من التصعيد وإنهاء العنف".

وشددت ديكارلو على أن التقاعس السياسي قد كبّد الشعب السوداني بالفعل تكلفة باهظة ودعت إلى زيادة "الدبلوماسية الفعالة".

وأفادت "يمكن للمجتمع الدولي، بل ويجب عليه، أن يفعل المزيد للمساعدة في وقف القتال وإيجاد طريق إلى التسوية السياسية. يجب على الأطراف السودانية المتحاربة إنهاء القتال والعودة إلى جدة للتوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي من شأنه أن يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية. سيتطلب ذلك إرادة سياسية، وآلية قوية للرصد والتحقق، والقدرة على محاسبة الأطراف المتحاربة".

وأشارت المسؤولة الأممية إن الحرب في السودان "حطمت آمال وتطلعات الرجال والنساء السودانيين الذين أدى إصرارهم وتضحياتهم إلى ثورة كانون الأول /ديسمبر 2018، التي ألهمتنا جميعا في جميع أنحاء العالم"، لافتة إلى أن الكثيرين في السودان يشعرون الآن بالقلق من أن الصراع سيعيد البلاد "إلى الأيام المظلمة" ودعت المجتمع الدولي إلى الوقوف مع الشعب السوداني لمنع حدوث ذلك.

 

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس، إن البلاد تواجه أزمة إنسانية ذات "أبعاد ملحمية"، وحذر من تدهور الوضع إلى كارثة "يمكن أن تبتلع، وسوف تبتلع، البلاد بأكملها ومن ثم المنطقة" ما لم يتم اتخاذ إجراءات دولية عاجلة.

وأوضح أن إن المجتمع الإنساني يبذل كل ما في وسعه لتوسيع نطاق الاستجابة وقد وصل حتى الآن بالمساعدات إلى 3.5 مليون شخص، إلا أن خطة الاستجابة الإنسانية لا تزال تعاني من نقص حاد في التمويل، حيث تم توفير حوالي 30 بالمائة فقط من الأموال اللازمة لدعم الأشخاص داخل البلاد.

وأشار غريفيثس أيضا إلى أن قدرة العاملين في المجال الإنساني على العمل تعوقها البيئة شديدة الخطورة والمعقدة، فضلا عن القيود المفروضة على الوصول والعوائق البيروقراطية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجيش وقوات الدعم السريع الصراع في السودان المجاعة فی السودان

إقرأ أيضاً:

شهادات صادمة عن الموت حرقاً واغتصاباً وجوعاً فى السودان

لا تزال حرب السودان المنسية تحصد أرواح الأشقاء على وقع جلسات روتينية من قبل مجلس الأمن الدولى ومبادرات إقليمية ودولية دخلت جميعها النفق المظلم دونما حل فيما يواجه الضحايا من المدنيين مصيرهم وحدهم ما بين الموت حرقا وجوعا واغتصابا.

وكشف تقرير جديد أصدره باحثون فى السودان وبريطانيا عن أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 61 ألفا استشهدوا فى ولاية الخرطوم خلال أول 14 شهرا من الحرب، مع وجود أدلة تشير إلى أن العدد الكلى أعلى بكثير مما سجل من قبل.

وشملت التقديرات ارتقاء نحو 26 ألفا بعد إصابتهم بجروح خطرة، وهو رقم أعلى من الذى تذكره الأمم المتحدة حاليا للحصيلة فى البلاد بأكملها.

وتشير مسودة الدراسة، التى صدرت عن مجموعة أبحاث السودان فى كلية لندن للحفاظ على الصحة وطب المناطق الحارة، قبل مراجعة من زملاء التخصص، إلى أن التضور جوعا والإصابة بالأمراض أصبحا من الأسباب الرئيسية للوفيات التى يتم الإبلاغ عنها فى أنحاء السودان.

يأتى ذلك فيما نشرت الأمم المتحدة سلسلة شهادات مروعة لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال فى السودان الذى يشهد حربا منذ أكثر من عام.

وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان المتخصص فى صحة الأم والطفل، فى بيان نقلا عن أرقام وزارة الصحة فى ولاية الجزيرة، أن 27 امرأة وفتاة تتراوح أعمارهنّ بين 6 و60 عاما تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء، مشيرا إلى أنّ هذه الحالات تشكل جزءا صغيرا من اعتداءات جنسية عنيفة تحصل على نطاق واسع.

ونقل البيان عن ماريا، وهى أم لولدين، قولها «لقد اضطهدنا المسلحون وضربونا وصوّبوا أسلحتهم نحونا وفتّشوا بناتنا». وروت فتيات أنّ إخوتهنّ وأعمامهنّ وآباءهنّ وفّروا لهنّ سكاكين، وأضفن «قالوا لنا أن نقتل أنفسنا إذا هددنا المقاتلون بالاغتصاب».

وقالت ناجيات فى شهادات أخرى «إنّ نساء رمين بأنفسهنّ فى النهر لعدم التعرّض لهجوم من رجال مسلحين»، بينما «فرّت أخريات واختبأن لأن عائلاتهنّ هددتهنّ بالقتل بداعى غسل العار».

وقالت فاطمة، وهى أم لستة أولاد، لا تعرف ماذا حدث لزوجها «لقد ضربونا مثل الكلاب، فغادرنا. لم يكن معنا شىء ولا حتى خبز. سرنا لسبعة أيام تحت أشعة الشمس الحارقة من دون أن نأكل شيئا. وماتت بعض النساء فى الطريق».

وكانت أمينة (27 عاما) ضمن مجموعة من 21 امرأة حامل فى المرحلة الأخيرة جمعهنّ طبيب محلى فى إحدى القرى لمساعدتهنّ على الولادة قبل الفرار. وتعيّن إخضاعها لعملية قيصرية. وقالت «كانت عمليات إطلاق النار مرعبة جدا لدرجة أننى استجمعت قواى لمغادرة القرية».

وأوضحت «بعد ست ساعات فقط» من الخضوع للعملية القيصرية، وعلى الرغم من «الجروح التى كانت لا تزال حديثة ومؤلمة»، واصلت طريقها مع مولودها الجديد سيرا على الأقدام، ثم فى «عربة يجرها حمار» لأيام عدة.

وتشهد ولاية الجزيرة فى السودان، أعمال عنف شديدة، من قبل ميليشيا الدعم السريع تجاه المدنيين، إذ بدأت قوات الجنجويد حملة انتقامية، منذ 21 أكتوبر الماضى، ردا على انضمام قائد الدعم السريع فى الولاية أبو عاقلة كيكل، للجيش السودانى.

وأكدت مصادر محلية بالولاية أن الأوضاع داخل المدينة تزداد صعوبة. وكشفت عن اقتحام قوات الدعم السريع لمناطق جديدة بشرق الجزيرة مع مواصلة عمليات اقتحامها للقرى فى غرب الولاية، حيث قامت باحتجاز سكان قرية أم مغد.

كما أجبرت سكان منطقة الغابة المجاورة على النزوح بحسب ما ذكرت منصة «نداء الوسط» المحلية.

وقررت الحكومة السودانية، تمديد فتح معبر «أدرى» الحدودى مع تشاد لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها. وأكد بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالى «استمرار التعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والوكالات الأخرى العاملة فى الحقل الإنسانى».

جاء ذلك إثر ضغوط مستمرة من المجتمع الدولى والمنظمات الدولية، تطالب بفتح معبر «أدرى» الحدودى بين السودان وتشاد، لإيصال المساعدات الإنسانية لآلاف المتضررين من القتال فى دارفور.

ويواجه الآلاف فى مخيمات النزوح بدارفور غرب السودان، شبح المجاعة، حيث يموت يوميا ما بين 20 و25 شخصا، بسبب استمرار الحرب ونقص الغذاء المتصاعد.

 

مقالات مشابهة

  • شهادات صادمة عن الموت حرقاً واغتصاباً وجوعاً فى السودان
  • دراسة أمريكية تكشف: الطلاب المثليون والمثليات يعانون من الاكتئاب بمعدل ثلاث مرات أكثر من غيرهم
  • الأمم المتحدة: دق ناقوس الخطر والقيام بالمسؤولية
  • الأمم المتحدة ترحب بتمديد فتح معبر أدري لتوصيل المساعدات إلى السودان
  • يخدم 1.4 مليون شخص.. ترحيب أممي بتمديد فتح معبر أدري لإيصال المساعدات إلى السودان
  • لعمامرة: أفورقي أكد دعمه للجهود التي تقودها الأمم المتحدة في السودان
  • السودان بين المطرقة والسندان: هل تُنهي العقوبات دوامة الدمار؟
  • ممثل سمو أمير البلاد سمو ولي العهد يبعث ببرقية شكر إلى الأمين العام للأمم المتحدة
  • تقرير أممي: خطر المجاعة يلوح في قسم كبير من السودان
  • تقرير أممي: خطر المجاعة يلوح في قسم كبير من السودان