أدى الصراع الأهلي لسقوط قتلى وجرحى وأوضاع إنسانية غاية في السوء والتعقيد بولاية غرب كردفان.

الخرطوم: التغيير

لقي 8 مدنيون مصرعهم وأصيب 8 آخرون، إثر تفجر صدام أهلي بولاية غرب كردفان- غربي وسط السودان- خلف عدداً كبيراً من النازحين والمشردين وأحرقت خلاله عدد من القرى.

فيما اتهمت مصادر سياسية الاستخبارات العسكرية في المنطقة بخلق فتنة داخل قبيلة تصنفها كداعمة لقوات الدعم السريع مما أدى لانفجار الصدام.

ودخلت مدينة الفولة عاصمة الولاية في حالة اضطراب منذ 16 أغسطس الماضي، عقب تصاعد القتال بين الجيش ومليشيا الدعم السريع اللذين يخوضان حرباً شرسة منذ منتصف ابريل الماضي بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.

فتنة مصنوعة

وأفادت المتابعات بأن الصراع الأخير، تفجر يوم الجمعة الثامن من سبتمبر الحالي، بين أفخاذ من قبيلتي حَمَر والمناصرة في منطقة أم كدادة شرق الأضية التابعة لمحلية الأضية بالولاية.

واستمرت المعارك إلى مساء الأحد 10 سبتمبر ما أدى لسقوط 8 قتلى و8 جرحى وعدد كبير من المشردين والنازحين وأحرقت 7 قرى منها “قرية أم كدادة، قرية حسن، قرية باجون، وقرية الشعيبات وأخرى”، في غياب كامل للحكومة وسلطاتها الأمنية والإدارية.

وعزت مصادر سياسية تفجر الصراع إلى إقدام هيئة الاستخبارات العسكرية على تصنيف قبيلة المسيرية كداعمة ومساندة لقوات الدعم السريع.

وقالت إن الفرقة الخامسة (هجانة)- عبر الاستخبارات  العسكرية، وزعت أسلحة وذخائر لاتحاد أبناء حمر “حمر صر”، والتي وصفتها بأنها “واجهة كيزانية” يقودها أحد قادة الإسلاميين، ثم أعلنت أخيراً قوات كتيبة النسور “الاحتياط” بقيادة عقيد شرطة بالمعاش والتي تم تدشينها بمدينة النهود في 29 أغسطس المنصرم.

ولم يتسن الحصول على رواية الطرف الآخر للأحداث أو أي تعليق منه بشأن الحادثة.

أوضاع إنسانية معقدة

وفي السياق، أفادت وحدة الرصد بالمركز السوداني للإعلام الديمقراطي- مفوضية العون الانساني، بأنها أجرت مسحاً ميدانياً لاحتياجات المتضررين، وأعدت تقريراً لحجم المأساة، فيما فشلت في التواصل مع اللجنة الأهلية للمتضررين.

وكشف مدير وحدة الرصد الحقوقي- بحسب التقرير- أن الصراع القبلي خلف ضحايا كثر نتيجة لضعف وهشاشة الدولة المركزية، بعد الحرب المشتعلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فتشرد جراء المعارك والحرائق سكان تلك القرى ونزوحوا إلى منطقة أبو كوع تاركين خلفهم كل ممتلكاتهم ومؤنهم والمزارع وثروتهم الحيوانية خاصة وأنه موسم الخريف.

وأكد أن النازحين يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغة السوء والتعقيد، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويفتقدون المأوى والغذاء والكساء ويقاسون العطش ، دون مساعدة من أي من الجهات سواء الحكومة أو منظمات المجتمع المدني.

وذكر التقرير أن مدير وحدة الرصد وقف على حالة النازحين والنازحات بمناطق وجودهم في أبوكوع والحابقة والشحيطة برتي، وعقد اجتماعاً مع اللجنة المجتمعية للنازحين.

وقال إنه تأكد من أن كارثة إنسانية عميقة أحاطت بالفعل بهؤلاء النازحين، وكشف أن عدد الأسر المتضررة بلغ (177) يشكلون (1308) فرد نازح، منهم (60%) نساء و(30%) من الأطفال وكبار السن (5%) وفقاً لمسح ميداني أولي.

وأضاف التقرير بأنه نسبة لظروف الخريف فان المأوى يشكل ضرورة ملحة وعاجلة، كما يحتاج النازحون بشدة إلى الطعام والكساء وأواني المياه من “البراميل والجركانات”، فضلاً عن الرعاية الصحية.

وأعرب مدير الوحدة ومجموعة العمل، عن أسفهم لما يخلفه التناحر من ضحايا يدفعون ثمن الحروب القبيلة وغياب الدولة في حفظ الأمن، وناشدوا المنظمات الدولية والوطنية بإغاثة الضحايا.

الوسومأبوكوع الإضية الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفولة النهود غرب كردفان هجانة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفولة النهود غرب كردفان هجانة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع ترقص في احتفال على الجماجم والأشلاء

تحصد آلة القتل الفتاكة لمليشيا الدعم السريع أرواح الأبرياء من المدنيين والأهالي البسطاء في قرى ولاية النيل الأبيض بوسط السودان وتُسيل دماءَهم بالرصاص والقذائف المضادة للدروع التي يطلقها عليهم بصورة عشوائية جنودُ مليشيا الدعم السريع بلا رحمة وبلا تفريق بين كبار السنّ والنساء والأطفال والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.

ويقول بيانٌ صادرٌ من وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء 18 فبراير/ شباط، إن 433 مدنيًا، بينهم أطفال رضّع لقوا مصرعهم في هجمات لمليشيا الدعم السريع على قرى بولاية النيل الأبيض، فيما وصفته (بأسلوب المليشيا المعتاد في الانتقام من المدنيين العزّل في القرى والبلدات الصغيرة).

بينما تحدث هذه المشاهد المأساوية الموغلة في القتامة والبشاعة والفظاعة والفظاظة والغلظة والقسوة، يبدو مشهد سوداني آخر نقيضًا لذاك المشهد المأساوي، تدور أحداثه على خشبة مسرح آخر خارج حدود الدولة السودانية المثخنة بجراح حرب ضروس، أوقعت عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المصابين والمفقودين، وملايين النازحين داخل السودان، ومثلهم من اللاجئين خارج السودان.

المشهد الآخر الذي تتزامن أحداثه مع تلك الأحداث الدرامية الدامية في ولاية النيل الأبيض، هو مشهد ثُلة من السياسيين وزعماء أحزاب سودانية في منافيهم الاختيارية خارج البلاد من الموالين لمليشيا الدعم السريع والمناصرين لها سياسيًا بزعامة (حمدوك)، وهم يرقصون داخل إحدى قاعات المؤتمرات الأنيقة في كينيا، وهم مبتهجون ويهتفون فرحين بشعارات وأهازيج تمجد قائد مليشيا الدعم السريع المعروف بحميدتي الذي ارتكبت قواته تلك المجازر البشعة، وتسببت في أسوأ حرب شهدها السودان في تاريخه الحديث، من أجل الوصول إلى السلطة.

إعلان

يرقص هؤلاء ويتمايلون على أنغام وألحان وأغانٍ تنبعث من بين أركان القاعة الأنيقة فرحًا واحتفاءً بما يرونه إنجازًا تحقق تتويجًا لثلاثة وعشرين شهرًا من القتل وسفك الدماء وانتهاك الأعراض والتهجير القسري وتدمير البنى التحتية، التي ارتكبت بحق مواطنيهم وأهليهم بيد حليفهم العسكري؛ الدعم السريع.

إنه (الميثاق السياسي) المحتفى به والإنجاز الذي كان مهرُه عشراتِ آلاف الجماجم والأشلاء وأنهارًا من الدم المسفوح ظلمًا بغير حق، وأحزانًا متراكبة بعضها فوق بعض تئن بها صدور ذوي الضحايا من الثكالى والأرامل واليتامى والحرائر اللاتي فقدن أغلى ما يملكن على أيدي وحوش وذئاب في ثياب بشر أتوا كما قالوا كذبًا وزورًا من أجل جلب الديمقراطية والحكم المدني بزعمهم.

الميثاق السياسي المحتفى به والذي تأجلت مراسم التوقيع عليه، سيصبح أساسًا ومرجعية لتشكيل حكومة موازية للحكومة القائمة التي عجزوا عن إزاحتها ونزع الشرعية عنها بقوة السلاح طوال أشهر الحرب، وهذا هو مبعث فرحهم وابتهاجه.

فبعد أن كان الهدف حكم السودان كله من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، انكمش هذا الهدف وتقلص ليصير مجرد حكومة افتراضية كل وزرائها خارج حدود السودان، حكومة (جوالة) بلا أرض وبلا جماهير، حكومة وزراؤها بلا أعباء حقيقية، أيديهم ملطخة بدماء الضحايا، ولا تستطيع أقدامهم أن تطأ أرض السودان خوفًا وخشية ورهبة من مصير معلوم.

حكومة موازية بلا مقاعد في المحافل الإقليمية والدولية ولا تحمل هوية ولا تاريخًا ولا ثقافة، حكومة مصنوعة وسياساتها معلّبة تخدم مصالح صانعيها ولا شأن لها بمصالح السودان وشعب السودان.

إنها متلازمة حبّ السلطة حتى وإن أتت على الجماجم والأشلاء وأنين الضحايا، لا يهم ما دامت أنها تأتي، حتى وإن جاءت محمولة على أكف أيادٍ أجنبية مردت وتمرّست على نشر الخراب والدمار والموت حيثما حلّت، فأصبح ذاك شغلها الشاغل ومهنتها التي تدفع في سبيل مزاولتها أموالًا طائلة كان يمكن أن توجّه نحو الإعمار والتنمية والبناء والازدهار، فتقوى بها صلات القربى وتوثّق عُرى الأخوّة وروابط حسن الجوار .

إعلان

إن أكثر الأسئلة إلحاحًا وإلحافًا والتي تدور في أذهان السودانيين الذين تلاحقت عليهم الأرزاء، وتكالبت عليهم المصائب والمحن جراء هذه الحرب المصنوعة القادمة من وراء الحدود، ولا يجدون لها جوابًا، هي: لماذا كل ذلك؟ .. ولا جواب.

ما هي الجناية التي اقترفتها أيديهم في حق أولئك الذين يصدرون لهم الموت والدمار والخراب؟

هل من المعقول أن يكون كل ذلك من أجل التسلية؟

هل من المعقول أن يكون كل ذلك من أجل (لا شيء)؟!

ولا جواب..

ولربما الفاعل نفسه لا يعرف الجواب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • السودان.. الجيش ينجح في فك الحصار عن مدينة «الأبيض» شمال كردفان
  • قتلى وجرحى بمواجهات عنيفة بين الجيش والحوثيين بجبهات مأرب والجوف وتعز
  • لجان مقاومة الديوم الشرقية: قوات الدعـم السـريع تنهب وتعتدي على السكان
  • الجيش السوداني يستعيد مدينة القطينة من مليشيا الدعم السريع
  • قتلى وجرحى بهجوم في فرنسا
  • قتلى وجرحى في انهيار قاعة طعام في البيرو
  • السودان.. هل تستطيع قوات الصياد تجاوز كردفان ودق أبواب دارفور ؟
  • قتلى وجرحى في هجوم طعنا بفرنسا من قبل شخص مدرج على قائمة الارهاب
  • لقاء عبد الرحيم دقلو هو اكبر دليل على هزيمة الدعم السريع
  • الدعم السريع ترقص في احتفال على الجماجم والأشلاء