قتلى وجرحى في صدام أهلي بغرب كردفان واتهامات للجيش بـ«صناعة الفتنة»
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
أدى الصراع الأهلي لسقوط قتلى وجرحى وأوضاع إنسانية غاية في السوء والتعقيد بولاية غرب كردفان.
الخرطوم: التغيير
لقي 8 مدنيون مصرعهم وأصيب 8 آخرون، إثر تفجر صدام أهلي بولاية غرب كردفان- غربي وسط السودان- خلف عدداً كبيراً من النازحين والمشردين وأحرقت خلاله عدد من القرى.
فيما اتهمت مصادر سياسية الاستخبارات العسكرية في المنطقة بخلق فتنة داخل قبيلة تصنفها كداعمة لقوات الدعم السريع مما أدى لانفجار الصدام.
ودخلت مدينة الفولة عاصمة الولاية في حالة اضطراب منذ 16 أغسطس الماضي، عقب تصاعد القتال بين الجيش ومليشيا الدعم السريع اللذين يخوضان حرباً شرسة منذ منتصف ابريل الماضي بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.
فتنة مصنوعةوأفادت المتابعات بأن الصراع الأخير، تفجر يوم الجمعة الثامن من سبتمبر الحالي، بين أفخاذ من قبيلتي حَمَر والمناصرة في منطقة أم كدادة شرق الأضية التابعة لمحلية الأضية بالولاية.
واستمرت المعارك إلى مساء الأحد 10 سبتمبر ما أدى لسقوط 8 قتلى و8 جرحى وعدد كبير من المشردين والنازحين وأحرقت 7 قرى منها “قرية أم كدادة، قرية حسن، قرية باجون، وقرية الشعيبات وأخرى”، في غياب كامل للحكومة وسلطاتها الأمنية والإدارية.
وعزت مصادر سياسية تفجر الصراع إلى إقدام هيئة الاستخبارات العسكرية على تصنيف قبيلة المسيرية كداعمة ومساندة لقوات الدعم السريع.
وقالت إن الفرقة الخامسة (هجانة)- عبر الاستخبارات العسكرية، وزعت أسلحة وذخائر لاتحاد أبناء حمر “حمر صر”، والتي وصفتها بأنها “واجهة كيزانية” يقودها أحد قادة الإسلاميين، ثم أعلنت أخيراً قوات كتيبة النسور “الاحتياط” بقيادة عقيد شرطة بالمعاش والتي تم تدشينها بمدينة النهود في 29 أغسطس المنصرم.
ولم يتسن الحصول على رواية الطرف الآخر للأحداث أو أي تعليق منه بشأن الحادثة.
أوضاع إنسانية معقدةوفي السياق، أفادت وحدة الرصد بالمركز السوداني للإعلام الديمقراطي- مفوضية العون الانساني، بأنها أجرت مسحاً ميدانياً لاحتياجات المتضررين، وأعدت تقريراً لحجم المأساة، فيما فشلت في التواصل مع اللجنة الأهلية للمتضررين.
وكشف مدير وحدة الرصد الحقوقي- بحسب التقرير- أن الصراع القبلي خلف ضحايا كثر نتيجة لضعف وهشاشة الدولة المركزية، بعد الحرب المشتعلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فتشرد جراء المعارك والحرائق سكان تلك القرى ونزوحوا إلى منطقة أبو كوع تاركين خلفهم كل ممتلكاتهم ومؤنهم والمزارع وثروتهم الحيوانية خاصة وأنه موسم الخريف.
وأكد أن النازحين يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغة السوء والتعقيد، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويفتقدون المأوى والغذاء والكساء ويقاسون العطش ، دون مساعدة من أي من الجهات سواء الحكومة أو منظمات المجتمع المدني.
وذكر التقرير أن مدير وحدة الرصد وقف على حالة النازحين والنازحات بمناطق وجودهم في أبوكوع والحابقة والشحيطة برتي، وعقد اجتماعاً مع اللجنة المجتمعية للنازحين.
وقال إنه تأكد من أن كارثة إنسانية عميقة أحاطت بالفعل بهؤلاء النازحين، وكشف أن عدد الأسر المتضررة بلغ (177) يشكلون (1308) فرد نازح، منهم (60%) نساء و(30%) من الأطفال وكبار السن (5%) وفقاً لمسح ميداني أولي.
وأضاف التقرير بأنه نسبة لظروف الخريف فان المأوى يشكل ضرورة ملحة وعاجلة، كما يحتاج النازحون بشدة إلى الطعام والكساء وأواني المياه من “البراميل والجركانات”، فضلاً عن الرعاية الصحية.
وأعرب مدير الوحدة ومجموعة العمل، عن أسفهم لما يخلفه التناحر من ضحايا يدفعون ثمن الحروب القبيلة وغياب الدولة في حفظ الأمن، وناشدوا المنظمات الدولية والوطنية بإغاثة الضحايا.
الوسومأبوكوع الإضية الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفولة النهود غرب كردفان هجانةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفولة النهود غرب كردفان هجانة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
نازحو أبو زريقة في دارفور يعانون من أزمة إنسانية متفاقمة
الفاشر– يواجه نازحون فرّوا من الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على منطقة "أبو زريقة" قرب مخيم زمزم للنازحين في شمالي دارفور غرب السودان، ظروفا إنسانية قاسية تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية.
ويُعتبر مخيم زمزم، الذي يواجه تهديدات بالقصف، الملاذ الوحيد للفارين من أبو زريقة بسبب ندرة المياه في المناطق الأخرى، ومع ذلك، فإن النازحين يواجهون ظروفا معيشية قاسية جراء النقص الحاد في الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية.
وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبة كبيرة في تقديم المساعدة نتيجة الوضع الأمني المتقلب، مما يزيد من معاناة النازحين. ودعا العديد من المنظمات والناشطين المجتمع الدولي إلى وقف العنف في المنطقة، ورفع الحصار المفروض والتحرك السريع لإنقاذ هؤلاء الأشخاص الذين حُرموا من حقوقهم الأساسية.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال المتحدث الرسمي باسم النازحين في مخيم زمزم محمد خميس دودة إن المخيم استقبل حوالي 20 ألف نازح هربوا من هجوم أبو زريقة، وإنهم يعيشون في ظروف مأساوية، ويعانون من نقص حاد في الطعام والمأوى، إضافة إلى تدهور أوضاعهم الصحية.
وأضاف دودة "نحن بحاجة ماسة إلى المساعدة العاجلة. الأطفال والنساء هم الأكثر تضررا، ونعاني من انتشار الأمراض بسبب قلة المياه النظيفة"، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا، قائلا "نحن نناشد المنظمات الإنسانية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها تجاه هؤلاء النازحين، فالوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، ويجب أن يكون هناك تدخل فوري".
إعلانوأشار إلى أن النازحين يعبّرون عن قلقهم بشأن مستقبلهم، حيث قال "لا نعرف إلى أين نتجه. كل ما نريده هو الأمان والكرامة".
وشهدت قرية أبو زريقة، الواقعة على بعد 20 كلم جنوب مخيم زمزم للنازحين، الأسبوع الماضي، هجوما مروّعا نُسب لقوات الدعم السريع، أدى إلى مقتل 37 مدنيا وإصابة آخرين، مما تسبب في نزوح جماعي للسكان.
شتاء قاسٍ وقصف مدفعي يهدد نازحي زمزم بدارفور (الجزيرة) تهجير قسريوروى الفاضل إبراهيم، أحد سكان المنطقة، للجزيرة نت، أن الهجوم الذي تعرضت له القرية هو الثاني من نوعه خلال شهر واحد، وأوضح أن القرية تشهد تهجيرا قسريا للسكان الأصليين، حيث فقد العديد من السكان منازلهم وأمنهم.
وأضاف أن "قوات الدعم السريع قامت بقتل نحو 37 مواطنا، واختطاف آخرين ونقلهم إلى مكان غير معلوم". وتابع "نحن نعيش في حالة من الرعب المستمر، وبحاجة إلى الأمان ونرغب في العودة إلى حياتنا الطبيعية".
وسلط ناشطون محليون الضوء على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها مئات النازحين من أبو زريقة في مخيم زمزم، وناشدوا السلطات والمنظمات الدولية بالضغط لإدخال المياه والأدوية والمعدات الطبية إلى المنطقة.
وخلال زيارة وفد من الناشطين للنازحين، تمكنوا من توثيق هذه الأوضاع، وجمع شهادات مباشرة من العائلات المتضررة، يمكن أن تُشكل دافعا قويا لزيادة الاهتمام بهذه القضية، وحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة المتضررين.
وقال عضو الوفد، محمد أبكر، للجزيرة نت "تعرضت القرية لما يُوصف بمجزرة، حيث تم استهداف المدنيين بشكل عشوائي، مما أسفر عن مقتل العديد من الأبرياء وإصابة آخرين بجروح خطيرة".
وأضاف "هذه المجزرة ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي جرس إنذار للمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتأمين المساعدات الإنسانية".
واجب إنسانيومن جانبها، قالت ممثلة الوفد سعاد عبد الله، للجزيرة نت، "يجب علينا أن نتذكر أن هؤلاء النازحين هم أناس لديهم قصص وأحلام، وقد فقدوا كل شيء. إن دعمهم ليس خيارا، بل واجب إنساني علينا جميعا. نحتاج إلى تحركات عاجلة من الحكومات والمنظمات الإنسانية لتوفير ملاذ آمن لهم، ومساعدتهم على استعادة كرامتهم".
إعلانوكان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قد قال، في تغريدة على صفحته في فيسبوك، إن قرية أبو زريقة تعرضت لمأساة إنسانية مروعة، حيث قُتل عشرات المواطنين العزل على يد مليشيات الدعم السريع لأسباب عرقية وإثنية.
وأوضح أن هذه الانتهاكات الخطيرة لا تقتصر على ذلك، بل تشمل استهداف الأطفال والنساء من خلال عمليات القصف الوحشية، وحرق معسكرات النازحين وسكان مدينة الفاشر. وأكد أن "ما يحدث من انتهاكات جسيمة يستدعي منا جميعا، كأبناء الشعب السوداني وكقيادات عسكرية وسياسية في إقليم دارفور، أن نتحلى بالشجاعة ونصحح ضميرنا، ونعمل معا لوقف هذه الانتهاكات وحماية أرواح الأبرياء".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان أزمة إنسانية متفاقمة في ظل الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص، وجعل الملايين يضطرون للنزوح من منازلهم.