تارودانت المغربية.. مسالك جبلية وعرة صعّبت إغاثة ضحايا الزلزال
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
تارودانت- أغلب المناطق المغربية المتضررة من زلزال 8 سبتمبر/أيلول 2023 صخرية ووعرة في جبال الأطلس الكبير، وتنتمي إلى أقاليم الحوز وشيشاوة وأزيلال وتارودانت وورزازات.
وتُعرف هذه المناطق الجبلية بوعورة طرقها ومسالكها وضيقها، وأغلبها مسالك ترابية وصخرية تقليدية غير معبّدة، وحتى تلك المعبدة تكون إما ضيقة وبالكاد تتقاطع فيها مركبتان صغيرتان، وإما حالتها سيئة لكثرة الحُفر فيها.
منعرجات ومنحدرات
وهذه الطرق -أيضا- أنها كثيرة المنعرجات وشديدة الانحدار، وهو ما يفرض على السائق فيها سرعة لا تتعدى أحيانا 20 أو 30 كيلومترا في الساعة، خاصة سائقي الشاحنات والمركبات الكبيرة.
لكثرة الاهتزاز، كانت رؤوسنا تصطدم بسقف السيارة المتهالكة، وأكتافنا تتدافع من اليمين إلى اليسار، ثم بالعكس، وكان الغبار يقاسمنا مقاعدنا التي تكدسنا فيها من آخر نقطة تنتهي فيها الطريق المعبدة.
كان علينا بعد نهاية الطريق المعبدة أن نقطع نحو ساعة في مسالك ترابية وصخرية خطيرة، ومجرد الوقوف على جانبها والنظر إلى الوادي السحيق تحتها يشعرك بالخوف، وهي الطرق الوحيدة التي يسلكها العديد من سكان قرى منطقة أغبار (على الحدود بين إقليمي الحوز وتارودانت)، للوصول إلى مساكنهم المنتشرة في قمم وسفوح جبال الأطلس المتوسط.
وبالإضافة إلى اتساع إقليم تارودانت، الذي تبلغ مساحته نحو 16,500 كيلومتر مربعا، فإن 70% منه مناطق جبلية وعرة، أغلب مسالكها ترابية وغير مصنفة ضمن الطرق التابعة لوزارة التجهيز والنقل و"اللوجستيك" والماء.
ومما يزيد خطورة هذه المسالك وقوعها في مناطق تربتها هشة وفيها صخور ضخمة تزن الأطنان، وكثيرا ما تنهار أجزاء من المرتفعات المحيطة بها بسبب الأمطار فتغلقها وتعزل السكان.
يقول عبد الله، وهو أحد سكان المنطقة، إن وضعية هذه الطرق في الأصل مزرية وتعاني من الانقطاعات والانهيارات، لكن الزلزال زادها سوءا وفاقم الصعوبات التي يعاني منها السكان.
ويضيف في حديث للجزيرة نت، أن "حجم الأضرار التي خلفها الزلزال في هذه الطرق كبير جدا، إذ قطع بعضها نهائيا، مما أخّر وعرقل تدخل فرق الإنقاذ، وصعّب مهمة إيصال المساعدات والمواد الإغاثية إلى الأماكن المتضررة".
و"هذه الطرق قبل الزلزال كان بعضها جيدا وأخرى كانت مقبولة، وصنف ثالث هي مجرد ممرات بين الجبال شقّها السكان بإمكاناتهم الخاصة، وعند أقل التساقطات تنقطع وتصبح غير صالحة حتى للمشي، أما إذا سقطت الثلوج، فإنه الحصار التام للمئات من القرى".
ينتظرنا الأسوأ
ولهؤلاء القرويين حكايات كثيرة مع العزلة، لكن أقساها أنهم قد يضطرون لنقل جريح أو حامل على الدواب أو على نعش في موسم الثلوج ولكيلومترات طويلة، ليصلوا إلى أقرب طريق يمكن أن يجدوا فيها وسيلة نقل توصلهم إلى مركز طبي.
من جهته، يذكر الحسين، وهو أحد أبناء المنطقة أيضا، أن اليومين الأولين بعد الزلزال كانا قاسيين على أبناء هذه القرى، "لكن الأسوأ هو ما ينتظرنا في فصل الشتاء، والآن أضيفت إلى مأساة الطرق السيئة معاناة فقداننا مساكننا التي نحتاج وقتا لإعادة بنائها أو ترميمها".
وفي السياق نفسه، قال المدير الإقليمي للتجهيز والنقل و"اللوجستيك" والماء في تارودانت، عبد الرحمن بنموسى، إن السلطات المحلية تبذل قصارى جهودها لتخفيف المعاناة عن المتضررين.
وأضاف في حديث لوكالة الأنباء الرسمية (وكالة المغرب العربي للأنباء)، أن الوزارة المعنية "أعادت فتح جميع المحاور الطرقية التي عرفت انهيارات صخرية"، بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة.
وأشار إلى أن 6 طرق إقليمية وطريق وطنية تم فتحها، وأن الأشغال لا تزال جارية لإصلاح "الأضرار التي لحقت بالطريق الرابطة بين تيزي نتاست وأولاد برحيل، التي عرفت بعض الانهيارات الجانبية"، مؤكدا أنها فُتحت جزئيا "في وجه العربات الخفيفة"، لكنها لا تزال "ممنوعة على العربات ذات الوزن الثقيل".
وبسبب هذه الظروف، اضطر الجيش المغربي وباقي الهيئات المتدخلة للإنقاذ في مناطق الزلزال إلى الاستعانة بالبغال لنقل المساعدات في هذه المرتفعات، وإيصالها إلى القرى المعزولة.
وقد عاينت الجزيرة نت شاحنات تنقل هذه الدواب في قرية تفنكولت، القريبة من بلدة أولاد برحيل بإقليم تارودانت، وهي قرية اتخذتها السلطات نقطة تجمع تنطلق منها المساعدات وفرق الإنقاذ نحو القرى النائية.
كما أن القرويين الذين يسكنون في هذه المناطق تعدّ الدواب جزءا لا يتجزأ من حياتهم؛ لأنها تساعدهم على تخطي صعاب هذه المسالك، وتحمل فيها أثقالهم إلى قمم لم يكونوا بالغيها إلا بشق الأنفس.
وقد لعبت هذه الدواب -خاصة الحمير والبغال- دورا رئيسا في إيصال المساعدات، وكذلك في نقل المصابين في هذه الكارثة، إذ تصل المساعدات بالسيارات إلى آخر نقطة ممكنة، ويبدأ دور الدواب في إيصالها إلى البيوت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه الطرق فی هذه
إقرأ أيضاً:
(حلو يا الزين) … (الدبلوماسية، وقون المغربية)
*◼️(حلو يا الزين) … (الدبلوماسية، وقون المغربية)…*
جمهور الكرة ب(شندي) فى نهاية (الثمنينات والتسعينات) يذكر جيدا هتافا محببا لجماهير المدرجات وهي تهتف لقناص نادي النيل العريق، الحلفاوي النبيل والهداف الخطير الزين ابراهيم، (حلو يا الزين.. حلو يا الزين)..
الزين سليل اسرة رياضية فاضلة مع اشقائه(محمد وحسين ومصطفى الربع) حياهم الله جميعا، كان يبدع ويمتع فى احراز الأهداف الحاسمة وجندلة الخصوم مستخدما مهارته الفائقة فى هز الشباك، ومثل جيلا عظيما من نجوم كرة القدم فى شندى انذاك هدافا لنادي لنيل، وكان المخضرم سعد الريح فى (الاهلي) ، والمكير اسماعيل دوكة (النسر)، والخطير محمد الزين (الحوش) ، وكبيرهم (الفلتة) احرف من لعب كرة القدم فى الدنيا قبل معرفتنا ب(ميسي وكريستيانو وفنيسيوس) المرحوم (عبدالمحمود الخواجة) نجم ساردية، جميعهم خلدوا اسماءهم فى ذاكرة الكرة الشنداوية .
تذكرت الهتاف المحبب وانا اقرأ بيان مجلس السلم الافريقي الذى صدر مساء امس واعلن موقفا موحدا رافضا لمؤامرة الجنجويد ومشايعيهم تكوين “حكومة موازية” وانا اردد ” حلو يا الزين ” ، والزين هنا هو “الزين ابراهيم حسين” سفيرنا باثيوبيا والاتحاد الافريقي الذى احرز هدفا قاتلا فى مرمي المليشيا المتمردة، يحاكي روعة جندلة الزين ابراهيم الشنداوي للخصوم، ومن عجب ان الهدف جاء مع لحظات الافطار ليشابه كذلك ” قون المغربية” الذى كنا نقول انه ” احسن من مية” لانه يسدل الستار على هزيمة لاتعوض.
“اخر مسمار” فى نعش طموحات ال دقلو التامرية ومشايعيهم من القحاتة “جناح تاسيس” دقه مجلس السلم والامن الافريقي امس ببيانه الرافض لتاسيس الحكومة الموازية .
كان غريبا بالطبع ان ياتي الموقف الافريقي متاخرا، بعد موجة ادانات عاتية غمرت “مشروع حكومة ال دقلو” واغرقته وطمرته وشيعته الى مزبلة التاريخ.
الاتحاد الافريقي وبحكم ارتباطه الحيوى بالسودان بحكم علاقات الجغرافيا والمحيط الواحد كان ينبغي ان يبادر برفض توجه التقسيم الذى نحت اليه المليشيا بدعوتها الخطيرة المهددة لوحدة دوله الاعضاء، وارتجينا ان يكون موقفه هاديا وحاديا لدول العالم ومؤسساته الدولية، ولكنه تاخر كثيرا فى الرفض والادانه، فقد سبقته على سبيل المثال لا الحصر “مصر واريتريا وتركيا والسعودية وقطر والاردن والكويت والولايات المتحدة” .
ومما ضاعف حيرة المراقبين ان ما عبر عنه البيان الافريقي القوى من موقف رافض للحكومة الموازية واي توجه لتقسيم السودان جاء متاخرا لايام عن مجلس الامن الدولي الذى شدد على وحدة وسيادة بلادنا مشيعا هو الاخر “طموحات ال دقلو” فى انشاء اية سلطة تهدد بتقسيم السودان..
وحق لنا ان نحتفي ببيان مجلس السلم الافريقي لانه وجه ضربة موجعة للمليشيا واصاب احلامها فى مفتل حينما اجمع وبكامل عضويته على رفض الحكومة الموازية فى موقف لم تشذ عنه حتى الدول التى كانت تتخذ مواقفا سالبة تجاه السودان مثل نيجيريا.
المجلس دعا جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي صراحة إلى “عدم الاعتراف بأي حكومة موازية أو كيان يسعى إلى تقسيم السودان أو حكم أي جزء من أراضيه أو مؤسساته، كما حث الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على الامتناع عن تقديم أي دعم أو مساعدة لأي جماعة مسلحة أو سياسية تهدف إلى إنشاء حكومة موازية أو كيان منفصل داخل السودان”.
تستحق الدبلوماسية السودانية التحية على هذا الانتصار الكبير، فقد تجلت حنكة سفيرنا فى الاتحاد الافريقي الزين ابراهيم حسين فى هذا الانجاز الباهر ، وهو يتحرك بهدوء دبلوماسي وفى صمت بين اعضاء المجلس لاصدار هذا البيان المحترم الذى خاطب فى الاساس شواغل دول القارة الافريقية ومخاوفهم من التقسيم ، قبل ان يعبر عن موقف تجاه السودان، ف(خميرة عكننة) الوحدة وبذور الانقسام موجودة فى دول عديدة ، وهو الامر الذى يستدعي قفل الباب امام مغامرات المتمردين واجندة المخربين والعملاء الذين تستخدمهم المخابرات العالمية ودول الشر لتنفيذ طموحات التقسيم وخلق كيانات موازية للحكومات التى تحظي باعتراف المجتمع الدولي…
شكرا سعادة السفير محمد عروشي، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الأفريقي ورئيس مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي للشهر الحالي، على خطابه الذى فتح الباب امام الموقف الافريقي التاريخي تجاه السودان، والتهاني تمتد لسعادة السفير المعتق علي يوسف وزير الخارجية على الانجاز الذى تحقق وسفرائه يدكون معاقل المليشيا فى كل مكان… و( حلو يا الزين)..
محمد عبدالقادر
رئيس تحرير صحيفة«الكرامة»
إنضم لقناة النيلين على واتساب