هل تمهّد المباحثات المصرية الإيرانية إلى نظام إقليمي جديد؟
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
يبدو أن العلاقات المصرية الإيرانية تتجه إلى التطبيع والتوصل لاتفاقات في الملفات الإقليمية العالقة بين البلدين، فيما يظهر أن رغبة إيران في عودة العلاقات مع مصر أصبحت ضرورة مُلحة عن أي وقت سابق، مع عدم رفض أو ممانعة مصرية، طالما سيتم التوصل لاتفاقات ثنائية حول القضايا الخلافية.
تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، عن عدم وجود حول عائق أمام عودة العلاقات مع مصر، ومن قبلها لقاء وزيري خارجية البلدين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، هي تمهيد الطريق لعلاقات مصرية إيرانية، فهل تكون خطوة على طريق إعادة صياغة جديدة للمنطقة ونظام إقليمي جديد يعتمد على التوافقات ونبذ الخلافات بين القوى الإقليمية بالمنطقة؟.
رئيسي: لا يوجد عائق أمام عودة العلاقات بين #إيران و #مصر https://t.co/fxqwydiiYv
— 24.ae (@20fourMedia) September 21, 2023
من جانبه، أكد رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية الدكتور محمد محسن أبو النور، أن تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن عودة العلاقات مع مصر تعكس حرص إيران على توطيد العلاقات مع مصر، وتطوير مستوى المباحثات التي تجري منذ عدة أشهر، لتصل إلى مستوى رفع العلاقات، وهذه أولوية إيرانية في الظرف الراهن.
وتابع "من جانب آخر يبدو أن المرشد الأعلى علي خامنئي أصبح مقتنعاً تمام الاقتناع أنه ما من علاقات عربية إيرانية سليمة ووطيدة، بدون علاقات مع مصر، ولذلك نجد أن كل المسؤولين في الإدارة الإيرانية لديهم انفتاح على عودة العلاقات، لاعتبارات تخص الدور الإيراني في الإقليم، وأيضاً الترتيبات الأمنية، بعد الانسحاب الأمريكي من الإقليم وتركيزها على جنوب شرق أسيا لمواجهة النفوذ الصيني هناك".
نظام إقليمي جديد
وفيما يتعلق بلقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، علّق أبو النور قائلاً: "من المؤكد أن هذه المباحثات تأتي في صياغات ما يعرف باللقاءات المصرية الإيرانية المتتالية، مع توقعات مسبقة أنه كان من المتوقع أن يلتقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش هذه الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن عدم ذهاب الرئيس السيسي إلى نيويورك حال دون حدوث هذا اللقاء، واستبدل اللقاء بلقاء وزيري خارجية البلدين".
صفرية المشاكل بالمنطقة
من جهته، قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مختار غباشي لـ24: "نعلم جميعاً أن الكثير من المشاكل كانت بين تركيا وإيران مع العديد من الدول العربية، رأينا مؤخراً تحسن في وتيرة العلاقات السعودية التركية، مع تحسن في العلاقات المصرية التركية، كما حدث أيضاً تحسن في العلاقات السعودية الإيرانية والآن نرى تحسناً ملحوظاً في العلاقات المصرية الإيرانية، وهناك دول عربية قامت بدور الوسيط في هذا التقارب العربي التركي والعربي الإيراني، من بينها سلطنة عمان وقطر".
وتابع "لقاء وزير الخارجية المصري مع نظيره الإيراني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك طبيعي، والحديث بين القيادتين المصرية والإيرانية عن فرصة لتحسن العلاقات بين البلدين هذه مسألة طبيعية، بعد تحسن العلاقات السعودية الإيرانية".
تصريحات رئيسي منطقية وأشار غباشي، إلى أن تصريحات الرئيس الإيراني رئيسي طبيعية ومنطقية بعد لقاء وزيري خارجية البلدين، فهذه التصريحات هي استكمال لاتصالات تمت على مستوى الأجهزة، وعلى مستوى قيادات الخارجية بين الجانبين خلال الفترة الماضية، وتعد تصريحات ختامية لبداية إرهاصات العودة الطبيعة، قد يكون هناك تبادل سفراء وفتح سفارات، والأيام المقبلة ستكشف إلى أي مدى ستصل العلاقات بين البلدين.
من جانبه أكد خبير العلاقات الدولية الدكتور أحمد سيد أحمد، أن تصريحات الرئيس الإيراني لعودة العلاقات مع مصر تعكس أن إيران تعطي أولوية كبيرة لتعزيز العلاقات مع دول المنطقة، خاصة دول الخليج ومصر.
وقال أحمد لـ24: "البرنامج الرئاسي لإبراهيم رئيسي كان يتضمن تعزيز التعاون وتحسين العلاقات مع الدول العربية ودول الجوار، كما يأتي أيضاً في سياق الانفتاح الإيراني على دول المنطقة، خاصةً بعد اتفاق تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية واستئناف العلاقات الدبلوماسية".
وتابع "لقاء وزير الخارجية المصري مع نظيره الإيراني يعكس رغبة البلدين في اتخاذ مزيد من الخطوات في اتجاه تقارب العلاقات وتطبيعها، وبحث كافة القضايا العالقة وإزالة كل العوائق التي تقف حاجزاً أمام تسريع وتيرة هذا التقارب والانفتاح".
حسن الجوار وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن أهم النقاط التي من المتوقع أن تركز عليها مصر خلال المباحثات الفترة المقبلة مع إيران هو التأكيد على عدم التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، والالتزام بحسن الجوار بين إيران والدول العربية المحيطة بها خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أحمد، "من أهم العوامل التي تدفع إيران إلى التقارب مع الدول العربية، ومن بينها مصر، هي الأسباب الاقتصادية، ومحاولة إيجاد أسواق جديدة ورفع معدلات التبادل التجاري بينها وبين الدول العربية، للتغلب على العقوبات الغربية المفروضة عليها، وخروجها من عزلتها الاقتصادية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مصر مصر وإيران إيران العلاقات المصرية الإيرانية الجمعیة العامة للأمم المتحدة العلاقات السعودیة الدول العربیة على هامش
إقرأ أيضاً:
مصدر عراقي: المباحثات التي أجريت مع الإدارة السورية الجديدة أمنية
سرايا - أفاد مصدر عراقي رفيع المستوى، الخميس، بأن المباحثات التي أجراها وفد بغداد مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق كانت "أمنية".
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع" عن مصدر لم تسمه، وصفته بأنه "رفيع المستوى"، قوله إن "المباحثات التي أجراها الوفد العراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، كانت أمنية، وركزت على الملفات المرتبطة بالأمن".
وأضاف المصدر، أن "الوفد العراقي ناقش مع الإدارة السورية الجديدة حماية الحدود، والتعاون بشأن منع عودة نشاط عصابات داعش الإرهابية، وكذلك حماية السجون التي تضم عصابات داعش داخل الأراضي السورية (لم يسمها)".
وأكد المصدر أن الوفد "عرض أيضا تصورات وطلبات العراق حول احترام الأقليات والمراقد المقدسة".
وأشار إلى أن "العراق بلد مؤثر في المنطقة، ولا بد من التعامل مع الملفات الراهنة بمنطق الدولة".
وبشأن الطرف المقابل، قال المصدر إن "الإدارة السورية الجديدة أبدت دعمها لمطالب العراق ومخاوفه بما يتعلق بالملفات التي جرى النقاش حولها".
وفي وقت سابق الخميس، أجرى وفد عراقي برئاسة الشطري، لقاء مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
ومنذ أيام يتوافد على دمشق مسؤولون من دول عربية وإقليمية، لإجراء مباحثات مع الشرع، في أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000- 2024).
وسيطرت فصائل سورية، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، على العاصمة وقبلها مدن أخرى، بالتزامن مع انسحاب قوات نظام الأسد، ما أنهى 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 460
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 26-12-2024 09:53 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...