يبدو أن العلاقات المصرية الإيرانية تتجه إلى التطبيع والتوصل لاتفاقات في الملفات الإقليمية العالقة بين البلدين، فيما يظهر أن رغبة إيران في عودة العلاقات مع مصر أصبحت ضرورة مُلحة عن أي وقت سابق، مع عدم رفض أو ممانعة مصرية، طالما سيتم التوصل لاتفاقات ثنائية حول القضايا الخلافية.

تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، عن عدم وجود حول عائق أمام عودة العلاقات مع مصر، ومن قبلها لقاء وزيري خارجية البلدين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، هي تمهيد الطريق لعلاقات مصرية إيرانية، فهل تكون خطوة على طريق إعادة صياغة جديدة للمنطقة ونظام إقليمي جديد يعتمد على التوافقات ونبذ الخلافات بين القوى الإقليمية بالمنطقة؟.




رئيسي: لا يوجد عائق أمام عودة العلاقات بين #إيران و #مصر https://t.co/fxqwydiiYv

— 24.ae (@20fourMedia) September 21, 2023




من جانبه، أكد رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية الدكتور محمد محسن أبو النور، أن تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن عودة العلاقات مع مصر تعكس حرص إيران على توطيد العلاقات مع مصر، وتطوير مستوى المباحثات التي تجري منذ عدة أشهر، لتصل إلى مستوى رفع العلاقات، وهذه أولوية إيرانية في الظرف الراهن.



انفتاح إيران على العالم العربي وقال أبو النور لـ24: "إيران في عهد رئيسي تبدو منفتحة، وتريد تحسين علاقاتها مع العالم العربي بما في ذلك مصر، بحكم أنها أكبر وأهم دولة عربية في أفريقيا".



وتابع "من جانب آخر يبدو أن المرشد الأعلى علي خامنئي أصبح مقتنعاً تمام الاقتناع أنه ما من علاقات عربية إيرانية سليمة ووطيدة، بدون علاقات مع مصر، ولذلك نجد أن كل المسؤولين في الإدارة الإيرانية لديهم انفتاح على عودة العلاقات، لاعتبارات تخص الدور الإيراني في الإقليم، وأيضاً الترتيبات الأمنية، بعد الانسحاب الأمريكي من الإقليم وتركيزها على جنوب شرق أسيا لمواجهة النفوذ الصيني هناك".



نظام إقليمي جديد


وفيما يتعلق بلقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، علّق أبو النور قائلاً: "من المؤكد أن هذه المباحثات تأتي في صياغات ما يعرف باللقاءات المصرية الإيرانية المتتالية، مع توقعات مسبقة أنه كان من المتوقع أن يلتقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش هذه الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن عدم ذهاب الرئيس السيسي إلى نيويورك حال دون حدوث هذا اللقاء، واستبدل اللقاء بلقاء وزيري خارجية البلدين".





صفرية المشاكل بالمنطقة

من جهته، قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مختار غباشي لـ24: "نعلم جميعاً أن الكثير من المشاكل كانت بين تركيا وإيران مع العديد من الدول العربية، رأينا مؤخراً تحسن في وتيرة العلاقات السعودية التركية، مع تحسن في العلاقات المصرية التركية، كما حدث أيضاً تحسن في العلاقات السعودية الإيرانية والآن نرى تحسناً ملحوظاً في العلاقات المصرية الإيرانية، وهناك دول عربية قامت بدور الوسيط في هذا التقارب العربي التركي والعربي الإيراني، من بينها سلطنة عمان وقطر".



تركيا وإيران لاعبان أساسيان وأضاف "كان من الضروري وجود تفاهم وحوار عربي مع هاتين الدولتين الإقليميتين تركيا وإيران، لأنه لا بديل للحديث معهما لأنهما لهما دوراً كبيراً وأساسياً في الكثير من ملفات المنطقة العربية".



وتابع "لقاء وزير الخارجية المصري مع نظيره الإيراني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك طبيعي، والحديث بين القيادتين المصرية والإيرانية عن فرصة لتحسن العلاقات بين البلدين هذه مسألة طبيعية، بعد تحسن العلاقات السعودية الإيرانية".



تصريحات رئيسي منطقية وأشار غباشي، إلى أن تصريحات الرئيس الإيراني رئيسي طبيعية ومنطقية بعد لقاء وزيري خارجية البلدين، فهذه التصريحات هي استكمال لاتصالات تمت على مستوى الأجهزة، وعلى مستوى قيادات الخارجية بين الجانبين خلال الفترة الماضية، وتعد تصريحات ختامية لبداية إرهاصات العودة الطبيعة، قد يكون هناك تبادل سفراء وفتح سفارات، والأيام المقبلة ستكشف إلى أي مدى ستصل العلاقات بين البلدين.



من جانبه أكد خبير العلاقات الدولية الدكتور أحمد سيد أحمد، أن تصريحات الرئيس الإيراني لعودة العلاقات مع مصر تعكس أن إيران تعطي أولوية كبيرة لتعزيز العلاقات مع دول المنطقة، خاصة دول الخليج ومصر.



وقال أحمد لـ24: "البرنامج الرئاسي لإبراهيم رئيسي كان يتضمن تعزيز التعاون وتحسين العلاقات مع الدول العربية ودول الجوار، كما يأتي أيضاً في سياق الانفتاح الإيراني على دول المنطقة، خاصةً بعد اتفاق تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية واستئناف العلاقات الدبلوماسية".


وتابع "لقاء وزير الخارجية المصري مع نظيره الإيراني يعكس رغبة البلدين في اتخاذ مزيد من الخطوات في اتجاه تقارب العلاقات وتطبيعها، وبحث كافة القضايا العالقة وإزالة كل العوائق التي تقف حاجزاً أمام تسريع وتيرة هذا التقارب والانفتاح".


حسن الجوار وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن أهم النقاط التي من المتوقع أن تركز عليها مصر خلال المباحثات الفترة المقبلة مع إيران هو التأكيد على عدم التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، والالتزام بحسن الجوار بين إيران والدول العربية المحيطة بها خلال الفترة المقبلة.



وأضاف أحمد، "من أهم العوامل التي تدفع إيران إلى التقارب مع الدول العربية، ومن بينها مصر، هي الأسباب الاقتصادية، ومحاولة إيجاد أسواق جديدة ورفع معدلات التبادل التجاري بينها وبين الدول العربية، للتغلب على العقوبات الغربية المفروضة عليها، وخروجها من عزلتها الاقتصادية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مصر مصر وإيران إيران العلاقات المصرية الإيرانية الجمعیة العامة للأمم المتحدة العلاقات السعودیة الدول العربیة على هامش

إقرأ أيضاً:

تعرف على تطور العلاقات المصرية الجيبوتية في عهد السيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، العاصمة الجيبوتية جيبوتي، حيث يعقد الرئيس مباحثات مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتنسيق المشترك بشأن الأوضاع الإقليمية في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.

ونرصد تطور العلاقات المصرية الجيبوتية في عهد الرئيس السيسي:

 - تتمتع مصر وجيبوتي بعلاقات تاريخية واستراتيجية متميزة حيث تعد مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية وفتحت سفارة لها في جيبوتي عقب استقلالها عام 1977

 - سارعت مصر للترحيب بالاتفاق الإطاري للحوار السياسي الذى تم توقيعه بين الحكومة وائتلاف المعارضة في جيبوتي لإنهاء الخلاف السياسي.

 - في المقابل فقد ساندت جيبوتي المواقف المصرية في كافة المحافل الدولية والتي كان آخرها تصويتها ضد قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بتعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الإفريقي بعد ثورة 30 يونيو.

 - يعزز من العلاقات الوثيقة بين البلدين موقع جيبوتي الاستراتيجي في مدخل البحر الأحمر قرب خليج عدن ومضيق باب المندب، البوابة الجنوبية لقناة السويس وأحد المحاور الأساسية للأمن القومي المصري فضلا عن كون جيبوتي بوابة مهمة لمنطقة القرن الإفريقي وشرق إفريقيا في ظل تمتعها ببنية تحتية وموانئ متطورة.

- في مايو 2021  قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة تاريخية لجيبوتي هي الأولى لرئيس مصري وعقد الرئيس السيسي مباحثات موسعة مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة شهدت المباحثات تبادل الرؤى بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية خاصة منطقتي شرق أفريقيا والقرن الإفريقي.

 - في سبتمبر 2019 شارك الرئيس السيسي في قمة ثلاثية مع كل من إسماعيل عمر جيلة رئيس جمهورية جيبوتي وأوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك تلبية لطلب جيبوتي وكينيا انطلاقا من رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي وكذا العلاقات المتميزة التي تجمع مصر بكلا الدولتين.

 - في أبريل 2019  شارك الرئيس إسماعيل عمر جيله رئيس جيبوتي في القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان بالقاهرة  والتي كرست لبحث التطورات الأخيرة فى السودان وعقدت هذه القمة بمبادرة من رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس الاتحاد الإفريقى عبد الفتاح السيسى وجمعت الى جانب رئيس الجمهورية رؤساء كل من جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والصومال محمد عبد الله محمد، وتشاد إدريس ديبي ورواندا بول كاجامي والكونغو دنيس ساسو نجيسو  بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء الإثيوبي دميكي ماكونين ومبعوثين عن رؤساء كل من أوغندا وكينيا ونيجيريا.

 - في فبراير 2019 شارك  الرئيس إسماعيل عمر جيله  في القمة العربية الأوروبية الأولى، بمدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية نحو 50 دولة من الجانبين العربي والأوروبي.

 - عكست الزيارات المهمة للرئيس إسماعيل عمر جيلة رئيس جيبوتى، لمصر العلاقات المتميزة بين البلدين حيث عقد مباحثات ثنائية معمقة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى تناولت سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، كما تمت مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك كما تم التطرق إلى الوضع في منطقة القرن الأفريقي واليمن وحالة السلم والأمن في أفريقيا وما تشهده من تحديات نتيجة تعدد الأزمات بالقارة وتزايد مخاطر الإرهاب. كما قام محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتى بزيارة لمصر.

- رغم العلاقات الوثيقة بين مصر وجيبوتي فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يعكس متانة تلك العلاقات، وإن كانت زيارات الرئيس الجيبوتي لمصر  قد شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون المهمة في مختلف المجالات، كما يرتبط البلدان باتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم فى مختلف المجالات، فيما عقدت اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والفنى بين البلدين، عدة لقاءات.

 - يتمثل تواجد المستثمرين المصريين فى جيبوتي فى شركتي: المهندسون المتحدون والتى تقوم حالياً بعدد من المشروعات فى مجال المقاولات، ومجموعة شورى التى تمكنت من تأسيس بنك مصري فى جيبوتي.

 - شهدت العلاقات المصرية الجيبوتية على المستوى الاقتصادي تطورا  عكس ذلك تلاقي الدولتين في العديد من المحافل واللقاءات الثنائية.

يرتبط البلدان باتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم فى المجالات المختلفة تعاون فنى – تجارة – صحة – استثمار حيث توجد لجنة مشتركة للتعاون الاقتصادى والفنى بين البلدين.

 - لعب الأزهر الشريف والجامعات المصرية دورا كبيرا في تدعيم العلاقات  بين البلدين  عبر استقبال مصر للبعثات الدراسية الجيبوتية، كما توفر مصر العديد من فرص التدريب للكفاءات الجيبوتية من مختلف المجالات ضمن البرامج التدريبية المقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

 - تقدم مصر الدعم الفني والدورات العسكرية داخل منشآتها ومعاهدها العسكرية للكوادر العسكرية الجيبوتية في التخصصات المختلفة.

 - هناك تعاون بين مصر وجيبوتي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال تنشيط الآليات القائمة لتعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني وكذلك حماية البحر الأحمر من التهديد الإرهابي وعمليات القرصنة الدولية ولأهمية هذا الموقع الاستراتيجي لا سيما أنها من المحاور الأساسية لأمن القاهرة المائي والاقتصادي والأمني.

 

مقالات مشابهة

  • معهد: إيران تنسق مع منظمات متطرفة لزعزعة استقرار سوريا
  • عراقجي يطلع النائب الاول لرئيس وزراء الصين على مستجدات المفاوضات الإيرانية-الأمريكية غير المباشرة
  • 3 ملفات مهمة تتصدر القمة المصرية الجيبوتية
  • تعرف على تطور العلاقات المصرية الجيبوتية في عهد السيسي
  • محافظة في إيران تعيّن مستشاراً لها لشؤون العلاقات مع اقليم كوردستان
  • ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟ .. متخصص بالشأن الإيراني يجيب
  • مختص بالشأن الإيراني يوضح ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟
  • جلالة السلطان المعظم: المباحثات مع الرئيس الروسي تركّزت على بناء علاقات متينة طيبة بين البلدين
  • عقوبات أمريكية جديدة على إيران وتأجيل المباحثات إلى السبت
  • ترامب يشيد بجولة المباحثات الثانية مع إيران: "محادثات جيدة للغاية"