أمجد الباشا.. شكر على تعازي
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
صراحة نيوز- يتقدم أمجد أحمد الباشا وأخوانه
وعموم آل الباشا خاصة وآل جبارة عامة
بالشكر والامتنان والتقدير والعرفان لكل من قدم لنا التعزية والمواساة
الحسنة في وفاة المرحومة بإذن الله والدتنا الحاجة
( رابعة محمد عبدالحفيظ حمدان شريم )
سواء كان بالتشيع أو بالحضور إلى بيت العزاء أو بالإتصال الهاتفي أو عبر
مواقع التواصل الاجتماعي أو بالمواقغ الالكترونية أو بالصحف اليومية
ونخص بالذكر أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة والأقارب والأسرة الأردنية الواحدة
واصدقائنا واخواننا من الدول العربية الشقيقة
كما نتقدم بالشكر الجزيل من
معالي الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح
المستشار في الديوان الاميري الكويتي حفظه الله
وإلى طاقم السفارة الكويتية في عمان والاخوة والاصدقاء في دولة الكويت الشقيقة
ونسأل الله تعالى العزيز الرحيم أن يحفظكم ويرعاكم بعنايته
وأن يجنبكم كل مكروه
وانا لله وانا اليه راجعون
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا زين الأردن الوفيات الوفيات اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
سودانيات مبداعات فيي المنفى
سودانيات مبداعات فيي المنفى
كتابات من أرض النزوح واللجوء:
*محمد اخوي*
بقلم
إسراء ام جود
جوبا
١٨ يناير ٢٠٢٥
في مثل اليوم وبالتحديد الثامن عشر من شهر يناير عام 2000 ولد اخي محمد عليه الرحمة والعتق من النار..
(ومن يكون مثل أخي ولكن
"أعزي النفس عنه بالتأسي
فلا والله لا انساك حتي
افارق مهجتي ويشق رمسي
فيا لهفي عليه ولهف امي
أيصبح في الضريح وفيه يمسي؟!)
نحن الان من النازحين في جوبا. كنا جالسين تحت ظل شجرة المانجو، نسري عن انفسنا بسرد القصص والذكريات، متناسين كل آلام الحرب في السودان الغالي بفنجان من القهوة والبخور السوداني وطعم وريحة جوبا وحنيننا الدائم للخرطوم. كنا كذلك الى ان اتت الينا من احد اقربائي دعوة لعقد زواج. وكانت تلك الدعوة لزواج خطيبة اخي المتوفي!
وعادت لنا تلك الذكريات بالتخلي والخذلان من تلك الشخصية الباهتة التي تخلت عنه في ظروف مرضه ووجعه وحوجتة اليها لدعمة معنويآ. اخي محمد الذي كان كالظل لها في كل فترة الخطوبة. والله مايستاهل المعاملة ذيك منها. تلك الدعوة المشئومة فتحت الجرح الذي أغلق من توه ووجدت نفسي أستعير (بتصرف) ما قالته الخنساء في رثاء اخيها صخر :
"يذكرني طلوع الشمس (محمدا)
واذكره لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي"
كان اخي محمد في طفولته شقيا ، كثير الحوداث والاحداث كان طفل اصفر اللون بشعر بني يميل للتجعد، وكان جميل الملامح طويل القامة ، ولهذا كان دائمآ يعطى الانطباع ان عمره اكبر من عمره الحقيقي، بهي الطلة صاحب الابتسامة الساحرة جميل اللبس والطلة، ذكي في طفولته وفي شبابه ويعشق كل ما يتحرك ولديه عجلات، حتى انه درس كهرباء السيارات من شدة ولعه وشغفه بها. ذكريات طفولتنا معه لا تخلو من شقاوة الاطفال , لأنني كنت الأخت الاكبر دائما ما كنت احمله واوقعه في الارض دون علم امي والحمد لله لم يحدث ما هو سيء. وكان في صغره يتهرب من المدرسة ويختبئ لكي لا تضيع نومه الصباح. وبعد تفتيش طويل عليك في اركان المنزل نجدة مختبئا ,داخل غرفته تحت السرير او في اخر الرواق في المنزل ، وعنما يغضب من احد في المنزل كان يطلع في راس البيت ويرشقنا بالحجارة جميعاً، وكان لا يخاف لومة لائم , اذكر ذهابه الى كردفان مسقط رأسنا وهو صغيرا في السن, وهو لم يكن يعرف المكان او الناس . مغامرا بحب التعرف والاختلاط بالناس, ويتأقلم مع كل الاشخاص في مختلف البيئات في اسرع وقت.
كان جدي ابوعلي يقول عن محمد محمد اخي هو نفسه وهو خليفته وتكرارا له لانه يحمل كل صفاته وطباعه وجيناته الوراثية.
يختلف حب محمد لكل واحدآ فينا لكن حب أمي لمحمد يختلف كثيرآ كان ومازال المفضل لديها , وهو كان ونيسها وصديقها وحبيبها رغم صغر سنة , يعرف مفاتيح الدخول لقلبها وهو سر سعادتها وابتسامتها وحزنها , وكانت امي دائمآ ما تجد له المبررات والاعذار , وهو يعرف كيف يحتال عليها بكلمة* يمه * وهو رفيقها في كل المشاوير والطلعات الرسمية وغير الرسمية لانه كان يحب قيادة السيارات وخير جليس وونيس..
كان اخي يصغرني بستة اعوام رغم صغر سنه الا انه كان سندي وعضدي ، وحاضراً في كل مشاكلي , كان محب للحياة واثقاً من نفسه , لم يستهويه طيش الشباب ولا رعونته ، لم يدقق في هواتفنا ولا يناقش في محادثاتنا يثق بنا ثقه عمياء , لا يحب المال معطاء , وكل متعه في الحياة تكمن في قيادة السيارة كان كرجل رغم سنه يعتمد عليه..وفي شبابه حدث ما لم نكن نتوقعه، الا وهو إصابته بالحمى الخبيثة والتي تمكنت منه ومكث في المشفي مايقارب نصف عام وتعددت الادوية ليدخل في مشاكل صحية اخرى.
ونحمد الله على مرور المحنه. ويسترد عافيته لتبدا مرحلة الشباب بتقلباتها وصراعاتها واحداثها التي لا تنتهي من مرحلة إثبات الذات والتعلم والنضج ومرحلة التفكير في الزواج وإنشاء أسرة تمت خطبته علي احدى قريباتنا وكان اسعد يوم حياة الكل , يوم مليء بالزغاريت والفرح والمحبة ,اذكر ان قلب امي كان كقلب طفلة حينها , وفي يوم واحد شهر اربعه سنه ثلاث وعشرين , كان عيد ميلاد ابنتي جود التي اكملت عامها الثاني وكان اخر يوم للاحتفالات مع إخوتي في منزل أختي بالمعمورة وقامت هي وزوجها باعداد ليوم الميلاد بإحضارالكيك وكل مستلزمات الميلاد البالونات الملونة والتورته وكان لم شمل عائلي , وكنا نرقص ونغني كاننا نودع الايام السعيدة , ودخل علينا اخي محمد وهو متكي على عصى اخبرنا بان به شد عضلي والم خيف في رجله وسوف يكون بخير , ظننا انه وقع من سواقه الموتر او الدراجة، وذهب به زوج اختي للمشفي ليؤكد لنا ما اصابة شد عضلي خفيف.
في الخامس عشر من ابريل تندلع الحرب اللعينة لتغضي على الاخضر واليابس من فقدان الاموال والرواح ليذهب كل ما جمعناه خلف ادراك الرياح , لاننا كنا ننتقل من منزل لاخر خوفأ من النيران الي المناطق الامنة وسرعان ماتصبح تلك المناطق في جوف الخطر , تستمر اوزار الحرب وتتنوع اشكالها وتزداد الجرائم ضد الانسانية والانسان السوداني , لندخل في حاله كر وفر لكل الشعب السوداني , في تلك اللحظات كان اخي يتصارع مع المرض كا الجندي المجهول الذي لم يشكي او يتألم في تلك الفترة , ويزداد الالم حتى يمنعه من الحركة والمشي , وبالرغم من ذلك لم يستسلم بل كان يقود لنا العربية في ظل الحرب وهو مريض , وحتى عنما نذهب الي الشبكه لإستخدام الإنترنت وكانت تلك الوسيلة الوحيدة للتواصل واستخدام الانترنت كان المشهد مرعباً ونحن في يقين تام بان يتم قتلنا عن طريق مسيارات او طيران اوطلقة طائشه من احد الجنود
عنما جئت من نزوحي الاول من سنار التي سقطت في ايدي الدعم السريع ذهب اخي محمد واختي لاحضاري من نصف المسافه وهو يقود العربية بالرغم من تمكن المرض منه وضعفه الى انه ظل في الطريق يومان من اجل احضاري , وبالرغم من ضرب الطيران للطريق الى اننا الحمدلله تمكنا من عبوره لانه مثل رقعه في قماش بها ثقوب عن يميني وعن شمالي الخزان. الحمدلله الذي نجانا,
وبعد مجيئي باسبوع يكتب الله لمحمد وعمر اخي الصغير وابي السفر للقاهرة استلقي محمد العلاج وسبحان الله الذي سخر لنا هذه لتتم رحلة العلاج والاستشفاء من المرض وبعدها بثلاث اشهر. شاء الله ان تقبض روحة لترجع الي ربها راضية مرضيه.
وقدر الله لنا ان نفترق في هذه الدنيا الفانية ولكن لنا لقاء في الدار الاخرة بإذن الله. واذكر اني اتصلت عليه يوم الاثنين وحينها قال لي ." بخير يا اسراء" وتوفى اليوم التالي مباشرة , كان حامداً شاكراً لله عز وجل ونحن نحمده سبحانه وتعالى ونشكرة على جميع فضله ونعمه التي لا تحصى..
*لنا رفاقا غاب طيفهم ولكن في القلب مسكنهم ومرساهم*..
ربي نسألك الرحمة والمغفرة والعتق من النار لكل السودانين الذين فارقونا في سنوات البؤس والشؤم , والعار والخزي على من اشعل تلك الحرب اللعينه لتضع السودان الحبيب في كف عفريت. من قتل وتشرد ونزوح ودمار للمال والممتلكات والعرض والشرف وتضيع كل الاماني ويضيع السودان..
osmanyousif1@icloud.com