الأمم المتحدة ومزج الفن بالسياسة..قصة أهم حوار صحفي بين أم كلثوم وهيكل
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
خلال الأيام المقبلة نحتفل بذكرى مئوية الكاتب والصحفي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل أحد أهم وأبرز كتاب القرن العشرين.
في مجلة "آخر ساعة" في العدد المنشور في 6 ديسمبر 1967، تم نشر حوار جمع بين الفنانة أم كلثوم والكاتب هيكل. تناول الحوار مواضيع متنوعة بدءًا من قمة الدول العربية في المغرب ودور الأمم المتحدة في الأزمات في الشرق الأوسط، وصولاً إلى قضايا فنية.
مزج السياسة بالفن
في بداية الحوار، أعربت أم كلثوم عن رغبتها في تغيير دورها مع الصحافة، حيث قالت: "عادةً ما يوجهني الصحفيون بالأسئلة وأجيب عليها، ولكنني هذه المرة أرغب في طرح بعض الأسئلة على الصحافة".
وتساءلت أم كلثوم قائلة: "في عام 1948، لم تتخذ الأمم المتحدة أي إجراءات تجاه مشكلة اللاجئين لمدة 20 عامًا، وما زالت هذه القضية مستمرة. ورفض مجلس الأمن إحالتها إلى الأمم المتحدة، بالإضافة إلى وجود دولة أو دولتين تتحكمان في مصير الشعوب".
رد هيكل قائلاً: "هذا السؤال يتعلق بقضايا عالمية، ولكن هناك فرقًا جوهريًا بين العالم العربي في عام 1948 والعالم العربي الحالي. على الرغم من التحديات التي نواجهها، إلا أن هناك تحسنًا جوهريًا في الحالة العامة، خاصة بالنسبة لمصر. في عام 1967، كنا قبل خمسة أشهر فقط من الوقت الحالي. يجب أن ننظر إلى الواقع بشكل صحيح ونستفيد من التجارب الماضية وما حدث. في الماضي، لم يكن هناك أحد مستعدًا للقيام بما يلزم بشكل ذاتي".
ثم طرح هيكل سؤالًا لأم كلثوم، حول كيفية مزجها بين السياسة والفن. فأجابت أم كلثوم قائلة: "أعتقد أن السياسة والفن هما توأمان. على سبيل المثال، عندما قامت مصر بإرسال آثار توت عنخ آمون إلى باريس، كان ذلك عملاً سياسيًا وفنيًا في نفس الوقت، حيث شاهد الفرنسيون حضارتنا وتبادلنا الثقافة معهم".
وأكمل هيكل المناقشة قائلاً: “هذا المثال يوضح التوازن بين السياسة والفن. أعتبر أن السياسة تستخدم الفن مثلما تستخدم الاقتصاد وغيرها من العوامل”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هيكل الدول العربية قضايا العالم محمد حسنين هيكل الأمم المتحدة أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تطلق مبادرة لمواجهة الصعوبات المالية
أطلق الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء، عملية مراجعة داخلية تهدف لجعل المنظّمة الدولية "أكثر كفاءة" في ظلّ الصعوبات المالية المزمنة التي تعاني منها، والتي فاقمتها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال غوتيريش في معرض تقديمه مبادرة "الأمم المتحدة 80" (يو إن 80)، بمناسبة حلول الذكرى الـ 80 لتأسيس المنظمة هذا العام: إنّ "الموارد تتضاءل على كل المستويات، وقد كان الأمر كذلك لفترة طويلة".
وأضاف أنّ "الأمم المتّحدة تواجه منذ 7 سنوات على الأقلّ أزمة سيولة، لأنّ ليس كل الدول الأعضاء تسدّد اشتراكاتها بالكامل، والكثير منها لا تسدّدها في الوقت المحدّد".
I am intensifying our @UN reform efforts by launching the #UN80 Initiative to make proposals in 3 areas:
• Efficiencies & improvements in the way we work.
• Review of the implementation of our mandates.
• Review of deeper, more structural changes & programme realignment in… pic.twitter.com/4whvC8MS9W
وبحسب الأمم المتّحدة، فإنّ الولايات المتّحدة أكبر مساهم في الميزانية العادية للمنظمة الدولية (بنسبة 22% وفقاً للحصّة التي حدّدتها الجمعية العامّة)، راكمت حتى نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، متأخّرات بلغت 1.5 مليار دولار، وهو مبلغ كبير بالمقارنة مع 3.72 مليار دولار هي القيمة الإجمالية للميزانية العادية للأمم المتحدة لعام 2025.
وكذلك فإنّ الصين، ثاني أكبر مساهم في ميزانية المنظمة (20%)، لم تسدّد حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الاشتراكات المستحقة عليها للعام 2024.
وتضاف إلى هذه الصعوبات المالية المزمنة التي تعاني منها الأمم المتحدة، إلغاء إدارة ترامب غالبية المساعدات الخارجية الأمريكية التي تشكّل أهمية بالغة بالنسبة للعديد من الوكالات الأممية الإنسانية. وكذلك، يتهدّد الأمم المتحدة شبح تعليق المساهمة الأمريكية في ميزانيتها، كما حدث خلال فترة ولاية دونالد ترامب الأولى.
Secretary-General António Guterres’ full remarks to the press on the launch of his UN80 Initiative: https://t.co/NPbfxW3Trz pic.twitter.com/FUcyMyJxnw
— UN Spokesperson (@UN_Spokesperson) March 12, 2025وشدّد مسؤول كبير في الأمم المتحدة، على أنّ مبادرة "UN80" ليست ردّاً على الضغوط الأمريكية، على الأقل ليس بالكامل، مشيراً إلى أنّ التدقيق المنتظم ضروري لمثل هكذا منظمة. ولكنّ المسؤول أقرّ بأنّ "الظروف الحالية تضيف درجة من الإلحاح إلى العملية"، رافضاً أيّ مقارنة بين مبادرة غوتيريش ولجنة الكفاءة الحكومية الأمريكية (دوج)، التي شكّلها ترامب برئاسة إيلون ماسك لتفكيك العديد من الوكالات الفدرالية الأمريكية.
وعن مبادرة "الأمم المتحدة 80"، قال غوتيريش "إنّنا نتحدث عن إجراءات وأساليب وأهداف مختلفة تماماً، عن تلك التي تتبعها (دوج)"، مؤكّداً أنّ الأمر يتعلق بـ"تكثيف" الإصلاحات الجارية أصلاً.
وفي سياق خفض النفقات، يجري على سبيل المثال نقل بعض أنشطة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وصندوق الأمم المتّحدة للسكان، من مقريهما الواقعين حالياً في نيويورك، إلى نيروبي عاصمة كينيا التي تعتبر أقل تكلفة بكثير.
"It's essential that an organizational system as complex & crucial as the United Nations subjects itself to rigorous & regular scrutiny to assess its fitness for purpose in carrying out its goals efficiently."@antonioguterres launches #UN80 initiative.https://t.co/WeSRTe3HRu pic.twitter.com/Wut4NCvQFL
— United Nations (@UN) March 12, 2025وشدّد الأمين العام على أنّ "الأمم المتّحدة لم تكن ضرورية في أيّ وقت مضى، أكثر مما هي عليه اليوم". وأضاف أنّ "ميزانيات الأمم المتحدة ليست مجرد أرقام في ورقة محاسبية، بل هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لملايين البشر في سائر أنحاء العالم". ولكنّه أكّد "يجب أن نحصل على قيمة مقابل أموالنا"، داعياً إلى أنّ تكون الأمم المتحدة "أقوى وأكثر فعالية بما يتماشى مع القرن الـ 21".
وستتولى مجموعة العمل الداخلية التي تم إطلاقها أمس الأربعاء، مهمة تحديد المجالات والسبل التي يمكن ترشيد النفقات فيها وتعزيز الكفاءة.