شنت روسيا هجوماً صاروخياً واسعاً على العاصمة الأوكرانية كييف وعدّة مدن أخرى صباح اليوم الخميس، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة آخرين.  

ووفقاً لما أوردته “الجزيرة نت” قال الجيش الأوكراني: أن دفاعاته أسقطت 36 صاروخاً روسياً من أصل 43 صاروخاً، 20 منها في هجوم على كييف.

وأوضح قائد القوات المسلحة الأوكرانية “فاليري زالوجني”: أن الدفاعات الجوية تصدّت للصواريخ التي أُطلقت من 10 طائرات حربية روسية.

بينما قال عمدة المدينة: أن انفجارات عدّة دوّت في بعض أحيائها.

ونقلاً عن شهود عيان: أن دويّ انفجارات سُمع في كييف بعد إنذار بغارة جوية صباح اليوم، كما أرسلت السلطات فرق الإنقاذ إلى موقعين على الأقل في العاصمة.

وأشارت المصادر إلى أن شخصين نُقلا إلى المستشفى أحدهما طفل بعد سقوط حطام أحد الصواريخ، في حين تضررت مبان وشبّ حريق شرق العاصمة.

كما استهدفت روسيا عدة مدن أوكرانية أخرى، بما في ذلك لفيف في غرب البلاد وخيرسون في الجنوب.

وفي المقابل، أعلن جهاز الأمن المركزي الأوكراني توجيه ضربة للقوات الروسية في مطار “ساكي” العسكري في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

وأوضح جهاز الأمن الأوكراني أن نحو 12 طائرة من نوع “سوخوي” كانت رابضة بأرض المطار ومنظومة دفاع من نوع بانتسير.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية التصدي لما وصفته بهجوم إرهابي نفذته القوات الأوكرانية تجاه شبه جزيرة القرم.

وتزايدت وتيرة الهجمات الأوكرانية التي تستهدف بطائرات مسيّرة الأراضي الروسية، منذ بدأت كييف هجومها المضاد في يونيو الماضي.

وباتت هذه الهجمات تستهدف العديد من المناطق الروسية، بما فيها العاصمة موسكو، فضلا عن شبه جزيرة القرم التي تصرّ أوكرانيا على أنها جزء من أراضيها.

في غضون ذلك انطلقت في روسيا اليوم الخميس مناورات عسكرية بمشاركة أكثر من 3 آلاف جندي من قوات الصواريخ الاستراتيجية ونحو 300 آلية عسكرية.

تشمل هذه المناورات تشكيلات صواريخ “تاغيل” ومنظومة صواريخ “يارس” المتطورة العابرة للقارات، حيث تهدف إلى رفع جاهزية تلك القوات إلى أعلى مستويات الاستعداد القتالي.

وبالتزامن مع التصعيد العسكري والقصف المتبادل بين طرفي الصراع، شهدت جلسة مجلس الأمن التي عقدت أمس الأربعاء بشأن تطورات الحرب وحفظ السلام في أوكرانيا، سجالاً حاداً بين روسيا وأوكرانيا وحلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

واتهم وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية يومياً في أوكرانيا.

في حين دعا الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” إلى تجريد موسكو من حق النقض في مجلس الأمن بعد حربها ضد بلاده، في المقابل حمّل وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” الغرب مسؤولية الأزمة مع كييف لرفضه الحوار.

وأعرب وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية “سلطان بن سعد المريخي” عن قلق بلاده من الآثار الإنسانية للحرب في أوكرانيا على المدنيين.

وقال “المريخي” في كلمته أمام مجلس الأمن: أن بلاده تجدد الدعوة لأطراف الأزمة إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لإيقاف الحرب، والوصول لسلام مستدام.

وتأتي جلسة مجلس الأمن الدولي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في إطار انعقاد الدورة الـ78 للجمعية العامة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أوكرانيا وروسيا إحاطة مجلس الأمن الحرب الأوكرانية القرم كييف مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

نجاح جديد للدبلوماسية الإماراتية.. الوساطة الـ12 لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا

عبدالله أبوضيف (القاهرة)
نجاح جديد لدبلوماسية دولة الإمارات في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة بين روسيا وأوكرانيا شملت 150 أسيراً من الجانب الأوكراني و150 أسيراً من الجانب الروسي بمجموع 300 أسير، وهو نجاح أشاد به خبراء سياسيون أكدوا أن دولة الإمارات أحرزت بعملية التبادل هذه تقدماً دبلوماسياً كبيراً، رغم التوترات السياسية والتصعيد العسكري المستمر، ليتجاوز العدد الإجمالي للأسرى المتبادلين بين الجانبين بوساطة إماراتية ألفي أسير.
وثمنت وزارة الخارجية الإماراتية تعاون كل من روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا في إنجاح جهود وساطة الإمارات وإتمام عملية تبادل الأسرى، وهو ما يعكس تقديرهما لدور الدولة كوسيط موثوق به.
‎ونوهت الوزارة إلى أنه بنجاح الوساطة الجديدة، بلغ عدد الوساطات الإماراتية التي تم إكمالها 12 وساطة منذ بداية عام 2024، وهو ما يدل على الاحترام والعلاقات المتميزة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين.
وأشادت كل من روسيا وأوكرانيا بالجهود الإماراتية في إنجاز الاتفاق، حيث قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي: «اليوم، يعود 150 من جنودنا إلى ديارهم من الأسر الروسي.. كانوا في الأسر لأكثر من عامين».
وأشاد تيمور دويدار، المحلل السياسي الروسي، بالدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز السلام العالمي، خاصة جهودها من أجل التوصل إلى حل سلمي بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد دويدار أن الإمارات تقود العديد من المبادرات التي تدعم الحلول السلمية للنزاعات الدولية، مشيراً إلى أن دورها الإنساني يحظى بتقدير واسع، خاصة بين عائلات الأسرى الذين استفادوا من جهود الوساطة الإماراتية. وأضاف أن النجاحات التي تحققها الإمارات في هذا الملف تعكس نهجها الدبلوماسي القائم على الحوار والتفاهم، معرباً عن أمله في أن تستمر الدولة في لعب دور محوري لدفع الجهود نحو تسوية سلمية دائمة بين موسكو وكييف.
وقال دويدار إن الإمارات قوة دبلوماسية فاعلة تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، مستفيدةً من علاقاتها الجيدة مع مختلف الدول. ولفت إلى أن هذا الدور يعكس مكانة الإمارات المتقدمة على الساحة الدولية كدولة داعمة للاستقرار وحل النزاعات بالحوار.
كما نوّه إلى أن الجهود الإماراتية لا تقتصر على الجانب السياسي فقط، بل تمتد إلى الجانب الإنساني من خلال تقديم المساعدات والدعم للمتضررين من الحروب والأزمات، ما يعزز سمعتها كدولة تسعى لنشر السلام وتحقيق التوازن في القضايا الدولية الحساسة.
ومن جانبه، أكد الباحث السياسي الدكتور آصف ملحم، أن الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في الوساطات الدولية يلقى قبولاً واسعاً وآذاناً صاغية من مختلف دول العالم نظراً لنهجها المتوازن وسياستها القائمة على دعم السلام والاستقرار.
وأشار ملحم إلى أن الإمارات تعمل بشكل دائم على تحقيق السلام وإيجاد حلول سلمية للنزاعات. ومن بين جهودها البارزة رعايتها للعديد من صفقات تبادل الأسرى بين الأطراف المتصارعة بما في ذلك النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
وكشف ملحم أن عدد الأسرى الذين تم الإفراج عنهم بين موسكو وكييف بوساطة إماراتية، بلغ 2883 أسيراً منذ بداية عام 2024 مما يعكس الجهود الدؤوبة التي تبذلها الإمارات في التقريب بين الطرفين وتخفيف معاناة المتأثرين بالنزاع. وأضاف أن الإمارات تواصل جهودها لحل الأزمة الروسية الأوكرانية بشكل سلمي، وتسعى إلى تقليل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية، بما يضمن تحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم. وأوضح ملحم أن الدور الإماراتي في القضايا الدولية لا يقتصر على التوسط في النزاعات السياسية فحسب، بل يشمل أيضاً دعم المبادرات الإنسانية والإغاثية، حيث لعبت الإمارات دوراً محورياً في تقديم المساعدات للمناطق المتضررة من النزاعات، مما يعكس التزامها بالقيم الإنسانية العالمية.
كما أكد أن نهج الإمارات في الدبلوماسية يقوم على مبدأ «القوة الناعمة»، حيث تعتمد على الحوار والتفاهم بدلاً من التصعيد، ما جعلها طرفاً مؤثراً وموثوقاً به في مختلف القضايا الدولية، وساهم في تعزيز دورها كوسيط سلام يحظى بثقة المجتمع الدولي.
وأكد إيفاس إس، المحلل السياسي الأوكراني، أن عودة الأسرى إلى أوطانهم تُعدّ إحدى أهم القضايا المرتبطة بالحرب، حيث تسعى كل دولة تحترم حياة مواطنيها إلى بذل أقصى الجهود لضمان عودة أسراها إلى ديارهم.
وأشار إلى أن وجود وسيط موثوق به بين الأطراف المتنازعة يعد عنصراً أساسياً في تحقيق هذه العودة، وهو ما يجعل أوكرانيا ممتنة لكل مَن يعمل من أجل إعادة مواطنيها المحتجزين. وفي هذا السياق، أعرب عن شكر بلاده لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي ساهمت بشكل كبير في إنجاز عمليات تبادل الأسرى، كما أكد الرئيس الأوكراني في مناسبات عدة. وأوضح أن الإمارات اطلعت بدور محوري في تسهيل أحدث عمليات تبادل الأسرى، والتي جرت في 5 فبراير 2025، وأسفرت عن عودة 150 أسيراً أوكرانياً لدى روسيا. وشملت هذه المجموعة جنوداً من القوات البحرية والقوات الجوية وقوات الإنزال والهجوم البري، إضافة إلى أفراد من الحرس الوطني، وحرس الحدود، والدفاع الإقليمي، وكذلك ضباط شرطة. وأضاف «إس» أن مثل هذه المبادرات تعكس الدور المتزايد للإمارات في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي، حيث أثبتت أنها وسيط محايد وموثوق به يحظى بثقة جميع الأطراف. واعتبر أن استمرار هذه الجهود يعزز الأمل في مزيد من عمليات التبادل مستقبلاً، بما يخفف من معاناة الأسرى وعائلاتهم. كما أشار إلى أن هذا النجاح الدبلوماسي يعكس التزام الإمارات بالعمل الإنساني والمساهمة في حل النزاعات بطرق سلمية، مؤكداً أن مثل هذه الجهود لا تسهم فقط في إنهاء معاناة الأسرى، بل تعزز أيضاً فرص السلام على المدى الطويل بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد عمرو الديب، المحلل السياسي، أن النجاح الأخير لدولة الإمارات العربية المتحدة ووزارة خارجيتها في التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى يعكس مكانتها المتميزة على الساحة الدولية. ولفت إلى أن هذا التبادل شمل 150 أسيراً أوكرانياً مقابل 150 أسيراً روسياً، ليصل إجمالي عدد الأسرى الذين أفرج عنهم بوساطة إماراتية حتى الآن إلى 2883 أسيراً، وهو رقم ضخم يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها الإمارات لدى صناع القرار في كل من روسيا وأوكرانيا.
وأشار الديب إلى أن الدور الإماراتي في هذا الملف لا يقتصر فقط على كونه مبادرة إنسانية، بل يعكس مكانة الإمارات الرفيعة في العلاقات الثنائية مع كل من موسكو وكييف، إلى جانب تأثيرها الواسع على المستوى الدولي. وأضاف أن الدول الأخرى لم تتمكن من تحقيق نجاحات مماثلة في عمليات تبادل الأسرى، مما يبرز الدور الفريد الذي تلعبه الإمارات في تقريب وجهات النظر وإقناع الطرفين بالتوصل إلى تفاهمات إنسانية.
وأوضح أن الإمارات تُعد وسيطاً نزيهاً يحظى بثقة كبيرة من كلا الطرفين، وهو ما مكّنها من تحقيق هذه الإنجازات في ملف الأسرى، خاصة في ظل التحديات السياسية والعسكرية التي تحيط بالنزاع بين روسيا وأوكرانيا. ولفت إلى أن استمرار هذه النجاحات يعزز احتمالية اضطلاع الإمارات بدور أكبر في التوصل إلى اتفاق نهائي أو دفع الطرفين نحو مفاوضات جادة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام.
وأضاف الديب أن هذا النجاح يؤكد أن الإمارات أصبحت لاعباً رئيسياً في الجهود الدبلوماسية العالمية، وهو ما يعزز مكانتَها كدولة قادرة على قيادة الوساطات الدولية وحل النزاعات بطرق سلمية، سواء على مستوى الأزمات الإقليمية أو القضايا الدولية الكبرى.

أخبار ذات صلة الإمارات تعلن القائمة المشاركة في «أساطير الخليج» بالكويت أُنس جابر تُودع «مبادلة أبوظبي المفتوحة» للتنس

مقالات مشابهة

  • تشكيك روسي في مساعي ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • نجاح جديد للدبلوماسية الإماراتية.. الوساطة الـ12 لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
  • بالعشرات.. الدفاع الروسية تكشف حجم الخسائر الأوكرانية
  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان أسرى وتكثفان القصف
  • انفجارات في العاصمة الأوكرانية وانقطاع الكهرباء.. وموسكو تطلق منطاد تجسس باتجاه البلاد
  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان 300 أسير حرب
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يدعو واشنطن للسماح بعودة أهل غزة للأرض التي خرجوا منها 
  • البسوا تقيل..الأمطار تضرب المحافظات بقوة.. الأرصاد تحذر من تقلبات حادة في الطقس الخميس
  • تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية.. شملت 300 من الجانبين (صور)
  • وساطة إماراتية جديدة بين روسيا وأوكرانيا تنجح في إتمام تبادل 300 أسير