بعد مضي 11 يوماً على الفيضانات العارمة التي ضربت ليبيا، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، اليوم الخميس، نزوح ما يقدر 43 ألف شخص بسبب الفيضانات، فيما أعلنت السفارة الأمريكية في ليبيا أن الولايات المتحدة أرسلت مساعدات إغاثة لضحايا الكارثة.

نزوح الألاف

وأضافت المنظمة، في منشور أوردته عبر حسابها بموقع "فيس بوك"، اليوم، إن نقص إمدادات المياه يدفع العديد من النازحين من درنة إلى البلديات الشرقية والغربية.

وكان إعصار دانيال ضرب شرق ليبيا في 10 سبتمبر (أيلول) الجاري بعدما ضرب كل من اليونان وبلغاريا وتركيا، وانهار سدان في الجبال الواقعة أعلى مدينة درنة، لتجتاح المياه مناطق كبيرة بالمدينة التي كان يقطنها نحو 100 ألف شخص. وتم إعلان هذه المنطقة أمس الثلاثاء منطقة غير صالحة للسكن.

وفي الأيام الأخيرة ظهرت بيانات متضاربة من الدولة المنقسمة سياسياً بشأن حصيلة الوفيات الناتجة عن الفيضانات.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنه تم تحديد وفاة ما يقرب من 4000 شخص بسبب الكارثة. ومع ذلك يتخوف بعض المنقذين من احتمال اكتشاف آلاف الجثث الأخرى تحت الأنقاض في الوحل.

The International Organisation for Migration (IOM) said on Thursday at least 43,059 people have been displaced by severe floods in northeastern Libya. https://t.co/zEiMZ7mTNT

— Reuters Science News (@ReutersScience) September 21, 2023 تحديات

ومن جهته، أعرب السفير الألماني في ليبيا ميشائيل أونماخت عن اعتقاده بأن توزيع مواد الإغاثة في ليبيا لا يزال يواجه تحديات.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال أونماخت إن " الكمية الهائلة من المساعدات التي تصل إلى بنغازي والأبرق، يجب أن يتم توزيعها محليا"، مضيفاً أن "درنة لم يعد يوجد بها إدارة عاملة أيضاً للسبب الحزين، وهو أن هناك الكثير من موظفي الإدارة راحوا ضمن الضحايا الكثيرين".

وأضاف أونماخت أن " بنغازي تتمتع بمركز جيد التركيز وفعال لشحن وتفريغ البضائع الدولية التي تصل. تحميل الشاحنات يسير بشكل جيد إلى حد ما".

وأعرب عن اعتقاده بأن هناك في كارثة ليبيا، كما هو الحال في الكوارث ذات الحجم المماثل، التأثير المعتاد الذي يُطْلَق عليه "تأثير القُمْع"(الشكل المخروطي المتسع من أعلاه والضيق من أسفله)، والذي يتسبب في "سير" المواد الإغاثية ببطء.

وقال أونماخت عن ليبيا إنها "بلد كان يتمتع في السابق ببنية تحتية فعالة. بالطبع هناك تأثيرات للانقسام السياسي في البلد والعديد من الصراعات التي وقعت في الـ12 عاما الماضية".

واستطرد أن هذه الأمور تسببت بالتأكيد في إهمال " البنية التحتية والحماية المدنية بالإضافة إلى العديد من الاحتياجات الملحة للشعب الليبي".

وقدمت دول بينها الإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر وتركيا مساعدات إنسانية لليبيا، كما أرسلت جهات أخرى مثل روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عمال إنقاذ ومواد إغاثة ومساعدات مالية.

كما قدمت ألمانيا مساعدات عينية، من بينها مراتب وخيام وأغطية وأسرة خلوية ومولدات ومواد غذائية للأطفال حديثي الولادة. وكانت الحكومة الألمانية أكدت أمس الأربعاء استعدادها لتقديم المزيد من الدعم.

خبر | السفير الألماني لدى #ليبيا ميخائيل أونماخت يؤكد لرئيس فريق الطوارئ والاستجابة السريعة بدر الدين التومي، استعداد #برلين لتقديم الدعم للمناطق المتضررة وتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، وتعزيز قدرات الفرق المحلية في التعامل مع الكوارث الطبيعية، وتقليل آثارها السلبية على المجتمع. pic.twitter.com/SDQHAsuVYq

— ‎ليبيا أوبزرڤر - The Libya Observer (@lyobserver_ar) September 21, 2023 مساعدات أمريكية

ومن جانبها، أعلنت السفارة الأمريكية في ليبيا أن الولايات المتحدة أرسلت مساعدات إغاثة لضحايا كارثة الفيضان في ليبيا.

وقالت السفارة عبر منصة "إكس"، (تويتر سابقاً)، إن الإمدادات التي جاءت عبر برنامج المساعدات الخارجية التابع للحكومة الأمريكية، تشمل ملاجىء طوارىء وبطاطين، ومواد خاصة بالنظافة، وأغطية بلاستيكية وحاويات مياه.

ووصلت إمدادات المساعدات من مستودع أمريكي في دبي إلى مدينة بنغازي، وسوف يتم توزيعها على المتضررين من جانب منظمة الأمم المتحدة للهجرة وغيرها من منظمات الإغاثة.

وأعلنت الولايات المتحدة مطلع الأسبوع عن مساعدات أخرى قدرها 11 مليون دولار.

قامت الولايات المتحدة للتو عبر @الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتوصيل مستلزمات حيوية الى بنغازي دعما لجهود الإغاثة من الفيضانات في #ليبيا. تحتوي هذه المستلزمات المتأتية من مخزننا في دبي أغطية، أطقم نظافة شخصية، أغطية بلاستيكية، معدات ملاجئ, وحاويات مياه ليتم توزيعها على… pic.twitter.com/guYdl2ZFm3

— U.S. Embassy - Libya (@USEmbassyLibya) September 20, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا الولایات المتحدة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

«فورين بوليسي»: خطة ترامب لإضعاف الدولار ليس لها أي معنى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وعد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب باتباع العديد من السياسات الاقتصادية التخريبية إذا عاد مجددا إلى البيت الأبيض العام المقبل- وهى قائمة تتضمن زيادات ضريبية هائلة على الواردات، وحرب تجارية عالمية، وعجز كبير فى الميزانية، من بين هذه السياسات إصراره على إضعاف الدولار الأمريكي، إلا أنه ربما يؤدى إلى نتائج عكسية تماما.

وذكرت مجلة "فورين بوليسي" إنه لعقود من الزمن، ظل ترامب يطالب بإضعاف الدولار، أولا بصفته مطورا عقاريا مثقلا بالديون، ثم كمرشح رئاسي، ثم كرئيس، والآن مرة أخرى كمرشح لإعادة انتخابه.

داعمون للحملة
واكتسبت حملة ترامب الرامية إلى خفض قيمة الدولار، الدعم من شخصيات رئيسية مثل روبرت لايتهايزر، الممثل التجارى فى إدارة الرئيس الأمريكى السابق، الذى قد يلعب دورا محوريا فى إدارة ترامب الثانية.

ومنطقهم بسيط؛ فهم يزعمون أن قيمة الدولار مبالغ فيها مقارنة بالعملات التى يستخدمها المنافسون التجاريون مثل الصين واليابان وأوروبا.

إلا أنه من شأن الدولار الأضعف أن يجعل الواردات أكثر تكلفة بكثير بالنسبة للأمريكيين ويجعل الصادرات الأمريكية أكثر جاذبية فى الأسواق العالمية.

إضعاف الدولار والأسعار
اتباع مثل هذه السياسة من شأنه أن يتعارض بشكل مباشر مع الشيء الوحيد الذى يدعى ترامب أنه يحارب ضده، والذى يبدو أنه لا يزال يثير قلق الأمريكيين أكثر من غيره وهي: الأسعار المرتفعة، بحسب "فورين بوليسي".

وقال كبير الاقتصاديين الأسبق فى صندوق النقد الدولى موريس أوبستفيلد: "ليس من المنطقى أن نواجه التضخم المرتفع، ثم ندعو إلى خفض أسعار الفائدة، وزيادة التعريفات الجمركية، وإضعاف الدولار، وكل ذلك سيزيد من التضخم"، كبير الاقتصاديين الأسبق فى صندوق النقد الدولي؛ مضيفا أن هذا الطرح لا معنى له."

وقال الباحثون فى معهد بروكينجز عندما طرح ترامب نفس الفكرة عندما كان رئيسا: "إذا كان هدف الإدارة الأمريكية هو تفاقم عجزها التجاري، فما عليها سوى خفض قيمة سعر الصرف الفعلى الحقيقى للولايات المتحدة بشكل مؤقت، وتعزيز التجارة".

أرصدة الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، ودعم الاقتصاد الصينى والتقليل من قيمة سعر الصرف الفعلى الحقيقى للصين، لا توفر سوى ضربة مؤقتة للاقتصاد الأمريكي، وتؤدى إلى تفاقم اختلالات العملة العالمية وتثير الانتقام من شركائها التجاريين.

السؤال الأهم هو لماذا؟، ولا تزال أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لترويض التضخم، وهو ما يفسر سبب انخفاض الين. ولكن الكثير يتعلق بحقيقة أن الدولار الأمريكى هو العملة الاحتياطية فى العالم. وهذا يعنى أن البنوك المركزية الأجنبية تشترى وتحتفظ بالدولار، مثل أى شخص آخر فى الاقتصاد العالمي، مما يعزز قيمتها.

تظل الأوراق المالية الأمريكية، مثل الديون الحكومية، الملاذ الآمن المطلق للمستثمرين فى أوقات الاضطرابات، حتى عندما تنبثق تلك المشاكل، كما حدث أثناء الأزمة المالية ٢٠٠٨-٢٠٠٩، من الولايات المتحدة. وهذا الطلب يدعم الدولار.

ويتطلب العجز المالى الهائل فى الولايات المتحدة، مثل العجز الناجم عن تخفيض ترامب الضريبى بقيمة ١.٩ تريليون دولار، تمويلا أجنبيا وهذا الطلب يدعم الدولار.

مشاكل إضعاف الدولار
ولكن المشاكل المرتبطة بملاحقة سياسة الدولار الضعيف تظل كثيرة، حتى ولو كانت هذه السياسة قابلة للتطبيق بالفعل.

فالدولار الأضعف لن يضع حاكما على واردات الولايات المتحدة ولن يحفز صادرات الولايات المتحدة، وهو الهدف الواضح للنهج كله. وعلى المدى القصير للغاية، فإن سياسة المال الرخيص والدولار الضعيف من شأنها أن تعزز النمو الاقتصادى الأمريكي، وهو ما من شأنه أن يضع الأموال فى جيوب المستهلكين.

وهو ما من شأنه أن يؤدى إلى زيادة طفيفة فى الواردات. ولهذا السبب يتسع العجز التجارى الأمريكى عندما تكون الأوقات جيدة فى الداخل، حيث يكون المستهلكون فى حالة تدفق.

ولكن الأهم من ذلك أن الدولار الضعيف لن يفعل الكثير لتعزيز الصادرات الأمريكية.

والمشكلة الأخرى هى أن أسهل طريقة لإجبار الدولار على الانخفاض هى خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وهو أحد هواجس ترامب الطويلة الأمد. الشيء الوحيد الذى يتبع بشكل بديهى انخفاض أسعار الفائدة (ما لم تكن اليابان) هو ارتفاع التضخم، وهو بالضبط ما كان ترامب ومعاونوه يهاجمون الرئيس الأمريكى جو بايدن لسنوات.

وهناك عنصر الأمن القومى أيضًا، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بحوالى ٨٠٠ قاعدة عسكرية خارجية فى أكثر من ٧٠ دولة، والتى تدعم بشكل جماعى الإسقاط العالمى للقوة الأمريكية.

ويتم الاستمرار فى ذلك يومًا بعد يوم من خلال إنفاق الدولارات على الوقود والطاقة والإمدادات وأشياء أخرى، وكلما كان الدولار أضعف، زادت تكلفة الحفاظ على التزامات البلاد المترامية الأطراف فى الخارج، وهو ما يتعارض إلى حد ما مع خطط مستشارى ترامب لتحقيق "السلام من خلال القوة" فى الخارج.

لكن خطط ترامب لإضعاف الدولار سيكون من الصعب تحقيقها على أى حال، وهو ما يجعل الممارسة برمتها محيرة.

ويبدو أن ترامب نفسه حريص على تكرار ما حدث فى ثلاثينيات القرن العشرين، وهو ليس بالضبط العصر الذهبى للولايات المتحدة والاقتصادات العالمية.

كان ترامب يسعى لإضعاف الدولار لعقود من الزمن ولم يتمكن من الوصول إلى ذلك خلال فترة ولايته الفوضوية. وقد لا يصل مرة أخرى، حتى لو عاد إلى البيت الأبيض مجددا. ولكن هذا بمثابة تذكير بأنه، بعيد عن الجرائم والجنح.
 

مقالات مشابهة

  • جماعة الحوثي تعلن عن غارة أمريكية بريطانية تستهدف جزيرة كمران بالحديدة
  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • «فورين بوليسي»: خطة ترامب لإضعاف الدولار ليس لها أي معنى
  • الولايات المتحدة ترسل العشرات من الطائرات المقاتلة الجديدة إلى قواعد اليابان في إطار تحديث القوة بقيمة 10 مليارات دولار
  • مستشار سابق للبنتاغون يحذر من حرب داخلية أمريكية
  • غارات أمريكية وبريطانية تستهدف مواقع للحوثيين في حجة والحديدة
  • الصراع الجيوسياسي في ليبيا والحراك الأمريكي
  • 4 تموز 1886- إقامة تمثال الحرية في ولاية نيويورك
  • اشتباكات في مناطق عدة بالسودان ونزوح أكثر من 55 ألفا في يومين
  • السيرة الذاتية للدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم