لغز ثالث أكبر أقمار النظام الشمسي.. كاليستو يحتوي على أكسجين يحيّر العلماء
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
تدور في فلك كوكب المشتري وفقا لأحدث البيانات 92 قمرا يصعب دراستها لكثرة عددها، إلا أن بعضها يحظى بالكثير من اهتمام العلماء بفضل خصائصها المميزة.
إقرأ المزيد علماء يكتشفون حقيقة ومضات البرق على "توأم الأرض الشرير"وتُعد أقمار المشتري الأربعة الأكبر حجما من أكثر العوالم جاذبية في النظام الشمسي، وهي آيو، الذي تنتشر فيه البراكين النشطة، وأوروبا الذي يخفي محيطا تحت سطحه، ما يجعل الكثيرين يسعون إلى التحقق من وجود حياة غريبة فيه.
وغالبا ما يتم تصور قمر المشتري، كاليستو، على أنه موقع مستقبلي للبشرية، حيث عرف العلماء بوجود الأكسجين الجزيئي الوفير في كاليستو منذ فترة من الوقت، مع افتراض أن تأثير الغلاف المغناطيسي القوي لكوكب المشتري يمكن أن يطرد جزيئات الماء والهيدروجين والأكسجين من سطح كاليستو الجليدي إلى الغلاف الجوي.
ولكن عندما قام فريق من العلماء بفحص البيانات، وجدوا أن مغناطيسية المشتري لا يمكنها تفسير كمية الأكسجين الجزيئي حول كاليستو بشكل كامل.
وفي الدراسة الحديثة المنشورة في مجلة Geophysical Research، فإن الغلاف الجوي لكاليستو يحتوي على تركيز أعلى من الأكسجين الجزيئي مما كان يعتقد سابقا. ويعد هذا الاكتشاف انحرافا مفاجئا عن النماذج العلمية السابقة ويطرح أسئلة جديدة حول ديناميكيات الغلاف الجوي للقمر الجليدي.
إقرأ المزيد علماء يرجحون "الإلكترونات القادمة من الأرض هي التي تشكّل الماء على القمر"وقال الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي (AGU): "لسنوات عديدة، كنا نعتقد أن الأكسجين الجزيئي في الغلاف الجوي لكاليستو كان نتيجة لتفاعل المجال المغناطيسي للمشتري مع سطح القمر الجليدي". لكن الدراسة الجديدة التي أجراها شين كاربيري موغان، باحث ما بعد الدكتوراه في علوم الكواكب بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وفريقه، يقدم لغزا مثيرا للاهتمام: "مستويات الأكسجين الجزيئي التي نلاحظها حاليا لا تتطابق ببساطة مع النظريات السابقة. ويجب أن تكون هناك طريقة أخرى لتكوين الأكسجين بشكله الجزيئي (O2)".
وأشار موغان إلى أن "النتائج تشير بقوة إلى أننا بحاجة إلى إعادة تقييم مصدر الأكسجين الخاص بكاليستو أو إعادة النظر في الحسابات الحالية لعمر الأكسجين الجزيئي".
وقد يبدو اكتشاف الكثير من الأكسجين في عالم فضائي بمثابة "نعمة" لاحتمال أن يدعم كاليستو الحياة، لكن العالم المتجمد شديد البرودة بالنسبة للحياة كما نعرفها. ومع ذلك، قد يكون الأكسجين الوفير مفيدا للأجيال القادمة للمستكشفين الذين قد يكونون قادرين على استخدامه للوقود ودعم الحياة أثناء السفر في الفضاء السحيق.
وليس من الواضح ما الذي يحدث في كاليستو لإنتاج الكثير من الأكسجين، لكن موغان يأمل في الحصول على فهم أفضل للعمليات النشطة على سطح القمر والتي قد تؤدي إلى تفسيرات أو أدلة.
إقرأ المزيد ناسا تلتقط "تغير الفصول على زحل" في صورة مذهلة من تلسكوب جيمس ويبوقال موغان: "ربما تكون هذه هي الميزة الأكثر غموضا لكاليستو، وهي سطحه. من المفترض أن يكون جسما جليديا، ولكن عندما تنظر إليه، فهو في الغالب سطح مظلم، بعمق يتراوح من ملليمترات إلى كيلومترات".
وما يزال الأمر مطروحا للنقاش حول ما إذا كان سطح كاليستو عبارة عن صخور أم جليد. ويمكن أيضا أن تكون المادة المظلمة الموجودة على سطحه غنية بالجليد، ما يوفر مصدرا وفيرا للكمية الغامضة من الأكسجين في الغلاف الجوي.
وختم موغان: "إنه أمر محير حقا. الخطوة التالية هي معرفة سبب وجود هذه الفجوة بين مصدر الأكسجين والملاحظات".
وللمساعدة في حل اللغز، يتطلع موغان إلى البعثات القادمة مثل Juice التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، وEuropa Clipper التابعة لناسا والتي قد تقترب بدرجة كافية من كاليستو لجمع بيانات جديدة يمكن أن تلقي الضوء على اللغز.
المصدر: سي نت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الفضاء المشتري النظام الشمسي بحوث دراسات علمية فيزياء قمر كواكب معلومات عامة معلومات علمية الغلاف الجوی من الأکسجین
إقرأ أيضاً:
صور أقمار اصطناعية توثق دمارا هائلا في شمال غزة وتسوية مدن كاملة
كشفت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم وبشكل منظم، بتدمير شمال قطاع غزة، ويعزز من مواقعه العسكرية، وفق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي تقرير أعدته مريام بيرغر وإيموجين بايبر وحازم بعلوشة وإيفان هيل قالوا فيه إن "التحليلات البصرية والمقابلات تظهر ظهر التحليلات البصرية كيف أُرغم الفلسطينيون على ترك منازلهم في الشمال عندما يقطع الجيش الإسرائيلي ممرا جديدا عبر غزة".
وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل تنفذ عمليات هدم واسعة النطاق وتقيم تحصينات عسكرية في المناطق السكنية في شمال غزة، حيث أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من منازلهم، وفقا لصور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو والمقابلات التي تم التحقق من صحتها".
وقالت القوات الإسرائيلية إنها "شنت هجوما جويا وبريا في 5 تشرين الأول/أكتوبر في أقصى أجزاء شمال غزة ـ جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ـ لطرد مسلحي حماس الذين أعادوا تنظيم صفوفهم هناك، وإن العملية ستستمر طالما كان ذلك ضروريا".
وبحسب أرقام الأمم المتحدة فقد تم تهجير أكثر من 100,000 فلسطينيا من المناطق المتضررة على مدى الأسابيع الـ 11 الماضية، ما ترك ما يقدر بنحو 30,000 إلى 50,000 شخصا ـ أي أقل من ثمن سكان القطاع في فترة ما قبل الحرب.
وتقول جماعات إنسانية إن "المساعدات لم تصل إلى المنطقة منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر بسبب القيود الإسرائيلية، ويحذر الخبراء من أن المجاعة ربما تكون قد استفحلت بالفعل في بعض الأماكن".
ووفقا لتحليل أجرته صحيفة "واشنطن بوست" لصور الأقمار الاصطناعية الدقيقة جدا، فإنّ القوات الإسرائيلية هدمت أحياء بأكملها، وأقامت تحصينات عسكرية وبنت طرقا جديدة، مع إخلاء المناطق من الفلسطينيين.
وتظهر الأدلة المرئية أن ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين قد هدم أو أُخلي بين 14 تشرين الأول/أكتوبر و15 كانون الأول/ديسمبر، ما أدى إلى ربط طريق قائم في الغرب بمسار عربات موسع في الشرق، وهو ما أدى إلى إنشاء محور عسكري يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى السياج الحدودي.
تطهير مساحات من الأرض
يقول المحللون إن "إنشاء هذا الممر، وتطهير مساحات من الأرض على جانبيه، وبناء مواقع استيطانية محمية على شكل مربع، يشبه ما فعله الجيش الإسرائيلي في المناطق القرببة من الممر الذي أطلق عليه ممر نتساريم، وهي منطقة عسكرية إسرائيلية استراتيجية في وسط غزة. وفي حين قطعت القوات الإسرائيلية ممر نتساريم عبر منطقة زراعية قليلة السكان إلى حد كبير، فإن عمليات إسرائيل في الشمال تتركز في الأحياء الحضرية الكثيفة ــ الأمر الذي أدى فعليا إلى تدمير المدن الفلسطينية الشمالية".
وتابعت الصحيفة: "في حين لم يقدم الجيش أي تفسير علني لأنشطته في التطهير والتحصين في الشمال، قال محللون إن المحور الذي تم إنشاؤه حديثا يمكن أن يفصل أقصى الشمال عن مدينة غزة، مما يسمح لإسرائيل بإنشاء منطقة عازلة لعزل مجتمعاتها الجنوبية التي تعرضت للهجوم في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
كما وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء مع تطور الهجوم، وطلب من المدنيين الفرار من أجل سلامتهم، دون أي منح أي فكرة عن موعد السماح لهم بالعودة، أو ما إذا كان سيتم السماح لهم بذلك.
وبحسب الصحيفة، يظل مطلب حماس بالسماح للعائلات بالعودة إلى الشمال، خارج ممر نتساريم، خلال أي توقف في القتال نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار المحتمل واتفاقية إطلاق سراح الأسرى لديها.
وفي بيان عام جاء فيه إن العملية التي يجريها هي "عسكرية بشكل خاص، وتعمل على تحقيق أهداف واضحة وتخفيف الأضرار على المدنيين". وقال ديفيد منسر، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، هذا الشهر: "ما دامت عمليات مكافحة الإرهاب مستمرة، فلن نسمح للسكان بالعودة، لأننا نعلم أن الغرض من عودتهم هو ببساطة استخدامهم كدروع بشرية من قبل الإرهابيين".
تدمير ثلث المباني
وبحلول كانون الأول/ ديسمبر تم تدمير ثلث جميع المباني في محافظة شمال غزة منذ بداية الحرب - بما في ذلك أكثر من 5,000 في جباليا، وأكثر من 3,000 في بيت لاهيا وأكثر من 2,000 في بيت حانون، وفقًا لأحدث البيانات من مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة.
وأظهرت البيانات أن 60% من الدمار في مخيم جباليا للاجئين وقع بين 6 أيلول/ سبتمبر و 1 كانون الأول/ديسمبر، واستمرت عمليات الهدم والتشريد في الأسابيع التي تلت ذلك.
وتظهر صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية في 15 كانون الأول/ ديسمبر دمارا واسعا في بيت لاهيا وجباليا، حيث تحولت سوقا ومسجدا ومتاجر ومنازل إلى أكوام من الخرسانة والغبار. وفي 4 كانون الأول/ ديسمبر أجبر الجيش الإسرائيلي 5,500 شخصا كانوا يحتمون في المدارس في بيت لاهيا على الفرار جنوبا إلى مدينة غزة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
في مقابلات أجريت عبر الهاتف والرسائل النصية على مدى عدة أسابيع، وصف 10 من سكان شمال غزة لصحيفة "واشنطن بوست" الاستهداف الواسع النطاق للأحياء المدنية من قبل القوات الإسرائيلية، وعمليات الإخلاء الجماعي الخطيرة حيث تم فصل الرجال والفتيان المراهقين عن النساء والأطفال، فضلا عن إساءة معاملة واحتجاز بعض أولئك الذين يحاولون الفرار بشكل تعسفي.
وكانت رواياتهم متسقة مع الصور ومقاطع الفيديو التي تحققت منها صحيفة "واشنطن بوست" لعمليات الفحص والاعتقالات الجماعية، فضلا عن الهجمات على المدنيين.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التقطت في 24 تشرين الأول/ أكتوبر عشرات المركبات العسكرية المتمركزة بالقرب من المستشفى الإندونيسي، أحد المرافق الطبية الرئيسية في المنطقة، على طول الطريق الذي أُمر المدنيون باتباعه، وحول مدرستين قريبتين - من بين المواقع التي قال النازحون إن الجنود فصلوا فيها بشكل منهجي الرجال والفتيان المراهقين عن النساء والأطفال للفحص.
وقالت الصحيفة إن الدمار والتهجير والحرمان من المساعدات يشبه ما جاء في "خطة الجنرالات" والتي تنص على الحصار وقدمها جنرال وهي اقتراح سابق في الجيش الإسرائيلي للحكومة الإسرائيلية، ودعا فيها للسيطرة على الشمال من خلال تجويع السكان المدنيين ومعاملة أي شخص يبقى كمقاتل.
وأظهرت بيانات 1 كانون الأول/ ديسمبر من مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة أن 5,340 مبنى دمر في مختلف أنحاء جباليا منذ بداية الحرب، مع تركيز 40% من الدمار في مخيم اللاجئين بالمدينة. كما دمر أكثر من 3,600 مبنى في بيت لاهيا. وتشير البيانات إلى أن وتيرة الدمار كانت في أعلى مستوياتها خلال الهجوم الإسرائيلي الجديد.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية من 11 تشرين الأول/ أكتوبر فصاعدا أن مساحات كبيرة من هذه المناطق نفسها تم بناؤها الآن بتحصينات عسكرية، بما في ذلك شبكة من السواتر الواقية المرتفعة. وبحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر، كانت هذه السواتر توفر غطاء لنحو 150 مركبة عسكرية تطوق جباليا.