السعودية والحوثيين واتفاقية دفاعية مع أمريكا والدعم السريع بتقدم بالسودان.. تقدير موقف من ستراتفور
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
نشر مركز "ستراتفور" الاستراتيجي والأمني الأمريكي، تقدير موقف لأبرز التطورات في منطقة الشرق الأوسط حاليا، والمتعلقة بالمفاوضات المستمرة بين السعودية والحوثيين لصنع اتفاقية سلام طويلة الأمد تكفل إنهاء الصراع في اليمن، وكذلك المباحثات المهمة بين السعودية والولايات المتحدة لصيغة اتفاقية دفاعية جديدة على غرار اتفاقيات الدفاع بين واشنطن وحلفاء آسيويين، ثم ينتقل تقدير الموقف لإلقاء الضوء على التطورات في السودان، الذي يشهد حاليا تصعيدا للمعارك بين قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني.
بالنسبة للقضية الأولى، يقول المركز، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن المسؤولون السعوديون والحوثيون أحرزوا تقدما في مباحثات السلام الجارية، وإن كان لا يزال بطيئا، حيث تتناول المفاوضات جدولا زمنيا لانسحاب قوات التحالف التي تقودها السعودية من اليمن، وتفاصيل حول رواتب الموظفين الحكوميين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقد أرسل الحوثيون وفداً رفيع المستوى إلى العاصمة السعودية الرياض، الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ بدء الحرب الأهلية في اليمن في عام 2014.
اقرأ أيضاً
اجتماع أمريكي خليجي يبحث ملفات اليمن وإيران وسوريا وخور عبدالله
وجاءت هذه الخطوة بعد عام تقريبًا من انتهاء وقف إطلاق النار على مستوى البلاد في اليمن
ويتوقع التحليل أن يظل التقدم في المحادثات بطيئا لكن بأهمية متزايدة، نظرا لإصرار السعودية عل البحث عن مخرج من اليمن، وتحول في حسابات إيران في اليمن، وعدم قدرة الحوثيين على فرض تطلعاتهم الأيديولوجية عسكريا.
ومع ذلك، حتى لو تمكن الجانبان في نهاية المطاف من إيجاد طريقة لتجميد الصراع، فإن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ستظلان قلقتين من أن المفاوضات قد تؤدي إلى تقسيم اليمن إلى شمال يديره الحوثيون وجنوب غير مستقر، كما يقول التحليل.
ويشير توصل السعودية وإيران إلى اتفاق لتطبيع العلاقات والتقارب، بوساطة صينية، في مارس/آذار الماضي، إلى أن طهران بات غير مهتمة بشكل متزايد باستخدام اليمن كمكان لمضايقة السعودية، وهو ما يصب في صالح المفاوضات بين الرياض والحوثيين.
السعودية وأمريكا.. اتفاقية دفاعية صعبة يتم طبخها بهدوءوفي شان آخر، يركز التحليل على جهود السعودية والولايات المتحدة لاستكشاف التوصل إلى اتفاقية أمنية ودفاعية على غرار المعاهدات الأمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في 19 سبتمبر/أيلول الجاري.
وبشكل عام، فإن اتفاقيات الدفاع الأمريكية مع الدول الآسيوية أضعف من اتفاقية الدفاع الأمريكية مع دول "الناتو"، حيث أن اللغة الدقيقة تمنح الولايات المتحدة مرونة أكبر بشأن المساعدة المباشرة في حالة وقوع هجوم.
اقرأ أيضاً
السودان.. تجدد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم
ويتوقع تحليل "ستراتفور" أن تواجه المفاوضات تحديات كبيرة في المستقبل، حيث يكاد يكون من المؤكد أن الولايات المتحدة ستطلب من السعودية معايير هامة لمنع الانتشار النووي من أجل الموافقة على معاهدة دفاع.
علاوة على ذلك، سيحتاج مجلس الشيوخ الأمريكي إلى الموافقة على أي معاهدة، وهو ما قد يمثل تحديًا نظرًا لأن بعض الديمقراطيين انتقدوا سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان.
السودان.. القتال يشتد و"الدعم السريع" يتقدمويتطرق التحليل إلى الأوضاع المشتعلة في السودان، حيث شنت قوات "الدعم السريع" هجومًا كبيرًا على مقر القوات المسلحة السودانية في الخرطوم في 16 سبتمبر/أيلول الجاري، حسبما أفاد راديو فرنسا الدولي.
وصدت القوات المسلحة السودانية الهجوم بضربات جوية، لكن - وبحسب ما ورد - لا تزال قوات الدعم السريع تحاصر مقر القوات المسلحة السودانية.
ومن الصعب التأكد من الجهة التي تسيطر على أي أجزاء من منطقة المدن الثلاث (الخرطوم، بحري، وأم درمان)، حيث تتغير السيطرة على الأراضي بسرعة وتستمر الهجمات.
اقرأ أيضاً
وفد الحوثيون يعود إلى صنعاء.. والسعودية ترحب بنتائج المحادثات
ومع ذلك، وفقًا لمرصد الحرب في السودان، تسيطر قوات "الدعم السريع" على غالبية الخرطوم والمنطقة المحيطة بها مع بعض ممتلكات القوات المسلحة السودانية، وتتنازع القوتان حول منطقة بحري، لكنها محاطة بقوات "الدعم السريع"، وتنقسم أم درمان والمناطق المحيطة بها بين سيطرة "الدعم السريع" في الجنوب و سيطرة القوات المسلحة السودانية في الشمال.
وبحسب التحليل، تعد سيطرة قوات "الدعم السريع" على الأراضي والنجاحات العسكرية الأخيرة في منطقة المدن الثلاث بمثابة إشارة إضافية إلى استمرار الصراع طويل الأمد، حيث يسيطر كلا الجانبين على معاقل أساسية (قوات الدعم السريع في دارفور والقوات المسلحة السودانية في بورتسودان) ويتنافسان على السيطرة على العاصمة.
وقد غادر قائد القوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الخرطوم في أغسطس/آب متوجهاً إلى معقل القوات المسلحة السودانية في بورتسودان.
وكان الجزء الشمالي الشرقي من البلاد آمنًا إلى حد كبير من الاشتباكات حتى يوم 11 سبتمبر/أيلول، عندما اشتبك مسلحون موالون لتحالف أحزاب وحركات شرق السودان، وهو حزب سياسي مسلح ومؤثر وخليف مؤتمر البجا، مع جنود القوات المسلحة السودانية.
المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات السعودية الأمريكية الحرب في اليمن الحوثيين الحرب في السودان قوات الدعم السريع القوات المسلحة السودانیة فی الدعم السریع فی الیمن
إقرأ أيضاً:
عشرات القتلى بالسودان وكباشي يؤكد حرص الحكومة على إحلال السلام
أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي بالسودان شمس الدين كباشي حرص الحكومة على إحلال السلام ووقف معاناة السودانيين، في حين ذكر شهود عيان أن 40 شخصا قُتلوا في هجوم نُسب لقوات الدعم السريع على قرية بولاية الجزيرة.
وأكد كباشي، نائب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في تصريحات نقلتها وكالة السودان للأنباء (سونا)، على الانفتاح على كافة المبادرات، التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وفرض سيادة الدولة السودانية وحفظ كرامة الشعب السوداني، وفق قوله.
وجدد، لدى لقائه بمكتبه في بورتسودان اليوم المبعوث السويسري الخاص للقرن الأفريقي السفير سيلفان إستييه، حرص الحكومة السودانية والتزامها بالعمل على إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وتسهيل عمل الفرق الإغاثية وموظفي المنظمات العاملة في المجال الإنساني.
من جانبه، أوضح المبعوث السويسري للقرن الأفريقي أن اللقاء تتطرق إلى مجمل الأوضاع الإنسانية ومآلات الصراع الدائر الآن في السودان، وكيفية إنهاء الحرب، فضلا عن الجهود المبذولة لوصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد، بهدف تخفيف معاناة الشعب السوداني.
قتلىميدانيا، قُتل 40 شخصا في هجوم شنه عناصر من قوات الدعم السريع على قرية في ولاية الجزيرة وسط البلاد، وفق ما أفاد طبيب اليوم الأربعاء.
وقال أحد الشهود في قرية ود عشيب، خلال اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني منذ عام ونصف، شنت هجوما اعتبارا من مساء الثلاثاء، و"استأنفت الهجوم صباح" اليوم الأربعاء، موضحا أن المهاجمين يرتكبون "أعمال نهب".
وقال طبيب في مستشفى ود رواح شمال القرية، طالبا عدم كشف هويته خوفا على سلامته بعد تعرض الفرق الطبية لعدة هجمات، إن "الأشخاص الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص".
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".
وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة، وتسبّبت وفقا للأمم المتحدة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.