نشر مركز "ستراتفور" الاستراتيجي والأمني الأمريكي، تقدير موقف لأبرز التطورات في منطقة الشرق الأوسط حاليا، والمتعلقة بالمفاوضات المستمرة بين السعودية والحوثيين لصنع اتفاقية سلام طويلة الأمد تكفل إنهاء الصراع في اليمن، وكذلك المباحثات المهمة بين السعودية والولايات المتحدة لصيغة اتفاقية دفاعية جديدة على غرار اتفاقيات الدفاع بين واشنطن وحلفاء آسيويين، ثم ينتقل تقدير الموقف لإلقاء الضوء على التطورات في السودان، الذي يشهد حاليا تصعيدا للمعارك بين قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني.

الحوثيون والسعودية..  تقدم نحو سلام اليمن ببطء

بالنسبة للقضية الأولى، يقول المركز، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن المسؤولون السعوديون والحوثيون أحرزوا تقدما في مباحثات السلام الجارية، وإن كان لا يزال بطيئا، حيث تتناول المفاوضات جدولا زمنيا لانسحاب قوات التحالف التي تقودها السعودية من اليمن، وتفاصيل حول رواتب الموظفين الحكوميين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقد أرسل الحوثيون وفداً رفيع المستوى إلى العاصمة السعودية الرياض، الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ بدء الحرب الأهلية في اليمن في عام 2014.

اقرأ أيضاً

اجتماع أمريكي خليجي يبحث ملفات اليمن وإيران وسوريا وخور عبدالله

وجاءت هذه الخطوة بعد عام تقريبًا من انتهاء وقف إطلاق النار على مستوى البلاد في اليمن

ويتوقع التحليل أن يظل التقدم في المحادثات بطيئا لكن بأهمية متزايدة، نظرا لإصرار السعودية عل البحث عن مخرج من اليمن، وتحول في حسابات إيران في اليمن، وعدم قدرة الحوثيين على فرض تطلعاتهم الأيديولوجية عسكريا.

ومع ذلك، حتى لو تمكن الجانبان في نهاية المطاف من إيجاد طريقة لتجميد الصراع، فإن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ستظلان قلقتين من أن المفاوضات قد تؤدي إلى تقسيم اليمن إلى شمال يديره الحوثيون وجنوب غير مستقر، كما يقول التحليل.

ويشير توصل السعودية وإيران إلى اتفاق لتطبيع العلاقات والتقارب، بوساطة صينية، في مارس/آذار الماضي، إلى أن طهران بات غير مهتمة بشكل متزايد باستخدام اليمن كمكان لمضايقة السعودية، وهو ما يصب في صالح المفاوضات بين الرياض والحوثيين.

السعودية وأمريكا.. اتفاقية دفاعية صعبة يتم طبخها بهدوء

وفي شان آخر، يركز التحليل على جهود السعودية والولايات المتحدة لاستكشاف التوصل إلى اتفاقية أمنية ودفاعية على غرار المعاهدات الأمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في 19 سبتمبر/أيلول الجاري.

وبشكل عام، فإن اتفاقيات الدفاع الأمريكية مع الدول الآسيوية أضعف من اتفاقية الدفاع الأمريكية مع دول "الناتو"، حيث أن اللغة الدقيقة تمنح الولايات المتحدة مرونة أكبر بشأن المساعدة المباشرة في حالة وقوع هجوم.

اقرأ أيضاً

السودان.. تجدد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم

ويتوقع تحليل "ستراتفور" أن  تواجه المفاوضات تحديات كبيرة في المستقبل، حيث يكاد يكون من المؤكد أن الولايات المتحدة ستطلب من السعودية معايير هامة لمنع الانتشار النووي من أجل الموافقة على معاهدة دفاع.

علاوة على ذلك، سيحتاج مجلس الشيوخ الأمريكي إلى الموافقة على أي معاهدة، وهو ما قد يمثل تحديًا نظرًا لأن بعض الديمقراطيين انتقدوا سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان.

السودان.. القتال يشتد و"الدعم السريع" يتقدم

ويتطرق التحليل إلى الأوضاع المشتعلة في السودان، حيث شنت قوات "الدعم السريع" هجومًا كبيرًا على مقر القوات المسلحة السودانية في الخرطوم في 16 سبتمبر/أيلول الجاري، حسبما أفاد راديو فرنسا الدولي.

وصدت القوات المسلحة السودانية الهجوم بضربات جوية، لكن - وبحسب ما ورد - لا تزال قوات الدعم السريع تحاصر مقر القوات المسلحة السودانية.

ومن الصعب التأكد من الجهة التي تسيطر على أي أجزاء من منطقة المدن الثلاث (الخرطوم، بحري، وأم درمان)، حيث تتغير السيطرة على الأراضي بسرعة وتستمر الهجمات.

اقرأ أيضاً

وفد الحوثيون يعود إلى صنعاء.. والسعودية ترحب بنتائج المحادثات

ومع ذلك، وفقًا لمرصد الحرب في السودان، تسيطر قوات "الدعم السريع" على غالبية الخرطوم والمنطقة المحيطة بها مع بعض ممتلكات القوات المسلحة السودانية، وتتنازع القوتان حول منطقة بحري، لكنها محاطة بقوات "الدعم السريع"، وتنقسم أم درمان والمناطق المحيطة بها بين سيطرة "الدعم السريع" في الجنوب و سيطرة القوات المسلحة السودانية في الشمال.

وبحسب التحليل، تعد سيطرة قوات "الدعم السريع" على الأراضي والنجاحات العسكرية الأخيرة في منطقة المدن الثلاث بمثابة إشارة إضافية إلى استمرار الصراع طويل الأمد، حيث يسيطر كلا الجانبين على معاقل أساسية (قوات الدعم السريع في دارفور والقوات المسلحة السودانية في بورتسودان) ويتنافسان على السيطرة على العاصمة.

وقد غادر قائد القوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الخرطوم في أغسطس/آب متوجهاً إلى معقل القوات المسلحة السودانية في بورتسودان.

وكان الجزء الشمالي الشرقي من البلاد آمنًا إلى حد كبير من الاشتباكات حتى يوم 11 سبتمبر/أيلول، عندما اشتبك مسلحون موالون لتحالف أحزاب وحركات شرق السودان، وهو حزب سياسي مسلح ومؤثر وخليف مؤتمر البجا، مع جنود القوات المسلحة السودانية.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات السعودية الأمريكية الحرب في اليمن الحوثيين الحرب في السودان قوات الدعم السريع القوات المسلحة السودانیة فی الدعم السریع فی الیمن

إقرأ أيضاً:

عاجل| مقتل 8 من ميليشيا الدعم السريع في مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني

أعلن الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية أسفرت عن القضاء على 8 من عناصر ميليشيا الدعم السريع، وتدمير ثلاث عربات قتالية وشاحنة وقود، وذلك خلال مواجهات عنيفة اندلعت في محور الفاشر بولاية شمال دارفور.

استمرار العمليات العسكرية على نطاق واسع

وأوضح الجيش، في بيان رسمي، أن العملية تأتي في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها القوات المسلحة لصد تحركات ميليشيا الدعم السريع ووقف تقدمها، مشددًا على أن القوات تواصل تنفيذ عملياتها الميدانية وفق خطط استراتيجية تهدف إلى استعادة الأمن والاستقرار في الإقليم.

وأشار البيان إلى أن قوات الجيش تواصل إحراز تقدم ميداني على عدة محاور، رغم سيطرتها على القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم، في دلالة على استمرار العمليات العسكرية على نطاق واسع، وعدم الاكتفاء بالمواقع الرمزية.

تصاعد القتال وتدهور الأوضاع الإنسانية

وتشهد ولايات إقليم دارفور منذ عدة أشهر تصاعدًا لافتًا في حدة المواجهات بين الجيش والدعم السريع، في ظل الأزمة السياسية والعسكرية التي اندلعت في البلاد منذ منتصف أبريل 2023، مخلفةً أوضاعًا إنسانية مأساوية ونزوحًا واسعًا للسكان.

حظر تجوال في الفاشر للسيطرة على الوضع الأمني

أصدرت لجنة أمن ولاية شمال دارفور، برئاسة الوالي المكلّف الحافظ بخيت محمد، أمس، قرارًا بفرض حظر التجوال داخل مدينة الفاشر، وذلك اعتبارًا من اليوم الثلاثاء الموافق 14 أبريل 2025، من الساعة السابعة مساءً وحتى الخامسة صباحًا.

واستثنى القرار عيادات الأطباء، والصيدليات، بالإضافة إلى الحالات الطارئة في إطار الحفاظ على سير الخدمات الضرورية خلال فترة الحظر، فيما دعت اللجنة المواطنين إلى الالتزام الصارم بالقرار للمساهمة في حفظ الأمن.

اقرأ أيضاًالجيش السوداني يحبط استهداف «الدعم السريع» لسد مروي

البرهان: الجيش السوداني لن يتراجع عن هزيمة وسحق الدعم السريع

الجيش السوداني يُعلن سيطرته على الوزارات في وسط الخرطوم

مقالات مشابهة

  • تنفيذي أم روابة يستقبل قافلة الدعم من عمودية درزاء لإسناد القوات المسلحة
  • الإمارات: القوات المسلحة والدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني
  • الإمارات تقطع بعدم قدرة الجيش السوداني والدعم السريع على تحقيق الاستقرار في البلاد
  • عاجل| مقتل 8 من ميليشيا الدعم السريع في مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني
  • أمريكا تندد بهجمات قوات الدعم السريع على مدنيين في السودان
  • أمريكا تنتقد التصعيد.. الدعم السريع تعلن حكومة موازية في السودان
  • القوات المسلحة السودانية: مصممون على استكمال مسيرة الدفاع عن أي شبر في أراضينا
  • القوات المسلحة تنفذ ضربات ناجحة وتكبّد مليشيا الدعم السريع خسائر فادحة شمال شرق الفاشر
  • هجمات الفاشر.. أكثر من 400 قتيل والدعم السريع تعلن هجوما بمسيرة على مطار الخرطوم
  • مناوي يكشف عن اتفاق بتنسيق من دولة صديقة والدعم السريع لتنفيذ أمر مهم بعد كارثة معسكر زمزم ومقتل 450 شخصًا