الذهب يتأثر سلباً بإشارات الفيدرالي الأمريكي برفع جديد للفائدة 2023
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
تراجعت أسعار الذهب اليوم الخميس للجلسة الثالثة على التوالي، وذلك في ظل ارتفاع مستويات الدولار وعوائد السندات الأمريكية عقب اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم أمس والذي أشار خلاله إلى إمكانية رفع الفائدة من جديد خلال عام 2023، كما قلص فرص تخفيف السياسة النقدية وخفض الفائدة في 2024.
تتداول أسعار الذهب الفورية اليوم الخميس وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1922 دولار للأونصة منخفض بنسبة 0.
وكانت أسعار الذهب ارتفعت أمس مقترباً من مستوى المقاومة النفسي 1950 دولار للأونصة بمجرد صدور قرار البنك الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة عند النطاق بين 5.25% - 5.50% كما كان متوقع بشكل كبير في الأسواق، قبل أن تبدأ عمليات البيع في السيطرة على المعدن النفيس بعد صدور توقعات البنك الفيدرالي وحديث رئيس البنك جيروم باول في المؤتمر الصحفي عقب الاجتماع.
أظهر البنك الفيدرالي أن أسعار الفائدة ستستمر عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من الوقت، وأشارت التوقعات إلى تخفيضات أقل في الفائدة في عام 2024 مقارنة مع التوقعات السابقة، وحذر رئيس الفيدرالي أن الارتفاعات الأخيرة في معدلات التضخم ومرونة سوق العمل تمنح البنك الفيدرالي مساحة أكبر لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة.
كما أشار جيروم باول إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة مرة أخرى على الأقل هذا العام، ليتخذ حديثه لهجة متشددة أكثر بكثير من توقعات الأسواق، حيث قلل من احتمالية حدوث ركود في الولايات المتحدة في ظل استمرار مرونة الاقتصاد الأمريكي وهو السيناريو الذي ينذر بضعف في الطلب على الذهب كملاذ آمن.
وتتوقع جولد بيليون أن يكون احتمال إبقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول هو الضاغط الرئيسي على الذهب في الأشهر المقبلة، بالنظر إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الأصول غير ذات العائد مثل الذهب.
أما عن توقعات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي المعروفة باسم (Dot Plot) والتي تتم كل 3 أشهر، فقد أشارت إلى ارتفاع الفائدة بنسبة 5.6% خلال عام 2023 ما ينذر برفع جديد للفائدة خلال المتبقي من العام الجاري.
وأشار إلى تراجع الفائدة إلى 5.1% في عام 2024 أي ما يعادل خفضين فقط في الفائدة خلال 2024، وذلك بعد أن كانت الأسواق تسعر 4 مرات من خفض الفائدة خلال العام المقبل.
الذهب يتعرض للضغط
وذكر تقرير جولد بيليون أن ارتفاع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال جلسة اليوم الخميس ليسجل أعلى مستوى جديد منذ 6 أشهر مخترقاً المستوى 105، وذلك بعد أن ارتفع يوم أمس بنسبة 0.2% يخلق مزيد من الضغط على الذهب كما ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات ليسجل أعلى مستوى منذ أكتوبر 2007 عند 4.448%، كما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين إلى أعلى مستوى في 17 عام عند 5.202%.
تأكيد البنك الفيدرالي على استمرار سياسة التشديد النقدي حتى الوصول إلى مستهدف التضخم 2% والذي من المتوقع أن يستمر حتى عام 2026، بالإضافة إلى إشارة رئيس البنك باول بإمكانية رفع الفائدة مرة أخرى هذا العام وتقليل فرص خفض الفائدة في 2024، عمل على دعم أسواق السندات بشكل كبير الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على العائد.
ارتفاع عوائد السندات يزيد من جاذبية أسواق السندات للمستثمرين مقارنة مع الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، هذا بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي الأمر الذي يضغط بشكل سلبي على أسعار الذهب بسبب العلاقة العكسية التي تربط بينهما، منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار.
وضع الذهب العالمي بعد اجتماع الفيدرالي
التأثير اللحظي لاجتماع الفيدرالي أمس على الذهب كان إيجابي ودفع الأسعار إلى المستوى 1947 دولار للأونصة وهي تمثل مناطق المستوى النفسي 1950 دولار للأونصة، وذلك قبل أن يعود إلى الهبوط بعد صدور تصريحات رئيس البنك.
الآن أصبحت الصورة سلبية بشكل كبير على مستقبل الذهب على المدى المتوسط خلال الأشهر القادمة، مع توقعات برفع جديد للفائدة في نوفمبر القادم إلى جانب استمرار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ أكثر من 20 عام لما بعد منتصف عام 2024 كما تشير التوقعات.
وأكد تقرير جولد بيليون أن استمرار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة يعد سيناريو سلبي بالنسبة للذهب بسبب تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه وعلى المدى القصير قد نشهد استمرار الذهب في التراجع وصولا لمستويات 1910 ومن بعدها المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة والذي سيحدد مصير الذهب سواء الارتداد لأعلى أو التوسع في الهبوط.
من جهة أخرى نجد أن البنك الفيدرالي قد كرر في بيانه إلى استمرار اعتماد قرارات البنك على البيانات الاقتصادية، وهو ما يعطي الذهب فرصة للتذبذب وفقاً للبيانات التي تصدر بشكل دوري، ولكن بشكل عام سيظل هناك ضغط سلبي للأسباب السابق ذكرها.
أسعار الذهب في مصر
أظهر الذهب في مصر استجابة للتغيرات في أسعار الذهب العالمي خلال جلسة اليوم وذلك عقب اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي تسبب في تحركات كبيرة في سوق الذهب، ولكن في نهاية الأمر عاد الذهب إلى مستوياته السابقة ليسيطر التذبذب على تحركاته من جديد.
افتتح الذهب المحلي عيار 21 الأكثر شيوعاً جلسة اليوم الخميس عند المستوى 2225 جنيه للجرام، يأتي هذا بعد أن سجل الذهب أعلى مستوى خلال جلسة الأمس عند 2250 جنيه للجرام قبل أن يعود إلى التراجع عند نهاية الجلسة ويغلق عند المستوى 2230 جنيه للجرام ليسجل ارتفاع بمقدار 20 جنيه للجرام مقارنة مع سعر افتتاح جلسة الأمس عند 2210 جنيه للجرام.
ارتفاع سعر الذهب وتراجعه أمس يأتي بالتزامن مع حركة الذهب العالمي، ولكن في النهاية عاد الذهب إلى نفس مستويات التذبذب تحت المستوى 2225 جنيه للجرام، حيث يسيطر الحذر على السوق المحلي اليوم قبل اجتماع البنك المركزي المصري.
التوقعات متضاربة بشأن قرار البنك المركزي المصري اليوم وذلك في ظل معدلات التضخم القياسية الناتجة عن تراجع قيمة الجنيه، ولكن تميل كفة التوقعات إلى تثبيت البنك المركزي المصري لأسعار الفائدة خلال اجتماعه اليوم.
البنك المركزي المصري رفع أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 19.25% في أغسطس الماضي وبذلك يكون البنك قد رفع الفائدة بمقدار 1100 نقطة منذ مارس 2022 عندما بدأ البنك في خفض سعر صرف الجنيه المصري.
يأتي هذا الترقب في السوق المحلي في ظل عدم حدوث مراجعة صندوق النقد الدولي الأولى لبرنامجه لإقراض مصر 3 مليار دولار حتى الآن، بعد أن كانت توقعات كثيرة تشير إلى حدوثه منتصف شهر سبتمبر الجاري.
وكانت التوقعات تشير أيضاً إلى حدوث تعويم أو خفض في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار تزامناً مع مراجعة الصندوق، ولكن هذا القرار أيضاً لم يتم حتى الآن ولم تصدر تصريحات رسمية سواء من المركزي المصري او الحكومة المصرية بشأن مستقبل مراجعة صندوق النقد أو تعويم سعر الصرف.
ويؤكد تقرير جولد بيليون أن الطلب في سوق الذهب شهد تراجع خلال الفترة الأخيرة، وهو ما تسبب في تذبذب حركة السعر وتحركه في نطاقات ضيقة خلال الفترة الأخيرة.
هذا وقد كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن الواردات الإجمالية من أشكال خام الذهب قد وصلت إلى 443 ألف دولار فقط خلال شهر يونيو 2023 الماضي، مقارنة مع نفس الشهر من عام 2022 الذي سجل 9 مليون و115 ألف دولار وأن هناك تراجع ملحوظ في واردات مصر من أشكال الذهب بلغت قيمته 8 ملايين و672 ألف دولار خلال شهر واحد فقط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ارتفاع مؤشر الدولار أسعار الذهب أسعار الذهب ارتفاع الفائدة أسعار الذهب اليوم البنک المرکزی المصری البنک الفیدرالی أسعار الفائدة دولار للأونصة الیوم الخمیس جنیه للجرام أسعار الذهب أعلى مستوى مقارنة مع على الذهب خلال جلسة الذهب فی بعد أن قبل أن
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة» تحلل أداء الذهب في السوق المحلية خلال الأسبوع الماضي
تراجعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية بنسبة 1.3% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، في حين تراجعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 1%، بعد أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيبطئ وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025، وفقا لتقرير منصة «آي صاغة».
وقال المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية تراجعت نحو 50 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3820 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 3770 جنيهًا، فيما تراجعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية، بقيمة 26 دولارًا.
تراجع أسعار الذهب محلياوأشار إلى تراجع أسعار الذهب بالأسواق المحلية، متأثرة بتراجع الأوقية بالبورصة العالمية، وسعر صرف الدولار بالسوق المحلية، موضحا أن الذهب تراجع بالبورصة العالمية عقب قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، وتلميحات جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي بإبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، ما دفع الذهب لموجة هبوط حادة.
وأشار بنك الاحتياطي الفيدرالي، في اجتماعه الأخير للسياسة النقدية لعام 2024، إلى تخفيضات أقل في أسعار الفائدة العام المقبل، ووفقًا لتوقعاته الاقتصادية المحدثة، يبحث البنك المركزي عن خفضين لأسعار الفائدة العام المقبل.
تمرير مشروع قانون الإنفاق قبل العطلاتوأضاف أن الذهب تماسك مع ختام تعاملات الأسبوع، بعد أن عجز الكونجرس الأمريكي عن تمرير مشروع قانون الإنفاق قبل العطلات، فالحكومة على وشك الإغلاق الجزئي مرة أخرى، والذي سيؤثر على كل شيء من إنفاذ الحدود إلى المتنزهات الوطنية وإجازة ما يصل إلى مليوني موظف.
ارتفاع نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.1%في حين كشف تقرير التضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، عن ارتفاع نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.1% في نوفمبر، مقابل توقعات بزيادة بنسبة 0.2%، وتسارع المعدل السنوي إلى 2.4% من قراءة الشهر السابق البالغة 2.3%، ما يزال أقل من 2.5% المتوقعة من قبل إجماع السوق، وبالمثل، انخفض مؤشر الإنفاق الشخصي الأساسي إلى 0.1% من 0.3% في أكتوبر بينما ظل التضخم السنوي ثابتًا عند 2.8% مقابل توقعات السوق بارتفاعه إلى 2.9%.
وانخفضت طلبات البطالة الأسبوعية إلى 220 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في 13 ديسمبر من قراءة الأسبوع السابق التي بلغت 242 ألف طلب، متجاوزة التوقعات بانخفاض أبطأ إلى 230 ألف طلب.