إجراءات عملية لتعزيز وظائف المخ
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
يشير العلم الحديث إلى أنه بالإمكان الوقاية من نسبة تصل إلى 40% من حالات الإصابة بالزهايمر، من خلال الحرص على اتباع نمط حياة صحي.
ووفقاً لما أفادت به جيسيكا كالدويل، خبيرة من مركز "لو روفو" لصحة الدماغ، قُبيل اليوم العالمي لمرض الزهايمر، إنه من المعروف أن أي شخص يزيد سنه عن 65 عاماً معرض لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، مشيرة إلى أن التغيرات الدماغية المرتبطة بمرض الزهايمر تبدأ في الحدوث قبل ظهور الأعراض بما يصل إلى 20 عاماً.
اضطراب في الدماغ
ويعدّ مرض الزهايمر اضطراباً في الدماغ يؤدي تدريجياً إلى انخفاض قدرة الأفراد على التفكير والتعلم والتنظيم، وتنفيذ الأنشطة اليومية وتذكر التفاصيل المهمة.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الزهايمر يعدّ أكثر أشكال الخرف شيوعاً وقد يساهم في نسبة تتراوح بين 60 و70% من حالات الخرف في جميع أنحاء العالم، والبالغ عددها نحو 55 مليون حالة.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة من الإصابة بالخرف كل عام، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بالتوازي مع تزايد نسبة السكان المسنين في معظم البلدان.
مرض متعدد العوامل
وأضافت كالدويل، التي تشغل منصب مدير مركز وقاية المرأة من الزهايمر، أن المرض متعدّد العوامل، موضحة أن احتمالية إصابة شخص ما، مثلاً، بالشكل الأكثر شيوعاً من المرض، أي الزهايمر المتأخر، تعود إلى مجموعة عوامل تشمل الشيخوخة والوراثة والتاريخ المرضي في الأسرة والصحة العامة، وسلوكيات نمط الحياة، إضافة إلى التأثيرات البيئية كتلوث الهواء.
وحدّد الباحثون العديد من عوامل الخطر المرتبطة بالمرض والقابلة للتعديل، كما حدّدوا العديد من عادات نمط الحياة، التي يمكن أن تعزز وظائف المخ، وذلك بالرغم من عدم قدرتهم على تحديد جميع أسباب مرض الزهايمر تحديداً قاطعاً.
وأوصت د. كالدويل باتباع النصائح الثلاث التالية، التي تتعلق بنمط الحياة على وجه الخصوص:
1. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
لممارسة التمارين الرياضية فوائد فورية وطويلة المدى للدماغ، بدءاً من زيادة كيمياء الدماغ، التي تدعم صحة خلاياه، ووصولاً إلى تقليل عوامل مثل الالتهاب الجسدي المزمن، الذي قد يضرّ بالدماغ، بحسب د. كالدويل، التي أوضحت أن ممارسة التمارين الرياضية تعود بفوائد غير مباشرة على الدماغ، مثل تحسين المزاج والنوم، وتقليل التوتر، ودعم صحة القلب، وزيادة فرص التواصل الاجتماعي، وخفض ضغط الدم، وتقليل أخطار الكوليسترول والسكري، وكلها فوائد تقلل من أخطار تراجع الذاكرة مع تقدم العمر.
وأضافت كالدويل "يوصى بممارسة ما لا يقلّ عن 150 دقيقة من النشاط معتدل الشدة أسبوعياً لتحقيق صحة الدماغ على المدى الطويل، كالمشي السريع، وكلما زاد هذا المستهدف لدى البالغين الأصحاء كان أفضل لهم، وصولاً إلى 300 دقيقة أسبوعياً، وإذا كان سنّ المرء أقل من 60 عاماً، فإن ممارسة التمارين المتواترة عالية الكثافة تظلّ الأفضل لدعم صحة وظائف الدماغ".
أما الأشخاص الذين لم يمارسوا التمارين الرياضية من قبل، فتوصيهم كالدويل بالحصول على موافقة الطبيب قبل الانخراط في أي برنامج رياضي، وتقترح عليهم أن يُشركوا معهم في البرنامج شريكاً للتشجيع، أو يُقرنوا التمرين بشيء يستمتع به الشخص، مثل ركوب دراجة ثابتة أثناء مشاهدة التلفزيون، أو المشي أثناء الاستماع إلى مدونات صوتية.
2. الحصول على قسط كافٍ من النوم
قالت كالدويل إن قلّة النوم قد تُحدث تأثيراً سلبياً فورياً وتراكمياً في أداء الدماغ، وبالعكس، فإن النوم السليم يُحسّن الحالة المزاجية ويشحذ الذكاء ويعزز الاحتفاظ بالذكريات الجديدة على المدى الطويل.
وأضافت "يمنح النوم أيضاً أدمغتنا الفرصة لإزالة الترسبات، مثل بروتين بيتا أميلويد، الذي يمكن أن يتجمع ليشكل ترسبات تؤدي إلى الإصابة بالزهايمر". وتوصي خبيرة الأعصاب البالغين بالنوم لسبع ساعات متواصلة أو ثماني.
3. اتباع نظام غذائي متوازن
تُظهر الأبحاث أن اتباع نظام غذائي شبيه بنظام غذاء البحر الأبيض المتوسط الغني بالأسماك والحبوب الكاملة والخضراوات الورقية الخضراء والزيتون والمكسرات، يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وقد يقلّل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، بحسب كالدويل، التي نصحت بالتقليل من اللحوم الحمراء والجبن كامل الدسم والزبدة والأطعمة المقلية والحلويات، والحدّ من استهلاك الكحول.
ووصفت كالدويل الوقاية من الزهايمر بأنها "علم ناشئ"، مشيرة إلى وجود حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث وإشراك المزيد من المتطوعين في الدراسات، وانتهت إلى القول: "ما اكتشفناه لغاية الآن، على كل حال، لا يُقدر بثمن، ومن شأنه مساعدة الأفراد على عيش حياتهم على أكمل وجه في الثمانينات من العمر وما بعدها".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: التمارین الریاضیة
إقرأ أيضاً:
دراسة..قلة النوم في الأربعينيات من العمر تعجل بشيخوخة الدماغ
أظهرت دراسة حديثة أن قلة النوم في الأربعينيات من العمر قد تسرع شيخوخة الدماغ، مع تأثير محتمل يمتد حتى أواخر الخمسينيات.
وقالت الدكتورة كريستين يافي، من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن “نتائجنا تسلط الضوء على أهمية معالجة مشاكل النوم في وقت مبكر للحفاظ على صحة الدماغ، بما في ذلك الحفاظ على جدول نوم ثابت، وممارسة الرياضة، وتجنب الكافيين والكحول قبل الذهاب إلى الفراش واستخدام تقنيات الاسترخاء”.
وشملت الدراسة نحو 600 بالغ في الأربعينيات من العمر، أكملوا استبيانا حول النوم، وتم تصنيف المشاركين بناء على سمات نومهم إلى ثلاث مجموعات لتحديد شدة مشاكل النوم لديهم. وشملت المجموعة المنخفضة نحو 70 بالمائة من المشاركين، كانت لديهم مشاكل نوم قليلة أو واحدة فقط من بين ست مشاكل تم تقييمها، مثل صعوبة النوم، والاستيقاظ المتكرر، أو الاستيقاظ مبكرا.
وضمت المجموعة المتوسطة نحو 22 بالمائة من المشاركين، الذين عانوا من اثنتين أو ثلاث من مشاكل النوم. وتعد هذه المجموعة متوسطة في مستوى الشكوى من النوم، وشملت المجموعة العالية نحو 8 بالمائة من المشاركين الذين واجهوا أربع إلى ست من مشاكل النوم. وكان لدى هؤلاء الأشخاص مستوى عال من الشكوى، ما يدل على أن نومهم متأثر بشكل كبير.
وبعد 15 عاما، من مراعاة العمر والجنس وارتفاع ضغط الدم والسكري وعوامل أخرى، أظهرت فحوصات الدماغ أن أفراد المجموعة المتوسطة كانت أعمار أدمغتهم أكبر بمعدل 1.6 سنة مقارنة بالمجموعة المنخفضة، بينما كانت أعمار أدمغة المجموعة العالية أكبر بمعدل 2.6 سنة.
ومن بين عادات النوم الست التي شملتها الدراسة، ارتبطت جودة النوم السيئة وصعوبة النوم والاستيقاظ في الصباح الباكر بزيادة عمر الدماغ، خاصة عندما عانى الأشخاص من هذه المشاكل لمدة خمس سنوات على الأقل.