حكى إكرامي الشحات حارس مرمى النادي الأهلي الأسبق ذكرياته مع حرب أكتوبر المجيدة، قائلا: «عشنا أياما عصيبا بعد حرب 1967 إلى أن تحقق النصر في حرب أكتوبر 1973.. نصر أكتوبر أمر عظيم لمصر، وكان لي أخ من أبطال حرب أكتوبر شارك فيها وكانت له بصمة».

وتابع: «عشنا أيامًا رائعة جدًا في فترة حرب أكتوبر، وأتذكر أنه ما بين حربي 1967 حتى عام 1973 كانت هناك مقولة اربط الحزام، أي إننا كنا نقتصد في كل شيء مثل الأكل والشرب وكنا ندهن زجاج الشبابيك والبلكونات باللون الأزرق بسبب طائرات العدو».

وأكد: «فرحتنا بحرب أكتوبر كانت أكبر من حزننا في الفترة بين عام 1967 وعام 1973، ونحمد الله على أن هذا النصر كان عزيزا جدا، وكان الشعب المصري راضيا عن القوات المسلحة، وكنا عندما نرى فردا من الجيش المصري بعد نصر أكتوبر كنا نسعد بهم، لأنهم ضحوا بحياتهم في حربي 1967 و1973».

محمود سعد: عائلتي خدمت في سلاح الحدود

من جهته قال محمود سعد، لاعب الزمالك السابق والمدير الفني السابق لاتحاد كرة القدم المصري، إن ذكرى حرب أكتوبر عظيمة جدا للشعب المصري والشعوب العربية، موضحًا: «عيلتي كلها كانت في سلاح الحدود، وجدي لوالدي ووالدي كانا في سلاح الحدود، ووالدي كان رائدًا مسؤولًا عن كتيبة الإشارة، وكان شقيقي وزوج خالتي وزوج عمتي خدموا في سلاح الحدود».

وأضاف: «6 أكتوبر 1973 كان يوما عظيما بالنسبة لي، كنت مسافرا للاحتراف في نادي الصفاء اللبناني، ولكن تم إلغاء الرحلات الجوية، ولم يكن أحد يصدق أن العدو سينهار أو أنه في إمكان أي شخص تجاوز خط بارليف.. عملنا كل حاجة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر أكتوبر حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة

قدرة الافصاح
قصة قصيرة
حسن الجزولي
لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة

(1)
نشأت وسط أسرتها وأقرانها مختلفة نوعاً، حيث ولدت بكماء لا تستطع التعبير عن مكنون ما يجيش بها من خواطر وانفعالات، يعوزها النطق كالأسوياء حولها، وكان ذلك يسبب ضيقاً وكدراً لها، هي مشيئة السماء كانت تقول لنفسها وما عليها إلا أن ترضى بما قسمه خالقها لها ضمن أقسامه لعباده.
كانت حليمة تبلغ الخامسة عشر من عمرها وكانت تجلس في مجالس الأحاديث والكلام تستمع دون أن تقوى على المشاركة في الكلام، وكان ذلك يسبب لها ضيقاً وكدراً لا تلبث أن تتقبله كمشيئة من السماء ـ حسب مواساة أمها لها وقد رحلت وهي بعد طفلة وتركتها لمشيئتها، فنشأت حليمة البريئة وهي في مواساة لروحها الصغيرة تذكر دوماً مواساة أمها الراحلة لها.
تظل حليمة تجتهد في دروسها وتجتهد في زيها لتبدو أنيقة وتجتهد في تصفيف شعرها الغزير ليبدو أكثر جمالاً، وتجتهد في توزيع الابتسامات من ثغرها المشرق دقيق الملامح تعويضاً عن غياب النطق وبأعين براقة في بؤبؤهما لمعان وذكاء متقد. .
كانت طيبة القلب بإشراق وسيمة الخطو والرزانة، يحبها الجميع ويحادثونها دون أن يجعلوها تحس باختلافهم عنها، ولذا كانوا لا يطرحون لها الأسئلة إنتظاراً لاجابات يعلمون أنها لن تأتي..
ظلت تفعل ما تفعله قريناتها في المدرسة والحي وساحات اللعب واللهو، تطربها الألحان والموسيقى عندما تراهم ينفعلون من الأنغام، وتجيد تطويع الجسد في باحات الفرح والرقص البديع. كانت جيدة الاستماع للآخرين في ثرثرتهم، وكان أكثر ما يستهويها في غالب بقية يومها عندما لا تجد ما يشغلها عن إعاقتها هو الركون إستماعاً واستمتاعاً بموجتها الخصوصية. كانت حليمة تفعل كلما تفعله قريناتها ويفعله أقرانها، فكان الخروج مع جموعهم للمقاومة في الشوارع والطرقات لمواجهة جند النظام وشراستهم في محاولات تفريق جموعهم هي من بين أنشطتها الأساسية في المشاركة، إلا أن أكثر ما كان يضايقها وهي البكماء هو عدم القدرة على الافصاح والتعبير عن الغضب الكامن في روحها الصغيرة كما أقرانها بالهتاف الداوي بحناجر بليغة الافصاح..
تعود مع جمعهم من ساحات الوغى وباحات المواجهة والعصيان، وهي منتشية بأحاديثهم التي يسترجعون فيها تفاصيل تلك المواجهات بالهتافات البليغة ،، لا بالصراخ ،، بالمطلب النبيل لا بالنباح والعويل، بالجهر بالحقيقة لا بكتمان المآسي دون عزيمة. فتقبع حليمة تتابع سردهم عن ما أبلوا دون رهبة وتردد. وكانت ما أن تختلي بنفسها في الليالي وهي على مرقدها الصغير تضغط بفمها على الوسادة لتودعها صرخة كتومة تعبر بها عن عدم القدرة على مجاراة الأقران في الصراخ والصياح والهتاف في وجوه الجند الغلاظ..
ظل أمر المواكب والهتافات ومواجهات الشوارع والطرقات يتتتالى فتحمله الريح للكون الفسيح وتغطي مساحات الصحف ونشرات الأخبار وشاشات العالم البلورية تفاصيله بدهشة وإعجاب..
حتى حلً يوم أن انعتق لسانها من صمته وأفصح بأبلغ العبارت. كان ذلك في أحدى نوبات المواجهات على الشوارع والطرقات ،، كان الكر والفر على أشده وكان رصاص الجند الغلاظ ينهمر بلا واعز من محاذير، وكان الاندفاع نحو مكان انطلاقه من عدة محاور للصبية والصبايا ومن كل فج عميق. كانت المواجهات على أشدها وكان الدخان يرتفع فوق السماء وكان الهتاف يعلو فوق الرؤوس كالهالات على رؤوس القديسين في كرهم وفرهم وعلى مشاريع شهدائهم. وحليمة كانت في المنتصف ،، تحمل حجارة في يدها وبقايا تمتمات وهمهمات غير مفهومة على فمها، ولكنها بدت غاضبة محتجة وشاجبة ما يجري أمامها والدماء تنهمر من الأجساد الطرية بينما الرصاص يلعلع والدخان يتكاثف والأنفاس تختنق،.
في لحظة غضب تندفع حليمة بأقصى ما عندها من غضب حليم وشجاعة نادرة نحو الوغى الذي حمي وطيسه فتتوغل في ساحته وتكون عند منتصفه، يقول أقرانها أنهم شاهدوها وهي تحمل سجيل حجارتها على يدها اليمنى وبأخرى تكور قبضتها عالياً وهي تتمتم بهمهمات يعوزها النطق السليم في مخارج الحروف.
وما هي سوى فترة بسيطة حتى تنضم إلى الصفوف الأمامية للثوار الذين يلتحمون هم الآخرين بالجند الغلاظ، تتقدم حليمة وقد زادت وتائر غضبها النبيل مما يجري، ثم فجأءة وبلا مقدمات تندفع حليمة نحو الرصاص المنهمر لتجد نفسها في قبضة الجند الغلاظ بعد أن اخترقت رصاصة ساعدها الأيمن والحقوها بأخرى على فخذها الأيسر ولا تزال حليمة تندفع بحمولات غضبها النبيل نحوهم وهي تصرخ بهمهمات وتمتمات غير مفهومة على فمها، وفي لحظة الاندفاع والتوغل وسط الجند الغلاظ، يشاهد أقرانها من على البعد جسدها المنتفض يهوى على الأرض وتغيب حليمة عندها عن الوعي.
(2)
ببطء تفتح حليمة أعينها وتحدق بحذر يمنى ويسرى، فتجد ابنة الخمسة عشر ربيعاً نفسها مقيدة الأيدي والأرجل بينما غلاظ الجند يلتفون حولها بأعين تقدح شرراً وبعضهم يبحلق وكأنه أمام مخلوق أتى من الفضاء، ثم لتبدأ حفلة الشواء.
(3)
بينما كانت الآلة الحادة تنتزعه من اللحم الطري، كان الظفر ينسل منفصلاً عن سبابة يدها ومخاض الدم يحل مكانه، فتصرخ حليمة بدموع منهمرة وفمها لا يقوى على التعبير، فيستمر الغلاظ في حفلة الشواء، يأتون بآلة الصقع فينتفض جسد الصغيرة الغض من لسعة الكهرباء ثم ينكمش، والفم الدقيق لا يحرك اللسان سوى بالصراخ الذي يخرج.
(4)
إجتهدوا لينتزعوا منها إعترافاً لتسجيله، فاعتقدوا أنها تتمنع وتتحداهم بعدم النطق، وما دروا أن الصبية بكماء لا تستطيع النطق أو الحديث فواصلو فيها حفلة الشواء بغضب. يتم ذلك قبل أن يصل لرئيس جوقة التعذيب تقريراً مفصلاً عن سيرة الصبية، من تكون وما أهلها وما مدرستها وماعنوانها ،، وبأنها ولدت بكماء لا تنطق منذ ولادتها.
(5)
فجأة ،، ومع الدماء المنبجسة من الأظافر ذات اللحم الطري والجسد قد أنهكه الصقع والأعين قد امتلأت بالدموع المبللة بقطرات الدم وبينما أنفها الشامخ يبحث عن جرعة من هواء نقي بديلاً عن الروائح النتنة التي انتشرت في المكان، فجأة ،، وبينما الروح الصغيرة قاربت على الطلوع، فجأة ،، وبعد أن أعياها الصبر على مكاره التعذيب البشع ، فجأة ،، تكور كل هذا الغضب النبيل في فمها ذو التقاطيع الدقيقة، فألفت نفسها ترتب داخله أحرفاً بألبلغ ما في الوجود من تعبير، لتخرج كلماتها كالرصاص ـ وهي البكماء طول العمرـ لتفصح عن مكنون أحاسيسها وهي في النزع الأخير من حياتها الصغيرة، ليتحرك فصيح اللسان وهو يحمل هتافاً جميلاً نبيلاً صادقاً وعزيزاً ظل مكبوتاً على صدرها الصغير طيلة سنوات عمرها النضر، صارخاً بعلو شأن بلادها الحزينة،، يتم ذلك من البكماء التي نطقت آخيراً، بينما روحها الصغيرة تنفصل رويداً عن الجسد فترتفع لأعالي الجنان.
(6)
لحظتها تبادل الجند الغلاظ النظرات المبهمة بين بعضهم ليبطلوا ألات التعذيب ويطفئوا الأنوار الكاشفة قبل أن ينسلوا خارجين واحدهم خلف الآخر عن غرفة التعذيب.
(إنتهت)
* كتابة أولى 2023.
* كتابة ثانية 2024.  

مقالات مشابهة

  • لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة
  • تحقيق جديد يكشف فشل سلاح الجو الصهيوني في التصدي لهجوم السابع من أكتوبر
  • تحقيق يكشف تفاصيل جديدة لفشل إسرائيل بصد هجوم 7 أكتوبر
  • في ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة الأستاذة: سارة الطيب بلال
  • سلاح الجو البولندي يعلن حالة التأهب الجوي بالقرب من الحدود الأوكرانية
  • قصة الحكمة «أشرقت» في ملاعب كرة القدم.. تحلم بالشارة الدولية وعينها على الأهلي والزمالك
  • ناقد رياضي : الأهلي والزمالك بحاجة لإصلاحات عاجلة.. وصفقات يناير ضرورية لإنقاذ الموقف
  • نتنياهو أمام الكنيست: نغير وجه الشرق الأوسط ونتقدم في ملف استعادة الأسرى
  • نبيلة عبيد تبكي مفيد فوزي في ذكرى وفاته: "ملوش زي وكان يعشق أعمالي"
  • موعد نهائي كأس مصر لكرة اليد بين الأهلي والزمالك