أبقى مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة بلا تغيير أمس الأربعاء، لكنه تمسك بموقفه إزاء التشديد النقدي، إذ من المتوقع أن يرفع سعر الفائدة مجددا بحلول نهاية العام، وأن يشدد السياسة النقدية حتى 2024 بشكل أكبر من المتوقع سابقا.

ويتوقع صناع السياسات في البنك المركزي في المتوسط أن يبلغ سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة ذروته هذا العام، في نطاق يتراوح بين 5.

50% و5.75%، أي ربع نقطة مئوية فوق النطاق الحالي.

لكن توقعات البنك المركزي الفصلية المحدثة تشير إلى تراجع أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية فحسب في 2024 مقارنة بتوقعات هبوطها نقطة مئوية كاملة خلال اجتماع البنك المركزي في يونيو/ حزيران الماضي.

ومن المتوقع انخفاض مؤشر البنك الرئيس لقياس التضخم إلى 3.3% بحلول نهاية هذا العام، وإلى 2.5% في العام المقبل، وإلى 2.2% بحلول نهاية 2025.

وقالت لجنة السوق المفتوحة الاتحادية التي تحدد سعر الفائدة في بيان، إن "التضخم لا يزال مرتفعا"، وشمل البيان توقعات تتضمن نموا اقتصاديا، ونموا للوظائف أقوى من التوقعات السابقة، مع إبقاء احتمالات "الهبوط الناعم" للاقتصاد في الاعتبار.

وحذّر رئيس المجلس الاتحادي جيروم باول، من أن توقعات البنك المركزي الجديدة، التي تظهر بقاء التشديد في السياسة النقدية لفترة أطول، ليست خطة عمل.

وقال بشأن ما يتعلق بتوقعات أسعار الفائدة الجديدة، "لا أريد أن أضفي على الأمر صفة أنه خطة فعلا"، ولكن بدلا من ذلك، فإن التوقعات تعكس وجهة نظر المسؤولين بأن أداء الاقتصاد سيكون أفضل مما توقعوه قبل بضعة أشهر.

وأضاف باول، الذي تحدث بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة الاتحادية، أن المسؤولين سيواصلون عقد اجتماع تلو الآخر بشأن أسعار الفائدة، وأنهم مستعدون لرفع أسعار الفائدة أكثر إذا كان ذلك مواتيا.

النفط يتراجع

وعقب القرار، تراجعت أسعار النفط بنحو 1% إلى أدنى مستوى لها في أسبوع، واليوم الخميس، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي تسليم نوفمبر/تشرين الثاني المقبل 0.72% إلى 92.86 دولارا للبرميل عند التسوية، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.79% إلى 88.95 دولارا، وهذا أدنى مستوى منذ 14 سبتمبر/أيلول الجاري.

ومن الممكن أن يؤدي رفع أسعار الفائدة بغية كبح التضخم إلى إبطاء النمو الاقتصادي، وتقليل الطلب على النفط.

وقال محللون في شركة "ريتربوش آند اسوشيتس" للطاقة في مذكرة، "مجموعة من الزيادات الإضافية في أسعار الفائدة وقوة الدولار والزيادات الأخرى في أسعار النفط، ستزيد من احتمالات الركود".

في غضون ذلك، لم يكن لأسواق الطاقة رد فعل يذكر على بيانات الطاقة الأميركية، التي أظهرت انخفاض مخزونات الخام بما يتماشى مع التوقعات الأسبوع الماضي.

فقد ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام تراجعت 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي يوم 15 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى 418.5 مليون برميل.

الذهب يقلص مكاسبه

من جانبها، قلصت أسعار الذهب مكاسبها بعد القرار الأميركي، وسجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 1942.19 دولارا للأوقية، وذلك بعد أن صعدت 0.9% في وقت سابق من الجلسة.

وزادت أسعار العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7% إلى 1967.10 دولارا للأوقية.

وقلّص الدولار خسائره وقفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بعد قرار البنك المركزي.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 1% إلى 23.45 دولارا للأوقية، وانخفض البلاتين 0.7% إلى 932.61 دولارا، وزاد البلاديوم 1.1% إلى 1273.70 دولارا.

هبوط الأسهم الأميركية

أما المؤشرات الرئيسة، فأغلقت على تراجع في "وول ستريت" أمس الأربعاء، بعد الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.

واختتمت المؤشرات الثلاثة الجلسة منخفضة، في أعقاب الإعلان وملخص التوقعات الاقتصادية، ومخطط النقاط اللذين صاحبا الإعلان.

ووفقا للبيانات الأولية، تراجع المؤشر (ستاندرد آند بورز500) 0.95%، ليغلق عند 4401.93 نقطة، بينما انخفض المؤشر ناسداك 1.53%، ليسجل 13468.57 نقطة، ونزل المؤشر داو جونز الصناعي 0.23%، إلى 34439.60 نقطة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

رويترز: توقعات بتثبيت البنك المركزي أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف استطلاع أجرته وكالة "رويترز" عن توقعات واسعة بإبقاء البنك المركزي المصري على سعري العائد على الإيداع والإقراض لليلة واحدة دون تغيير خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية يوم الخميس المقبل، وذلك بعد أن أعلن البنك في وقت سابق عزمه تثبيت أسعار الفائدة حتى العام المقبل.

وكان البنك المركزي قد أبقى أسعار الفائدة ثابتة منذ رفعها بمقدار 600 نقطة أساس في مارس الماضي، ضمن إطار اتفاق قرض موسع بقيمة 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي، بعد زيادة تكاليف الاقتراض بمقدار نقطتين مئويتين في يناير من العام نفسه.

وشمل الاستطلاع 12 محللاً، أجمعوا على أن البنك المركزي سيُبقي سعر العائد على الإيداع عند 27.25% وسعر الإقراض عند 28.25%.

التضخم والعملة يؤثران على السياسة النقدية

قالت مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري: "نتوقع أن يبقي البنك المركزي المصري أسعار الفائدة ثابتة حتى مارس 2025، عندما يبدأ التضخم في الانخفاض الحاد بدءاً من فبراير، مما يمهد الطريق لتخفيف السياسة النقدية". وأضافت أن استقرار سعر صرف الجنيه المصري سيكون عاملاً حاسماً قبل اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة.

وتراجع التضخم إلى 25.5% في نوفمبر، وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2022، بعد أن كان قد بلغ ذروته عند 38% في سبتمبر 2023، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.

وفي اجتماعها الأخير يوم 21 نوفمبر، أكدت لجنة السياسة النقدية أن "الإبقاء على أسعار العائد الأساسية دون تغيير يعد مناسباً إلى حين تحقق انخفاض ملموس ومستدام في معدل التضخم".

انخفاض الجنيه المصري إلى مستويات قياسية

وعلى صعيد العملة، تراجعت قيمة الجنيه المصري إلى 51.08 جنيه للدولار يوم الاثنين، بعد كسره الحاجز النفسي البالغ 50 جنيهاً في الخامس من ديسمبر، مما يضيف مزيداً من الضغوط على السياسة النقدية للبنك المركزي.

مقالات مشابهة

  • اجتماع البنك المركزي المصري اليوم.. ماذا ينتظر سعر الفائدة؟
  • استطلاع لـ «بلومبرج» يتوقع تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك المركزي المصري
  • قبل اجتماع البنك المركزي اليوم.. سيناريوهات أسعار الفائدة
  • اجتماع البنك المركزي المصري الأخير لعام 2024: حسم مصير سعر الفائدة
  • اليوم.. البنك المركزي يحسم مصير أسعار الفائدة وسط توقعات بالتثبيت
  • قبل اجتماع المركزي.. أسعار الفائدة على شهادات الادخار في «البنك الأهلي المصري»
  • البنك المركزي يعقد آخر اجتماعاته خلال 2024 لحسم أسعار الفائدة غدًا
  • اتش سي تتوقع تثبيت سعر الفائدة في اجتماع البنك المركزي
  • رويترز: توقعات بتثبيت البنك المركزي أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل
  • مصر.. توقعات بتثبيت الفائدة في اجتماع البنك المركزي المقبل