“أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية” : صحة الثروة الحيوانية واستدامتها أولوية استراتيجية
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
تعد صحة الثروة الحيوانية واستدامتها وتعزيز منظومة الأمن الحيوي أولوية استراتيجية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، حيث تعمل على الارتقاء بقطاع الثروة الحيوانية والإنتاج الحيواني لضمان تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ منظومة الأمن الغذائي الحيوي باعتبارها ركيزة أساسية لمواجهة تحديات المناخ وتأثيراتها .
وأكد سعادة راشد بن رصاص المنصوري المدير التنفيذي لقطاع الثروة الحيوانية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “ وام”: أن الهيئة تسعى لإيجاد الحلول للارتقاء بالصحة الحيوانية بشكل مستدام وبأقل تأثير ممكن على المناخ والبيئة، لافتا إلى أن منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة ” الفاو” نشرت تقريراً خلال عام 2022، أوضح أنه يمكن لتحسين صحة الحيوان أن يساعد في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مشيرا إلى ضرورة اتبّاع نهج أكثر دقة لقياس التقدم المحزر إذا ما أرادت البلدان أن تتمكن من إدراج خفض الانبعاثات في التزاماتها الوطنية المتعلقة بالمناخ.
وقال إن الهيئة تقوم بدور ريادي في تعزيز صحة الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي من خلال منظومة متكاملة ومنشآت صحية وكوادر بيطرية مع حملات التحصين والأنظمة التي تساعد في رفع سلامة وصحة الحيوان، كما تدعم الخدمات التي توفرها الهيئة منظومة الأمن الحيوي والاستجابة الفورية لطوارئ واحتواء الأمراض الوبائية، من خلال خدماتها البيطرية لمربي الثروة الحيوانية بالإمارة.
وأشار إلى حرص الهيئة على تسخير كل الإمكانيات لتعزيز كفاءة الخدمات البيطرية وبناء قدرات الكوادر البشرية العاملة في هذا المجال الحيوي من خلال توفير أحدث الأجهزة، والتدريب التخصصي وفقاً لآخر المستجدات العالمية في هذا المجال، إضافة إلى تشجيعهم على المشاركة في المؤتمرات والفعاليات المحلية والإقليمية والدولية ذات العلاقة بالطب البيطري، فضلاً عن تحفيز المتخصصين على البحث العلمي بما يسهم في تعزيز القدرات الفنية والعلمية للخدمات البيطرية.
من جانبها أكدت ميرة الكلباني مدير إدارة خدمات الإرشاد وصحة الحيوان في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ، في تصريحات لـ “وام” ، أن الهيئة تقدم مختلف الخدمات التشخيصية والعلاجية لجميع مربي الثروة الحيوانية في المناطق الثلاث في الإمارة (أبوظبي والعين والظفرة) البالغ عددهم 23 ألفا و302 مربي ، عبر 3 مستشفيات رئيسية (القطارة والوثبة ومدينة زايد) و19 عيادة موزعة على مستوى الإمارة (السلع وغياثي وحصان والثروانية ومزيرعة ودلما والمرفأ والخزنة والسمحة والختم ومساكن وملاقط والفقع وبوكرية والعويا وسيح صبرا والقوع والساد وسويحان) حيث يبلغ عدد الكادر البيطري على مستوى المناطق الثلاث 115 طبيبا وفنيا.
وأضافت أن الهيئة استطاعت تعزيز جهودها من خلال تقديم خدماتها البيطرية والعلاجية لملاك الثروة الحيوانية وذلك عبر تغطية نسبة 100% من طلبات المتعاملين التي تخص علاج الثروة الحيوانية، والتي كانت بمتوسط 80 ألف طلب في كل عام من الثلاث أعوام الأخيرة ، كما حققت الهيئة المستهدف من حملات التحصين السنوية حيث يتم تحصين أكثر من 80% من الثروة الحيوانية المسجلة في نظام تعريف وتسجيل الحيوانات بصورة سنوية ضد الأمراض الوبائية العابرة للحدود حيث تم خلال حملة التحصين للعام 2022/2023 تقديم حوالي (3.5) مليون جرعة للتحصين ضد الحمى القلاعية و عدد (1.5) مليون جرعة للتحصين ضد مرض الكفت و (2) مليون جرعة للتحصين ضد طاعون المجترات الصغيرة.
وأوضحت الكلباني تتضمن الخدمات البيطرية تشخيص الأمراض وفق أحدث التقنيات، وإجراء التحاليل المخبرية على العينات الخاصة بالتشخيص وبرامج الاستقصاء المرضي، والتحاليل المتعلقة بكفاءة اللقاحات وقياس المناعة، بالإضافة إلى التحاليل المتصلة بتنمية الثروة الحيوانية.
وفي الجانب العلمي التي تهتم به الهيئة، أفادت الكلباني بأن الهيئة قامت بتسجيل إنجاز علمي هو الأول من نوعه في المجال البيطري لدولة الإمارات بصفتها واحدة من أهم مواطن الجمل وحيد السنام، وذلك من خلال إطلاق أول أطلس للأمراض الجراحية للجمل وحيد السنام، الذي يعد أطلس الجراحة الأول من نوعه على المستوى المحلي والعالمي وبمثابة مرجع عالمي معتمد لطلاب الطب البيطري في مجال جراحة الإبل (وحيدة السنام)، مع حصول الأطلس على الاعتماد الدولي كمرجع معتمد من قبل المنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE) فرنسا في عام 2022ـ مما يسهم في فتح قنوات تواصل وتعاون مشتركة مستقبلية مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان،وكذلك المساهمة في تعزيز مكانة الإمارات عالميا في هذا المجال.
ومن الإنجازات التطويرية في المجال البيطري أن الهيئة قامت بتسجيل “الخوارزمية الذكية للتحصين ضد طاعون المجترات الصغيرة” ضمن حقوق المصنفات الفكرية المكتوبة لدى وزارة الاقتصاد، والتي تم العمل على تطويرها بهدف تعزيز محور الأمن الحيوي من خلال توجيه حملات التحصين ضد طاعون المجترات الصغيرة لتعزيز المناعة لدى الماعز والضأن.
وتساهم هذه الخوارزمية الذكية التي عملت الهيئة على تنفيذها منذ عام 2018 خلال عملية التحصين ضد طاعون المجترات الصغيرة في رفع كفاءة الإنتاجية مع المنفعة الاقتصادية على مربي الثروة الحيوانية من تقليل الوفيات في الحيوانات وترشيد النفقات ، كما ساعدت الخوارزمية في زيادة تغطية حيازات ” عزب” ليست مستهدفة خلال عمليات التحصين، كما تسهم الخوارزمية الذكية في رفع نسبة التحصين لتوائم النسب المستهدفة في الخطة الوطنية للصحة الحيوانية 2016-2025م من خلال توفير العدد الكافي من الكادر البيطري والعمال و اللقاحات.
ويعتبر تطبيق النمذجة الرقمية للتنبؤ بالأمراض الوبائية التي تصيب الثروة الحيوانية من المشاريع المستقبلية للهيئة الهادف إلى تعزيز صحة الثروة الحيوانية ،والذي سيكون له الأثر الإيجابي في تقليل انتشار الأوبئة وسرعة احتوائها ، كما سيساهم في تنمية الثروة الحيوانية لدى الملاك، كما تعمل الهيئة على تعزيز شراكاتها مع الجهات الأكاديمية الوطنية والدولية والقطاع الخاص من أجل إيجاد الحلول المبتكرة واستشراف المستقبل في تنمية الخدمات العلاجية ، كما تسعى الهيئة في تأسيس برامج مشتركة بين الجامعات والجهات البحثية التي تدعم استخدام التقنيات المتقدمة في مشاريعها المستقبلية.
الجدير بالذكر بأن الهيئة استحدثت مجموعة من القرارات والأنظمة لتعزيز منظومة الأمن الحيوي والمحافظة على سلامة الثروة الحيوانية ومنها إصدار قرار رقم (5) لسنة 2020 نظام الوقاية والسيطرة على الأمراض الحيوانية والوبائية والمشتركة في إمارة أبوظبي، وقرار رقم (8) لسنة 2020 بإصدار نظام الشروط الفنية والصحية لمنشآت الإنتاج الحيواني في إمارة أبوظبي ، كما تم تدريب عدد من الأطباء البيطرين على الضبطية القضائية وذلك للتأكيد على التزام المنشآت الصحية العاملة في المجال الحيواني إضافة إلى ملاك العزب ومربي الثروة الحيوانية بهذه القرارات التي تنظم القطاع الحيواني في إمارة أبوظبي.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی إمارة أبوظبی الأمن الحیوی منظومة الأمن صحة الحیوان للتحصین ضد أن الهیئة من خلال
إقرأ أيضاً:
حملة بيطرية موسعة لمكافحة الطفيليات الخارجية وتعزيز صحة الثروة الحيوانية بولاية بخاء
نفذت العيادة البيطرية بولاية بخاء حملة موسعة لمكافحة الطفيليات الخارجية التي تصيب الثروة الحيوانية، وذلك في إطار تعزيز الصحة الحيوانية وحماية الثروة الحيوانية من الأمراض التي تؤثر على سلامتها، وتسبب أضرارًا اقتصادية كبيرة للمربين، تعتبر هذه الحملة جزءًا من جهود كبيرة تُبذل للحد من الخسائر التي يتكبدها مربو الثروة الحيوانية نتيجة إصابة حيواناتهم بالطفيليات التي تهاجم أجسادها، وتضعف من إنتاجيتها.
وتستهدف الحملة، التي ستستمر حتى نهاية شهر مايو الجاري، مختلف حظائر الحيوانات في العديد من القرى والمناطق المتفرقة في الولاية، ومنها: الجري، وحل، والجادي، وبخاء، وفضغاء، وغمضاء، وتيبات، حيث يتم التعامل مع كل حظيرة على حدة وفقًا لاحتياجاتها الخاصة وبالتنسيق مع المربين في تلك المناطق لضمان أعلى مستوى من الفعالية.
وأوضح الدكتور عدنان بن أحمد الشحي، رئيس العيادة البيطرية ببخاء، في حديثه أن الطفيليات الخارجية تُعد من أبرز العوامل التي تؤثر بشكل سلبي على صحة الثروة الحيوانية، إن هذه الطفيليات تتسبب في تدهور الحالة الصحية للحيوانات والدواجن، حيث تؤدي إلى انخفاض كبير في إنتاج اللحوم والحليب والبيض، فضلًا عن التأثير الكبير على جودة الجلود التي تصبح ضعيفة وعرضة للتلف نتيجة تعرضها للامتصاص المستمر للدم، هذا الضعف في الجسم الحيواني ينتج عنه ضعف في المناعة، مما يساهم في زيادة احتمالية الإصابة بأمراض أخرى قد تؤدي إلى معدلات مرتفعة من النفوق.
وأشار الدكتور الشحي إلى أن الطفيليات الأكثر شيوعًا في المنطقة تشمل القراد، والقمل، والبراغيث، والذباب الماص للدم. وتسبب هذه الطفيليات مجموعة من الأمراض التي قد تهدد الحياة الحيوانية، ومن أبرز هذه الأمراض طفيليات الدم مثل البابيزيا والثيليريا، إضافة إلى الديدان القلبية التي تؤثر بشكل مباشر على الدورة الدموية للحيوانات، كما تعمل هذه الطفيليات على زيادة الأعباء الصحية، حيث تسبب التهابات جلدية تؤثر في جودة الحيوان، وتقلل من قدرته على أداء مهامه الإنتاجية بفعالية.
وأكد الشحي أن مكافحة هذه الطفيليات تسهم بشكل مباشر في الوقاية من الأمراض الخطيرة وتعزيز صحة الحيوانات بشكل عام، حيث إن السيطرة على هذه الطفيليات تسهم في الحفاظ على بيئة خالية من الأمراض، كما أن هذا يساعد على تقوية جهاز المناعة، مما يزيد قدرة الحيوانات على مقاومة الأمراض، وبالتالي يرفع من مستوى الإنتاجية من اللحوم والحليب والصوف والبيض، وهو ما ينعكس بدوره على تحسين الدخل الاقتصادي للمربين.
وأضاف الشحي أن الحملة تهدف إلى تقليل الخسائر التي يعاني منها مربو الثروة الحيوانية بسبب هذه الطفيليات، وذلك من خلال تعزيز برامج الوقاية والتعامل الفعال مع هذه الأمراض، سيشهد المربون في الولاية تحسنًا ملحوظًا في جودة إنتاجهم الحيواني، مما ينعكس إيجابًا على استقرارهم الاقتصادي ويعزز الأمن الغذائي للمنطقة.
وفي إطار هذه الحملة، يتم توفير التوعية والإرشادات اللازمة للمربين حول أفضل الطرق لمكافحة الطفيليات، بالإضافة إلى تقديم العلاجات البيطرية المناسبة لضمان صحة حيواناتهم، كما يتم تقديم الدعم الفني والمشورة حول كيفية تجنب حدوث تفشي للطفيليات مستقبلاً، وذلك من خلال آليات الوقاية التي تشمل الرش المنتظم، والعلاجات المناسبة، والحفاظ على بيئة صحية للحيوانات.