جعلت المملكة العربية السعودية، حل القضية الفلسطينية، على راس أولوياتها، وهو ما تمثل في مطالبتها بالمحافل الدولية بان الحل على أساس الدولتين ومبادرة السلام العربية التي قدمتها المملكة لجامعة الدول العربية في 2002م، هو الضامن للاستقرار في الشرق الأوسط.   

وهذا الأمر أكده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال حواره مع قناة «فوكس نيوز» مساء أمس، حيث قال: «بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية.

نحتاج لحل هذا الجزء».

وتابع ولي العهد قائلًا: «أريد حقًا أن أرى حيـاة جيدة للفلسطينيين، لذا أود إكمال المفاوضات مع إدارة بايدن لضمان ذلك».

وتسعى المملكة دائمًا إلى إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وكان آخر هذه المحاولات البيان الذي صدر أول أمس (19 سبتمبر) عن المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، حول جهود تنشيط عملية السلام، حيث تم عقد اجتماع وزاري في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور نحو خمسين وزيراً للخارجية من مختلف أنحاء العالم، بهدف الخروج بـ«حزمة لدعم عملية السلام»، والتي من شأنها تعظيم مكاسب السلام للفلسطينيين والإسرائيليين حال الوصول إلى اتفاق للسلام.

كما تسعى هذه الجهود إلى إطلاق برامج ومساهمات تفصيلية مشروطة بتحقيق اتفاق الوضع النهائي، وبما يدعم السلام، ويضمن أن تجني كافة شعوب المنطقة ثمار تحقيقه. كما وتسعى هذه الجهود إلى التأكد من أن يوم السلام هو يوم تحقيق الفرص والوعود الذي تُبذل الجهود الحثيثة لتحقيقه.

وأضاف البيان، أن هذه الجهود تستدعي الحاجة الملحة للحفاظ على حل الدولتين، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، ومستقلة، ومتصلة الأراضي، وقابلة للحياة على أساس خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعلى احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، واحترام قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتنفيذ الكامل لها، وآخرها قرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي يدين كافة التدابير الرامية إلى تغيير التركيبة الديموغرافية، وطابع ووضع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، وينص على عدم الاعتراف بأي تغييرات على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، ولا سيما فيما يتعلق بالقدس بخلاف تلك التي يتفق عليها الطرفان من خلال المفاوضات، وعلى الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس دون تغيير، مع التأكيد على الوصاية الهاشمية.

وسعت المملكة إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، حيث حمَّلت المملكة في 2020م، مجلس الأمن، مسؤولية تاريخية وقانونية تجاه إعمال قراراته ذات الصلة بتسوية الصراع العربي- الإسرائيلي وجوهرها إقامة الدولة الفلسطينية من خلال الالتزام بتنفيذ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، وطالبت المملكة المجتمع الدولي على الوقوف بحزم تجاه سياسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاستفزازية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعدم احترامها قرارات مجلس الأمن.

كما أكدت السعودية، تمسكها بمبادرة السلام العربية التي قدمتها خلال القمة العربية في بيروت عام 2002م، وهو ما أعلنته وزارة الخارجية في أكثر من مناسبة، وتأكيدها أن المملكة العربية السعودية تلتزم بالسلام خياراً استراتيجياً واستناده على مبادرات السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز (عندما كان وليا للعهد وقتها) طرح مبادرة للسلام العربية، والتي حصلت على تأييد مجلس جامعة الدول العربية، وتتضمن المبادرة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان.

كما تضمنت المبادرة العربية، التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية، ومقابل ذلك، يتم اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

وتعمل السعودية مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، على الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، باعتبارها مفتاحا للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أكده أيضا الرئيس الأمريكي جو بايدن في يوليو 2022م، حيث تعهد بحل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين على حدود 1967، مجددًا التزامه بالعمل مع الطرفين لجمعهما معًا. وأكد الرئيس الأمريكي في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد لقائهما في بيت لحم بالضفة الغربية: «نعتبر أنفسنا من بين الداعمين الأوائل لحل الدولتين، وبينما أقف إلى جانبكم اليوم كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية أجدد التزامي تجاه هذا الهدف».   

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

الاثنين.. مجلس الأمن يعقد جلسة عن إنهاء الحرب وتأمين السلام بالشرق الأوسط

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، اليوم السبت بأن مجلس الأمن الدولي يعتزم عقد جلسة بعد غد الاثنين في إطار بند جدول الأعمال "الوضع في الشرق الأوسط".

وأوضحت وكالة وفا أن الجلسة ستعقد تحت عنوان "إنهاء الحرب وتأمين السلام الدائم" برئاسة وزير خارجية المملكة المتحدة ديفيد لامي، حيث تترأس بلاده مجلس الأمن خلال شهر نوفمبر الجاري.

وخلال جلسة الاثنين يستمع مجلس الأمن الدولي، الى إحاطة من المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند.

وأعدت المملكة المتحدة، مذكرة مفاهيمية لجلسة يوم الاثنين، والتي تنص على أن إنهاء الحرب في قطاع غزة، ولبنان، والتركيز على ضمان تهدئة إقليمية أوسع نطاقا من خلال وقف الصراع.

ووفقا للمذكرة المفاهيمية، فإن الجلسة توفر فرصة للتفكير في الكيفية التي يمكن بها للمجلس "ضخ زخم متجدد في الجهود الرامية إلى إنهاء الصراعات في المنطقة، ولمناقشة كيف يمكن أن يمثل نهاية الصراع نقطة تحول من شأنها أن تضع المنطقة على الطريق نحو مستقبل مستقر وآمن على أساس حل الدولتين".

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي: مصر تواصل جهودها لدعم القضية الفلسطينية ولن تفرط في حقها|فيديو
  • خبير سياسي: مصر تواصل جهودها لدعم القضية الفلسطينية ولن تفرط في حقها
  • المقاطعة.. حقٌ مشروعٌ لدعم القضية الفلسطينية
  • حسام زكي: القضية الفلسطينية هي الأولى والمركزية والمحورية للعرب
  • السفير حسام زكي: القضية الفلسطينية محورية ومحل توافق عربي
  • الاثنين.. مجلس الأمن يعقد جلسة عن إنهاء الحرب وتأمين السلام بالشرق الأوسط
  • أستاذ علوم سياسية: لقاءات الرئيس بالقمة العربية الإسلامية أكدت رفض تصفية القضية الفلسطينية
  • سياسي: لقاءات الرئيس على هامش القمة العربية أكدت رفض تصفية القضية الفلسطينية
  • رئيس الوزراء يجدد موقف مصر الرافض للعدوان على المدنيين في غزة ومخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي يستعرض مساعي مصر لدعم القضية الفلسطينية وجهود وقف إطلاق النار بغزة