نجلا حفتر الصديق وصدام.. من يفوز بالخلافة؟
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
أعادت الفيضانات التي اجتاحت شرق ليبيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى واجهة الأحداث، لكن هذه المرة من خلال اثنين من أبنائه: الصديق وصدام، اللذين برز اسمهما في المشهد السياسي الليبي أكثر بعد كارثة درنة، مع اختلاف مسيرتهما السياسية والعسكرية.
وقال مراسل موقع "ميدل إيست آي" في لندن، ريحان الدين، إنه عندما ضربت عاصفة دانيال في 11 سبتمبر/أيلول الجاري الشرق الليبي، كان الصديق حفتر في باريس لإطلاق حملة ترشحه للرئاسة.
وقال الصديق خلال حوار صحفي، إن لديه كل الوسائل اللازمة لتهدئة الأوضاع في ليبيا، وتحقيق تماسك الليبيين ووحدتهم، لكنه سرعان ما عاد إلى بلده بعد الكارثة المدمرة التي ضربت درنة أساسا.
والصديق هو الابن الأكبر لخليفة حفتر، اللواء المتقاعد الذي يرأس ما يعرف بتحالف القوات المسلحة العربية الليبية، ويسيطر على شرق ليبيا وجنوبها.
وقال كاتب المقال، إن شقيقه صدام حفتر، تصدر عناوين الأخبار الدولية أيضا، عندما صرح -الاثنين الماضي- لشبكة "سكاي نيوز" قائلا، "نعم، نحن بحاجة إلى المساعدة، ولكن فرق الإنقاذ تقوم بعملها".
وردا على سؤال عما إذا كان بإمكان السلطات تفادي الكارثة، بما في ذلك تحسين السدود المنهارة، قال، إن "كل شيء كان على ما يرام"، وليس لديه "أي انتقادات يوجهها".
الورقة الرابحة
وحسب جليل الحرشاوي، المتخصص في الشأن الليبي، والزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، كان أبناء حفتر معروفين لدى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وكانت علاقته جيدة معهم. ولم يكن حفتر يمثل خصما خطيرا في المنفى.
وعندما عاد والده إلى ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي في 2011، ظل الصديق بعيدا عن الأنظار. "ولم يرتبط قط بأي جماعة مسلحة أو بمسائل أمنية، بل كان مواطنا مدنيا، وهذا ما جعله يكتسب أهمية"، حسب الحرشاوي.
وذكر الكاتب أن الصديق لم يكن يعدّ شخصية قوية على الإطلاق، لكن يبدو أن هذا قد تغير في الأشهر الأخيرة. وفي هذا السياق، قال الحرشاوي، إن الصديق "يمثل الورقة الرابحة لأسرة حفتر. وإذا لم يتمكن صدام وخالد (ابن حفتر الثالث)، ووالدهما من الترشح لأنهم عسكريون؛ فإن الصديق يمثل البديل الأفضل".
في وقت سابق من هذا العام، أصبح الصديق الرئيس الفخري لنادي المريخ، أحد أنجح أندية كرة القدم السودانية، الذي واجه مؤخرا صعوبات مالية. وحسب ما ورد، تبرعت عائلة حفتر بمليوني دولار للنادي المتعثر، واستُضيفت الشخصية الفخرية الجديدة لاحقا من قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (المعروف باسم حميدتي)، الذي أكد أن الاجتماع لم يكن سياسيا.
ديكتاتور يتشكل
من جهته، يشكك عماد الدين بادي، وهو زميل كبير غير مقيم في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، في توجهات الصديق. وقال للموقع البريطاني، "بكل صراحة، يُنظر إليه على أنه شخص مثير للسخرية. رغم كونه الابن الأكبر لحفتر، وقد أعلن عن طموحاته السياسية، إلا أنه لا يتمتع سوى بالقليل من المصداقية".
وذكر الكاتب أن صدام حفتر على النقيض من أخيه الأكبر يتمتع بشعبية أكبر، وينخرط في العديد من المجالات. وولد ونشأ -كذلك- في بنغازي، وهو أصغر أبناء حفتر، وفي منتصف الثلاثينيات من عمره. ويعتقد المحللون أنه يتمتع بشخصية الرجل القوي.
وقال عماد الدين، إن "صدام ديكتاتور في طور التكوين. فهو يحاول الاستيلاء على جوانب من المؤسسة العائلية وهي القوات المسلحة العربية الليبية، مع التوسع في مشروعات جديدة، تشمل الانخراط في كثير من النشاطات غير المشروعة".
وحسب عماد الدين، "يعتمد صدام على استخدام القمع الشديد من خلال وحدات الحرس التابعة له، التي من المرجح أن تكون إستراتيجيته المفضلة للمطالبة بعرش والده عندما تتأزم الأوضاع". ويُزعم أنه متورط في عدد من نشاطات الاتجار غير المشروع، بما في ذلك المخدرات والوقود والذهب والخردة المعدنية من المصانع المصادرة.
وختم الموقع بتصريح الحرشاوي بأن "صدام يتمتع بغطاء دبلوماسي وأيديولوجي، وحتى يحين الوقت الذي يتحدث فيه الدبلوماسيون البريطانيون والفرنسيون عنه، لا يزال أمامه طريق واسع من الاحتمالات".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
روسيا وبيلاروسيا توسّعان نفوذهما في ليبيا.. اتفاقات عسكرية مع حفتر
نشر موقع " إنسايد أوفر" الإيطالي تقريرا تحدث فيه عن تصاعد النفوذ الروسي والبيلاروسي في ليبيا مع حصول خليفة حفتر على دعم غير مشروط من ألكسندر لوكاشينكو خلال زيارته إلى بيلاروسيا مقابل السماح بإنشاء قاعدة عسكرية مشتركة في طبرق لتعزيز الوجود الروسي في المنطقة.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا وبيلاروسيا تواصلا توسيع نفوذهما وحضورهما العسكري في منطقة برقة الليبية. وفي إطار زيارة غير مسبوقة إلى مينسك في 17 فبراير/شباط الماضي، حصل الجنرال خليفة حفتر على تأكيد من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو حول الاستعداد الكامل لبلاده لتعزيز التعاون الثنائي بين مينسك وطبرق "بجميع الطرق الممكنة"، خاصة في المجال العسكري.
ووفقًا لبنود الاتفاق، التي كشف عنها قسم "أتلانتيدي" على موقع الأنباء الإيطالي "أجينسيا نوفا" فإن الوعد الذي قدمه حفتر مقابل ذلك لكل من لوكاشينكو وبوتين يتمثل في السماح بإنشاء جيب عسكري صغير داخل أراضي مدينة طبرق، حيث ستتمركز بشكل دائم وحدة عسكرية روسية وبيلاروسية.
وأوضح الموقع أن تزايد الوجود العسكري الروسي في شرق ليبيا ليس بالأمر الجديد على الإطلاق، بل هو امتداد لديناميكية تاريخية ازدادت حدتها مع التغيرات في موازين القوى التي شهدتها سوريا خلال الأشهر الأخيرة. فمنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، لوحظ مرارًا وتكرارًا كيف أن روسيا، بعد فقدانها لحليف استراتيجي مع سقوط الأسد، بدأت إعادة النظر في استراتيجيتها الجيوسياسية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، من خلال نقل مركز ثقل مصالحها من سوريا إلى شرق ليبيا عبر سلسلة من الجسور الجوية العسكرية التي رصدها موقع "إيتاميل رادار" بين القاعدة الجوية السورية في حميميم ونظيرتيها الليبيتين في الخادم والجفرة.
الارتباط بمنطقة الساحل
تعكس التطورات الأخيرة إعادة تموضع روسيا استراتيجيًا بعد تراجع نفوذها وقوتها في سوريا، حيث تخوض حاليًا مفاوضات مع الحكومة الجديدة برئاسة الشرع بشأن استمرار وجود قواعدها العسكرية في دمشق. وفي هذا السياق، أعادت موسكو تقييم أولوياتها الجيوسياسية، مركزة اهتمامها على ليبيا كجزء من خطة أوسع لتعزيز حضورها في إفريقيا وترسيخ نفوذها في المنطقة. وقد أفاد موقع "ليبيا أوبزرفر" مؤخرًا بأن موسكو حصلت على امتياز جديد من المشير خليفة حفتر يتيح لها الاستخدام الحصري لقاعدة عسكرية أخرى ذات موقع استراتيجي، وهي قاعدة معطن السارة الواقعة على الحدود مع تشاد والسودان.
وذكر الموقع أن زيادة الوجود والتنسيق العسكري الروسي في شمال إفريقيا تتيح لموسكو إنشاء رابط لوجستي مع منطقة الساحل، حيث يزداد نفوذها بشكل متسارع بفضل سلسلة من الاتفاقيات السياسية والتجارية والعسكرية التي تحظى بدعم الحكومات المحلية، مثل حكومة مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو.
وتشهد المنطقة نشاطًا ملحوظًا لمجموعة "أفريكا كوربس" الروسية شبه العسكرية (المعروفة سابقًا باسم مجموعة فاغنر)، التي اكتسبت أهمية مركزية أكبر ضمن الأهداف الاستراتيجية الروسية، فضلًا عن تعزيز قدراتها العسكرية بعد إعادة الهيكلة التي أعقبت وفاة زعيمها السابق بريغوجين أولًا، ثم سقوط الأسد لاحقًا. وأكد تحقيق حديث نشره موقع "أفريكا ريبورت"، استنادًا إلى تحليل صور الأقمار الصناعية وشهادات شهود عيان، أن روسيا توسّع سيطرتها ونفوذها العسكري بشكل متزايد، قاعدة بعد أخرى، سواء في جنوب ليبيا أو داخل الأراضي التشادية.
بالتزامن مع الانسحاب الجزئي للقوى الأوروبية الأطلسية من إفريقيا، تواصل روسيا تعزيز مواقعها تدريجيًا في هذه المنطقة الجغرافية من القارة الإفريقية، التي تعد حاسمة من حيث زيادة نفوذها وفعاليتها على الأرض، وأيضًا لتأسيس نقطة ارتكاز للسيطرة والمراقبة عند أبواب البحر الأبيض المتوسط وحلف شمال الأطلسي. في هذا السياق، يظهر الدور الإيطالي ضعفًا كبيرًا في القدرة على تقديم أي مبادرة سياسية فعالة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا، التي تظل منطقة استراتيجية بالنسبة لروما ولمصالحها.