بعد مضي أكثر من أسبوع على كارثة درنة بات من الواضح أن تبعات إعصار دانيال ستتحول إلى مصدر إضافي للتوتر في ليبيا التي مزقها الاقتتال الداخلي والانقسام، حيث عمد بعض السياسيين إلى اتهام القوى الحاكمة في ليبيا بمحاولة توظيف هذه الكارثة لتأجيل الحديث عن الانتخابات وتوظيفها لمصلحتهم، ما اعتبره النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري بأنه كلام غير دقيق.

 

صحفي ليبى باكيًا: درنة تحولت إلى مدينة أشباح في ساعات الهجرة: 400 مصري مفقود في ليبيا حتى الآن بينهم 293 في مدينة درنة

وقال النويري إن اتهام المجلس بمحاولة توظيف كارثة الفيضان لتأجيل الانتخابات كلامٌ غير دقيق، مؤكدا أن مسألة الانتخابات ما زالت قائمة، لكن الليبيين مشغولون بما حل بهم من كارثة.

النويري، قال إن البرلمان لا يستطيع أن يحدد زمنا معيناً للانتخابات بشكل دقيق، مشيرا إلى أن الأمر يحتاج إلى وقت حتى تعود الحياة إلى طبيعتها .

وأضاف النويري أن عمليةَ الإعمار بدرنة لن تؤثر على المسار السياسي، موضحا أن أي عملية سياسية دون إصلاح وتنمية في المدن المتضررة يبقى أمرا غير مقبول.

النويري أشار إلى أن استغلال موجة الغضب الحالية قد يعيق قضايا التنمية والتقارب بين الليبيين، معتبرا أن الحراك الحالي سيدفع باتجاه الوصول إلى تسوية سياسية تفضي إلى انتخابات.

وكان مراقبون وسياسيون ليبيون قد أعربوا عن مخاوفهم لوسائل إعلام عربية من أن تمثل كارثة الفيضان فرصة للقوى الحاكمة لتأجيل أي حديث عن إجراء الانتخابات.

وعن المدة الزمنية التي يمكن بعدها الدعوة لإجراء الانتخابات، قال النويري في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي "لا نستطيع أن نحدد زمنا محددا بشكل دقيق".

وأضاف أن "حجم الفاجعة كبير، وبالتالي يحتاج الأمر إلى وقت حتى تعود الحياة إلى طبيعتها ويعود الحديث في الشأن السياسي".

وعن إمكانية تأثير ملف إغاثة المناطق المنكوبة على تأجيل الحديث في الشأن السياسي والانتخابات بصورة خاصة، قال النويري: "لا أعتقد أن هناك تعارضا بين الفكرتين؛ مسألة الإعمار وترميم ما حل بدرنة والمدن المتضررة. أعتقد أنها لن تؤثر على المسار السياسي".

وأعرب عن اعتقاده بأن الملفين يمكن أن يسيرا جنبا إلى جنب، مضيفا أن "مسألة التنمية قضية ذات أولوية لكل الليبيين ولكل الساسة، وهذا الأمر لا يؤثر على القضية الأخرى فلا يوجد تعارض بين الأمرين".

يذكر أن مجلس النواب الليبي دعا الحكومة في بيان إلى سرعة تدبير مساكن للأسر التي تضررت منازلها تماما أو صارت غير صالحة للإقامة فيها.

وطالب المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، اليوم الأربعاء، بإجراء تحقيق دولي شامل في أسباب كارثة مدينة درنة حيث قتل الآلاف ولحق دمار هائل بالمدينة جراء الفيضانات والسيول تسبب فيها الإعصار دانيال الذي ضرب شرق ليبيا.

ورأى النويري أن كارثة الإعصار دانيال "أظهرت عمق الترابط الليبي وأوصلت رسالة إلى العالم بأن الليبيين مهما فرقتهم السياسة فإن الترابط الاجتماعي أقوى من الفرقة السياسية".

ولا تزال فرق البحث والإنقاذ الليبية تجتهد في اقتفاء أثر ضحايا إعصار دانيال المدمر، بعد مضي أكثر من أسبوع على أسوأ كارثة في تاريخ ليبيا الحديث.

ويوم الأحد الماضي، انتقد وزير الصحة بالحكومة المكلفة من البرلمان عثمان عبد الجليل تصريحات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة الذي حدد حصيلة ضحايا السيول بنحو 11300 قتيل و10100 مفقود في مدينة درنة وحدها، فضلا عن مقتل حوالي 170 في مناطق أخرى من شرق البلاد.

وقتل الآلاف، وتعرضت درنة لدمار واسع جراء انهيار سدين بفعل فيضانات وسيول تسبب فيها الإعصار دانيال الذي ضرب شرق ليبيا.

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: درنة ليبيا الفيضانات مجلس النواب الليبي كارثة الفيضان فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

المنفي: ليبيا تواجه تحديات متزايدة تتطلب إرادة حقيقية وتعاونا دوليا

أكد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أولويات المرحلة تتمثل في حفظ الاستقرار واستدامته، وتوحيد القوات الأمنية والعسكرية تحت سلطة مدنية، معربا عن تطلعه لتوصيات اللجنة الاستشارية لبعثة الأمم المتحدة بشأن قوانين الانتخابات.

وشدد المنفي على حجم التحديات التي تواجه ليبيا وتتزايد يوما بعد يوم، مشيرا إلى أنها تمس استقرار البلاد ومستقبلها.

جاء ذلك خلال مأدبة إفطار رمضانية أقامها بحضور شخصيات رسمية ووزراء وسفراء البعثات الدبلوماسية في ليبيا.

وأوضح المنفي أن التغلب على هذه التحديات يتطلب إرادة حقيقية وتعاونا وثيقا مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية. وشدد على أهمية التنسيق مع الأمم المتحدة ومؤسساتها والدول الصديقة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن.

وأضاف أن الأولويات تتضمن أيضا تحقيق التنمية ومكافحة الفساد وحماية حقوق الإنسان ومعالجة قضايا الهجرة غير النظامية ومواجهة محاولات تقسيم المؤسسات، خاصة القضائية.

وجدد المنفي قناعته بأن الاستفتاء الشفاف على القضايا الخلافية، بإدارة هيئة محايدة، هو الأفضل والأسرع للوصول إلى الانتخابات، لافتا إلى أن ليبيا أمام مفترق طرق، وأن هناك مسؤولية تاريخية لضمان عبورها إلى بر الأمان.

المصدر: المكتب الإعلامي للمنفي.

المجلس الرئاسيالمنفيرئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • المنفي: ليبيا تواجه تحديات متزايدة تتطلب إرادة حقيقية وتعاونا دوليا
  • غريك ستي تايمز: تمديد عملية إيريني لتعزيز استقرار ليبيا حتى مارس 2027
  • بن شرادة: السلطة التنفيذية في غرب ليبيا تقصّر في تمويل الانتخابات وقد تسعى لعرقلتها
  • بن شرادة: هدف حكومة الدبيبة قد يكون تعطيل وعرقلة الانتخابات وإرباك المشهد السياسي
  • تيته تبحث مع أبو الغيط دعم العملية السياسية وإجراء الانتخابات في ليبيا
  • قنصل ليبيا: القضاء التونسي أصدر حكما جائرا بحق الليبي مهرب الكسكسي 
  • الزرقاء: البرلمان منفتح على التعديلات بشرط الحفاظ على المبادئ الأساسية للانتخابات
  • الاتفاق السياسي يُعطل ملف الاستجوابات داخل البرلمان
  • الاتفاق السياسي يُعطل ملف الاستجوابات داخل البرلمان - عاجل
  • ???? شبح السيناريو الليبي وكيف ستمنع مركزية الاقتصاد تقسيم السودان على غرار ليبيا