البرلمان الليبي يحذر من استغلال فاجعة درنة ويرفض اتهامه بتوظيف الكارثة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
بعد مضي أكثر من أسبوع على كارثة درنة بات من الواضح أن تبعات إعصار دانيال ستتحول إلى مصدر إضافي للتوتر في ليبيا التي مزقها الاقتتال الداخلي والانقسام، حيث عمد بعض السياسيين إلى اتهام القوى الحاكمة في ليبيا بمحاولة توظيف هذه الكارثة لتأجيل الحديث عن الانتخابات وتوظيفها لمصلحتهم، ما اعتبره النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري بأنه كلام غير دقيق.
صحفي ليبى باكيًا: درنة تحولت إلى مدينة أشباح في ساعات الهجرة: 400 مصري مفقود في ليبيا حتى الآن بينهم 293 في مدينة درنة
وقال النويري إن اتهام المجلس بمحاولة توظيف كارثة الفيضان لتأجيل الانتخابات كلامٌ غير دقيق، مؤكدا أن مسألة الانتخابات ما زالت قائمة، لكن الليبيين مشغولون بما حل بهم من كارثة.
النويري، قال إن البرلمان لا يستطيع أن يحدد زمنا معيناً للانتخابات بشكل دقيق، مشيرا إلى أن الأمر يحتاج إلى وقت حتى تعود الحياة إلى طبيعتها .
وأضاف النويري أن عمليةَ الإعمار بدرنة لن تؤثر على المسار السياسي، موضحا أن أي عملية سياسية دون إصلاح وتنمية في المدن المتضررة يبقى أمرا غير مقبول.
النويري أشار إلى أن استغلال موجة الغضب الحالية قد يعيق قضايا التنمية والتقارب بين الليبيين، معتبرا أن الحراك الحالي سيدفع باتجاه الوصول إلى تسوية سياسية تفضي إلى انتخابات.
وكان مراقبون وسياسيون ليبيون قد أعربوا عن مخاوفهم لوسائل إعلام عربية من أن تمثل كارثة الفيضان فرصة للقوى الحاكمة لتأجيل أي حديث عن إجراء الانتخابات.
وعن المدة الزمنية التي يمكن بعدها الدعوة لإجراء الانتخابات، قال النويري في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي "لا نستطيع أن نحدد زمنا محددا بشكل دقيق".
وأضاف أن "حجم الفاجعة كبير، وبالتالي يحتاج الأمر إلى وقت حتى تعود الحياة إلى طبيعتها ويعود الحديث في الشأن السياسي".
وعن إمكانية تأثير ملف إغاثة المناطق المنكوبة على تأجيل الحديث في الشأن السياسي والانتخابات بصورة خاصة، قال النويري: "لا أعتقد أن هناك تعارضا بين الفكرتين؛ مسألة الإعمار وترميم ما حل بدرنة والمدن المتضررة. أعتقد أنها لن تؤثر على المسار السياسي".
وأعرب عن اعتقاده بأن الملفين يمكن أن يسيرا جنبا إلى جنب، مضيفا أن "مسألة التنمية قضية ذات أولوية لكل الليبيين ولكل الساسة، وهذا الأمر لا يؤثر على القضية الأخرى فلا يوجد تعارض بين الأمرين".
يذكر أن مجلس النواب الليبي دعا الحكومة في بيان إلى سرعة تدبير مساكن للأسر التي تضررت منازلها تماما أو صارت غير صالحة للإقامة فيها.
وطالب المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، اليوم الأربعاء، بإجراء تحقيق دولي شامل في أسباب كارثة مدينة درنة حيث قتل الآلاف ولحق دمار هائل بالمدينة جراء الفيضانات والسيول تسبب فيها الإعصار دانيال الذي ضرب شرق ليبيا.
ورأى النويري أن كارثة الإعصار دانيال "أظهرت عمق الترابط الليبي وأوصلت رسالة إلى العالم بأن الليبيين مهما فرقتهم السياسة فإن الترابط الاجتماعي أقوى من الفرقة السياسية".
ولا تزال فرق البحث والإنقاذ الليبية تجتهد في اقتفاء أثر ضحايا إعصار دانيال المدمر، بعد مضي أكثر من أسبوع على أسوأ كارثة في تاريخ ليبيا الحديث.
ويوم الأحد الماضي، انتقد وزير الصحة بالحكومة المكلفة من البرلمان عثمان عبد الجليل تصريحات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة الذي حدد حصيلة ضحايا السيول بنحو 11300 قتيل و10100 مفقود في مدينة درنة وحدها، فضلا عن مقتل حوالي 170 في مناطق أخرى من شرق البلاد.
وقتل الآلاف، وتعرضت درنة لدمار واسع جراء انهيار سدين بفعل فيضانات وسيول تسبب فيها الإعصار دانيال الذي ضرب شرق ليبيا.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: درنة ليبيا الفيضانات مجلس النواب الليبي كارثة الفيضان فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
“لا أمل في المبعوثين”.. النويري مخاطبا الليبيين
قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري إن التعويل على بعثة الأمم المتحدة كوسيلة لحل أزمتنا الوطنية مجرد استنزاف للوقت واستمرار لمعاناة الليبيين.
وأضاف النويري اليوم في بيان أنه لا أمل في أن تقدم بعثة الأمم المتحدة حلا للأزمة الليبية فـ”هي لم تسهم إلا في تدوير الأزمات وإطالة أمدها”.
وقال إن تسمية مبعوث جديد ليست إلا حلقة جديدة في سلسلة الفشل التي واجهها الليبيون طيلة السنوات الماضية ، إن هذا النهج العقيم يجب أن ينتهي، والحل لا يمكن أن يكون إلا ليبيا خالصا ينبع من إرادة أبناء الوطن.
وأكد النائب الأول رفض الاعتماد على بعثة الأمم المتحدة كوسيط للأزمة الليبية، مشددا على أن الفشل المتكرر للمبعوثين الأمميين دليل قاطع على أن الحل لن يأتي من الخارج، بل يتحقق بإرادة الليبيين وحدهم، حسب قوله.
كما أشار إلى ضرورة التركيز على إجراء انتخابات حرة ونزيهة وبناء دستور دائم يعيد القرار للشعب الليبي، ليختار قياداته ويعيد بناء دولته على أسس شرعية.
وقال إن المصالحة الحقيقية هي السبيل الوحيد لاستعادة الوحدة الوطنية وقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي، مضيفا أنه لا يمكن بناء مستقبل ليبيا إلا من خلال جهود وطنية مخلصة تعمل على استعادة السيادة الليبية بعيدا عن أي أجندات دولية أو حلول مفروضة
ودعا النويري الليبيين إلى التكاتف والعمل من أجل بناء مستقبل ليبيا بعيدًا عن عبث التدخلات الدولية التي لم تقدم سوى مزيد من التعقيد للأزمة، فمصيرنا بأيدينا ولن يأتي الحل من الخارج.
المصدر: بيان
رئيسيفوزي النويري Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0