بعد عام على مقتلها.. مهسا أميني مرشحة لجائزة ساخاروف المرموقة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
أعلن البرلمان الأوروبي عن ترشيح اسم الناشطة الإيرانية مهسا أميني وحركات نسائية إيرانية، لنيل جائزة سخاروف لحرية الفكر - Sakharov Prize for Freedom of Thought، لعام 2023، وهي جائزة سنوية يمنحها البرلمان الأوروبي للمنظمات والأفراد الذين يدافعون عن حرية الفكر وحقوق الإنسان.
اقرأ ايضاًبالصور: الإيرانية المقتولة مهسا أميني تظهر في مدرجات كأس العالم بقطروجاء ترشيح اسم الشابة الإيرانية مهسا أميني، في 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، من قِبل التكتلات السياسية الرئيسية الثلاث في المجلس التشريعي للاتحاد الأوروبي، مما يجعلها المرشحة الأوفر حظًا لنيل الجائزة المرموقة.
وبشكل أكثر تحديدًا، رشح حزب الشعب الأوروبي مهسا أميني وحركة "نساء إيران" لنيل الجائزة، فيما اقترح الاشتراكيون والديمقراطيون "مهسا أميني وحركة المرأة والحياة والحرية" الإيرانية، بينما اختار حزب تجديد أوروبا "مهسا أميني وحركة المرأة والحياة والحرية في إيران" لنيل الجائزة التي تُعد أعلى جائزة في الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان.
مقتل مهسا أمينيوجاء ذكر اسم الناشطة الإيرانية – الكردية لنيل هذه الجائزة المرموقة تزامنًا مع إحياء الذكرى السنوية الأولى على مقتلها في 16 سبتمبر/أيلول أثناء احتجازها من قبل الشرطة لعدم ارتداءها الحجاب الطريقة المناسبة.
وأدت وفاة أميني إلى انطلاق احتجاجات عارمة في أنحاء إيران رافقها قمع حكومي دموي أدى مقتل 551 متظاهرًا، بينهم 68 طفلًا و49 امرأة، على أيدي القوات الأمنية، بحسب "المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان"، واعتقال أكثر من 22 ألف شخص، بحسب منظمة العفو الدولية.
كما عززت السلطات الإيرانية قبضتها على منتهكات القوانين المتعلقة بالحجاب، وأغلقت المحال التجارية وخصوصًا المطاعم، ووضعت كاميرات في الشوارع لتعقّب النساء اللواتي يتحدين القواعد.
ديفيد ليجا: مهسا أميني تحدي حقيقي بالنسبة لأوروباكتب السياسي السودي ديفيد ليجا في مقترحه المقدم للبرلمان الأوروبي عن مهسا: "لا يزال نموذج ماهسا أميني يشكل تحديًا لنا، في السويد وأوروبا وخارجها، للتجرؤ على قول الحقيقة والدفاع عن ما هو صواب، ولهذا السبب رشحتها لجائزة ساخاروف لهذا العام”.
وتابع: "أما حركة (المرأة والحياة والحرية) فهي تحمل الرسالة التي ألهمتها مهسا أميني، إنها رسالة عالمية عن الكرامة والفرص، والاكتمال والعدالة - للنساء في كل مكان، بل لجميع الناس: لأن إسكات النساء وعزلهن يعني ركود المجتمع، والموت في نهاية المطاف”.
كتلة تجديد أوروبا: مهسا أميني مثال للنضال من أجل حقوق النساءأعلنت كتلة تجديد أوروبا عن دعمها ترشيح اسم الشابة مهسا أميني لنيل هذه الجائزة المرموقة رمزًا لجميع النساء الإيرانيات القويات والشجاعات، وإلهامها حركة احتجاجية تحت شعار "جين، جيان، آزادي" ("المرأة، الحياة، الحرية")، للنضال من أجل الحقوق المدنية لجميع النساء ومن أجل نهاية الظلم والتمييز والطغيان والدكتاتورية.
رحب رئيس الكتلة، ستيفان سيجورني، بقرار المجموعة بشأن ترشيح مهسا أميني وحركة المرأة والحياة والحرية، وقالت: "إن وفاة مهسا المفجعة دفعت النساء الإيرانيات إلى الانتفاض ضد القواعد القمعية التي أدت إلى تآكل حقوقهن منذ الثورة".
وتابعت: "من خلال اقتراح مهسا أميني وحركة المرأة والحياة والحرية كمرشحة لجائزة ساخاروف 2023، تعترف حركة تجديد أوروبا بشجاعة وتصميم وتضحيات جميع النساء الشجاعات اللاتي يتولين قيادة التغيير من أجل مستقبل إيران، ويلهمون أيضًا حركات حقوق المرأة في بلدان أخرى”.
جائزة ساخاروفتأسست جائزة ساخاروف عام 1988، وتم تسميتها تكريمًا للفيزيائي السوفييتي والمعارض السياسي أندريه ساخاروف.
وكان الفائز الأول في هذه الجائزة الناشط المناهض للفصل العنصري ورئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا تلاه المنشق السوفيتي والمؤلف أناتولي مارشينكو.وفي عام 2022، مُنحت الجائزة لشعب أوكرانيا، ممثلاً برئيسه وقادته المنتخبين والمجتمع المدني.
جائزة ساخاروف 2023
إلى جانب مهسا أميني والحركات النسائية الإيرانية، تضمنت قائمة المرشحين:
الناشطون في مجال التعليم الأفغان: مارزيا أميري، وباراستو حكيم، ومطيع الله ويسا، أفغانستان
شعب جورجيا المؤيد لأوروبا، ونينو لومجاريا، المحامي العام السابق لجورجيا
الملياردير إيلون ماسك
الناشطة المناخية في أوغندا فانيسا ناكاتي
ناشطات يناضلن من أجل الإجهاض المجاني والآمن والقانوني: جوستينا فيدرزينسكا (من بولندا)، ومورينا هيريرا (من السلفادور)، وكولين ماكنيكولز (من الولايات المتحدة).
تفاصيل التصويت
اقرأ ايضاًضرب "جيمي أوليفر إيران" حتى الموت .. وتكرار سيناريو مهسا أمينيللترشح، يتعين على 40 عضوًا على الأقل في البرلمان الأوروبي دعم الترشيح بينما يمكن للدول الأعضاء دعم مرشح واحد فقط.
وفي أكتوبر المقبل، سيصوت أعضاء البرلمان الأوروبي على المرشحين الثلاثة النهائيين، وسيتم دعوتهم جميعًا لحضور الحفل النهائي الذي سيعقد في الجلسة العامة في ستراسبورج في ديسمبر المقبل.
وسيتخذ زعماء المجموعات السياسية في البرلمان ورئيسة البرلمان روبرتا ميتسولا القرار النهائي بشأن الفائز، والذي سيتم الإعلان عنه في أكتوبر المقبل.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ مهسا أميني إيران الإتحاد الأوروبي البرلمان الأوروبی من أجل
إقرأ أيضاً:
حقوق المرأة محك امتحان الحكام الجدد
فرح الرجال في سوريا بتحررهم من نظام بشار الأسد، بينما فرحة النساء كانت مشوبة بالخوف والقلق؛ لأن السائد في الجماعات الإسلامية أنها تعتبر الحرية حقاً للرجال فقط، بينما النساء يتم حرمانهن من أبسط الحقوق والحريات الأساسية، مثل حق التعليم، والعمل والخروج من البيت بدون محرم، واختيار اللباس، مع العلم أنه في كل حركات التحرر والثورات والحروب النساء يدفعن الأثمان الأعلى ليس فقط بفقدان الأحبة إنما بتعرضهن للاعتقال والتعذيب والاغتصاب الجماعي.
وفي سوريا لم يتم اجتياح منطقة من قبل قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها إلا وتم اغتصاب نسائها وإجبارهن على المشي عاريات في الشوارع، ولم تدخل أنثى مهما كان عمرها حتى الطفلات للمعتقلات إلا وتعرضن للاغتصاب الجماعي وكثيرات تم اغتصابهن حتى الموت وغالباً كان سبب اعتقالهن هو أخذهن كرهائن لإجبار أقاربهن الذكور على تسليم أنفسهم وإجبارهن على الاعتراف بمكانهم، لذا من حقهن أن يتمتعن بالحرية التي دفعن ثمنها غالياً ولا يتم حرمانهن منها كما حصل في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية وسقوط السلطة المدعومة أمريكياً، حيث حرمت حكومة طالبان الإناث من كل الحريات والحقوق الأساسية، وهذا أدى إلى انتشار وبائي لانتحار الإناث بسبب شدة تعاسة حياتهن بدون الحريات والحقوق الأساسية، فالنساء يتخوفن من التيار الإسلامي ويعارضنه ليس كراهية في الدين إنما لأن السائد فيه اضطهاد النساء وحرمانهن من الحقوق والحريات الأساسية التي بدونها تصبح الحياة جحيماً لا يطاق، لذا المحك الأساسي لماهية المنظومة التي ستحكم سوريا هو تعاملها مع ملف حقوق المرأة وإن فشلت بهذا الامتحان ستفقد أي تأييد لها من بقية العالم كما حصل لأفغانستان، حيث أوقفت غالب المنظمات الخيرية عملها احتجاجاً على قوانين طالبان الظالمة للنساء، مع العلم أن سوريا بلد متعدد الطوائف ولا يمكن على سبيل المثال فرض الحجاب على النساء وهناك مسيحيات، والمرأة في سوريا كانت تتمتع بحقوق مساوية للرجل والتي لا توجد في كثير من الدول الإسلامية مثل العمل قاضية وسفيرة ووزيرة، ولذا يجب على الحكام الجدد أن لا يجعلوا النساء يشعرن بالحنين لنظام بشار بحرمانهن من تلك الحقوق والمكتسبات، ويجب أن يحصل تطور في الفكر الإسلامي في قضية حقوق المرأة، فلا يمكن لوم النساء على تفضيلهن للنموذج العلماني والغربي الذي يمنح المرأة حقوقها مساوية للرجل، بينما النموذج الذي تطرحه الجماعات الإسلامية يجرّد النساء من كل الحقوق والحريات، مع العلم أنه سواء في أفغانستان أو سوريا فبسبب الحرب كثير من العوائل فقدت رجالها وعائلها ولم يبق إلا النساء يعلن أطفالهن، لذا منعهن من العمل وحرية الحركة بدون محرم يعني جعلهن يتسولن لإطعام عوائلهن بدل أن يكسبن دخلهن بعزة وكرامة ويساهمن بخدمة المجتمع وتنميته، وفي أفغانستان أدى منع النساء من التعليم والعمل والخروج من البيت بدون محرم مع عدم وجود عائل إلى اضطرار النساء لخيارات سلبية مثل العمل بالدعارة، وكثير من الأسر الفقيرة تحلق شعور بناتها وتلبسهن ملابس الذكور ليمكنهن العمل كذكور، فعمل النساء ليس رفاهية إنما ضرورة معيشية خاصة في المجتمعات الفقيرة والخارجة من حروب، وهناك أفلام عالمية عن هذه الظاهرة بأفغانستان، وإجبارهن على الهوية الذكورية يؤدي لإصابتهن باضطراب بالهوية الجنسية، بالإضافة لكثرة المتسولات، وبشكل عام تمتع النساء بالمساواة والحريات والحقوق الكاملة هو دليل تحضر المنظومة القائمة وحرمانهن منها هو من أبرز علامات المنظومات البدائية الرجعية الهمجية غير المتحضرة.