الصلاة على رسول الله من العادات المستحبة التي يحرص على ترديدها المسلمون خلال اليوم، فهي واحدة من أفضل الأذكار وأعظم العبادات والطاعات، فضلًا عن ثوابها وأجرها العظيمين عند المولى سبحانه وتعالى، كما أنه يمكن القيام بها بعدد مختلف من الصيغ.

الصلاة الإبراهيمية على رسول الله 

ومع تعدد صيغ الصلاة على نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة الإبراهيمية تعد أفضل ما تكون من صيغ الصلاة على رسول الله، التي دل أشرف الخلق أمته وصحابته عليها، فذلك أفضل وأكمل ما يكون؛ لأن القاعدة في الشرع: «الوارد أفضل من غير الوارد»، فالصلاة بهذه الصيغة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل وأكمل.

ولفتت «الإفتاء» إلى أنه جاء في كتاب «القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع»، أنه اُستدل بتعليم رسول الله لأصحابه كيفية الصلاة عليه، وذلك عبد سؤالهم له عنها، بشأن ما هي أفضل الكيفيات في الصلاة عليه؟، لأنه لا يختار لنفسه إلا الأفضل والأشرف.  

وتبين أن الصيغة الإبراهيمية الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هي أفضل الصيغ للصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم.

وورد في صحيح البخاري، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»، حيث تعد الصلاة بهذه الصيغة هي الأفضل والأكمل، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يختار لنفسه إلا الأفضل والأشرف.

فضل الصلاة الإبراهيمية 

أما بشأن فضل الصلاة الإبراهيمية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال الدكتور محمد جمال، الباحث بمشيخة الأزهر الشريف، في تصريحاته لـ«الوطن»، إن شأنها شأن الصلاة على نبي الله، فلها ثواب عظيم، ومن صلاها صلى الله - عز وجل - عليه 10 صلوات، وذلك لما ورد في الحديث النبوي الشريف: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا».. رواه مسلم.

كما لفت «جمال» إلى أن من صلى الصلاة على رسول الله بالصيغة الإبراهيمية، كفاه الله هموم الدنيا والآخرة وغفران بالدين، وفرج الله كرباته، وفاز بمحبة النبي، وتبرأ من النفاق. 

كما يؤجر المصلي على النبي بـ10 حسنات، وتتضاعف كلما تتضاعفت صلاته على رسول الله - صلى الله عليه وسلم، كما تغفر له 10 سيئات وتتضاعف أيضًا مع الإكثار من الصلاة.

وحسب ما كشفت الإفتاء أن الصلاة الإبراهيمية على رسول الله، شأنها شأن الصلوات الأخرى عليه، حيث أنها تكن سببًا في شفاعته للعبد يوم القيامة، كما أنها تكفي المتعبد ما أهمه في الدنيا.

كما تكون الصلاة الإبراهيمية سببًا في صلاة الملائكة على العبد أيضًا، وهي سببًا من أسباب استجابة الدعاء إذا تم الاستفتاح والختام بها في الدعاء، وتطرحه البركة في تيسير أموره. 

الصلاة الإبراهيمية مكتوبة بالتشكيل

«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

صيغ الصلاة الإبراهيمية 

وذكر العلماء صيغتين للصلاة الإبراهيمية هما: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».. رواه البخاري ومسلم من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه.

أما الأخرى عما روى البخاري ومسلم من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: «يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قولوا للَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصلاة الإبراهيمية فضل الصلاة الإبراهيمية الصلاة على رسول الله الصلاة الإبراهیمیة صلى الله علیه وسلم على رسول الله ک م ا ب ار ک ت الصلاة على ع ل ى آل

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: الله لا يقبل الدعاء إذا كان لغرض فاسد أو بشيء مستحيل

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن من النصوص القرآنية الدالة على اسم الله تعالى "المجيب"، قوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"، وقوله تعالى: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"، وقوله في آية أخرى: "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ"، ويفهم من كل هذه الآيات على ظاهرها أن هناك معية بذاته تعالى، وهذا مستحيل وغير متصور في حقه تعالى، لأن القديم يستحيل أن يتصف بحادث من الحوادث.

دعاء ليلة القدر.. استعد لثالث ليلة وترية اليومدعاء ليلة القدر المستجاب.. أدعية مأثورة عن النبي احرص عليها

وأضاف شيخ الأزهر، في الحلقة الرابعة والعشرون من برنامج "الإمام الطيب"، أن من الأدلة على اسم الله تعالى المجيب في السنة النبوية، قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الذي تدعون ليس بأصم ولا غائب، إن الذي تدعون بينكم وبين أعناق ركابكم"، والدليل العقلي والنقلي يمنع تفسير هذه النصوص على ظاهرها، ويؤخذ من هذا الحديث نهي نبينا "صلى الله عليه  وسلم" عن الصراخ الشديد أثناء الدعاء، تلك الظاهرة التي نراها كثيرا في أيامنا هذه، فالدعاء له آداب منها "الخشوع" مصداقا لقوله تعالى: " ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً".

وبين الإمام الطيب، أن معنى اسم الله تعالى "المجيب" هو استجابة دعوة الداعي وقبولها، مصداقا لقوله تعالى: " قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لا يعلمون"، والمعنى الثاني هو إعطاء السائل ما طلبه، والإعطاء فعل، وبهذا المعنى يكون من صفات الأفعال، لافتا أن هناك معنى ثالث لاسم الله تعالى "المجيب" وذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن"، بمعنى استجابة الدعاء وهي هنا صفة فعل، فإذا كان المعنى يعطي السائل طلبه فهذا من صفة الأفعال، أما استجابة الدعاء فهو من صفات الذات.

وأكد أن للدعاء المستجاب شروط أولها أن يكون المطعم حلالا، والشرط الثاني أن لا يكون لاهيا، بمعنى أن يكون الدعاء مع حضور القلب والخشوع والثقة في كرم الله تعالى وفضله، وثالث الشروط ألا يسأل شيئا مستحيلا في العقل ولا في العادة، كأن يقول على سبيل المثال: "اللهم ارزقني بيتا في المريخ"، فهذا من المستحيلات ولا يجوز دعاء الله تعالى به، أو أن يكون الدعاء لطلب المال والجاه للتفاخر، فهذا غرض فاسد، أما لو كان الدعاء طلبا للمال لينعم به وينعم الآخرين معه، فهذا مشروع.

واختتم بتوضيح آداب الدعاء، ومن أهمها خفض الصوت مصداقا لقوله تعالى: "وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بين ذلك سبيلا"، وقوله في آية أخرى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، والمعتدي هو الذي يجاوز حدود الصوت المعتدل في الدعاء، ومن آداب الدعاء أيضا رفع اليدين، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يرفعهما حتى يُرى بياض إبطه، وأن يوقن بالإجابة، وأن يفتتح الدعاء بالثناء على الله تعالى، وبالصلاة على النبي ص، وفي آخر الدعاء كما قلنا يمسح وجهه بيديه، لافتا أن آداب الدعاء مستحبة، وإذا فقدت قد يستجاب الدعاء، أما الشروط فهي واجبة، وإذا فقدت فقد المشروط، ولا يستجاب الدعاء بدونها.

مقالات مشابهة

  • رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعشر الأواخر من رمضان
  • معونة للعاقل وتذكير للغافل.
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّ والعشر الأواخر من رمضان.
  • هناك شروط لا يستجاب الدعاء إلا بها فما هى؟.. شيخ الأزهر يوضحها
  • صيغة تكبيرات عيد الفطر وموعد الصلاة بالقاهرة والمحافظات
  • شيخ الأزهر: الله لا يقبل الدعاء إذا كان لغرض فاسد أو بشيء مستحيل
  • شيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب
  • لماذا أخفى الله ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؟.. لسببين
  • كيف تقوم الحائض ليلة القدر؟.. 5 عبادات تؤديها بدون وضوء
  • أقوى آية لاستجابة الدعاء .. رددها وادْعُ بما تشاء تأتيك الخيرات في لحظات