«استقرار سوق النفط».. هدف تلتزم به المملكة وخفض الإنتاج لايخضع للسياسة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
«استقرار سوق النفط» هو الهدف الذي تسعى إليه المملكة، للخروج بهذا السوق من دائرة التقلبات الفجائية وعدم الاستقرار، وهو ما دفعها إلى اتخاذ قرار بالخفض الطوعي للإنتاج.
وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال حواره مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، مساء أمس، إن «سياسة المملكة البترولية يحكمها العرض والطلب، ونحن ملتزمون باستقرار أسواق النفط».
وتابع ولي العهد قائلًا: «إننا فقط نراقب العرض والطلب، فإذا حدث نقص في المعروض فإن دورنا في (أوبك+) هو سد هذا النقص. وإذا كان هناك فائض في المعروض فإن دورنا في (أوبك+) هو ضبط ذلك من أجل استقرار السوق».
وهو الامر الذي أكده أيضًا وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، والذي صرح يوم الاثنين الماضي (18 سبتمبر 2023م)، بان أسواق الطاقة الدولية تحتاج إلى تنظيم للحد من التقلبات.
وأوضح وزير الطاقة (خلال مؤتمر النفط العالمي في كالجاري بإقليم ألبرتا عاصمة النفط في كندا)، أن هناك حالة عدم يقين مستمرة بشأن الطلب الصيني والنمو في أوروبا وإجراءات البنوك المركزية لمعالجة التضخم، مؤكدًا أن العالم كله يجب أن يركز على أمن الطاقة، وأن الأسواق المستدامة هي الركيزة الأساسية لأمن الطاقة.
وأضاف أن العالم قد يتحول من أزمة طاقة لأخرى إذا لم تكن سلاسل التوريد جيدة التخطيط، وأن «أوبك» لا نستهدف الأسعار وإنما تقلبات أقل في سوق النفط، قائلًا «نريد أن نكون استباقيين وحذرين».
واتخذت المملكة وروسيا في وقت سابق من هذا العام، قرارا بالخفض الطوعي لإنتاج النفط من اجل الحفاظ على استقرار السوق، وتم مديد هذا القرار أكثر من مرة كان آخرها حتى نهاية العام الجاري، وأكد الكرملين في 6 سبتمبر الجاري، عقب محادثة هاتفية بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس بوتين، أن الزعيمين أشارا إلى أن الاتفاقات الأحدث بشأن تقليص إمدادات النفط تضمن الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.
وأضاف الكرملين في بيانه أنه «تمت الإشارة إلى أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن خفض إنتاج النفط، إلى جانب الالتزامات الطوعية للحد من الإمدادات... تجعل من الممكن ضمان استقرار سوق الطاقة العالمية».
وقررت المملكة خفضها الطوعي لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا، وسيضع التخفيض إنتاج الخام في السعودية بالقرب من 9 ملايين برميل يوميا خلال أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، وستتم مراجعته على أساس شهري. فيما قررت روسا خفض صادراتها النفطية بمقدار 300 ألف برميل يوميًا.
وأكدت المملكة أيضًا أن سياستها تجاه سوق النفط لا تخضع لعوامل سياسية وإنما لضبط وضمان استقرار السوق، خاصة بعد الأزمات التي مر بها العالم مؤخرا بدءا من جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية ومخاوف التضخم، كما اكدت المملكة أنها لا توجد لديها نية لتسعير النفط بعملة أخرى غير الدولار.
حيث ذكرت وزارة الطاقة في عام 2019م عدم صحة مزاعم بشأن تهديد السعودية ببيع نفطها بعملات أخرى غير الدولار الأمريكي. مؤكدة إن «هذه معلومات تفتقر إلى الدقة، ولا تعكس الأخبار المتداولة بهذا الخصوص موقف السعودية حول هذا الموضوع، إذ أنها عكفت على بيع نفطها بالدولار على مدى عقود عديدة، وهو ما يفي بمستهدفات سياساتها المالية والنقدية على نحو جيد»، وفقًا لـ«سي إن إن».
وأضافت وزارة الطاقة، أن «السعودية ملتزمة بدورها كقوة توازن في أسواق الطاقة وعدم المخاطرة بهذه الأولوية لسياستها، وما قد يترتب على إدخال تغييرات أساسية على الشروط المالية للعلاقات التجارية النفطية حول العالم».
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: سوق النفط
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تتراجع مع صعود الدولار ومخاوف من ارتفاع الإنتاج
العُمانية و«وكالات»: بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يناير القادم 71 دولارًا أمريكيًّا و42 سنتًا، وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ 25 سنتًا مقارنة بسعر يوم الأربعاء والبالغ 71 دولارًا أمريكيًّا و17 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر نوفمبر الجاري بلغ 73 دولارًا أمريكيًّا و49 سنتًا للبرميل، منخفضًا 4 دولارات أمريكية و5 سنتات مقارنة بسعر تسليم شهر أكتوبر الماضي.
على الصعيد العالمي انخفضت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم لتبدد أغلب مكاسب الجلسة السابقة بفعل صعود الدولار ومخاوف من ارتفاع الإنتاج العالمي وسط توقعات بضعف نمو الطلب.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 45 سنتًا أو 0.6 بالمائة إلى 71.83 دولار للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 48 سنتًا أو 0.7 بالمائة إلى 67.95 دولار.
وقال دانش ليم محلل الاستثمار لدى فيليب نوفا «المحرك الأساسي لأسعار النفط، سواء في الأمد القريب أو البعيد، سيكون اتجاه الدولار» مضيفًا إن ديناميكيات العرض والطلب وضعت ضغوطا على الأسعار مؤخرا.
وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في عام ليواصل مكاسبه التي حققها الأربعاء عندما بلغ أعلى مستوى في سبعة أشهر مقابل العملات الرئيسية، وذلك بعد بيانات أظهرت أن التضخم في الولايات المتحدة لشهر أكتوبر ارتفع بمعدل يتماشى مع التوقعات، وهذا بدوره أثار مخاوف من تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة.
وقال كلفن وونج كبير محللي السوق في أواندا: إن السوق عبارة عن «تركيبة من عوامل الطلب الضعيفة»، مع المخاوف في الآونة الأخيرة التي تتمثل في ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات.
وأضاف: هذا يزيد من احتمال تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) خلال 2025 وبشكل عام، فإن نقص السيولة يقلل القدرة على تحفيز الطلب على النفط.
وعلى صعيد العرض والطلب، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لإنتاج النفط الأمريكي قليلًا إلى 13.23 مليون برميل يوميا في المتوسط هذا العام، أو بما يزيد 300 ألف برميل يوميا عن المستوى القياسي الذي سُجل العام الماضي وبلغ 12.93 مليون برميل يوميا، وارتفاعًا أيضًا من مستوى 13.22 مليون برميل يوميا الذي توقعته في وقت سابق.
ورفعت الإدارة كذلك توقعاتها لإنتاج النفط العالمي في 2024 إلى 102.6 مليون برميل يوميا مقابل 102.5 مليون برميل يوميا في توقعاتها السابقة. وبالنسبة لعام 2025، تتوقع إنتاجا عالميا يبلغ 104.7 مليون برميل يوميا، ارتفاعا من 104.5 مليون برميل يوميا في السابق.
وجاءت توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لنمو طلب النفط أضعف من توقعات منظمة أوبك، إذ تشير إلى نحو مليون برميل يوميا في 2024، رغم أنها أعلى من توقعاتها السابقة التي كانت تشير إلى حوالي 900 ألف برميل يوميا.
على صعيد متصل ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط اليوم أن الطلب العالمي على النفط سيكون أقل من المعروض بأكثر من مليون برميل يوميا في 2025، حتى لو ظلت تخفيضات مجموعة أوبك بلس سارية.
وأبقت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرا، على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2025 دون تعديل كبير مقارنة بالشهر السابق، إذ توقعت أن يشهد الطلب على النفط زيادة قدرها 990 ألف برميل يوميا في العام المقبل، ولا يزال تراجع الطلب في الصين يؤثر على نمو الطلب العالمي على النفط. وأشارت الوكالة إلى أن استهلاك النفط في الصين خلال الربع الثالث كان أقل بنحو 270 ألف برميل يوميا مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، بعد ستة أشهر متتالية من الانخفاض حتى شهر سبتمبر.
وأجرت الوكالة تعديلا طفيفا بالرفع لتوقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2024، بزيادة 60 ألف برميل يوميا مقارنة بالشهر السابق، ليصبح الإجمالي 920 ألف برميل يوميا، ويرجع التعديل إلى ارتفاع الطلب على زيت الغاز بشكل أكبر من المتوقع في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الثالث.