"قوة الحجاب".. أول تمثال يحتفي بالمحجبات في بريطانيا
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
بتمثال فريد لامرأة ترتدي الحجاب الإسلامي التقليدي، تكشف المملكة المتحدة النقاب عن أول منحوتة في العالم للاحتفاء بالمحجبات.
ومن المقرر أن يتم الكشف عن التمثال الفريد الفولاذي المخصص للمسلمات المحجبات في مدينة برمنغهام، ثاني أكبر مدن المملكة المتحدة، الشهر المقبل، ويحمل العمل الفني عنوان "قوة الحجاب".
ويبلغ ارتفاع التمثال 5 أمتار (16 قدماً)، ووزنه حوالي طن، وسيتم تركيب التمثال الذي صممه لوك بيري في منطقة سميثويك في وست ميدلاندز، في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وتم تنفيذ التمثال بتكليف من شركة "Legacy West Midlands"، وهي مؤسسة خيرية في برمنغهام، تحتفل بتراث المهاجرين بعد الحرب.
ويجسد التمثال قوة الحجاب، ويصور امرأة مسلمة ترتدي حجاباً مكتوباً على قاعدته عبارة "من حق المرأة أن تكون محبوبة ومحترمة، مهما كانت اختياراتها من الملابس، فقوتها الحقيقية في قلبها وعقلها".
وفي معرض حديثه عن التمثال، قال النحات لوك بيري إن منحوتة "قوة الحجاب" هي قطعة تمثل النساء اللواتي يرتدين الحجاب، وهذه القوة هي موجودة بالفعل لأنها جزء لا يحظى بالتمثيل الكافي في مجتمعنا، ولكنه جزء مهم للغاية. إن هذه القوة بحاجة إلى الرؤية، وهذا أمر مهم للغاية، لذا فإن العمل مع المجتمع للتوصل إلى التصاميم كان أمراً مثيراً حقاً، لأننا لم نكن نعرف كيف سيبدو حتى الآن".
ويعتقد بيري أن المنحوتة قد تكون مثار للجدل في بريطانيا، وربما العالم، لكنه أكد على أهمية تمثيل كل من يعيش في المملكة المتحدة.
وقال بيري في هذا الصدد: "هناك احتمال أن تكون هذه القطعة مثيرة للجدل لأسباب عديدة ومختلفة، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يعترضون على الاختلافات التي لدينا داخل مجتمعاتنا، ويريدون أن يكونوا أكثر انقساماً".
وأضاف: "لكن مستقبل بلادنا يدور حول ما يوحدنا، وليس ما يفرقنا، ولهذا السبب من المهم أن يكون لدينا تمثيل لكل شخص يعيش هنا، في جميع أنحاء المملكة المتحدة"، مشيراً إلى وجود ردود فعل إيجابية تجاه المنحوتة.
يُذكر أن بيري صمم منحوتة "التاريخ البريطاني الأسود" (Black British History is British History)، بالتعاون مع كنعان براون، الذي تم تركيبه في وينسون جرين في مايو (أيار) الماضي، لكن تم تشويه هذه القطعة، بعد وقتٍ قصير من تركيبها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني بريطانيا الحجاب المملکة المتحدة
إقرأ أيضاً:
العراق… 22 عاما بين “جمهورية الخوف” و”دولة المافيا” انتصار الأعراف السياسية للمحاصصة وتقسيم الغنائم
بقلم : د . إياد العنبر ..
سنتان بعد العشرين عاما على تغيير نظام الحكم في العراق، وهذه المرحلة شكلت ولادة جيل كامل، هو الآن في مرحلة الشباب. وجيل آخر، وأنا منهم، كان ينتظر لحظة سقوط الدكتاتورية، وكنا نحمل الآمال نحو مستقبل نظام سياسي جديد، ينسينا محنة العيش تحت ظل الطغيان والاستبداد والحرمان. وجيل ثالث عايش تجربة الجيلين وأكثر، وهو يرى أن أحلامه بالرفاهية والعدالة، والعيش في دولة تحترم كرامته وإنسانيته، وتهتم بمتطلباته أصبحت أضغاث أحلام، ولم تعد في العمر بقية حتى يشهد هذه الدولة المرجوة.
في مقال كتبه الدكتور جابر حبيب جابر في صحيفة "الشرق الأوسط" قبل 17 عاما، تحت عنوان: "5 سنوات بعد الحرب: التمثال الذي هوى.. الأمل الذي يتلاشى". لخص فيه توصيف لحظة سقوط رمزية حكم الدكتاتور: "كم كان عظيما وهائلا وصادما ذلك الحدث، حيث هوى التمثال على الأرض كصاحبه، معلنا أنه كان مجرد وهم، وأن (جمهورية الخوف) بنت عظمتها على الخوف، وعلى الانتظار... ولكن مجددا كان العراقيون بحاجة إلى من يعينهم على إسقاط التمثال، جاءت الدبابة الأميركية، وسحبت التمثال ليهوي، أعلن احتلال العراق في لحظة تحريره، فتوقف العراقيون عاجزين حتى هذه الساعة عن تعريف ما حدث". بسقوط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس سقطت "جمهورية الخوف"، والتي وصفها كنعان مكية في كتابه الذي يحمل العنوان ذاته، ويُعد وثيقة تاريخية، لنمطية إدارة الدولة الدكتاتورية لمنظومة العنف والإرهاب، إذ كان شاهدا على حقبة ملأى بالألم والمآسي من تاريخ العراق المعاصر. يقول مكية في مقدمة كتابه: "إن الخوف، لم يكن أمرا ثانويا أو عَرَضيا، مثلما في أغلب الدول (العادية)، بل أصبح الخوف جزءا تكوينيا من مكونات الأمة العراقية". وبسبب ممارسات العنف من القتل والتهجير "كان (النظام) يغرس في كل من الضحية والجلاد القيم ذاتها، التي يعيش ويحكم من خلالها. فعلى مدار ربع قرن من الزمان، جرت عمليات إرساء الحكم على مبادئ من عدم الثقة، والشك، والتآمرية، والخيانة التي لم تترك بدورها أحدا إلا وأصابته بعدواها"