سودانايل:
2025-01-28@02:13:41 GMT

كيف يولد من رحمٍ من لم يولج فيه ؟!

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

منذ ان اطلق القائد العام للجيش السوداني عبارته التي سارت بها الركبان ( الدعم السريع من رحم الجيش ) ورغم ان البعض قد اعاد انتاج العبارة على طريقة( خُم صر ) بعد تمرد (المولود على الوالد) وفقا لزعم البرهان و اشتعال الحرب العبثية .. الا أنني ظللت اترقب واطالع الاسافير صباح مساء عل (واحدا ) من اهل الجيش يتصدى ويبريء رحم الجيش من هذا المولود المزعوم .

.!

ولما لم يحدث هذا .. حتى يوم الناس هذا.. وددت وللتاريخ فقط .. ولا دافع غيره .. ان ابين حقائق من حق الناس ان تعرفها ..ربما هي حقائق معروفة للبعض ولكن التذكير بها وتنشيط الذاكرة مهمان ايضا .. في زمان اصبح فيه طمس الحقائق و تغبيش الوعي مهنة تبذل دونها الاموال ..!

ابدأ فأقول :

اول محاولة لمراجعة تجربة حرس الحدود .. اكرر حرس الحدود وليس الدعم السريع ...
كانت منتصف ٢٠١٣ .. فتمهيداً لعمليات الصيف كانت هيئة قيادة القوات المسلحة عاكفة علي معالجة سلبيات عمليات دارفور و اتخاذ تدابير جديدة ..

كانت في الواقع محاولة من السلطة الانقاذية لمعالجة العلاقة مع مواطني الاقليم الذين دفعوا ثمنا باهظا جراء حرب استمرت نحو عقد من الزمان في ذلك الحين ..وكان من ضمن تلك التدابير قرار هيئة القيادة بنزع سلاح وتسريح ٧ الف من قوات حرس الحدود التي كانت بقيادة الشيخ موسي هلال .. ففي ذلك الاجتماع نقل وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين لهيئة قيادة القوات المسلحة اقتراحا من الرئيس البشير بتشكيل قوة خاصة محدودة على ان تكون تحت قيادة القوات المسلحة لتكون منظمة ومنضبطة .. هيئة القيادة رفضت الفكرة بحجة انهم يناقشون الان حل حرس الحدود فلا يمكن ان يؤسسوا لقوة جديدة مشابهة ..!!

وزير الدفاع الذي اقتنع بتحفظات هيئة القيادة .. فيما بدا .. اجتهد في عكسها للرئيس البشير ..!

عقب ذلك حدثت ثلاثة خطوات مهمة الاولى تحويل مهمة تنظيم وادارة وتدريب القوة الجديدة لجهاز الامن .. والثانية التخلص من الشيخ موسى هلال الذي كان حميدتي قد رفض العمل تحت قيادته ..اما الخطوة الثالثة والاخيرة والاهم فهي تكليف حميدتي بقيادة القوة الجديدة التى لم يتجاوز عددها الخمسة الف مقاتل في ذلك الحين .. المفارقة ان اول مهمة لتلك القوات كانت (ايضا) في الخرطوم .. حيث كلفت بقمع تظاهرات انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣ ويذكر الناس كيف كان القتل بالذخيرة الحية.. وربما يقتضي العدل القول هنا ان ذلك العنف المفرط قد حمله الناس كله لهيئة العمليات الشيء الذي لم يكن دقيقا ..!

اذن فشلت المحاولة الاولى لوضع الدعم السريع في رحم القوات المسلحة ..نقول الاولى لاننا بصدد عرض المحاولة الثانية ايضا ..اولا من المهم الاشارة الى ان ثمة تفاصيل كثيرة بين المحاولتين .. بعضها مثير وبعضها مريب وبعضها محير ..

ولكن كل هذا ليس بموضوعنا الان ..ما يهمنا الان كيف تطورت الاحداث حتى وصلت الى المحاولة الثانية ..؟! بايجاز فجهاز الامن الذي احتفى بانجاز القوة الجديدة وقمعها لتظاهرات سبتمبر في زمن قياسي ..

فوجيء بعد مضي زمن وجيز انه امام ( تل من الرمال لا يشبع من المال ) .. وواجه الجهاز لاول مرة عجزا في ميزانيته ..فسعى بكل ما أوتي من قوة للتخلص من هذا العبء ..ظن الجهاز لاول وهلة ان الطريق مفروش بالورود لاعادة هذه القوة الى حيث ظنها قد اتت منه .. رحم القوات المسلحة .. ولكن اصرار قيادة الجيش مرة اخرى قد سد رحمه امام إيلاج الدعم السريع .. ولكن يبدو ان الله ولحكمة يعلمها وحده .. قد هيأ للدعم السريع رحما ارحب و أرغد .. فبدأت رحلة قوات الدعم السريع الجديدة من القصر الجمهوري بل و ممسكة قانونا بيمينها .. ثم توالت الارحام الرحبة .. بدءا من الاتحاد الاوروبي ( مشروع مكافحة الهجرة غير الشرعية ) ومرورا بالامارت و عاصفة الحزم .. وحتى عاصفة الذهب .. !!

اما آخر حبل سري كان يربط الدعم السريع بالجيش فقد قطعه القائد العام بيده حين اصدر مرسوما بإلغاء تلك المادة الشهيرة في قانون الدعم السريع ٢٠١٧.. وننتهي من حيث بدأنا .. الدعم السريع لم يدخل رحم الجيش قط حتى يخرج منه !!!!

محمد لطيف  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوات المسلحة الدعم السریع حرس الحدود

إقرأ أيضاً:

البرهان يزور مقر القيادة العامة بعدما استعاده الجيش من قوات الدعم السريع  

 

 

الخرطوم - زار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الأحد 26 يناير 2024، مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، بعد يومين من استعادة قواته المبنى الذي كانت تحاصره قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023.

وقال البرهان لقادة الجيش في مقر القيادة العامة القريب من وسط المدينة والمطار "قواتنا في أفضل حال".

وتعد استعادة الجيش لمبنى القيادة العامة أكبر انتصار له في العاصمة منذ استعادة أم درمان، المدينة الواقعة على الضفة الغربية للنيل، قبل نحو عام.

وفي بيان الجمعة، قال الجيش "أكملت قواتنا اليوم المرحلة الثانية من عملياتها بالتحام قوات بحري وأم درمان مع قواتنا المرابضة في القيادة العامة".

وأضاف الجيش أن قواته تمكّنت من "طرد (قوات الدعم السريع) من مصفاة الخرطوم للبترول بالجيلي والتصنيع الحربي".

وكانت قوات الدعم السريع تسيطر على المصفاة منذ اندلاع الحرب.

ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

ومنذ الأيام الأولى للحرب، عندما انتشرت قوات الدعم السريع في أحياء الخرطوم، تعيّن على الجيش أن ينزل إمدادات جوا إلى داخل مقر قيادته العامة.

وبقي البرهان نفسه عالقا نحو أربعة أشهر في المقر، لكنّه تمكّن من الخروج في آب/أغسطس 2023 لينتقل إلى مدينة بورت سودان.

وتأتي استعادة مقر القيادة العامة للجيش بعد نحو أسبوعين على استعادة الجيش مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة والتي تعتبر موقعا زراعيا حيويا في وسط السودان، بعد أكثر من عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها.

وأدت الحرب إلى مقتل عشرات آلاف السودانيين وتشريد 12 مليون شخص، وتسببت بـ "أكبر أزمة إنسانية" في العالم، بحسب لجنة الإنقاذ الدولية (آي أر سي)، فيما أفاد تقرير تدعمه الأمم المتحدة الشهر الماضي بأنه تم إعلان المجاعة في أجزاء من السودان بينما ينتشر خطرها سريعا في البلاد.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • انها مليشيا الدعم السريع بالسودان، فكيف تضعونها في كفة مع الدولة وقواتها المسلحة؟!!
  • حرب السودان والتربص بثورته
  • الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بالمسؤولية عن حريق مصفاة الخرطوم للنفط
  • البرهان من مقر قيادة الجيش: “الدعم السريع” إلى زوال
  • البرهان يزور مقر القيادة العامة بعدما استعاده الجيش من قوات الدعم السريع  
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: شعبنا يصطف خلف قواته المسلحة ضد الدعم السريع
  • البرهان: السودانيون يدعمون القوات المسلحة في معركتها ضد الدعم السريع
  • البرهان: القوات المسلحة في أفضل حالاتها وسنمضي نحو القضاء على ميليشيا الدعم السريع
  • البرهان يزور مصفاة الجيلي بالخرطوم ويتعهد بإعادة إعمار ما دمره الدعم السريع
  • عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان