سودانايل:
2024-11-23@18:59:13 GMT

تداعيات انضمام الاتحاد الافريقي الى مجموعة العشرين

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

مقدمة:
على الرغم من حدة الصراعات الجيوسياسية والعسكرية بين القوى الكبرى ، إلا أن هناك إجماع عالمي على أهمية القارة الافريقية استراتيجيا: لإعادة تشكيل التحالفات الدولية في السياق الدولي المتغير والتحديات العالمية المشتركة كقضايا الأمن الغذائي، والتغير المناخي، والإرهاب، والهجرة، وأمن الطاقة، وغيرها.
اقتصاديا: كونها مستودعا للثروات والموارد الطبيعية الهائلة التي تحتاجها الدول الصناعية لتشغيل عمليات الإنتاج الصناعي .

وثقلها السكاني حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد سكانها الشباب ليبلغ عددهم 1.3 مليار نسمة بحلول عام 2050م وتضم أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم ، وامتدادها الجغرافي كثاني أكبر قارات العالم مساحة .
كانت تلك العوامل الجيوسياسية والاقتصادية وراء إجماع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين في القمة الثامنة عشر التي استضافتها الهند يومي 9 و10 سبتمبر الجاري ، على ضم الاتحاد الأفريقي إلى عضوية المجموعة كعضو دائم كامل العضوية أسوة بالاتحاد الأوروبي ، الأمر الذي سوف يمهد الط٨ريق أمام القارة الإف٩ريقية ليكون لها دور في القرارات الاقتصادية الدولية .

نستعرض لاحقا اهمية المجموعتين والجهود السابقة لقرار القمة في نيودلهي ، والمكاسب المتبادلة لانضمام الاتحاد الأفريقي لمجموعة العشرين ، وما الذي يمكن أن يضيفه انضمام الاتحاد للمجموعة؟ وكيف يمكن لأفريقيا أن تستفيد من دخولها نادي مجموعة العشرين ؟ والمخاوف الافريقية من تداعيات هذا القرار، وما سوف يترتب عليه من تحولات في النظام العالمي .

onugdalla@gmail.com

مجموعة العشرين:
تم انشاء المجموعة في عام 1999 م في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية كمنتدى لإدارة النظام المالي والاقتصادي العالمي، على مستوى وزراء المالية في اكبر عشرين اقتصاد في العالم وهي الدول التالية :
الولايات المتحدة ، الصين، الهند، المانيا، بريطانيا،فرنسا،روسيا،الأرجنتين،البرازيل، استراليا ،كندا، المكسيك، اليابان، وتركيا،وإندونيسيا،وكوريا الجنوبية،المملكة العربية السعودية،جنوب أفريقيا،إيطاليا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2008م تم ترفيع المجموعة إلى مستوى قمة رؤساء الدول ، وتوسع نطاق اهتماماتها إلى ما هو أبعد من القضايا الاقتصادية .
تمثل المجموعة ثلثي سكان العالم وتضم في عضويتها أكبر الاقتصادات في العالم حيث بلغت نسبة مشاركة دولها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي العام الماضي 84.37 % . وتمثل حصة الدول الأعضاء 75 % من حجم التجارة العالمي.
الاتحاد الأفريقي: تأسس في مايو 2001 بديلا لمنظمة الوحدة الأفريقية . يضم 55 دولة في عضويته يشكلون حوالي 15% من سكان المعمورة ، مما يجعل القارة سوقا ضخما لتسويق مختلف المنتجات والسلع، إضافة لكونها مجالا رحبا للاستثمارات في شتى المجالات الأمر الذي جذب إليها كل القوى الدولية ذات الوزن الاقتصادي الكبير. ، علاوة على الثروات والموارد الطبيعية الهائلة التي تزخر بها القارة . وبلغ حجم الناتج الإجمالي لدول الاتحاد عام 2022م 3 ترليون دولار. ولهذا فإن انضمام الاتحاد الافريقي سيشكل قوة إضافية لمجموعة العشرين.

المساعي السابقة لضم الاتحاد الافريقي:
-في ديسمبر 2022م أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيدعم انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين كعضو دائم، وأن بلاده تتطلع إلى زيادة التعاون مع إفريقيا في جميع المجالات.
-في قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت في العام 2020 م ، طالب الرئيس السنغالي ماكي سال الانضمام إلى المنتدى العالمي، وأثناء مشاركته في قمة العشرين بمدينة بالي الإندونيسية في العام 2022 م أعاد مطلبه مرة أخرى، وأعيد طرح هذا الملف مرة أخرى خلال القمة الإفريقية الروسية التي عقدت في يوليو 2023م .
-في فبراير الماضي أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال لقائه عددا من ممثلي الاتحاد الإفريقي، دعم انضمام الاتحاد الإفريقى إلى المنظمات الدولية وأنه يتوقع أن يصبح الاتحاد عضواً كامل العضوية في مجموعة العشرين .

الفوائد المرتقبة للطرفين من انضمام الاتحاد الافريقي للمجموعة:
سوف يحقق انضمام الاتحاد الافريقي لمجموعة العشرين مكاسب جمة للطرفين يمكن الإشارة إلى بعضها على النحو التالي :
1/ مجموعة العشرين :
توسيع نطاق التوجهات التي تحكم عمل المجموعة لتحقيق أهدافها بإضافة 55 دولة .
تمثل دول الاتحاد الافريقية كتلة تصويتية كبيرة في الأمم المتحدة والمؤسسات والمنظمات الدولية الأخرى .
يشكل الاتحاد الأفريقي حوالي 20% بالمائة من حجم التجارة الدولية .
الاستفادة من موارد القارة الإفريقية التي تشمل الطاقة والمواد الخام التي تستخدم في صناعة المنتجات التكنولوجية .
تحوز افريقيا على 60 % من أصول الطاقة المتجددة وأكثر من 30 % من المعادن الأساسية لصناعة التكنولوجيا المتجددة منخفضة الكربون .
تلعب الدول الافريقية دورا مهما في هيكل التجارة العالمية خاصة بعد إنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية حيث يصنف الاتحاد الأفريقي باعتباره أكبر كتلة اقتصادية في العالم . وبتنفيذ اتفاقية المنطقة المذكورة ستسهل المعاملات الاقتصادية بين دول القارة ودول المجموعة دون حواجز او رسوم جمركية اضافية.

الاتحاد الأفريقي:
يعتبر الإنضمام لمجموعة العشرين علامة بارزة في مسيرة الاتحاد الأفريقي ومساعيه لإعادة تشكيل السياسات الدولية استنادا على الثقل الاقتصادي والديموغرافي للقارة واهمية مشاركتها في ايجاد حلول للقضايا الدولية الملحة وتعزيز دور افريقيا في مسرح السياسة الدولية .
سوف تسهل العضوية في مجموعة العشرين للدول الافريقية الحصول على قروض ميسرة أو بأسعار فائدة منخفضة و المساعدة في شطب ديون الدول الفقيرة.
يحتاج الاتحاد الافريقي الى ارسال رسالته إلى العالم انطلاقا من منبر المجموعة لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها أفريقيا لتعزيز التعاون المشترك مع المجموعة لمواجهة تلك التحديات .
سوف يكون الانضمام نهاية لعهد التهميش الاقتصادي لإفريقيا حيث سيكون لها دور في صياغة القرارات الاقتصادية العالمية الى جانب المجموعة وهي أكبر كتلة اقتصادية في العالم .
الدول الأفريقية تحتاج إلى تصنيع المواد الأولية التي تزخر بها إلى مواد مصنعة لتحقيق قيمة مضافة كبيرة على الاقتصادات الأفريقية ويقلل من نسب البطالة .

مخاوف افريقية :
أعرب بعض الخبراء والأكاديميين والاقتصاديين الافارقة عن تخوفهم من انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين ، وأشاروا الى أن الاتحاد بظروفه الراهنة غير مستعد ويفتقر إلى الحدود الدنيا من الإمكانات والمؤهلات التي تمكنه من الانضمام لعضوية أكبر تجمع اقتصادي في العالم . كما أن هناك العديد من التحديات الداخلية التي يجب أن يتعاطى معها الاتحاد مع دول القارة أولا قبل التفكير في الانخراط في كيان بهذه القوة .
وأشاروا أيضا إلى أن مستوى التكامل الاقتصادي بين دول القارة ضعيف للغاية، وهناك فوارق كبيرة بين دولها ،كما أن بينها العديد من الخلافات ، وتراجع منسوب الشراكة البينية إلى مستويات متدنية، على عكس الاتحاد الأوروبي الذي يتمتع بمعدلات كبيرة من التكامل بين أعضائه. وأضافوا بأن على الاتحاد الإفريقي التركيز أولا على تحدياته الداخلية وأن يسعى بجد لتعزيز التعاون والشراكات البينية، ثم بعد ذلك يفكر في الانضمام إلى كيانات اقتصادية كبرى . وذكروا أن القيمة الوحيدة من عضوية العشرين هو توصيل الصوت الافريقي للعالم .

الخلاصة :
يعتبر انضمام الاتحاد الأفريقي لمجموعة العشرين علامة بارزة في مساعي القارة لإعادة تشكيل السياسات العالمية، بما يمكنها من لعب دور أكبر على الصعيد العالمي، وسيجعل من الصعب تجاهل مطالب أفريقيا، وأهمية مشاركتها في ابتكار نظام مالي عالمي أكثر عدلا ، وإيجاد حلول مشتركة للتحديات العالمية الملحة ، وتعزيز مكانة أفريقيا في السياسة العالمية، وإيجاد حلول شاملة للتنمية المستدامة، وتعزيز مبادئ الحوكمة الرشيدة.
من إيجابيات انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين، تبدل النظرة العالمية للقارة من أرض لا يمكن العيش فيها إلى قبلة واعدة للاستثمارات، وشريك حقيقي في النمو الاقتصادي . غير أن ذلك يعتمد على قدرة القارة على التعاطي مع التحديات التي تواجهها لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من الانضمام في هذا الكيان الاقتصادي الضخم، إذ يتعين على الاتحاد الافريقي استغلال موقعه الجديد في المجموعة والعمل الجاد على تجاوز الخلافات المزمنة ، وأن يسعى لتوحيد القرار والمنظومة الاقتصادية بين دول القارة ، لتحقيق العوائد الاقتصادية وجذب الاستثمارات الدولية .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: انضمام الاتحاد الافریقی الاتحاد الأفریقی الاتحاد الإفریقی لمجموعة العشرین مجموعة العشرین دول القارة فی العالم بین دول

إقرأ أيضاً:

اتهامات أميركية لمجموعة أداني الهندية بالرشوة تفقدها 27 مليار دولار

تجد مجموعة أداني، التي تعد واحدة من أكبر الشركات الهندية وأبرز اللاعبين العالميين في قطاع الطاقة، نفسها في مواجهة اتهامات أميركية قد تهدد مكانتها المالية وسُمعتها.

الاتهامات، التي أعلن عنها الادعاء العام الأميركي، تتعلق بتقديم المجموعة رشاوى تصل إلى 265 مليون دولار لمسؤولين حكوميين هنود للحصول على عقود لتوريد الطاقة الشمسية. تسببت الاتهامات في خسارة المجموعة 27 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد.

تفاصيل القضية

وقدم الادعاء الأميركي لائحة اتهام شملت 5 بنود ضد الملياردير الهندي غوتام أداني، مؤسس المجموعة، بالإضافة إلى 7 أشخاص آخرين، بينهم ساجر أداني وفنيت إس جاين، وهما من كبار التنفيذيين في شركة أداني غرين إنرجي المحدودة.

اللائحة تشير إلى أن الرشاوى المزعومة كانت جزءا من خطة للفوز بعقود توريد الطاقة الشمسية، وتم إخفاء هذه الخطط أثناء طلب تمويل من مستثمرين أميركيين.

كما يواجه المتهمون اتهامات بتقديم بيانات مضللة للمستثمرين الأميركيين والمؤسسات المالية الدولية للحصول على تمويل يزيد عن 3 مليارات دولار. وأشارت الاتهامات إلى جهود منسَّقة لإخفاء الرشاوى عبر وسائل مختلفة، بما في ذلك تزوير تقارير وتحليلات داخلية.

غوتام أداني نفى جميع الاتهامات ووصفها بأنها "عارية عن الصحة" (رويترز)

مجموعة أداني نفت هذه الادعاءات ووصفتها بأنها بلا أساس وأكدت التزامها بالقوانين والمعايير. وبحسب المدير المالي للمجموعة، جوجيشيندر سينغ، فإن هذه الاتهامات تركز فقط على عقد واحد يشكل حوالي 10% من أعمال شركة أداني غرين.

وصرح سينغ في تغريدة على منصة إكس بأن "الشركات الـ11 التابعة للمجموعة والمدرجة في البورصة لم تُتهم بأي مخالفات." وأكد أن المجموعة سترد بشكل قانوني بعد مراجعة القضية بالكامل.

أضرار مالية واقتصادية

وكان للاتهامات تأثير فوري على المجموعة في مختلف الصعد، حيث:

فقدت أسهم مجموعة أداني 27 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد، وهو ما يُعادل نحو 19% من إجمالي قيمة المجموعة التي تُقدر بـ143 مليار دولار، تلاها بعض التعافي المدعوم بتحسن أداء شركات الإسمنت التابعة لها. ألغت المجموعة إصدار سندات بقيمة 600 مليون دولار كان يُفترض أن يساعدها في تمويل مشاريعها المستقبلية. فيما أعلنت الحكومة الكينية -وفق بلومبيرغ- إلغاء صفقتين مع مجموعة أداني بقيمة تتجاوز 2.5 مليار دولار. وتدرس بعض البنوك تعليق إصدار ديون جديدة للمجموعة. وتبحث هيئة تنظيم أسواق المال في الهند حاليا فيما إذا كانت المجموعة قد انتهكت قواعد الإفصاح عن معلومات حساسة قد تؤثر على السوق.

وقالت وكالة رويترز إن غوتام أداني نفى جميع الاتهامات ووصفها بأنها "عارية عن الصحة". وأكدت المجموعة أنها ستستخدم كل الوسائل القانونية للدفاع عن نفسها، مشيرة إلى أن الاتهامات لم تطل سوى عقد واحد من إجمالي أعمالها الضخمة.

القضية الحالية ليست الأولى التي تواجه فيها مجموعة أداني اتهامات تهدد مكانتها. في العام الماضي، واجهت المجموعة تقريرا من شركة هيندينبرغ ريسيرش يزعم سوء استخدامها للملاذات الضريبية الخارجية.

وعلى الرغم من نفي المجموعة لهذه الادعاءات، فإن التقرير تسبب في انخفاض كبير في أسهمها آنذاك.

خلفية عن المجموعة

مجموعة أداني عبارة عن تكتل شركات هندية متعددة الجنسيات، يقع مقرها الرئيسي في مدينة أحمد آباد بولاية غوجارات (غربي الهند). تأسست عام 1988 على يد غوتام أداني، وهو رجل أعمال بارز وأحد أغنى الأشخاص في الهند والعالم.
القطاعات التي تعمل فيها مجموعة أداني:

 البنية التحتية: تطوير وتشغيل الموانئ والمطارات. الطاقة: توليد الكهرباء، بما في ذلك الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) والطاقة التقليدية. التعدين: تعدين الفحم والمعادن. الزراعة: تجارة السلع الزراعية وإدارة التخزين. الخدمات اللوجستية: النقل البحري والبري والتخزين. الغاز والبتروكيماويات: استكشاف وإنتاج وتوزيع الغاز الطبيعي.

مقالات مشابهة

  • أربع ورديات.. واقع الإنسان المعاصر في مجموعة مروة غزاوي
  • اتهامات أميركية لمجموعة أداني الهندية بالرشوة تفقدها 27 مليار دولار
  • حوار مع صديقي ال ChatGPTالحلقة (49)
  • مجموعة السلام العربي تدعم قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وجالانت وتطالب بتوسيع الاتهامات ضدهما
  • “الجنائية الدولية” تواجه تداعيات قرار توقيف نتنياهو وغالانت
  • إيران تقدم طلب انضمام إلى بنك مجموعة بريكس
  • مشاورات ثنائية بين إيطاليا وجنوب أفريقيا في روما
  • مشاركة السيسي في قمة مجموعة العشرين بالبرازيل تتصدر نشاط الرئيس الأسبوعي
  • إحذروا بروميدييشن الفرنسية.. مجموعة خطرة على الأمن والاستقرار ومستقبل السودان
  • أكثر من 100 دعوى فضائية باختراق هواتف ضد مجموعة ميرور البريطانية