ما تبعات صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين الولايات المتحدة وطهران؟
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
وصلت صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران إلى نهايتها، الاثنين الماضي، عقب إطلاق سراح السجناء لدى الجانبين، ووصول الأموال الإيرانية المفرج عنها من كوريا الجنوبية إلى الحسابات الإيرانية المسجلة في مصارف قطرية.
وتضمنت عملية تبادل الأسرى إطلاق سراح خمسة أمريكيين محتجزين في طهران. ومن جانبها، أطلقت واشنطن سراح خمسة مواطنين إيرانيين اختار ثلاثة منهم عدم العودة إلى إيران.
ونشر معهد "واشنطن للدراسات" تقريرا للزميل المتخصص في العقوبات على إيران، هنري روم، أشار فيه إلى أن الاتفاق يمنح طهران إمكانية الوصول إلى الأموال المجمدة لأغراض إنسانية، ما يمهد الطريق على الأرجح لاستئناف المحادثات النووية هذا الخريف حيث يحاول الجانبان تخفيف التوترات.
ورأى روم أن وصول طهران إلى الأموال يعد الجانب الأكثر إثارة للجدل في الصفقة، مشيرا إلى أن هذا الترتيب سيسمح لإيران باستخدام أموالها الخاصة وقد يحسن وصولها إلى بعض السلع الإنسانية. لكنه يثير أيضا مخاوف أوسع نطاقا حول الكيفية التي يمكن بموجبها لواشنطن أن تردع إيران وروسيا والصين ودول أخرى من اعتبار احتجاز الرهائن مشروعا مربحا.
أصل الـ 6 مليارات دولار
وأوضح التقرير أن لدى واشنطن تاريخ طويل في ربط تحويل الأموال الإيرانية بإطلاق سراح طهران لرهائن، بما في ذلك في الأعوام 1981 و 1991 و 2016، مع تنفيذ الاتفاق النووي.
وأضاف أنه في كل حالة، توصلت الولايات المتحدة إلى تسويات مالية مع إيران متعلقة بالنزاعات التي نشأت مع الثورة الإسلامية عام 1979، والتي كانت مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالإفراج عن الأمريكيين المحتجزين كرهائن في إيران أو لبنان. وفي عدة حالات، تم إطلاق سراح الرهائن خلال إدارة ترامب دون الإفراج عن الأموال الإيرانية.
لكن الأموال في كوريا الجنوبية هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، لأنها عبارة عن مدفوعات للمشتريات الأخيرة لسيول من منتجات الطاقة الإيرانية، بحسب روم الذي أوضح أن أن إيران كان ينبغي لها من الناحية النظرية الوصول إلى تلك الأموال القابعة في مصرفين من المصارف الكورية الجنوبية لاستخدامها في المشتريات الإنسانية. لكن من الناحية العملية، لم يكن من الممكن الوصول إليها لأن الحكومة والمصارف الكورية كانت قلقة بشأن التعرض للعقوبات الأمريكية.
وشكلت الأموال الإيرانية حملا ثقيلا على سيول، حيث تعرضت لضغوط متزايدة من إيران، التي استولت على ناقلة تابعة لكوريا الجنوبية في عام 2021، وانتقمت من الأصناف ذات العلامات التجارية الكورية، وهددت باتخاذ إجراءات قانونية هذه الأخيرة، وفقا للتقرير.
"3 مخاطر لتحويل الأموال"
في إطار الصفقة بين البلدين، ذكر المسؤولون الأمريكيون أنه لن يسمح لطهران بالوصول إلى الأموال إلا لأغراض غير خاضعة للعقوبات. وصرحت واشنطن أنها ستواصل الإشراف على المعاملات، على الرغم من أنها لم تقدم تفاصيل بهذا الشأن.
ورجح معد التقرير اتباع الولايات المتحدة إطار العمل الذي حددته وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكيتين عام 2019، والذي يهدف إلى "ضمان شفافية غير مسبوقة في التجارة الإنسانية مع إيران". فقد تم تصميم هذه الآلية حصريا لتسهيل تصدير "السلع الزراعية والأغذية والأدوية والأجهزة الطبية" إلى الجمهورية الإسلامية.
ورأى روم أن تحويل الأموال الإيرانية ينطوي على ثلاثة مخاطر محتملة. الأول هو خطر سوء الاستخدام، حيث يمكن لإيران إيجاد طرق للادعاء بأن معاملة معينة هي معاملة إنسانية أو تهريب سلع إنسانية إلى الخارج لتحقيق الأرباح.
وشدد على أنه لا يمكن من الناحية العملية لأي آلية، مهما كانت صارمة، القضاء على هذه المخاطر مع الاستمرار في الوقت نفسه في تسهيل مبيعات المواد الغذائية والطبية. وبالإضافة إلى توخي الحذر بشأن التحويل وسوء الاستخدام، يجب على واشنطن أن تشرح للرأي العام كيف ستسعى إلى الكشف عن هذه السلوكيات وردعها باستمرار.
والخطر المحتمل الثاني وفقا للتقرير، فإن حتى على افتراض أن الآلية تعمل بشكل مثالي، لكن الأموال قابلة للاستبدال في نهاية المطاف، أي أنه على الرغم من أن الـ 6مليارات دولار المحوّل من كوريا الجنوبية سيقتصر على المشتريات الإنسانية، فإن الإفراج عنه سيحرر مبلغا مساويا من الأموال يمكن أن تستخدمه طهران لأغراض أخرى، من بينها قطاع الدفاع.
وثالثا، أشار روم إلى أن ارتباط الاتفاق بعودة الأسرى الأمريكيين إلى وطنهم يؤكد صحة وجهة نظر إيران بأن احتجاز الرهائن وسيلة مقبولة لتحقيق أهدافها، ويوجه الرسالة ذاتها إلى روسيا والصين. لذلك، شدد معد التقرير على ضرورة أن تسعى واشنطن إلى التوصل إلى تفاهمات مع دول مستهدفة أخرى حول نهج مشترك لمنع احتجاز الرهائن الذي ترعاه الدول، بما في ذلك ما يتعلق بما يقارب ثلاثين سجينا أوروبيا ما زالوا في إيران.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإيرانية قطرية إيران امريكا قطر تبادل الاسرى سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأموال الإیرانیة الولایات المتحدة الوصول إلى
إقرأ أيضاً:
في بكين.. قمة ثلاثية لبحث الملف النووي الإيراني
أفاد التليفزيون الصيني الرسمي بأن دبلوماسيين بارزين من إيران وروسيا والصين بدأوا، اليوم الجمعة، اجتماعات في العاصمة الصينية بكين لمناقشة القضايا النووية الإيرانية، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، ورفض إيران الدخول في مفاوضات تحت الضغط الأمريكي.
يأتي هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من رفض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ما وصفه بـ"الأوامر الأمريكية" لاستئناف الحوار حول برنامج بلاده النووي، مؤكدًا أن إيران لن تخضع للضغوط الأمريكية ولن تدخل في مفاوضات قسرية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي أنه وجه رسالة إلى القيادة الإيرانية يقترح فيها إجراء محادثات، وسط مخاوف غربية من أن إيران تقترب بسرعة من امتلاك قدرات تمكنها من صنع أسلحة نووية.
المفاوضات غير المباشرةفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن طهران لا تستبعد إمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، ولكنها ترفض الدخول في أي حوار في ظل سياسة "الضغط الأقصى" التي تمارسها واشنطن.
وأوضح عراقجي، في مقابلة مع صحيفة "إيران" الحكومية، أن المفاوضات يجب أن تتم في ظروف متكافئة لضمان تحقيق نتائج فعالة، مضيفًا: "إذا دخلنا في مفاوضات بينما الطرف الآخر يمارس الضغط الأقصى، فإننا سنتفاوض من موقع ضعف ولن نحقق أي مكاسب. هذه ليست مسألة عناد أو تشبث بالمبادئ، بل مسألة فنية بحتة".
وأشار إلى أن إيران تعمل على تعزيز دعم الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، مؤكدًا أن المشاورات بين طهران وروسيا والصين والترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) تشهد تكثيفًا لضمان موقف أقوى في مواجهة الضغوط الأمريكية.
خطة جديدةمن ناحية أخرى، كشف عراقجي عن مقترح جديد لحل المشاكل العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددًا على ضرورة تبني استراتيجية تفاوضية تتسم بالمرونة والعدالة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على بلاده.
وأضاف أن إيران وضعت خطة تفاوضية محكمة، وأن أي مفاوضات مع واشنطن تتم بشكل غير مباشر عبر قناة تضم ثلاث دول أوروبية، وهو ما يعكس إصرار طهران على الحفاظ على موقفها التفاوضي المستقل.
العودة إلى الاتفاق النووييذكر أن إيران كانت قد توصلت إلى اتفاق نووي عام 2015 مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، حيث وافقت على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية. لكن في عام 2018، انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق خلال ولايته الأولى، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، وإعادة فرض عقوبات صارمة على الاقتصاد الإيراني.