تعرضت جهود الجمهوريين الرامية إلى عزل الرئيس الأمريكي جو بايدن لضربة قاضية، بعد ظهور أدلة جديدة تظهر أن محاولته إقالة المدعي العام الأوكراني فيكتور شوكين في عام 2015 اندرجت في إطار سياسة حكومية أمريكية.
التحرك ضد شوكين كان سياسة الحكومة الأمريكية بشكل عام.
وقال أستاذ في السياسة الأمريكية لمجلة "نيوزويك" إنه ما لم يتم الكشف عن أدلة مضادة، كانت المساءلة ستأتي بنتائج عكسية، وهو رأي يدعمه بعض المحللين والشخصيات السياسية الأخرى.
ونقلت المجلة الأمريكية عن ماس جيفت، رئيس مركز السياسة الأمريكية في جامعة كوليدج لندن، قوله "إن عملية الإقالة كانت ستأتي بنتائج عكسية للجمهوريين".
وكان بايدن قد التقى، أثناء شغله منصب نائب رئيس أوباما، مع الرئيس الأوكراني الأسبق بترو بوروشينكو، في ديسمبر (كانون الأول) 2015، وصرح لاحقاً بأنه هدد بحجب مليار دولار من المساعدات الأمريكية لكييف، ما لم يُقَل شوكين من منصبه، وهو بالفعل ما تحقق لاحقاً. شركة بوريسما
وأشار بعض المحافظين إلى أن بايدن كان يحاول من خلال التحرك ضد شوكين حماية شركة الطاقة الأوكرانية بوريسما، التي انضم ابنه هانتر في عام 2014 إلى مجلس إدارتها، ومع ذلك، أوضحت مذكرة سابقة للاجتماع أعدتها وزارة الخارجية لبايدن، بتاريخ 25 نوفمبر )تشرين الثاني) 2015، أن إقالة شوكين جاءت نتيجة لسياسات اتبعتها إدارة الرئيس أوباما.
Well, does it clear Joe or implicate Obama?https://t.co/HB3mhH8TlF
— Majpalmer (@majpalmer) September 20, 2023
ودعت تلك الوثيقة إلى "إقالة شوكين"، بسبب مزاعم بأنه "يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه عقبة أمام مكافحة الفساد، إن لم يكن مصدراً للمشكلة". ونشر هذه الوثيقة جون سولومون، وهو أحد المعلقين المحافظين، الذين ادعوا بأن بايدن سعى إلى إقالة شوكين لتعزيز الأنشطة التجارية لابنه.
وفي حديث أجراه مع شون هانيتي على قناة "فوكس نيوز"، قال سولومون إن الدافع وراء مساعي بايدن هو الرغبة في مساعدة ابنه، على الرغم من المذكرة التي تظهر أن التحرك ضد شوكين كان سياسة الحكومة الأمريكية بشكل عام.
وأضاف: "كان البيت الأبيض في عهد بايدن يعلم أن التحقيق في قضية شوكين يشكل تهديداً سياسياً للعائلة، وتهديداً شخصياً لشركة نجل جو بايدن، وهي الشركة التي تدفع له مليون دولار سنوياً. وفي تلك اللحظة التي يحدث فيها كل هذا، زاد جو بايدن من ضغوطه، وانتقل من التوصية بتقديم مليار دولار إلى التوصية بالامتناع عن ذلك حتى يتم طرد شوكين".
وذكر بايدن في وقت لاحق تفاصيل اجتماعه مع بوروشينكو، قائلاً: "حدثته قائلاً بإنك لن تحصل على المليار دولار، وسأغادر كييف في غضون 6 ساعات، وإذا لم يتم طرد المدعي العام، فلن تحصلوا على هذا المال".
Joe Biden impeachment claim questioned https://t.co/4GijsZxBWp
…all of this isn't likely to end well for Republicans. Centrists in the GOP know that trying to impeach Biden not only risks backfiring, but that backfiring is the most likely outcome.
وتم تعيين هانتر بايدن في مجلس إدارة شركة بوريسما، إحدى أكبر شركات النفط والغاز في أوكرانيا، في مايو (أيار) 2014، وقد شغل هذا المنصب حتى استقالته في أبريل (نيسان) من عام 2019.
وأخبر شوكين شبكة "فوكس نيوز" لاحقاً أنه تمت إقالته من منصبه "بناءً على إصرار نائب الرئيس آنذاك بايدن بسبب قيامه بالتحقيق في أنشطة شركة بوريسما.
ومع ذلك، لا توجد سجلات تظهر أن المدعي العام كان يحقق فعلياً مع شركة بوريسما في حينه، وذلك على حد قول أحد شركاء هانتر التجاريين، الذي أخبر لجنة في الكونغرس مؤخراً أنه لم يكن من مصلحة الشركة فصل شوكين. وفي أغسطس (آب)، أكد بايدن بأنه "لم يتحدث قط عن العمل" مع ابنه.
جمهوريون يعارضون عزل بايدن
وكان رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي قال إنه أنه سيبدأ تحقيقاً لعزل الرئيس بايدن في 12 سبتمبر (أيلول)، بعد تعرضه لضغوط شديدة من الجناح اليميني في حزبه. وعبر عدد من الجمهوريين عن رفضهم للفكرة. ومن بين هؤلاء النائب كين باك، الذي كتب مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست" يشير فيه إلى أن بعض زملائه "يعتمدون على تاريخ متخيل" في استهدافهم للرئيس.
جدير بالذكر أن الكونغرس حاول مرتين عزل الرئيس الأسبق، دونالد ترامب، بسبب مزاعم بأنه أساء استخدام سلطته من خلال دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق مع عائلة بايدن، وأنه حرض على اقتحام كابيتول هيل، ولكن تمت تبرئته في المرتين لعدم الحصول على موافقة الثلثين في مجلس الشيوخ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الرئيس الأمريكي جو بايدن شرکة بوریسما
إقرأ أيضاً:
سر رسالة تركها الرئيس السابق بايدن لترامب في درج مكتبه.. ماذا قال؟
رسالة مكتوبة بالحبر داخل ظرف أبيض، عثر عليها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في درج المكتب البيضاوي، تركها له سلفه الرئيس السابق جو بايدن، وذلك ضمن تقليد معتمد منذ 46 عامًا، ووصف «ترامب» هذ الرسالة بأنّها لطيفة ومُلهمة من جو بايدن، مقدرًا هذه البادرة على الرغم من التنافس بينهما، فماذا قال بايدن في الرسالة؟
ماذا قال بايدن لترامب بعد نهاية ولايته؟الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشف عن أنّ الرئيس السابق جو بايدن ترك له رسالة قبل مغادرته المكتب البيضاوي للمرة الأخيرة، وقال «ترامب» للصحفيين خلال جلسة أسئلة وأجوبة في غرفة روزفلت بالبيت الأبيض، إنّ الرسالة كانت لطيفة للغاية، وعرض الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 78 عامًا، هذا الظرف الذي كُتب على الجزء الخارجي منه الرقم «47» أمام الصحافة في أثناء توقيعه على الأوامر التنفيذية في المكتب البيضاوي، مساء الاثنين، لكنه رفض فتحه في العلن، وفقًا لصحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية.
ترك دونالد ترامب رسالة الترحيب؛ وهي تقليد مُتبع للرؤساء المنتهية ولايتهم في كتابة رسائل إلى خلفائهم، في أحد أدراج مكتب ريزولوت، ليكتشفها بعد توليه منصبه، وبعد أن سأله أحد الصحفيين عمّا إذا كان قد تلقى رسالة من بايدن؛ رفعها أمام الكاميرات، وأظهر الرقم «47» المكتوب بخط اليد، مشيرًا إلى إنه سيقرأها على انفراد قبل أن يقرر ما إذا كان سيكشف عن محتوياتها أم لا، وبعد فتح الرسالة شعر «ترامب» أنّه يريد السماح للناس برؤيتها خاصة بعدما وجد أنّها رسالة إيجابية جدًا بالنسبة له.
ووفقًا لترامب فقد جاء في رسالة بايدن: «إلى رقم 47، استمتع بفترتك الرئاسية.. قم بعمل جيد.. من المهم للغاية أن تعرف مدى أهمية المنصب».
تاريخ الرسائل الرئاسية إلى الخلفاءوكان ترامب قد ترك رسالة لخلفه جو بايدن عندما غادر البيت الأبيض عام 2021، ضمن ذات التقليد، لكن الرئيس الـ46 لم يكشف مضمونها، واكتفى بوصفها أنّها كانت زاخرة للغاية وحرص على ألا ينشرها علنًا.
وبدأ الرئيس السابق رونالد ريجان تقليد كتابة الرسائل الحديثة في عام 1989، وترك واحدة لنائبه وخليفته، جورج بوش الأب، على ورقة مكتوب عليها «لا تدع الديك الرومي يحبطك»، وبعد مرور 4 سنوات، ترك بوش مذكرة يشجع فيها نجاح منافسه الذي تحول إلى خليفته على مكتب ريزولوت في المكتب البيضاوي، قال فيها: «عندما دخلت هذا المكتب للتو شعرت بنفس الشعور بالدهشة والاحترام الذي شعرت به قبل أربع سنوات. وأعلم أنّك ستشعر بذلك أيضًا. أتمنى لك السعادة هنا، لم أشعر قط بالوحدة التي وصفها بعض الرؤساء».
وواصل كلينتون هذا التقليد برسالة إلى بوش الابن عام 2001، وقال إن منصب الرئيس يحمل معه أعباءً جسيمة، وإن كانت أعباءً مبالغاً فيها في كثير من الأحيان. وكتب في رسالته: «اليوم ستشرع في أعظم مغامرة، مع أعظم شرف يمكن أن يحظى به مواطن أمريكي، أنت تقود شعبًا فخورًا ومحترمًا وطيبًا. ومنذ هذا اليوم أصبحت رئيسًا لنا جميعًا. أحييك وأتمنى لك النجاح والسعادة».
وفي عام 2009، وضع بوش رسالته إلى أوباما في الدرج العلوي من مكتبه، وقدم له النصيحة أثناء تسليمه العصا في عملية انتقالية أشاد بها مسؤولو إدارة أوباما ووصفوها بالسلاسة إلى حد كبير، وكتب في الرسالة: «أهنئك على توليك منصب رئيسنا. لقد بدأت للتو فصلاً رائعًا في حياتك».
أما في 2017، كانت رسالة أوباما هي الأطول من بين الرسائل المتاحة للعامة، والأولى التي لا تخاطب المتلقي باسمه الأول، وأشادت بنجاح ترامب السياسي بينما حثته أيضًا على «ترك أدوات ديمقراطيتنا قوية على الأقل كما وجدناها»، ووصف ترامب لاحقا الرسالة بأنها «جميلة»، وقال للصحافيين: «لقد كان من اللطيف منه حقًا أن يفعل ذلك وسنعتز بذلك وسنحافظ عليه».