تولي دولة الإمارات أهمية كبيرة لترسيخ الاستدامة بين مختلف محاور العملية التعليمية من طلبة ومعلمين وأكاديميين ومشرفين تربويين، وذلك إيماناً من الدولة بمحورية دور التعليم في مواجهة تداعيات أزمة المناخ، حيث يعد عاملاً رئيسياً في تشكيل الثقافة البيئية لدى أبناء المجتمع، وتأسيس جيل يدرك أهمية مفهوم الاستدامة في مختلف مجالات ونواحي الحياة.


لذلك تعمل دولة الإمارات على تضمين قضايا المناخ والاستدامة ضمن المنظومة التعليمية من خلال تطوير المناهج التي تعزز الوعي البيئي، مع استحداث برامج لتدريب وتأهيل المعلمين والمسؤولين التربويين، وتأسيس مدارس صديقة للبيئة تشكل محركاً لبناء مجتمعات خضراء مستدامة.
ويعتبر بناء الثقافة والوعي البيئي أحد أبرز المحاور التي ركزت عليها الخطط الاستراتيجية الوطنية في دولة الإمارات الرامية إلى مواجهة التغير المناخي، واستكشاف أفضل السبل للحد من آثاره وتداعياته، والتحلي بالمرونة والكفاءة للتعامل مع تحدياته الحالية والمستقبلية.

وقد كثفت الدولة في سبيل ذلك حملات التوعية المجتمعية، كما وضعت البرامج التي تضمن غرس الثقافة البيئية ومفاهيم الاستدامة في نفوس الأجيال بشكل ممنهج، من خلال إثراء المنظومة التعليمية وتعزيزها بالأسس النظرية والخطوات العملية.
وتنسجم مبادرات الاستدامة في قطاع التعليم مع محور «الأثر»، ضمن حملة «استدامة وطنية» التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، حيث تستعرض الحملة النتائج والتأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة الإماراتية على مختلف المجالات، كما تهدف الحملة إلى نشر السلوكيات الإيجابية نحو البيئة وتعزيز الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية.
– مبادرة شراكة التعليم الأخضر .
أطلقت دولة الإمارات العديد من المبادرات والبرامج التي أظهرت حرصها على حشد طاقات الأجيال لمواجهة آثار التغير المناخي، وكان من أبرزها مبادرة شراكة التعليم الأخضر، التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، وترتكز على أربعة محاور تغطي مختلف جوانب العملية التعليمية وهي: «التعليم الأخضر»، و«المدارس الخضراء»، و«المجتمعات الخضراء»، و«بناء القدرات الخضراء»، لترسم خارطة الطريق هذه ملامح المستقبل وتعزز جهود الدولة الرامية إلى الوصول للحياد المناخي، وقد حرصت دولة الإمارات على أن تكون خارطة الطريق عملية وقابلة للتطبيق في دول أخرى، وذلك انطلاقاً من إدراكها لأهمية تنسيق الجهود على المستوى الدولي لمواجهة قضية التغير المناخي.
وحددت خارطة الطريق مستهدفات بيئية ومناخية واضحة تسعى الوزارة لتحقيقها قبل انطلاق مؤتمر COP28، من بينها الالتزام بأن تكون نصف المدارس والجامعات في الدولة خضراء مع انطلاق المؤتمر، وتدريب وتأهيل أكثر من 2800 معلم و1400 مدير مدرسة ، وإطلاق مجموعة من المبادرات والبرامج التي تستهدف توفير التدريب المناخي المناسب للطلبة والمعلمين والكوادر التربوية، وتضمين قضايا المناخ ضمن المناهج التعليمية، وصولاً لبناء ثقافة بيئية لدى أفراد المجتمع طافة ، بما في ذلك من هم خارج منظومة التعليم الرسمي.
– شراكات محلية وتعاون دولي.
حرصت دولة الإمارات على أن تقود الجهود لترسيخ التعاون الدولي في مجال التعليم الأخضر، لا سيما لجهة عقد الشراكات مع الجهات والمنظمات الدولية والمؤسسات المحلية المعنية بقضايا الشباب والتعليم، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم عن شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لإطلاق عدد من البرامج والمبادرات ضمن إطار “شراكة التعليم الأخضر” بهدف نشر الوعي المناخي وإيصال صوت فئات الشباب واليافعين والأطفال لصناع القرار حول قضايا البيئة والمناخ.
كما أعلنت الوزارة عن تعاون مشترك مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بهدف حشد الجهود بشأن قضايا التعليم والمناخ خلال مؤتمر «COP28»، حيث ستدعم منظمة اليونسكو، تحت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، تنظيم جلسة رفيعة المستوى تجمع قادة الدول الأعضاء بشأن دور التعليم في معالجة أزمة المناخ.

ويشمل التعاون بين الجانبين كذلك عقد أول اجتماع مشترك لإنشاء صندوق الأمم المتحدة الاستئماني المتعدد الشركاء من أجل التعليم المراعي للبيئة.
وعززت وزارة التربية والتعليم مبادراتها البيئية بإطلاق مبادرة «صوت المعلمين»، خلال العام الجاري وذلك بالتعاون مع مكتب التعليم المناخي “OCE” وألف للتعليم، وهي مبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على جهود الكوادر التعليمية في تعزيز الوعي ومواجهة التغير المناخي والاستعداد لتأثيراته المحتملة.
ويأتي التعاون مع مكتب التعليم المناخي بهدف تعزيز مشاركة المعلمين لاستعراض مشاريعهم المناخية من جميع أنحاء العالم، وتنظيم فعاليات جانبية ذات صلة بالعمل المناخي في جناح التعليم الذي يتم افتتاحه في «COP28»، وذلك للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات الأطراف، فضلاً عن ترسيخ إرث متميز لمرحلة ما بعد «COP28» من خلال ترجمة جميع موارد مكتب التعليم المناخي للغة العربية ليتم استخدامها على نطاق واسع ونشرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتتضمن المبادرة تنظيم النسخة الثالثة من مسابقة ” COP ” للمعلمين والتي أنشأها مكتب التعليم المناخي “OCE”، وتعتبر حدثاً دولياً يهدف إلى إطلاع المسؤولين الدوليين وصناع القرار على العمل الذي يقوم به المعلمون والدور الذي يلعبونه في مواجهة التحديات وتعزيز الاستجابة العالمية لتغير المناخ.
كما تسعى وزارة التربية والتعليم، إلى رفع الوعي البيئي والوطني من خلال ورش عمل توعوية تستهدف المجتمع المحلي وذلك بالتعاون مع مؤسسة عبدالله الغرير للبرامج التعليمية.
وتعتزم وزارة التربية والتعليم البناء على شبكة علاقاتها المحلية والدولية الواسعة لإطلاق مزيد من البرامج والمبادرات الرامية إلى تعزيز حضور الاستدامة في مختلف جوانب العملية التعليمية، بما في ذلك دعم جهود البحث والتطوير في مجال التعليم الأخضر، قبل وخلال وبعد مؤتمر “COP28”.
– “ إرث من أرض زايد” في «COP28».
ومع استضافة الدولة فعاليات «COP28» خلال العام الحالي وما تعكسه هذه الاستضافة من مكانة عالمية متميزة للدولة في العمل المناخي العالمي، كشفت وزارة التربية والتعليم عن افتتاح جناح «إرث من أرض زايد» في «COP28»، وهو أول جناح تعليمي في تاريخ مؤتمرات الأطراف.
ويهدف الجناح إلى توفير منصة للجهات المحلية والعالمية والخبراء التربويين لتأكيد محورية دور التعليم في مواجهة قضايا المناخ، والاتفاق على حلول عملية وقابلة للتطبيق يمكن لمختلف الدول الاستفادة منها في تضمين الاستدامة والثقافة البيئية ضمن نظمها التعليمية.
وسيساهم جناح «إرث من أرض زايد» في تحقيق الربط بين التعليم والتمويل المناخي بما يدعم حشد الموارد والجهود والخبرات والاستثمارات والطاقات المجتمعية لإطلاق مبادرات وشراكات عالمية تدعم حضور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتسعى الوزارة لأن يترك جناح «إرث من أرض زايد» في «COP28» تأثيراً إيجابياً مستمراً وإرثاً مستداماً يمكن للدول التي ستستضيف النسخ المقبلة من مؤتمرات الأطراف البناء عليه لمواصلة العمل على تطوير التعليم المناخي بما يستجيب لاحتياجات وتطلعات الدول ويساهم في بناء أجيال تضع الأجندة المناخية على رأس قائمة أولوياتها في مختلف دول العالم.
– مبادرات مستدامة.
وسعت مدارس دولة الإمارات إلى تأكيد حضورها في ميدان حماية البيئة والحد من تداعيات المناخ، حيث أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي في يوليو الماضي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي ودائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي عن التزام جميع المدارس في الإمارة بتقليل بصمتها البيئية بانضمامها إلى مبادرة المدراس المستدامة المعترف بها دولياً، بهدف تعزيز ثقافة الاستدامة والممارسات الصديقة للبيئة.
وخلال الأعوام الماضية، لم تتوقف مبادرات المجتمع التعليمي التي تشجع على الممارسات المستدامة بين الطلبة وفي المدارس والجامعات، ولم تكن مبادرة شراكة التعليم الأخضر الأولى بهذا الخصوص، بل كانت حلقة ضمن سلسلة مستمرة ومتواصلة من المبادرات التي تبنتها الدولة، حتى أصبح التعليم البيئي أحد أبرز العناصر في آليات تطوير المناهج الدراسية، وتوجيه الجهود لتضمين المحتوى البيئي في مختلف المناهج على مستوى جميع المراحل الدراسية.
ففي عام 2009 أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي مبادرة المدارس المستدامة التي تعتبر واحدة من المشاريع الرائدة في مجال التعليم البيئي، نظراً لدورها في تعزيز الاستدامة البيئية في المدارس ويشارك فيها اليوم أكثر من 152 مدرسة، كما قدمت التدريب لأكثر من 4646 معلماً فيما وصل العدد الإجمالي لمشاريع التوعية المجتمعية إلى 2081، وتم خفض 97200 كجم من ثاني أكسيد الكربون في المدارس المستدامة.
وفي الإطار ذاته، أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي خلال العام الماضي منصة «التعليم الإلكتروني الخضراء» التي تعتبر أول أداة تعليمية إلكترونية مجانية مخصصة للمواضيع البيئية في المنطقة والتي تهدف إلى تعزيز المعرفة والوعي البيئي، ومنذ إطلاقها وصل مجموع المستفيدين منها إلى 712 مستخدماً في حين تم إصدار 194 شهادة للمشاركين.
ويعتبر الماراثون البيئي أحد البرامج السنوية التي تحرص هيئة البيئة – أبوظبي على تنظيمه منذ إطلاقه في عام 2001 ويهدف إلى تعزيز المهارات اللغوية والبيئية وزيادة الوعي بأنواع النباتات والحيوانات المحلية والقضايا البيئية المحلية بين طلاب أبوظبي من خلال ممارسات أكاديمية منظمة، وشارك بالبرنامج أكثر من 91٪ من مدارس أبوظبي، حيث نجح بالوصول إلى نحو مليوني طالب، كما أطلقت الهيئة في أكتوبر من العام الماضي بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي تحدياً يشجع مدارس أبوظبي على تبني أنماط صديقة للبيئة من خلال إعادة تدوير عبوات المياه البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة.
كما وقّعت وزارة التربية والتعليم العام الماضي مذكرة تفاهم مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، ومركز أبوظبي لإدارة النفايات – تدوير، ومجموعة بيئة، لإطلاق وتنفيذ «مشروع مدارس بلا نفايات» في نطاق 63 مدرسة حكومية تم اختيارها على مستوى الدولة، وأطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة خلال العام الجاري، بالتعاون مع برنامج إكسبو للمدارس، مبادرة برنامج سفراء المناخ لإعداد طلاب المدارس من جميع أنحاء دولة الإمارات وتدريبهم على تولي مسؤوليتهم البيئية المستقبلية من خلال خوض تجربة إجراء حوارات لمواجهة تحديات تغير المناخ مماثلاً لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28).
– اهتمام عالمي.
وحجز التعليم الأخضر مكانة جيدة ضمن الخطط الاستراتيجية التنموية للكثير من الدول حول العالم في ضوء الاهتمام المتزايد بالقضايا البيئية والحرص على إشراك الشباب في مواجهة تداعيات المناخ، وإتاحة الفرصة لهم ليمارسوا دورهم الحضاري في التصدي للظاهرة، وانعكس ذلك بشكل واضح في قيام الكثير من دول العالم بتضمين هذا النوع من التعليم في مناهجها الدراسية، على اختلاف المراحل التعليمية.
وقد أشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إلى أن هناك حاجة لإجراء تحوّل سريع وجذري على جميع المستويات وفي العديد من جوانب حياتنا مع التعليم كوسيلة مركزية وقوية لدعم التكيّف وتعزيز مرونة الطلاب والمجتمعات، ولضمان أن تصبح أنظمة التعليم أكثر مرونة في مواجهة تغيّر المناخ لإنشاء مدارس آمنة ومقاوِمة للمناخ.
وأكدت منظمة اليونسكو أنه من خلال «إطار الشراكة من أجل التعليم الأخضر» يمكن للمدرسة لعب دور مهم في التصدي “للقلق البيئي” الذي تشعر به الأجيال الشابة، مشيرة إلى دراسة أجرتها خلال العام 2021 على 100 منهج وطني للدول أظهرت أن نصفها فقط ذكر شيئاً متعلقاً بتغيّر المناخ، ولم يأتِ النصف الآخر على ذكر تغيّر المناخ.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: وزارة التربیة والتعلیم التغیر المناخی الأمم المتحدة دولة الإمارات الوعی البیئی الاستدامة فی بالتعاون مع هیئة البیئة خلال العام التعلیم فی فی مواجهة فی مختلف أکثر من من خلال

إقرأ أيضاً:

وزيرة التخطيط: مصر تمضي في جهودها لتحفيز التمويل المناخي

قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن مبادرة "باكو" لتمويل المناخ والاستثمار والتجارة BICFIT، التي أطلقتها أذربيجان خلال رئاستها لمؤتمر المناخ COP29، توسع آفاق التمويل المناخي من خلال تركيزها على العديد من الآليات الأخرى مثل الاستثمارات الأجنبية المباشرة والابتكار والمناطق الحرة الخضراء والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وغيرها، موضحة أن مصر انضمت للمبادرة لتعزيز جهودها في مجال تمويل المناخ، ودمج أجندات تمويل المناخ والاستثمار والتجارة ودفع الجهود العالمية لتحقيق المساهمات المحددة وطنيًا.

جاء ذلك خلال مشاركتها في الاجتماع رفيع المستوى حول مبادرة باكو لتمويل المناخ والاستثمار والتجارة BICFIT، بدعوة من وزارة الاقتصاد بأذربيجان، وشارك في الاجتماع ميكايل جباروف، وزير الاقتصاد بجمهورية أذربيجان، و ريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر لأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، و أكيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)‏، ونجوزي أوكونجو إيويالا، المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، وباميلا كوك هاملتون، المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية (ITC)، ومختار ديوب، المدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وثاني بن أحمد الزيودي، وزيرة الدولة للتجارة الخارجية بدولة الإمارات.

وفي كلمتها؛ أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، أن مبادرة باكو لتمويل المناخ والاستثمار والتجارة توفر منصة مبتكرة للحوار والشراكات متعددة الأطراف والتخصصات لتعزيز التعاون الدولي، والفوائد الاجتماعية والاقتصادية لسياسات تمويل المناخ والاستثمار والتجارة، وذلك لدفع تحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان التحولات العادلة الخضراء.

وأشارت إلى أن المبادرة تستند إلى رؤية تدعو إلى تعزيز التعاون الدولي بشأن ترابط التمويل المناخي والاستثمار والتجارة بين الحكومات ومع جميع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف المناخية، بما في ذلك من خلال إعداد وتنفيذ المساهمات المحددة وطنياً (NDCs)، بطرق تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولفتت «المشاط»إلى الركائز الخمس للمبادرة والتي تتضمن تمويل المناخ من تشجيع البنوك التنموية وصناديق المناخ متعددة الأطراف والمنظمات غير الهادفة للربح، وشركاء التنمية، على تعزيز تمويل المناخ بما يتماشى مع المساهمات المحددة وطنياً وخطط التنمية الوطنية؛ بالإضافة جذب الاستثمار الأجنبي المباشر للمناخ من خلال دعم الدول النامية في تحديد فرص الاستثمار التي تتقاطع فيها احتياجات أهداف التنمية المستدامة والعمل المناخي مع الفرص السوقية، ومشاركة أفضل التجارب في تطوير اللوائح الوطنية الهادفة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمناخ؛ كما تركز المبادرة على تحالف الشركات الصغيرة والمتوسطة في التحول الأخضر من خلال تعزيز قدرات الدول على دمج تلك الشركات في تصميم وتنفيذ خطط العمل المناخي الوطنية؛ وكذلك تبادل المعرفة وبناء القدرات من أجل الطموح المناخي.

تابعت الوزيرة، أن من ضمن مرتكزات مبادرة باكو؛ هو الحوار من خلال تطوير إطار عمل للتعاون المؤسسي والشراكات لدعم الطموحات طويلة الأجل كجزء من الجهود العالمية لتعزيز التحول المناخي، موضحة أن دليل شرم الشيخ للتمويل العادل، مبادرة الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ COP27، تضمن بالفعل العديد من التوصيات والمبادئ التي تضمنتها مبادرة "باكو"، حيث يهدف الدليل إلى تحويل التمويل المناخي من الوعود إلى حلول قابلة للتنفيذ، خاصة للدول النامية التي تتأثر بشكل غير متناسب بتغير المناخ، موضحة أن التنسيق التكامل ما بين المبادرات يُعظم الأثر ويحقق متطلبات الدول الناشئة.

وأوضحت أن مبادرة  BICFIT تؤكد دور المنصات الوطنية كآليات أساسية لتنسيق الموارد الدولية والمحلية لتحقيق الأهداف المناخية في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وفي هذا الصدد فقد أطلقت مصر المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»، التي أصبحت نموذجًا للمنصات الوطنية التي استطاعت حشد الاستثمارات المناخية من القطاع الخاص في مجالات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، وأصبح ما تحقق في البرنامج مثار اهتمام عالمي وتطبيق عملي لما تنص عليه التقارير والمبادرات والمؤسسات الدولية، كما أنها حققت نتائج فعلية لجهود على مستوى توفير آليات مبادلة الديون من أجل العمل المناخي.

كما لفتت «المشاط»، إلى إطلاق استراتيجية التمويل الوطنية المتكاملة للتمويل (INFF) مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتعزيز حشد وتوجيه التمويل العام والخاص والدولي والمحلي، بالتعاون مع الأمم المتحدة، مؤكدة أن المؤسسات الدولية مُطالبة بالتوسع في الأدوات المبتكرة لتمويل المناخ والتمويل الميسر لحشد استثمارات القطاع الخاص.

مقالات مشابهة

  • وزير التخطيط عن التعداد: سيحدد خارطة المستقبل للعراقيين وللحكومات المقبلة
  • وزيرة التخطيط: مصر تمضي في جهودها لتحفيز التمويل المناخي
  • وزير الري يبحث مع مسؤول بمؤسسة «DHI» التعاون للتعامل مع تحديات ندرة المياه
  • أسياس أفورقي: خارطة طريق ترعاها إريتريا لتحقيق السلام الشامل في السودان
  • «كوب29»: «اتفاق الإمارات» بوصلة عالمية للعمل المناخي الجماعي
  • جناح الإمارات في COP29 يناقش سبل تطوير آليات التمويل المناخي
  • جناح الإمارات في COP29 يناقش تطوير آليات التمويل المناخي
  • وزيرة البيئة تعقد لقاءًا مع شبكة العمل المناخي على هامش cop29
  • نتائج مثمرة| ماذا تفعل مصر خلال مؤتمر COP29 للتعامل مع التغييرات المناخية؟
  • «COP29».. جناح الأديان ينظم 40 جلسة حوارية حول العمل المناخي