الاستثمارات الرياضية السعودية.. خطوات جادة وأهداف استراتيجية واعدة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
جاء حديث سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، عن أهداف الاستثمارات السعودية في المجال الرياضي، من أجل إسعاد شعبها ومراعاة مصالحه، تأكيدا للخطوات الكبرى التي اتخذتها المملكة على صعيد الاستثمارات الرياضية في الفترة الأخيرة، والأهداف الاستراتيجية التي تسعى المملكة إلى تحقيقها في ذلك المجال.
حيث أطلق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في شهر يونيو الماضي، مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، بعد اكتمال الإجراءات التنفيذية للمرحلة الأولى، والذي يأتي تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في القطاع الرياضي، والتي تسعى إلى بناء قطاع رياضي فعال، من خلال تحفيز القطاع الخاص وتمكينه للمساهمة في تنمية القطاع الرياضي.
ثلاثة أهداف إستراتيجية
يقوم مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية على ثلاثة أهداف استراتيجية، تتمثل في إيجاد فرص نوعية وبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي لتحقيق اقتصادٍ رياضي مستدام، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، إضافة إلى رفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير الرياضية، مما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين تجربة الجمهور.
ويهدف نقل الأندية وتخصيصها بشكل عام، إلى تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، لصناعة جيل متميز رياضيًا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل (10) دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال.
ضربة البداية
مع إطلاق برنامج «جودة الحياة»، في عام 2018، كإحدى مبادرات «رؤية 2030» وتدعيمه بتمويل مخصص لتحويل المملكة إلى وجهة عالمية للفعاليات، بدأت وتيرة استضافة الفعاليات الرياضية في المملكة تتسارع، وكانت البداية مع استضافة بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل بين أنتوني جوشوا وآندي رويز جونيور.
وفي عام 2019 أعلنت المملكة تأسيس بطولة الدرعية للتنس، وضمّت أسماء عالمية على غرار الروسي دانييل ميدفيديف الذي حاز على اللقب حينها.
أعقب ذلك تأسيس جائزة السعودية الكبرى لـ«فورمولا 1» والتي انطلقت للمرة الأولى في 2021.
كما استثمرت المملكة نحو 100 مليون دولار في أغسطس الماضي لشراء حصة أقلية في دوري المقاتلين المحترفين الأميركي «بي أف إل». ومن المخطط أن تصبح شركة «سرج» التي أنشأها صندوق الاستثمارات العامة بوقتٍ سابق من هذا العام، مستثمراً في دوري المقاتلين المحترفين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي بطولة جديدة سيتم إطلاقها عام 2024.
صفقات كروية عالمية
اتجهت المملكة خلال الفترة الماضية إلى إحداث قفزة نوعية في الدوري السعودي، ونجحت بالفعل في جذب العديد من الأسماء العالمية ذات الأسماء الرنانة في عالم كرة القدم، ويأتي على رأس هذه الصفقات البرتغالي العالمي كريستيانو رونالدو، ونيمار، بجانب ساديو ماني، وكريم بنزيما، بالإضافة إلى مفاوضات جادة لضم ميسي ومحمد صلاح.
استثمارات رياضية داخلية وخارجية
أعلن وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، في شهر يونيو الماضي، نقل ملكية 4 أندية كبرى هي الاتحاد والأهلي والنصر والهلال إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي بنسبة 75% ضمن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، بجانب نقل ملكية نادي القادسية إلى شركة أرامكو السعودية. وكذلك نادي الدرعية إلى "هيئة تطوير بوابة الدرعية، ونادي العلا إلى الهيئة الملكية للعلا ونادي الصقور إلى شركة نيوم السعودية.
كما اتجهت الاستثمارات السعودية الرياضية إلى الخارج، حيث استحوذ الصندوق السيادي على نادي «نيوكاسل يونايتد» الإنجليزي، والذي وصل بعيد عملية الاستحواذ، إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب لنحو 20 عاماً.
كما أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، في أغسطس الماضي عن تأسيس شركة سرج للاستثمارات الرياضية، وهي شركة استثمارية رياضية تهدف لدعم وتمكين نمو قطاع الرياضة في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي ستستثمر في الحصول على حقوق الملكية لإنشاء الفعاليات الرياضية الجديدة، إلى جانب الاستثمار في الحقوق التجارية للبطولات الرياضية واستضافة الفعاليات الرياضية العالمية، بما يحقق أهداف الشركة في تحقيق العوائد المالية، ويدعم توطين الشراكات في مختلف أنحاء المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
نمو ملحوظ بالاقتصاد غير النفطي السعودي بفضل توجهات رؤية المملكة 2030
الرياض
حققت المملكة العربية السعودية 93% من أهداف رؤية 2030 خلال تسع سنوات، وفقاً للتقرير السنوي لعام 2024، الذي يُعد محطة تقييم دقيقة لمدى التقدم المحرز في تحقيق الأهداف الطموحة لتحويل السعودية إلى نموذج عالمي في التنمية والاقتصاد والمجتمع.
وفي هذا السياق، أوضح نايف الغيث، كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قفزات الناتج المحلي غير النفطي جاءت نتيجة مباشرة للرؤية الطموحة، مشيرًا إلى أن مساهمة القطاع غير النفطي باتت تتجاوز النصف من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقعات ببلوغ 65% بحلول عام 2030، رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
كما أكد د. فواز العلمي، الخبير السعودي في التجارة الدولية، أن حوالي 85% من مبادرات الرؤية امتدت على مدى السنوات التسع الماضية، مشيرًا إلى إنجازات بارزة، منها مضاعفة قيمة أرامكو، تراجع البطالة، رفع مشاركة المرأة بسوق العمل، نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وزيادة الإيرادات غير النفطية بنسبة 154% خلال ثمانية أعوام، وارتفاع الإنتاج الزراعي والصناعي”.
وأضاف العلمي أن المملكة أحرزت مراتب متقدمة عالمياً، منها المرتبة الأولى في مؤشر الاقتصاد الكلي بين 141 دولة، والثالثة في جودة البنية التحتية للمستثمرين، بالإضافة إلى تصدرها قائمة أسرع الدول نمواً اقتصادياً هذا العام.
وأشار إلى أن السعودية تمتلك موقعاً لوجستياً استراتيجياً مهماً، داعيًا لاستغلاله بشكل أكبر عبر شراكات استراتيجية مع الدول الصديقة لتعزيز القوة الاقتصادية للمملكة.