الموقع بوست:
2025-03-06@10:06:39 GMT

الفقر المائي والجفاف.. خطران يهددان مستقبل اليمن

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

الفقر المائي والجفاف.. خطران يهددان مستقبل اليمن

يواجه اليمن خطرًا مستقبليًا بيئيًا يهدد موارده المائية، وسط تحذيرات أممية من استمرار استنزاف المياه الجوفية بمعدلات مرتفعة تصل إلى ضعف معدل تجديدها، في ظل حالة الجفاف التي تضرب أراضي البلد الزراعية، نتيجة للتغيّرات المناخية التي يشهدها العالم.

 

وكان وزير المياه والبيئة، المهندس توفيق الشرجبي، قال خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023، الذي انعقد في مارس/ آذار الماضي، إن بلاده "أكثر دول العالم فقرًا في المياه".

 

وأكد الشرجبي أنه "لا يزال أكثر من 40% من سكان اليمن لا يحصلون على مياه مأمونة، خاصة في المناطق الريفية التي تمثّل حوالي 65% من إجمالي مساحة وسكان البلاد".

 

تحديات مجتمعة

 

في هذا الشأن، قال مستشار وزير المياه والبيئة لشؤون الموارد المائية، المهندس ناصر اليزيدي، إن اليمن يعيش حاليًا أزمة مائية حقيقية، من مؤشراتها أن نصيب الفرد من المياه المتجددة لا يتجاوز 70 مترا مكعبا في العام.

 

وأشار اليزيدي إلى أن ذلك يأتي في ظل استمرار تعرض المياه الجوفية للاستنزاف منذ ثمانينات القرن الماضي، بفعل زيادة عدد السكان وتوسع الخدمات الحضرية للمياه والصرف الصحي في المدن والأرياف، إضافة إلى تزايد أثر التغيرات المناخية وتدهور الموازنات المائية، ما أدى إلى تفاقم الفجوة بين كميات استخدام المياه الجوفية وكميات تغذيتها الطبيعية.

 

وحذّر، في حديث لـ"الخليج 365"، من تفاقم الأزمة مستقبلًا في حال عدم تقنين كميات استخدام المياه في اليمن، بما يتلاءم مع كمياتها المتجددة.

 

وأشار إلى أطر قانونية وأخرى استراتيجية وهياكل مؤسسية لإدارة الموارد المائية، "لكن المشكلة تكمن في مواجهة ثلاثة تحديات مجتمعة".

 

أولها، بحسب المستشار، "يتمثل في تدني الوعي السياسي والمجتمعي بالأخطار التي تشكلها أزمات المياه في مختلف المناطق على جوانب الحياة، وثانيها يكمن في شحّ القدرات المؤسسية القادرة على فرض سيادة القانون، وفي مقدمتها التمويل الكافي وغياب التكنولوجيا العصرية".

 

"أما التحدي الثالث فيتجسد في زيادة عدد السكان وتوسع الاستثمار المعتمد على المياه في ظل غياب رؤية تنموية قائمة على التكامل والتنسيق القطاعي على المستويات المحلية والوطنية، فضلًا عن الوضع السياسي والأمني المستجد، الذي أثّر سلبًا وبصورة جدّية على إدارة المياه".

 

ورأى أن "هناك حلولًا تساعد في الحدّ والتخفيف من أزمات المياه والتغيرات المناخية، كأن يمنح قطاع المياه أهمية أكبر في الوعي السياسي وفي أروقة متخذي القرار، بشكل ينعكس على التخطيط التنموي الشمولي المستند على الربط عمليًا بين الأمن المائي والأمن الغذائي، كقاطرة للتنمية الوطنية المستدامة".

 

وقال المهندس اليزيدي إن توفير الموازنات الكافية لقطاع المياه سيمكنه من العمل بصورة طبيعية، إلى جانب أهمية تحديد واجبات ومسؤوليات جميع القطاعات، ومنها العمل بنظام الإدارة اللا مركزية للأحواض المائية.

 

وتطرق إلى أهمية حلّ المشاكل الحالية المتفاقمة بفعل الحرب وتوقف التمويل، كحل أزمة خدمات المياه والصرف الصحي، وإعادة تفعيل شبكات مراقبة المياه الجوفية، وضبط المخالفات المتعلقة بحفر آبار المياه ومراقبة التلوث، وضرورة الاستفادة من جميع مصادر المياه المتاحة.

 

ضرورة التقنين

 

بدوره، شدد مدير مركز "الكود" للأبحاث الزراعية، الدكتور محمد الخاشعة، على أهمية سنّ القوانين النافذة للسيطرة على عمليات ضخ المياه في ريّ الحقول الزراعية ووضع عدادات لها، "خاصة حقول الموز في محافظة أبين، التي تشهد عملية ريّها إسرافًا كبيرًا في ظل عدم إدراك المجتمع لقيمة موارده المستدامة، وأهمية الحفاظ عليها وعدم استنزافها كونها تمثّل مستقبل الأجيال".

 

وقال الخاشعة، لـ"الخليج 365"، إن الوضع المائي في دلتا أبين لا يزال بخير نسبيًا، مقارنة بوضع المحافظات الأخرى، كمحافظة لحج ومحافظات شمال البلاد، "ورغم ذلك لا بد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة في وضع القوانين ووقف الحفر العشوائي للآبار، فلو نظرنا إلى ما قبل 40 عاما، كان عمق آبار المياه في دلتا أبين يصل إلى 30 مترًا، لكنه في الوقت الحالي وصل إلى عمق 80 مترًا".

 

تراجع الزراعة

 

من جانبه، أشار وكيل وزارة الزراعة والريّ والثروة السمكية، لقطاع الريّ واستصلاح الأراضي، المهندس أحمد الزامكي، إلى معاناة اليمن من شحّ الموارد المائية بشكل عام، وما تفرضه تأثيرات التغيّرات المناخية من تحديات كبيرة لدول العالم، بما فيها اليمن، وما تسببه من حالة الجفاف التي باتت تطغى على الأراضي الزراعية اليمنية، خلال عقدين إلى العقود الثلاثة الأخيرة.

 

وقال الزامكي، لـ"الخليج 365"، إن حجم التحديات التي يواجهها اليمن كبيرة جدًا، فبالإضافة إلى شح الموارد المائية وتأثيرات التغيّرات المناخية، فإن حالة النزاع المسلح التي يمرّ بها البلد منذ العام 2015 ضاعفت حجم التحدي".

 

وأضاف: "أدت إلى ارتفاع في كافة المدخلات الزراعية وأيضًا المشتقات النفطية، المشغلة لمضخات المياه والجرارات الزراعية، وهذا ما ينعكس سلبًا على الأمن الغذائي ويفاقم من حجم المعاناة الإنسانية التي يواجهها البلد، في ظل تراجع الزراعة المحلية".

 

وحول أبرز جهود الوزارة في هذا الجانب، أكد الزامكي أنها قامت بالتنسيق مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة لاستئناف العمل في مشروع سدّ حسان الاستراتيجي، في محافظة أبين، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية.

 

وبين أن هذا المشروع سيتمكن عقب إنجازه من ريّ حوالي 10 آلاف هكتار، ويؤدي إلى استصلاح بعض الأراضي الزراعية في المنطقة، وتخفيف انجراف التربة.

 

كما سيساعد، وفق الزامكي، في الاستفادة من المياه السطحية الجارية في الوادي، خلال المواسم الزراعية، حتى في ظل شح الأمطار، "وبالتالي فإن هذا المشروع سيمكننا من التغلب على جزء من الجفاف في منطقة دلتا أبين، والحدّ من التحديات التي تواجه التربة الزراعية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الفقر المائي الجفاف الطقس الزراعة الموارد المائیة المیاه الجوفیة المیاه فی

إقرأ أيضاً:

التغيرات المناخية تهدد بخفض الناتج العالمي إلى النصف بحلول 2070

أفادت قناة القاهرة الإخبارية في تقرير لها، أذاعته منذ قليل، أن التغيرات المناخية تهدد بخفض الناتج العالمي إلى النصف بحلول 2070، وسط تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة، وأعاصير مدمرة، وحرائق تلتهم آلاف الهكتارات من الغابات.

كيف تحسب البصمة الكربونية وتتصدى للتغيرات المناخية.. أول ندوات أسبوع البيئة بألسن عين شمسأستراليا تشهد ثاني أكثر صيف حرارة في تاريخها بسبب التغير المناخيفي ظل التغيرات المناخية.. خبير زراعي يُوجّه نصائح مهمة للمزارعين حول التعامل مع الطقس المتقلبمشروعات حماية الشواطئ.. نموذج ناجح للتكيف مع التغيرات المناخية

في جامعة إكستر البريطانية، أكد العلماء أن العالم يشهد ارتفاعا خطيرا في الظواهر المناخية القاسية، مثل الفيضانات العارمة في أوروبا إلى موجات الجفاف التي تضرب أفريقيا، وحتى الأعاصير غير المسبوقة في الولايات المتحدة، ولكن الخطر لا يقتصر فقط على الطقس، بل يمتد ليهدد الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي، حيث أن ارتفاع الحرارة قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية وخسائر فادحة في الإنتاجية.

ويتوقع الخبراء أن تغير المناخ الناتج عن استمرار انبعاثات كوكب الأرض بالمعدلات الراهنة يمكن أن يخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى النصف بحلول عام 2070، ورغم تحذيرات العلماء لاتزال الانبعاثات الكربونية في ارتفاع مستمر، كما يرى بعض الخبراء أن خفض الانبعاثات بنسبة 50% قد لا يكون كافيا، بينما يحذر آخرون من أن تجاوز نقاط التحول المناخي سيجعل عملية الإصلاح شبه مستحيلة.

مقالات مشابهة

  • وزير الموارد المائية يبحث موقف أعمال تطوير الري والصرف بواحة سيوة
  • مستشار حكومي: الوضع المائي في العراق “فوق السيئ بدرجة”!
  • أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في حواره لـ"البوابة نيوز": جهود مصر مستمرة للحفاظ على الأمن المائي للقارة السمراء.. عباس شراقي: الدول الغنية مائيًّا في أفريقيا هي الأكثر فقرًا ومعاناةً من الجوع
  • أزمة جديدة بجنوب السودان.. صراع عسكري واحتقان سياسي يهددان البلاد
  • التغيرات المناخية تهدد بخفض الناتج العالمي إلى النصف بحلول 2070
  • أدباء فقراء «2»
  • “وفاة الإعلامي سنان بن نعم.. خسارة كبيرة لصوت إذاعة أبين والوطن”
  • وفقًا لقانون الموارد المائية.. تعرف على شروط تشغيل آلات رفع المياه الجديدة
  • اليمن يودع الفقر.. اكتشاف كميات كبيرة من الألماس والمناطق الغنية بالكنوز والثروات
  • العواصف الرملية وزحف الرمال يهددان شنقيط وتاريخها