مؤتمر اركويت .. جراءة أبو آمنة وحياء مريم!
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
ذكرت فى مقال سابق بعض المآخذ على مؤتمر اركويت وكل جهد بشري ناقص خاصة ان أتى في ظروف وأحوال مثل التى نعيشها هنا والآن وبقى القول ان المؤتمر رغم ذلك نجح في الخروج بالتوافق والإجماع على توصيات قوية وواضحة في مواقف محددة ما كانت تقبل غير الوقوف تحت الشمس – وما تبقى رقراق- ومنها للذكر وليس الحصر المطالبة بإنهاء التمرد وليس انهاء الحرب والفرق في المعنى واضح كذلك من التوصيات القوية الدعوة لعزل التمرد اجتماعيا وإنزال هذه التوصية على الأرض وشمولها أطراف التمرد وامتدادته هى أكبر عقوبة يمكن ان تلي القتل في الميدان !
مؤتمر اركويت كان واضحا أيضا في قضايا السيادة مع الدعوة لحوار سوداني/سوداني يضم إليهم بالإشارة غير المسماة جماعة قحت والإطاري ولم يهمل كذلك قضايا معاش وخدمات الناس –
التوصيات القوية وتسبيك بيان الختام على نحو جمع كل المواقف والآراء إضافة للتحضير للمؤتمر وقفت خلفه لأول مرة أسماء شابة وقيادات وسيطة يتقدمهم سيد أبو آمنة من قيادات الجبهة الوطنية والبجا ومن شباب المستقبل الأستاذ نهيض وهشام الشواني ومن الشعبي عمار السجاد وراشد دياب والتجاني توقو من الحركات إضافة الى نور الدين مبارك وشذى الشريف ومريم الهندى ومحمد فاروق من الاتحاديين وآخرين كثر والذين كان من الممكن ان يحمل المؤتمر اسمهم ورسمهم علانية لولا أنهم قابلوا تهافت أسماء وشخصيات مكرورة من الكبار بشيء من الحياء الذي خصم جهدهم وحقهم !
كان مؤتمر اركويت مناسبة لأن يتقدم الشباب والقيادات الوسيطة المشهد صوت وصورة ولكن فيما عدا سيد أبو امنة والذي اقتحم العقبة فإن الغالبية غالبهم الحياء حتى ان شابة مثل مريم الهندى لم تمنح فرصة كلمة واحدة رغم جلوسها على المنصة والذي كادت أن تفقده هو الآخر بسبب الشيب وخريف العمر والأصوات المحفوظة التى غزت المكان !
بقلم بكري المدني
.المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مؤتمر ارکویت
إقرأ أيضاً:
في حضرة العذراء.. لماذا رسم رفائيل السيدة مريم أكثر من 30 مرة؟
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنان الإيطالي رفائيل، وفي زمن كانت فيه الريشة لغة الروح، لم يكن رفائيل مجرد رسام، بل كان شاعرًا صامتًا، يكتب بالجمال والضوء والظلال.
ومن بين كل الموضوعات التي تناولها، برزت السيدة العذراء مريم كأكثر ما أسر وجدانه، حتى أصبحت ملامحها تكرارًا ناعمًا في لوحاته، وسرًا دفينًا وراء عبقريته الخالدة.
أكثر من ثلاثين ظهورًارسم رفائيل العذراء مريم في أكثر من ثلاثين لوحة، كل واحدة تحمل اسمًا خاصًا: “العذراء والطفل”، “عذراء الكنيسة الكبرى”، “عذراء المروج”، “العذراء سيستينا”، وغيرها.
ومع كل مرة، كان يعيد تشكيلها في ثوب جديد، لكن بنفس الهيبة الهادئة والعينين الحانيتين.
فلماذا هذا الإصرار؟ ولماذا كانت مريم، تحديدًا، مصدر إلهامه الأبدي؟
بين الإيمان والجمالفي عصر النهضة، كانت الكنيسة أكبر راع للفن، وكانت صور السيدة العذراء من أبرز الموضوعات الدينية المحببة.
لكن رفائيل لم ير مريم كـ”موضوع ديني” فقط، بل كرمز أعمق للجمال الإلهي، والصفاء الروحي، والأمومة المقدسة.
استخدم رفائيل الضوء الناعم والملامح الرقيقة ليمنحها حضورًا بشريًا ومقدسًا في آن واحد لم تكن مريم عنده بعيدة عن الناس، بل قريبة، أمًا للجميع، في لوحات تضج بالحياة أكثر من القداسة المتجمدة.
وجه مريم… وجه من؟تقول بعض الدراسات إن رفائيل استلهم ملامح العذراء من امرأة أحبها في صمت، والبعض الآخر يذهب إلى أنه بحث عن وجه الطمأنينة في وجوه نساء بلده، حتى وصل إلى هذا النموذج المثالي.
وفي كل الأحوال، لم تكن مريم عنده مجرد شخصية دينية، بل وجهًا يبحث فيه عن السلام في عالم مضطرب.
“العذراء سيستينا”: الأيقونة الخالدةواحدة من أشهر لوحاته – وربما أجملها – كانت “العذراء سيستينا”، التي رسمها في سنواته الأخيرة.
يظهر في اللوحة مريم وهي تمشي بثبات وتحمل المسيح، بنظرة فيها قوة وهدوء وسكينة، كأنها تعرف مصير ابنها، لكنها لا تخاف. في أسفل اللوحة، يظهر ملاكان صغيران ينظران لأعلى ببراءة وسخرية طفولية، أصبحا فيما بعد من أشهر رموز الفن في العالم.
بين الدين والفن.. رفائيل يمشي على خيط رفيعتميز رفائيل بقدرته على الجمع بين الإيمان العميق والإبداع الحر.
لم يكن يرسم العذراء كواجب ديني، بل كرحلة جمالية وفكرية، يعكس من خلالها فهمه العميق للأنوثة والقداسة والإنسانية