لبنان ٢٤:
2024-07-02@04:28:39 GMT

خيارات باسيل محدودة.. أحلاها مُرّ

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

خيارات باسيل محدودة.. أحلاها مُرّ



بالرغم من ان علاقات "التيار الوطني الحر" مع القوى السياسية اختلفت بشكل جذري في المرحلة الماضية، وبالرغم من عودة رئيسه النائب جبران باسيل الى حضن حليفه "حزب الله" الذي كان يشعر من دونه بإنه من دون غطاء سياسي ورافعة سياسية تؤمن له وزناً كبيراً داخل الساحة السياسية الا ان واقع "التيار" لا يزال صعبًا للغاية في ظل صعوبة الخيارات التي يمكن له اتخاذها.



في المرحلة الماضية كان باسيل يستلم زمام المبادرة السياسية بشكلٍ كامل وكان ايضاً يشعر بحاجة القوى السياسية اليه من دون استثناء لكنه اليوم بات يجد نفسه في زاوية المشهد ويشعر ان تقاربه المستجد مع حزب الله لم يقدم له اي جديد لأن الخيارات المطروحة امامه محدودة جداً ولا يمكن له تخطيها نحو خيارات مميزة.

وفي نفس المرحلة باتت حظوظ قائد الجيش جوزيف عون مرتفعة للغاية وتزايدت أكثر في ظل تقدم المبادرات الخليجية والغربية والتي تمهد الطريق لطرحه بشكلٍ مباشر على الساحة السياسية اللبنانية وهذا ما لا يريده باسيل لا من قريب ولا بعيد لذلك بات امامه خياران لا ثالث لهما والخياران يمكن القول انهما من الصعوبة بمكان.

الخيار الاول امام باسيل هو القبول بشروط حزب الله والاستمرار بلعب دور جدًي على الساحة بشرط ان يقبل بوصول رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الى سدّة الرئاسة وهذا الامر سيكون له تكاليف شعبية مرتبطة بصدقية باسيل امام الرأي العام حتى لو استطاع انتزاع اللامركزية الإدارية او حتى الصندوق السيادي، فذلك لن يعوض له خسارته لصورته السياسية.

الخيار الثاني هو الاستمرار بالمماطلة والاستفادة من الوقت لمحاولة الحصول على مكاسب سياسية اكبر، لكن هذا الامر قد يؤدي وبشكل كبير الى شعور "حزب الله" بأن القوى الاقليمية والداخلية تتوافق حول اسم مرشحها الجديد وهو جوزيف عون وعندها لن يكون الحزب قادراً على الرفض خصوصا ان علاقته بعون جيدة نسبياً وبالتالي فانه سيقبل به وسيبقى "التيار" خارج التسوية.

وترى مصادر سياسية مطّلعة أنه في ظلّ هذا المشهد يجد "التيار" نفسه امام خيارات صعبة ولكن لا بدّ له ان يتخذ بسرعة قرارا جريئاً يحدّد بأي منها سيَسير.

  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مسيرة الغموض وراء ضياع ثورة ديسمبر

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن واحدة من إشكالية ثورة ديسمبر 2018م أنها خلفت العديد من التساؤلات عن عدد من الظواهر التي كانت تحتاج إلي إجابات تشكف عن خبايا كثيرة، و إذا كانت القوى السياسية بدرجة الوعي السياسي الكاف كانت جنبت البلاد العديد من المنزلقات التي تسببت في حالة العجز و الفشل في مسار الصعود على عتبات عملية التحول الديمقراطي، و هذه الظواهر هي التي كانت وراء كل الصدمات التي حدثت في مسيرة حكم الفترة الانتقالية.. عندما كانت تظاهرات الجماهير تتصاعد ثم تخفت من جراء التصدي لها من قبل القوى الأمنية و الشرطة و ميليشيا الدعم، كانت قيادات الشباب تبحث عن مداخل و أماكن جديدة بعيدة عن مراقبة القوى الأمنية، و هؤلاء كانوا يفكرون وفقا لقدراتهم السياسية المحدودة، و لكنها في ذات الوقت كانت تشكف عن أصرارهم على المسير حتى النصر.. تدخل تجمع المهنيين من خلال تنظيم العملية و التظاهرات ركز فيها أن يشكل رهق كبير لقوى الأمن، و أن يجعلها في حالة استنفار دائم و بقاء في الشارع يفقدها في الحظة عدم القدرة على التصدى. أنتصر الشباب، بعد خروج التظاهرات الذي استمر قرابة الخمس شهور. و أخيرا انتصر الثوار و سقط النظام..
و جاء الخلافات بين المكون العسكري و قوى الحرية و التغيير، هذا الخلاف كشف حقيقة محدودة قدرات القيادات السياسية، بدأ منذ اختيار ممثل قوى الحرية و التغيير لصناعة وثيقة دستورية من المفترض أن تعبر عن التوجه الديمقراطي و تؤسس لما بعده ليسهل عملية التحول الديمقراطي، تم أختيار أحد القيادات الناصرية، كيف شخص ليس في مرجعيته الفكرية إذا كانت هناك مرجعية و ليس في تاريخه السياسي أي علاقة بالديمقراطية أن يقدم وثيقة تقود إليها.. القضية الأهم في هذا المقال سؤال سألته كثيرا و لعدد كبير من قيادات القوى السياسية في " قوى الحرية و التغيير" من هي الجهة التي رشحت عبد الله حمدوك رئيسا للوزراء الأغلبية قالوا ما عارفين.. البعض قالوا نظن قدم من تجمع القوى المدنية، و أخرين قالوا قدم من قبل رجال الأعمال السودانيين بواسطة القوى المدنية.. سؤال كيف قوى سياسية تقبل أن تعين رئيس وزراء لا تعرف تاريخه و لا الجهة التي دفعت به لرئاسة الوزراء..
السؤال متى ظهر حمدوك على المسرح السياسي؟ ظهر حمدوك بعد ما تم ترشيحه من قبل الرئيس البشير لكي يشغل حقيبة وزارة المالية، و من الجهة التي قدمت حمدوك إلي البشير؟ في الأول قيل أميرة الفاضل التي كانت وزير للشئون الاجتماعية، ثم رشحت لشغل وظيفة في الاتحاد الإفريقي و نفت أنها رشحته، لكن أكيد تم الترشيح من قبل شخص له علاقة بقيادة الإنقاذ، و اعتذر حمدوك ليس لأن له موقف من الإنقاذ و لكن لآن حمدوك بالفعل ليس له أي علاقة " بعلم الاقتصاد" و لم يكن خبيرا اقتصاديا و إذا كان له أدنى علاقة بعلم الاقتصاد ما كان قبل أن يكون حميدتي رئيسا " للجنة الاقتصادية" بعد الترشيح المرة الثانية ظهر حمدوك في اجتماع أديس أباب الذي ضم كل من "حمدوك و صلاح قوش و صلاح مناع، و محمد إبراهيم مو" السؤال ليس عن حمدوك لكن عن صلاح مناع و محمد إبراهيم مو من هم و ما هي علاقتهم بحمدوك،، الأثنين مرتبطين بعلاقات اقتصادية و تجارية مع دولة الأمارات، و لديهم علاقة بطه عثمان الحسين من خلال ما يسمى بمجموعة رجال الأعمال الذين ارتبطوا بمشاريع تتطلع دولة الأمارات تنفيذها في السودان.. صلاح مناع علاقته بحزب الأمة جاءت بنسبه فقط للدكتور عمر نور الدائم، و أيضا يدعم ماليا تمويل نشاطات سياسية لحزب الأمة..
أن رجال الأعمال دخلوا الساحة السياسية من خلال اعتصام القيادة العامة، و كانوا ممولين لعملية الصرف على الاعتصام من مآكل و مشرب و حركة، و من خلال الاعتصام استطاعوا أن يجندوا مجموعات من الشباب المنتمين سياسيا للأحزاب و غير المنتمين، و هؤلاء هم الذين أوكلت لهم عملية تسويق ترشيح عبد الله حمدوك " شكرا حمدوك" و بالفعل تم تسويقه دون أن ينظر كيف صعد على منبر السياسة، ذهب حمدوك في أول زيارة للسعودية و أيضا كانت مرتبة و هناك كان ترتيب الأوراق مع طه عثمان، و تمت صياغة مسودة طلب بعثة أممية للسودان من قبل السفير البريطاني.. أما القوى السياسية التي تدعم حمدوك هؤلاء بلغوا من خلال زياراتهم إلي أبوظبي.. و هؤلاء هم الذين يعملون معه في تقدم.
حمدوك جاء بفريق عمل " مجموعة المزرعة" و تم اختياره من أغلبية الذين كانوا اعضاء في الحزب الشيوعي حتى تضمن الأمارات و السعودية ليس بينهم من الإسلاميين، و عندما قدمت اسماء المرشحين للوزارة عرضوا على ما يسمى بمجموعة رجال الأعمال.. و كان هناك بون شاسع بين حمدوك و مجموعته و بين قوى الحرية و التغيير التي كانت حاضنة سياسية دون أي أعباء عليها.. و عندما ثار الشارع و غضب من حمدوك و رفض هو مقابلتهم تم ضغطه من الكفيل أن يقبل التعديل الوزاري، على أن يشمل كل الذين كانوا على اتصال بالأمارات من أول يوم في نجاح الثورة.. بعد الانقلاب تم الضغط من قبل الرباعية و عدد من القيادات السياسية أن يرجع ليكون رئيسا للوزراء و فعلها و لكن رفض الشارع جعله يستقيل، و يذهب للإقامة في دولة الأمارات، و كانت هناك ترتيبات أخرى نأتي إليها في مقال أخر.. عندما وقع الانقلاب ظهر حمدوك مرة أخرى في المشهد السياسي من خلال مؤتمر صحفي عقده في الأمارات التي لا تسمح أن يكون على أراضيها أي نشاط سياسي. و عندما وصلت الرباعية الي قناعة أن " قحت المركزي" قد فقدت الشارع كانت المرحلة ألأخرى لحمدوك و ترشيحه من قبل مرشحه الأول أن يقود العملية السياسية باعتبار كان له رواج في الشارع من قبل الشباب... نواصل البقية في مقال أخر..  

مقالات مشابهة

  • بشأن كلام باسيل من عكار.. توضيحٌ من التيار
  • تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان تردّ على دعوة مصرية
  • مسيرة الغموض وراء ضياع ثورة ديسمبر
  • حسام بدراوى يستعرض مصر المستقبل كما يراها فى كتابه الجديد
  • الكهرباء: انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء محدودة من منطقة ميناء عبدالله
  • الملف الرئاسي إلى الواجهة من عين التينة إلى باريس
  • أستاذ علوم سياسية: «الإخوان» جماعة محدودة الأفق ومشروع النهضة كان وهميا
  • باسيل: أهم ما في التيار هو الإنسان وكرامته
  • صراع السلطة والحرب في السودان
  • لا زيارات سياسية للاغتراب