قال جبريل العبيدي الكاتب والمحلل السياسي الليبي إن فيضانات ليبيا أظهرت أزمات كثيرة طفحت على السطح، بعد أن فاق الجميع من هول الصدمة، إثر ضرب الطوفان العاتي الشرق الليبي، وتحديداً إقليم برقة، وبعد أن أفسد الحرث والزرع والمباني وقتل الإنسان، لدرجة أن درنة المدينة الليبية الزاهرة الجميلة تحولت إلى خراب وموطن أشباح، ومهددة بانتشار الأوبئة، بعد ثبوت تلوث المياه الجوفية فيها بسبب تحلل الجثث التي لا يزال لم يُدفن منها أكثر مما دُفن، بسبب صعوبة الوصول إليها.

أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن ما حدث مأساة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، فالسماع عنها ليس مثل الحديث عنها من وسط المعاناة، ورؤية أكوام الجثث في الشوارع، وإنها نازلة كبرى حلت بليبيا، عائلات كاملة من الأبوين والأبناء والأحفاد وحتى الأجداد قضوا نحبهم جميعاً، لدرجة أنَّ هناك عائلات لم نجد كيف نعزيها أو من يقبل عنها العزاء حتى من الجيران لموتهم جميعاً.

وتابع قائلًا “التكاتف والنصرة الشعبية كانا حاضرين بل وفاقا التدخل الحكومي، حيث سارع كل من الغرب الليبي والجنوب وترفّع كلاهما على أي خلافات سياسية وجاءا إلى الشرق الليبي محملين بالإغاثة ومعدات الإنقاذ، في مشهد سالت فيه الدموع فرحاً، رغم الحزن المسيطر على الساحة الليبية جميعها لهول الكارثة الإنسانية”.

وأشار إلى أن ما حدث يصنف على أنه كارثة «disaster»، مما يعني اتباع إدارة مخاطر الكوارث، وهي عملية تستخدم التوجيهات والمهارات والقدرات العملية اللازمة لتطبيق الاستراتيجيات والسياسات للمواجهة، من أجل تخفيف الآثار السلبية، ولكن في الحالة الليبية ورغم وجود قانون منظم لحالة الطوارئ واختصاصاته، فإن إدارة الأزمة في الأيام الأولى كانت بنظام «الهَبَّة» أو التطوع غير المنظم، مما تسبب في فقدان كثير من القدرات البشرية وإنهاكها في جهد كبير ومردود ضعيف، ولكن بعد وصول الفرق الخارجية العربية والأجنبية صاحبة الخبرة الطويلة، تغيّر الموقف وبدأت إدارة الأزمة تسلك مساراً أكثر نضجاً.

وقال العبيدي، إن المشكلات كثيرة ومتجددة لأن الكارثة حقيقة، أكبر من الحكومتين المتنازعتين على الشرعية في البلاد، وتحتاج لإدارة مستقرة وتعاون وخبرة دولية تفتقر إليها المؤسسات الليبية العاملة في المجال في مواجهة كارثة بهذا الحجم، خاصة أن ليبيا ليست بلد كوارث لموقعها الجغرافي واستقرار المناخ فيها، مما تسبب في تكاسل السلطات السابقة في تجهيز وتدريب فرق إسعاف وطوارئ وإنقاذ وإخلاء يمكنها التعامل بشكل سلس وخبرة مع مثل هذه الظروف.

واختتم جبريل العبيدي، قائلًا “الدرس المستفاد للجميع من الكارثة هو وضع خطط مستقبلية للحد من مخاطر الكوارث بعد أن أصبحت الأعاصير والفيضانات وحتى الزلازل ضيوفاً غير مرحب بها في بلاد العرب”.

المصدر: صحيفة الساعة 24

إقرأ أيضاً:

الحكومة الليبية تُطلق تخصص جديد في «هندسة الطيران»

️بناءً على توجيهات وزير التعليم التقني والفني بالحكومة الليبية، فرج خليل سالم، الهادفة إلى تطوير مناهج التعليم الفني المتوسط وإعداد تخصصات جديدة، تم تشكيل لجنة بالتعاون مع جامعة بتروليبيا. وتهدف هذه اللجنة إلى تصميم وتطوير منهج دراسي لتخصص جديد في هندسة الطيران، يتضمن شعبتين رئيسيتين: ” هيكل ومحرك الطائرة ” و” الكهرباء والإلكترونيات”.

وتسعى هذه المبادرة إلى تلبية الاحتياجات الفنية المتزايدة في سوق العمل، سواء الحالية أو المستقبلية، مما يسهم في تقديم خريجين مؤهلين قادرين على مواجهة تحديات هذا القطاع الحيوي.

الوسوم«هندسة الطيران» الحكومة الليبية تخصص جديد

مقالات مشابهة

  • خارجية الدبيبة تتابع أوضاع الليبيين الموقوفين في جمهورية مالطا
  • فيضانات فالنسيا: شحّ المساعدات من الحكومة المركزية يقابله مزيد من التضامن الشعبي لتجاوز آثار الكارثة
  • الحكومة الليبية تُطلق تخصص جديد في «هندسة الطيران»
  • هيئة الأسرى ونادي الأسير: كارثة صحية في سجن "النقب" مع استمرار انتشار "السكايبوس"
  • أخنوش: تحويلات مغاربة العالم فاقت كل التوقعات
  • كارثة صحية في سجن "النقب" مع استمرار انتشار "الجرب" بين الأسرى
  • حصار داخل حصار.. "هآرتس" تتحدث عن الكارثة الإنسانية شمال قطاع غزة
  • إجلاء نحو 70 ألف شخص في كوبا تحسبا لفيضانات
  • العلاقي: الفروقات الكبيرة في مرتبات الليبيين ترجع لانعدام الأخلاق والاستهتار
  • فيضانات مدمرة.. إسبانيا تستعين بـ10 آلاف جندي وشرطي للتعامل مع الكارثة