لماذا تجاهلت روسيا استغاثة أرمينيا في صراع ناغورني قرة باغ؟
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
عندما طلبت أرمينيا من روسيا التحرك بعد إطلاق أذربيجان عمليات "مكافحة الارهاب"، في إقليم ناغورني قرة باغ المتنازع عليه، سرعان ما اتضح أن القوة الروسية المؤلفة من ألفي جندي والمتمركزة هناك، ستقف على الحياد.
الكرملين يتطلع إلى اضعاف أو حتى خلع باشينيان
وكتب بيوتر سوير في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن القوة الروسية المتمركزة على طريق رئيسي يمر عبر الإقليم المتنازع عليه، كانت انتشرت هناك في عام 2020 بمقتضى تفويض لمدة 5 أعوام، بعدما رعت موسكو هدنة في النزاع السابق بين البلدين.
وفي ظل وجود قاعدة عسكرية في أرمينيا، كانت روسيا هي الضامن الأمني للبلاد، بما في ذلك إدارة التوترات حول قرة باغ، لكن مع شنّ أذربيجان هجومها على المنطقة الجبلية الانفصالية، أوضحت موسكو بأن ليس لديها ثمة نية لمنع باكو من المضي في عمليتها.
وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه كارتابولوف: "طالما أن جنود حفظ السلام غير معرضين للتهديد، فليس لديهم الحق في استخدام الأسلحة". وردد صدى هذا التصريح عدد من المسؤولين الآخرين.
Russia lost Caucasus. https://t.co/ydCJsjEExY
— Neven Duїc ???????????????? (@nduic) September 21, 2023
وحتى الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بدا وكأنه يوافق ضمناً على أفعال باكو، قائلاً إن أذربيجان تتحرك "داخل أراضيها".
ليس عدم مبالاة روسيا حيال قرة باغ بالأمر الجديد. فموسكو المنشغلة بحربها في أوكرانيا، اتخذت موقفاً سلبياً عموماً عندما نصبت أذربيجان نقطة تفتيش جديدة على ممر لاتشين في الربيع الماضي، مما أدى إلى منع مرور الأشخاص والسلع بين أرمينيا والإقليم الانفصالي.
وبينما كان التوتر يتصاعد بين يريفان وموسكو، صرح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في يناير قائلاً:"إننا لا ننتقد قوات حفظ السلام الروسية، لكننا نعرب عن القلق حيال نشاطاتها، وهذا القلق ينبع من جذور مزمنة".
We are sharing our recent Op-Ed again for background information. Sadly, the potential for genocide of Armenians Artsakh/Nagorno-Karabakh is worse now because of full-scale attacks by Azerbaijan on the civilian population after months of blockade & starvation. We appeal to the US… https://t.co/vwzrq2FQUY
— Kim Kardashian (@KimKardashian) September 20, 2023
إن العلاقة بين الحليفين التقليديين، بلغت منذ ذلك الوقت مستوى تاريخياً من التدني، في وقت اتخذ باشينيان خطوات انتقادية، ونأى ببلاده عن روسيا، بينما كان يغازل الغرب في الوقت نفسه.
وأعلنت أرمينيا في وقت سابق من هذا الشهر عن استضافة جنود أميركيين من أجل إجراء مناورات مشتركة غير مسبوقة. كما أنها أرسلت مساعدة انسانية إلى أوكرانيا، سلمتها شخصياً زوجة باشينيان، آنا هاكوبيان.
#Russian peacekeepers evacuated about 5,000 people from #NagornoKarabakh
people from Mardakert, Martuni and Askeran regions.
“All evacuated residents are provided with places to rest and hot meals. Military doctors provide qualified medical care to civilians,” -????????MoD pic.twitter.com/o9zVzYUCk8
وأظهر بعض المسؤولين وأصحاب الحملات الدعائية الروسية، شماتة بسبب تجدد القتال، الإثنين.
وفي تغريدة على حسابه في تطبيق تلغرام حمل نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف، على باشينيان بسبب "مغازلته الناتو وتزويده أوكرانيا بالمساعدات". وقال: "هل تعلمون أي مصير ينتظره".
ورددت رئيسة تحرير قناة روسيا اليوم مارغريتا سيمونيان كلاماً مشابهاً، إذ قالت إنه بينما يطلب باشينيان من قوات حفظ السلام الروسية حماية قره باغ، فإنه كان يتوقع مساعدة من حلف شمال الأطلسي.
وقال لورنس برير الزميل الباحث في تشاتام هاوس إن "الاستياء الروسي من شكاوى أرمينيا ضد الكرملين، أضافت خلفية مثالية لمثل هذه العملية".
وتكهن بعض المحللين، أنه من طريق دفع أرمينيا إلى التخلي عن قره باغ، فإن الكرملين يتطلع إلى إضعاف، أو حتى خلع باشينيان.
وبعد الاتفاق لوقف النار بعد يوم من الهجوم الأذري الجديد، بدت موسكو متحمسة لفرض هيمنة على المفاوضات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه "من خلال وساطة قيادة قوات حفظ السلام الروسية، تم التوصل إلى اتفاق بين الجانب الأذري وممثلين عن قرة باغ لوقف تام للأعمال العدائية. إن الاتفاقات ستنفذ بالتنسيق مع قيادة قوات حفظ السلام الروسية".
وصرح بيسكوف أيضاً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتصل بباشينيان، ورفض انتقادات أرمينيا لروسيا واصفاً إياها بأن "لا أساس لها".
ومع ذلك، يبقى أن عدم قدرة روسيا على الحفاظ على مصالح أرمينيا ستترتب عليها عواقب دائمة على وضع موسكو في المنطقة.
وقال سكرتير مجلس الأمن الأرميني أرمين غريغوريان: "لو كانت هناك رغبة في الحماية، لكانوا (الروس) فعلوا ذلك، وإذا لم يكونوا عازمين على ذلك فبامكانهم إيجاد ألف سبب".
وسمع المحتجون الذين احتشدوا ليل الثلثاء في العاصمة يريفان يهتفون بشعارات مناهضة للكرملين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني قره باغ قوات حفظ السلام الروسیة قرة باغ
إقرأ أيضاً: