عندما طلبت أرمينيا من روسيا التحرك بعد إطلاق أذربيجان عمليات "مكافحة الارهاب"، في إقليم ناغورني قرة باغ المتنازع عليه، سرعان ما اتضح أن القوة الروسية المؤلفة من ألفي جندي والمتمركزة هناك، ستقف على الحياد.

الكرملين يتطلع إلى اضعاف أو حتى خلع باشينيان


وكتب بيوتر سوير في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن القوة الروسية المتمركزة على طريق رئيسي يمر عبر الإقليم المتنازع عليه، كانت انتشرت هناك في عام 2020 بمقتضى تفويض لمدة 5 أعوام، بعدما رعت موسكو هدنة في النزاع السابق بين البلدين.

الضامن الأمني


وفي ظل وجود قاعدة عسكرية في أرمينيا، كانت روسيا هي الضامن الأمني للبلاد، بما في ذلك إدارة التوترات حول قرة باغ، لكن مع شنّ أذربيجان هجومها على المنطقة الجبلية الانفصالية، أوضحت موسكو بأن ليس لديها ثمة نية لمنع باكو من المضي في عمليتها.
وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أندريه كارتابولوف: "طالما أن جنود حفظ السلام غير معرضين للتهديد، فليس لديهم الحق في استخدام الأسلحة". وردد صدى هذا التصريح عدد من المسؤولين الآخرين.

 

Russia lost Caucasus. https://t.co/ydCJsjEExY

— Neven Duїc ???????????????? (@nduic) September 21, 2023


وحتى الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بدا وكأنه يوافق ضمناً على أفعال باكو، قائلاً إن أذربيجان تتحرك "داخل أراضيها".

ممر لاتشين


ليس عدم مبالاة روسيا حيال قرة باغ بالأمر الجديد. فموسكو المنشغلة بحربها في أوكرانيا، اتخذت موقفاً سلبياً عموماً عندما نصبت أذربيجان نقطة تفتيش جديدة على ممر لاتشين في الربيع الماضي، مما أدى إلى منع مرور الأشخاص والسلع بين أرمينيا والإقليم الانفصالي.
وبينما كان التوتر يتصاعد بين يريفان وموسكو، صرح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في يناير قائلاً:"إننا لا ننتقد قوات حفظ السلام الروسية، لكننا نعرب عن القلق حيال نشاطاتها، وهذا القلق ينبع من جذور مزمنة".

 

We are sharing our recent Op-Ed again for background information. Sadly, the potential for genocide of Armenians Artsakh/Nagorno-Karabakh is worse now because of full-scale attacks by Azerbaijan on the civilian population after months of blockade & starvation. We appeal to the US… https://t.co/vwzrq2FQUY

— Kim Kardashian (@KimKardashian) September 20, 2023


إن العلاقة بين الحليفين التقليديين، بلغت منذ ذلك الوقت مستوى تاريخياً من التدني، في وقت اتخذ باشينيان خطوات انتقادية، ونأى ببلاده عن روسيا، بينما كان يغازل الغرب في الوقت نفسه.
وأعلنت أرمينيا في وقت سابق من هذا الشهر عن استضافة جنود أميركيين من أجل إجراء مناورات مشتركة غير مسبوقة. كما أنها أرسلت مساعدة انسانية إلى أوكرانيا، سلمتها شخصياً زوجة باشينيان، آنا هاكوبيان.

 

#Russian peacekeepers evacuated about 5,000 people from #NagornoKarabakh
people from Mardakert, Martuni and Askeran regions.

“All evacuated residents are provided with places to rest and hot meals. Military doctors provide qualified medical care to civilians,” -????????MoD pic.twitter.com/o9zVzYUCk8

— Arthur Morgan (@ArthurM40330824) September 21, 2023


وأظهر بعض المسؤولين وأصحاب الحملات الدعائية الروسية، شماتة بسبب تجدد القتال، الإثنين.
وفي تغريدة على حسابه في تطبيق تلغرام حمل نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف، على باشينيان بسبب "مغازلته الناتو وتزويده أوكرانيا بالمساعدات". وقال: "هل تعلمون أي مصير ينتظره".
ورددت رئيسة تحرير قناة روسيا اليوم مارغريتا سيمونيان كلاماً مشابهاً، إذ قالت إنه بينما يطلب باشينيان من قوات حفظ السلام الروسية حماية قره باغ، فإنه كان يتوقع مساعدة من حلف شمال الأطلسي.
وقال لورنس برير الزميل الباحث في تشاتام هاوس إن "الاستياء الروسي من شكاوى أرمينيا ضد الكرملين، أضافت خلفية مثالية لمثل هذه العملية".
وتكهن بعض المحللين، أنه من طريق دفع أرمينيا إلى التخلي عن قره باغ، فإن الكرملين يتطلع إلى إضعاف، أو حتى خلع باشينيان.
وبعد الاتفاق لوقف النار بعد يوم من الهجوم الأذري الجديد، بدت موسكو متحمسة لفرض هيمنة على المفاوضات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه "من خلال وساطة قيادة قوات حفظ السلام الروسية، تم التوصل إلى اتفاق بين الجانب الأذري وممثلين عن قرة باغ لوقف تام للأعمال العدائية. إن الاتفاقات ستنفذ بالتنسيق مع قيادة قوات حفظ السلام الروسية".
وصرح بيسكوف أيضاً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتصل بباشينيان، ورفض انتقادات أرمينيا لروسيا واصفاً إياها بأن "لا أساس لها".
ومع ذلك، يبقى أن عدم قدرة روسيا على الحفاظ على مصالح أرمينيا ستترتب عليها عواقب دائمة على وضع موسكو في المنطقة.
وقال سكرتير مجلس الأمن الأرميني أرمين غريغوريان: "لو كانت هناك رغبة في الحماية، لكانوا (الروس) فعلوا ذلك، وإذا لم يكونوا عازمين على ذلك فبامكانهم إيجاد ألف سبب".
وسمع المحتجون الذين احتشدوا ليل الثلثاء في العاصمة يريفان يهتفون بشعارات مناهضة للكرملين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني قره باغ قوات حفظ السلام الروسیة قرة باغ

إقرأ أيضاً:

داليا عبد الرحيم: سوريا تمر بمرحلة من أعقد مراحل صراع النفوذ المسلح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة نيوز، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن سوريا مرت خلال العقد الماضي بمرحلة من أعقد مراحل صراع النفوذ المسلح في المنطقة، حيث انقسمت الساحة بين عشرات الفصائل المسلحة التي خاضت حروبًا متشابكة الأطراف ضد النظام السوري، وضد بعضها البعض، في معركة لم تهدأ منذ اندلاع الانتفاضة عام 2011 وحتى الآن، واليوم وبعد 14 عاماً من الحرب التي انتهت بإسقاط نظام بشار الأسد، نواجه تساؤلاً مهماً: هل سيتوقف سباق النفوذ المسلح، أم أن سوريا ستظل رهينة لسيطرة السلاح؟.

وأضافت “عبدالرحيم”، خلال برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن المرحلة الأخيرة شهدت توحيداً غير مسبوق للجهود العسكرية لفصائل المعارضة السورية تحت مظلة تحالفات منظمة، أبرزها "إدارة العمليات العسكرية" وغرفتا "ردع العدوان" و"فجر الحرية"، وتمكنت هذه التحالفات من الإطاحة بالنظام عبر سلسلة من العمليات الكبرى، كان أبرزها معركة “ردع العدوان”، وتولت "هيئة تحرير الشام" التي مرت بتحولات جذرية على مدى السنوات الماضية قيادة هذه المعارك، إلى جانب فصائل "الجيش الوطني"، و"جيش العزة"، و"جيش الإسلام"، وغيرها.

وتابعت: وفي المقابل تستمر الفصائل الكردية بقيادة "قوات سوريا الديمقراطية" في الحفاظ على مناطق سيطرتها في شمال وشرق البلاد، مدعومة بتحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، وبينما تركز "قسد" جهودها على تعزيز نفوذها الإقليمي تتعاظم مخاوفها من التحالفات المعارضة المدعومة من تركيا، والتي تستهدف مناطق نفوذها عبر عمليات عسكرية متفرقة، لكن على الرغم من التطورات العسكرية والتحولات السياسية إلا أنه لا تزال "داعش" تُشكل تهديدًا كبيرًا في بعض المناطق، خاصة في البادية السورية، حيث تحاول الخلايا النائمة للتنظيم إعادة ترتيب صفوفها، وهذا يُشكل خطرًا حقيقيًا على الاستقرار في المنطقة، في ظل استمرار وجود المخيمات مثل "الروج" و"الهول"، التي تحتجز الآلاف من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، وهذه المخيمات تشهد حالات تصاعدية من التطرف، ما يُشكل تهديدًا ليس فقط للسكان المحليين، بل أيضا للأمن الإقليمي والدولي.

واستطردت: وفي ظل التغيرات المتسارعة يبدو المشهد السوري أكثر تعقيداً مع وجود تيارات سياسية متنافسة تسعى لتحديد مستقبل البلاد، أبرزها "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، والأحزاب الكردية التي تتبنى رؤية فيدرالية، وداعش وغيرها من الجماعات الارهابية والمسلحة، فهل ستتجه سوريا إلى مرحلة استقرار سياسي وعسكري قريباً؟، أم أن سباق النفوذ المسلح سيبقى المحرك الأساسي لمستقبلها؟.

مقالات مشابهة

  • صراع القط والفأر بين ليفربول وتشيلسي
  • صراع إعلامي أم حقيقة؟.. تحليل لأزمة راغب علامة والهجوم على مدرسته
  • "أزمة جيمس بوند".. صراع أمازون وبروكلي يهدد مستقبل "العميل 007"
  • منذ سنوات..ألمانيا تجاهلت التحذيرات من داهس الحشد في ماغدبورغ
  • الحقونا هنام في الشارع.. استغاثة عاجلة من الفنان صبحي خليل و"المحافظ" يفجر مفاجأة (تفاصيل)
  • تقرير: صراع النفوذ الإقليمي يعمق الشرخ الطائفي في لبنان
  • صراع المجموعة الثانية لكأس الخليج.. بداية مثالية للعراق والبحرين
  • داليا عبد الرحيم: سوريا تمر بمرحلة من أعقد مراحل صراع النفوذ المسلح
  • رحيل الفنان المغربي محمد الخلفي عن 87 عاما بعد صراع مع المرض
  • ناشطون سودانيون يوجهون نداءات استغاثة لإنقاذ منطقة الجزيرة أبا