العراق – قبل 22 عاما من هذا الوقت أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الحرب على الإرهاب، مشيرا ضمنيا إلى أن أي بلد في أي منطقة إذا لم يكن مع الولايات المتحدة فهو ضدها.

في فورة الغضب تلك إثر هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، صرح بوش قائلا: “تحول حزننا إلى غضب، وتحول الغضب إلى عزم. بغض النظر عما إذا كنا سنقدم أعداءنا إلى العدالة هنا، أو سنعطيهم ما يستحقونه هناك، فإن العدالة ستسود”.

في ذلك الخطاب عام 2001، مضي بوش الابن يقول: “في الحادي عشر من سبتمبر، ارتكب أعداء الحرية عملا من أعمال الحرب ضد بلدنا. لقد خبر الأمريكيون الحروب. لكن في السنوات الـ 136 الماضية، كانت هذه حروبا على أرض أجنبية، باستثناء يوم أحد من عام 1941. لقد عرف الأمريكيون خسائر الحرب. ولكن ليس في وسط مدينة عظيمة في صباح مسالم. كما تعرض الأمريكيون لهجمات مفاجئة، ولكن لم يحدث ذلك من قبل لآلاف المدنيين. كل هذا وقع علينا في يوم واحد”.

الولايات المتحدة منذ تلك اللحظة بدت في وضع أرضية لـ”استثمار” الهجمات الإرهابية ضدها، يظهر ذاك في قول الرئيس الأمريكي حينها: “حربنا على الإرهاب تبدأ مع القاعدة، لكنها لا تنتهي عند هذا الحد”.

خطب جورج بوش الابن عن حالة الاتحاد عامي 2002 و2003 بدأت تأخذ منحى جديدا، ومن خلالها تبلور ما اصطلح على تسميته لاحقا بـ”الكذبة الكبرى”.

بوش بدأ خطابه في عام 2003 بمناقشة قضايا محلية مثل التعليم والاقتصاد وتطرق إلى السيارات التي تعمل بالهيدروجين، ثم تحول إلى العراق، ووصف بثقة كيف يراكم صدام حسين مخزونات من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية بهدف استخدامها “للهيمنة والترهيب والهجوم”.

بوش قال في تلك المناسبة: “وفقا لضباط استخباراتنا، كان لدى صدام حسين المواد اللازمة لإنتاج ما يصل إلى 500 طن من السارين وغاز الخردل وغاز الأعصاب في إكس… علمت الحكومة البريطانية أن صدام حسين طلب مؤخرا كمية كبيرة من اليورانيوم من إفريقيا”.

كانت الولايات المتحدة في ذلك الوقت تصدق فقط ما يوافق أهواءها، ووثائق استخباراتها زعمت أن صدام حسين سعى للحصول على الكعكة الصفراء من النيجر، وعلى الرغم من أنه تبين أن تلك الادعاءات التي روج لها المسؤولون الأمريكيون كاذبة تماما إلا أن العراق تم غزوه وتدميره بكذبة تقول إن صدام حسين كانت لديه أسلحة دمار شامل.

حرب الولايات المتحدة على الإرهاب لم تتوقف عند غزو أفغانستان واحتلاله والإطاحة بحكم “طالبان”، وتحولت في عام 2003 إلى فتح جبهة ثانية في “الحرب على الإرهاب”.

جورج بوش الابن مع مجموعة من المستشارين المتشددين، بمن فيهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفويتز، بدأوا في التخطيط للرد بعد هجمات 11 سبتمبر. هؤلاء أشاروا بأصابعهم إلى صدام حسين، على الرغم من أن العراق لا دخل له فيما جرى، لا من قريب ولا من بعيد.

مذكرات رامسفيلد، التي رفعت عنها السرية في عام 2013، تظهر أنه في نوفمبر 2001، طالب من معاونيه التوصل إلى سبب “لكيفية بدء” حرب مع العراق، فيما مهد بوش للجولة الثانية من حربه على الإرهاب في خطابه للأمة في عام 2002 بوصف إيران والعراق وكوريا الشمالية بأنها “محور الشر”، مشيرا إلى أن هذه الأنظمة “في محاولتها الحصول على أسلحة الدمار الشامل، تمثل خطرا جسيما ومتزايدا”.

بطبيعة الحال زين بوش اتهاماته للعراق والتمهيد لغزوه بالحديث عن “العدالة” و”السلام” مشددا في نفس الوقت على أنه “إذا فرضت علينا الحرب، فسنقاتل من أجل قضية عادلة وبالوسائل العادلة، مع تجنب سقوط الأبرياء بكل الطريقة الممكنة”.

معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة في جامعة براون، أفاد بأن غزو العراق وما تلا ذلك من أعمال عنف واسعة تسببت في مقتل ما بين 275000 و306000 مدني.

أكاديمي أمريكي يدعى توماس بالشيرسكي يرى في المحصلة أن إرث بوش، سيبقى إلى الأبد ملطخا بالدماء بسبب حرب العراق، مضيفا في لغة دبلوماسية حذرة تلقي باللوم فقط على الرئيس وتستثني الدولة أن “الجانب الذي لا يزال يمثل مشكلة في رئاسة بوش… الجانب الذي لا يزال المؤرخون ينتقدونه هو بالضبط اللحظة التي قاد فيها الأمة إلى الحرب.. ولا تزال مصدرا لانتقادات الديمقراطيين والعديد من الأمريكيين الذين شعروا آنذاك والآن أن تلك كانت حربا غير عادلة”.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة على الإرهاب صدام حسین فی عام

إقرأ أيضاً:

رئيس الشاباك الأسبق : نتنياهو يقودنا نحو “نهاية الصهيونية”

#سواليف

اعتبر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي ( #الشاباك ) الأسبق #عامي_أيالون أن رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو “يقودهم نحو #نهاية_الصهيونية”.

وفي مقابلة مع شبكة “CNN”، علق عامي أيالون على تصريحات نتنياهو الأخيرة حول “النهاية الجزئية” للحرب في #غزة وأنه “مستعد لاتفاق جزئي مع “حماس” لاستعادة بعض الرهائن”.

فرد أيالون على سؤال: “الهدف الأول لشعب إسرائيل وهو استعادة جميع الرهائن، والخطّة الإسرائيلية المزعومة التي ذكرتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت على وجه التحديد من أجل ذلك، أو من أجل الجميع. يقول بعض الناس، مثل منتدى عائلات الرهائن، لقد أدانوا ذلك، وقالوا إنه تراجع للتو عن كل شيء.. ما هي الصفقة الجزئية للإفراج الجزئي عن الرهائن؟”

مقالات ذات صلة فاقدون لوظائفهم في الصحة – أسماء 2024/06/25

وأوضح أيالون في رده قائلا: “إنها الطريقة الوحيدة بالنسبة له للبقاء في السلطة، هذا كل ما هنالك..إنها الطريقة الوحيدة بالنسبة له للتأكد من أن الحرب لن تنتهي، وهذا ما يفعله”، مضيفا: “أعتقد أنه كان يظن حقا أننا لا نفهم، لكننا نفهم- معظم الإسرائيليين”.

واستطرد رئيس “الشاباك” الأسبق: “اليوم، لا يمثل رئيس الوزراء شعب إسرائيل.. في استطلاعات الرأي الأخيرة، ولدي الأرقام هنا، 76% من الإسرائيليين يعتقدون أنه يجب عليه الاستقالة فورا، و65% يطالبون بإجراء انتخابات اليوم، و74% أو 75% يعتقدون أن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي من خلال إنجاز سياسي سيمكننا من إعادة جميع الرهائن..ثانيا، إنهاء الحرب، وثالثا، إنشاء تحالف إقليمي يخلق واقعا أفضل ومزيدا من الأمان لإسرائيل.
إقرأ المزيد
نتنياهو: الحرب في غزة مستمرة والقتال الشديد سينتهي قريبا ونستعد على الجبهة الشمالية
نتنياهو: الحرب في غزة مستمرة والقتال الشديد سينتهي قريبا ونستعد على الجبهة الشمالية

وعما إذا كان نتنياهو “لا يريد إنهاء الحرب وأن هذا يبدو جنونا، حيث يُقتل الإسرائيليون، يُقتل فلسطينيون، إسرائيل تفقد مكانتها الأخلاقية العالية”، قال عامي أيالون معلقا لـCNN: “نحن نطلق عليها اسم القيادة السامة..القيادة السامة هي شخصية تتمتع بكاريزما عظيمة، لشخص يقود العديد من الناس، لكنه يقودهم إلى المكان الخطأ، نهاية الصهيونية، هذا ما يفعله”.

وتابع أيالون: “يجب أن تفهموا أن أول اجتماع لمجلس الوزراء، أول اجتماع لمجلس الوزراء، عندما ذهبنا إلى الحرب إثر 7 أكتوبر. كان علينا الذهاب إلى الحرب لأنه بعد المذبحة وما إلى ذلك كانت حربا دفاعية، لكن قرار عدم مناقشة اليوم التالي.. ما هو المعنى؟ سأخبرك بشيء. في هذه الحرب، عندما ترسل شعبك وشبابك للقتل، سيموت الكثير منهم أيضا، عندما تخبرهم أنه لا يوجد هدف سياسي لهذه الحرب..ماذا يحدث على الفور؟ تصبح الحرب الغاية وليس الوسيلة.. الآن، عندما تصبح الحرب هي النهاية، الهدف في حد ذاته، فإن هذا هو بالضبط ما نراه اليوم. نحن نعلم كيف نبدأ الحروب، لكن هذه الحكومة لا تعرف ولا تريد إنهاء هذه الحرب”.

وعند طرح سؤال: “نتنياهو نفسه قال في ما يسمى بالمقابلة أنهم قد يكونون مستعدين لحرب أخرى وأن “مرحلة القتال الحركي” الحقيقية في غزة قد تقترب من نهايتها، لكنهم سينقلون القوات إلى الشمال، وهذا يعني “حزب الله” هل أنتم مستعدون؟ هل تعتقد أن هذا سيحدث مرة أخرى، حرب شاملة النطاق، مع “حزب الله” اللبناني كما حدث في عام 2006؟”

أجاب عامي أيالون بالقول: “أعتقد أن هذا السيناريو حقيقي..إذا لم نغير تصورنا لأنفسنا والشرق الأوسط، فهذا سيناريو حقيقي، ليس لأن هناك من يريد ذلك، وإنما لأن هذا هو الخيار الوحيد إذا كنا نؤمن بالقوة فقط، إذا كنا نؤمن بأن الحرب ليست الخيار الأخير، فهي الخيار الأول والوحيد، هذا ما سنراه..يجب أن ترتكز عقيدتنا الأمنية على أمرين. نعم، يجب علينا دوما أن نحافظ على قوة عسكرية هائلة، ولكن هذا لن يكون كافيا.. ما لم نفهم الدبلوماسية، وما لم نستطع أن نتحدث بلغتين، لن ننعم بالأمن، وسوف نفقد هويتنا”.

مقالات مشابهة

  • السودان نحو “سقوط حر” وقتلى الحرب 150 ألفا
  • مؤشرات “مخيفة” عن موجة حر لاهبة في العراق
  • صدام حسين يتحول لمادة دعاية انتخابية للرئاسة الإيرانية.. ما قصة الصورة المثيرة للجدل؟
  • بغداد: “حماس” لم تطلب رسمياً نقل قيادتها إلى العراق
  • تنفيذاً لتعليمات اللواء “صدام حفتر”.. كتيبة النهر الصناعي تزيل وصلات المياه غير الشرعية
  • مرشح لرئاسة إيران يثير الجدل بصورة مع صدام حسين
  • “حماس” تنفي تقارير إعلامية حول مغادرة قطر والتوجه إلى العراق
  • إيران:العراق جزء حيوي من محور “المقاومة”
  • رئيس الشاباك الأسبق : نتنياهو يقودنا نحو “نهاية الصهيونية”
  • حسين أبو صدام: "الفلاحين متأثرين بارتفاع درجات الحرارة.. كل حاجة غليت عليهم"