فاز العراق .. و طزّ في إسرائيل !!
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
بقلم : فالح حسون الدراجي …
حين تلقيت خبر فوز الرباع العراقي قاسم حسن بالوسام الذهبي لبطولة العالم، فرحت فرحاً، عظيماً، فهذه اول مرة نفوز ببطولة عالمية حقيقية، بعد أن شبعنا من الفوز في (بطولات أخرى) مثل بطولة العالم بالمصارعة الحرة المتفق على نتائجها مسبقاً، والتي فاز بها المرحوم عدنان القيسي أكثر من مرة .
ومن دواعي فرحي الكبير، بفوز الرباع قاسم حسن ، أن العراق يفوز لأول مرة في تاريخه الرياضي بوسام ذهبي في بطولة العالم برفع الأثقال إذ لم يفز بوسام حقيقي من قبل سوى مرة واحدة، عندما فاز الرباع البصري عبد الواحد عزيز بالوسام البرونزي في دورة روما الاولمبية قبل ثلاثة وستين عاماً، حتى قيل أن هذا الوسام (زنجر) من تقادم الزمان، ومن انتظاره الطويل لمجيء وسام آخر يزامله، ويؤنس وحشته !
وفي ذروة فرحي، اتصلت بشقيقي (قاسم) مسؤول القسم الرياضي في جريدتنا، لإبلاغه بتخصيص صفحتين كاملتين لتغطية هذا الحدث الكبير.. لكني لاحظت بروداً في استجابة أخي (أبو محمد) وفي ردة فعله، فأحسست حالاً أن امراً ما يقف خلف عدم تفاعله مع هذا التبليغ بما يستحق، وهو أمر لم أعتده فيه من قبل قط ..
وقبل ان استفهم، قال لي: ثمة مشكلة يجب أن تعرفها ..!
قلت: وأين المشكلة؟
قال: في الكيان الصهيوني الذي شارك للأسف في هذه البطولة.. !
ثم اكمل حديثه قائلاً: إن مشاركة هذا الكيان قد (أفسدت) علينا فرحتنا بهذا النصر العالمي الكبير، فوجوده في هذا المحفل أشبه بـ (ذبابة) اقتحمت صحن عسل شهي، و (خربت) رونقه !!
قلت له: دعني أستقصي الامور أولاً وأرى ما يتوجب علينا عمله .. فانتظرني ..
وهنا وجدت نفسي في حيرة حقيقية، فأنا من جهة أكره اسرائيل- وهذا ليس سراً اكشفه- وقطعاً أنا لا أكره الديانة اليهودية او الإنسان اليهودي، إنما أكره الكيان الصهيوني المحتل، الغاصب، وأكره الحركة الصهيونية بكل تفاصيلها: عقيدةً، وفكرةً، فهي لاتقل عنصريةً وقبحاً ولؤماً وإجراماً ودموية عن النازية والفاشية وداعش..
ومن جهة أخرى، فإني أشعر بالفخر والزهو لما حققه هذا الفتى العراقي العصامي، الذي – وأنا متأكد – من أنه فاز على أبطال عالميين تتوفر لهم كل سبل ووسائل التدريب ورفاهية العيش، وجودة السكن، والطب المتكامل، وكل ما يسهم في توفير الأجواء النفسية المناسبة، في الوقت الذي تنقص بطلنا كل هذه الوسائل والسبل، والمستلزمات، لكن روح الانتصار التي تسكنه، وجمرة (الغيرة العراقية) المتقدة في جيناته وحمضه النووي، جعلته يسحق الحديد وخصومه معاً ويفوز بوسام الذهب.
لذا فأن حيرتي بين كرهي للكيان الصهيوني ورفضي للتطبيع معه، وبين عدة مؤشرات لايمكن تجاوزها دفعتني لحسم أمري في هذا الموضوع، والوقوف مع بطلنا ومشاركته فرحه المستحق، ذلك الفرح الذي حاول البعض سلبه منه.. إن هذا الفتى الذي قهر الحديد، وقهر أبطالاً أقوى من الحديد، يستحق تكريم وتقدير الدولة والاعلام وكل المجتمع العراقي..
وإلا ما ذنب هذا الفتى الشجاع، الذي حقق ما لم يحققه غيره، وهو لم يزل في الثانية والعشرين من عمره، وما تقصيره، وجريرته، سواء شاركت اسرائيل أو لم تشارك.. ؟
لقد فاز (ولدنا) ببطولة العالم، وأمام أنظار الدنيا كلها، و (طز) في إسرائيل ومن أتى بإسرائيل ..!
إن اسئلة كثيرة تراود هذا البطل، وهو يرى هذا الصدود غير المبرر الذي يلاقيه بعد فوزه الباهر، ومن بين هذه الاسئلة: لماذا قررت اللجنة الاولمبية والاتحاد العراقي للعبة المشاركة في بطولة تعلمان أن (اسرائيل) تشارك فيها، ولماذا توافق الحكومة العراقية على المشاركة، إذا كان فيها، خلل أو مثلبة؟!
إن الفتى قاسم حسن الذي قضى سنوات فتوته وشبابه يتدرب ساعات وساعات وأياما وسنوات، من أجل الوصول الى هذا الهدف الكبير، وحين يصله، ويحققه، يفاجأ بمثل هذا الامر الغريب!!
وهو امر لا يستحق أن يواجه به مثل هذه المواجهة المعقدة، التي لايتحمل وزرها، إن كانت وزراً فعلاً..
ولفهم الموضوع وتحقيق الحق، علينا أن نعرف أن هناك مؤشرات عديدة يجب التوقف عندها، وعرضها بصراحة امام العراقيين، من بينها: أن هذه البطولة تقام في العاصمة السعودية، البلاد التي حملت اسم الحرمين الشريفين: المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وأن أكثر من 2500 لاعب ولاعبة شاركوا فيها، يمثلون 153 دولة من مختلف دول العالم.. من بينها 12 دولة عربية، فضلاً عن مشاركة عدد من الدول المسلمة، و(الإسلامية)، في مقدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتركيا، وقطر، ومصر، وسوريا، ولبنان والجزائر وتونس وغيرها.. كما أن هذه البطولة التي تعد أكبر بطولة ينظمها الاتحاد الدولي لرفع الأثقال منذ تأسيسه عام 1895، وأول بطولة بتاريخ اللعبة تكون فيها المشاركة إجبارية – وأكرر اجبارية – لكونها المحطة الوحيدة التي يتأهل من خلالها الرباعون الى دورة الأولمبياد في باريس، حيث إن عدم المشاركة فيها تعني عدم التواجد في الأولمبياد المقبل ..!
وعدا كل هذه الاشتراطات،
فإن رياضة رفع الاثقال من الرياضات التي لاتشهد منافسات مباشرة كبقية الالعاب الفردية مثل الملاكمة والمصارعة او غيرهما من الالعاب التي عادة ما تكون منافساتها مباشرة، لذلك فإن الرباع العراقي لن يقابل الرباع الصهيوني، ولن يصافحه، أو حتى يرى (خلقته) أبداً، وإلا ما شاركت الجمهورية الاسلامية الايرانية بعشرة رباعين في هذه البطولة، وهي المعروفة بموقفها الحازم والرافض للتطبيع!
فهل سنزايد بالدين على دولة اسلامية مثل دولة إيران التي لا يختلف اثنان على مواقفها الاسلامية المعادية والرافضة للكيان الصهيوني، أو سنزايد على ( إسلام ) دولة تشرفت بالكعبة المشرفة، وقبر النبي على أرض بلادها ؟!
أنا شخصياً أرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني،وكما قلت اكره هذه الدولة المسخ، لكني احب بلدي، وأبناء بلدي، وأفرح لكل نصر يحققه أبطالنا بمختلف الميادين.. لذلك أدعو اللجنة الاولمبية والاتحاد العراقي لرفع الأثقال، والاعلام الوطني العراقي الشريف الى دعم البطل قاسم حسن، ومعه كل من نال وساماً، او حقق رقماً عالمياً في هذه البطولة.. كما ادعو رئاسة الوزراء ووزير الشباب (الشجاع) احمد المبرقع، الذي ذهب الى الرياض وبارك بنفسه البطل المنتصر .. وأدعو مؤسسات الدولة المعنية الى تكريم البطل قاسم حسن ومدربه، واتحاده، وأن نعطي لهذا الفوز الكبير ما يستحقه.. فنعلن الأفراح والليالي الملاح بهذا النجاح الوضاح.. ونحتفل مع ابن العراق البار، ولدنا البطل قاسم حسن، وطز، باسرائيل ومن يؤيدها.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات بطولة العالم هذه البطولة
إقرأ أيضاً:
المركزي العراقي يصدر ضوابط لترخيص البنوك الرقمية
بغداد – أعلن محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق، امس الثلاثاء، إطلاق مشاريع استراتيجية لدعم التحول الرقمي، وإصدار ضوابط لترخيص المصارف الرقمية في البلاد.
وقال العلاق في كلمة خلال فعالية محلية أوردت تفاصيلها وكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع”، إن “البنك المركزي قطع خطوات كبيرة لدعم التحول الرقمي من خلال إصدار اللوائح والتعليمات التي تسهم في تعزيز الشمول المالي”.
وأكد أن البنك بدأ بإطلاق مشاريع استراتيجية منها مشروع المدفوعات الفورية والبطاقات المحلية وبوابات الدفع الموحد، فضلاً عن إصدار ضوابط لترخيص المصارف الرقمية في العراق مع الأخذ بنظر الاعتبار متطلبات الأمن السيبراني.
وبينما لم يذكر العلاق أي تفاصيل بشأن البنوك الرقمية، فإن مصدرا في المركزي العراقي فضل عدم ذكر اسمه، أبلغ الأناضول الثلاثاء، أن طلبين على الأقل وصلا البنك لتأسيس مصارف رقمية في البلاد.
والبنوك الرقمية، مؤسسات دون أي تعاملات فيزيائية مع العملاء، وتتم من خلال فتح حساب مصرفي للبنك عبر الإنترنت، وتنفيذ عمليات الدفع والتحويلات النقدية وطلب القروض بعيدا عن الفروع التقليدية.
وعانى العراق من تأخر وصول الخدمات المالية الإلكترونية والرقمية إلى البلاد خلال العقد الماضي، بسبب التوترات الأمنية التي شهدها منذ عام 2014، وسيطرة تنظيم داعش على مناطق عدة في البلاد.
كما عانت البلاد خلال السنوات الماضية من عمليات تهريب للنقد الأجنبي إلى أسواق مجاورة مثل إيران وسوريا، بحسب اتهامات رسمية من وزارة الخزانة الأمريكية.
الأناضول