المبالغة في مراسم الحفلات المختلفة سواء كان حفلات زفاف أو تخرج أو خطبة أو عيد ميلاد أو حتى مراسم استقبال ولادة الأطفال بالمستشفيات، أصبحت سمة من سمات المجتمع الحديث وأداة للتباهي والتفاخر بين العائلات، خاصة مع انتشار التصوير وحرص الكثير على نشر مقاطع الفيديو ومشاركة الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تلقى بدورها تفاعلًا كبيرًا على المنصات المختلفة.

إقامة حفلات الزفاف تقدر بـ500 مليار دولار

الصين من الدول التي يعتبر الزواج فيها تقليدًا معقدًا ومُكلفا، وتقدر قيمة هذه الصناعة فيها بنحو 500 مليار دولار، غير أن منظمي الحفلات الزفاف كشفوا عن تهديد كبير يفوق التهديد الذي لحق بالصناعة وقت جائحة كورونا، ويعتقد القائمون على ذلك أن السب وراء هذا التراجع الكبير انخفاض عدد الشباب الراغبين في الزواج، وفقا لما ذكرته صحيفة «التايم» اليابانية.

أستاذ اقتصاد: إقامة حفلات الزفاف جزء من الاستثمارات

الدكتور علي إدريسي أستاذ الاقتصاد وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع أكد في تصريحات لـ«الوطن»، أن صناعة إقامة حفلات الزفاف وأعياد الميلاد والمهرجانات والترفيه عمومًا لها تكلفتها عائدها، وهو شكل من أشكال الاستثمار ويستفيد منها العاملون بها، كما أن لها عملاء.

المسؤولون يحاولون إنعاش معدلات الزواج والولادات

تراجع المواطنون بالصين عن التكلفة في إقامة الحفلات أصبح أكثر وضوحًا مع ضعف الاقتصاد وتراجع ثقة المستهلك، وهو ما يثير قلق المسؤولين الذين يحاولون إنعاش معدلات الزواج والولادات، التي انخفضت إلى مستويات قياسية في العام الماضي، ما أدى إلى أول انخفاض في أعداد السكان لأول مرة منذ 60 عامًا، بحسب ما أكدت الصحيفة اليابانية.

صاحب شركة لتنظيم الحفلات: عدد الزيجات في الصين ينخفض

ومن جانبه أكد يوان جياليانغ صاحب شركة كبرى لتنظيم وتخطيط حفلات الزفاف وتصوير حفلات الزفاف بالصين لما يقرب من عقد من الزمان في شنغهاي، أن عدد الزيجات ينخفض والقليل منهم على استعداد لإنفاق الكثير من المال على حفلات الزفاف، كما أن مستقبل هذه الصناعة لا يبدو واعدًا، وفقا لصحيفة التايم اليابانية.

الصين تسجل أدنى معدلات الزواج منذ 40 عاما

وأشارت الصحيفة اليابانية إلى أن الصين شهدت 6.8 ملايين حالة زواج في العام الماضي، أي أقل بـ800 ألف حالة مقارنة بعام 2021، وهو الأدنى منذ أن بدأت الحكومة في نشر البيانات في عام 1986.

ولفتت صحيفة التايم اليابانية، إلى أن هذا الانخفاض في تسجيلات الزواج من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم انخفاض الولادات في الصين، التي أصبحت الآن واحدة من أسرع المجتمعات شيخوخة في العالم، وتحرم العديد من المدن الأمهات غير المتزوجات من إعانات تربية الأطفال أو الرعاية الصحية، وغالبا ما يكون إنجاب الأطفال خارج إطار الزواج أمرًا مستهجنًا.

الشباب بالصين يعتقدون أن تربية الأطفال مكلفة للغاية

وقال بن كافندر، رجل أعمال ومدير ورئيس الإستراتيجية في مجموعة أبحاث السوق الصينية، إن الكثير من العملاء أصبح لديهم قناعة بتأخير قرار الزواج باعتباره ليس الشيء الصحيح بالنسبة لهم، ويشعر الكثير من البالغين الأصغر سنًا في الصين أن تربية الأطفال مكلفة للغاية، الأمر الذي يجعلهم ينصرفون عن الزواج وإنجاب الأطفال.

صناعة الحفلات بالصين سجلت 3.6 تريليونات يوان عام 2020

وأضاف «كافندر» أن صناعة حفلات الزفاف الصينية التقليدية تمر بأوقات عصيبة، نتيجة اتجاه المواطنين لترشيد الإنفاق ومراعاة الميزانية، بعد أن كانت حفلات الزفاف عملًا تجاريًا كبيرًا في الصين، إذ تقدر شركة Daxue  Consulting أن قيمة الصناعة تبلغ 3.6 تريليونات يوان (487 مليار دولار) في عام 2020، وفقا للصحيفة اليابانية.

الشباب بالصين أصبح يميل لإقامة حفل زفاف بسيط

وعادة ما ينفق الشباب المقبل على الزواج على المجوهرات الذهبية والديكور المتقن والأماكن الفاخرة، لكن فرانك تشين، من شركة تشين فنغ لتنظيم حفلات الزفاف في شنغهاي، يقول إن القليل من حفلات الزفاف هذا العام كانت ميزانيتها تزيد عن 100 ألف يوان، وفقا لصحيفة التايم اليابانية، لافتة إلى أن الناس أصبحوا يميلون أكثر إلى إقامة حفل زفاف بسيط ومتخصص، بينما قبل عقد من الزمن، كان من الشائع أن ينفق الأزواج ملايين اليوانات على إقامة حفلات الزفاف.

وكشفت الصحيفة اليابانية عن أنه تم تأجيل العديد من حفلات الزفاف المخطط لها في عام 2022 بسبب عمليات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا، مما أدى إلى أن يكون عام 2023 أكثر ازدحاما بالنسبة لبعض الشركات، وقالت شركتا المجوهرات Chow Tai Fook وTSL إنهما تتوقعان عودة الطلب على مجوهرات الزفاف هذا العام إلى مستويات ما قبل الوباء.ومع ذلك، قالت TSL إن مستقبل الصناعة على المدى الطويل سيعتمد على قوة الاقتصاد، وقال منظم حفلات الزفاف شيويهي، الذي شهدت أعماله في شيان وشانغهاي ارتفاعا هذا العام إنها مجرد تراكمات كوفيد- 19، مشيرا إلى إرتفاع نسبة إلغاء الحجوزات لعملاء كانوا قد قامو بإعادة جدولة حجوزاتهم، بحسب ما ذكرت صحيفة صحيفة التايم اليابانية.

الانكماش الاقتصادي يضرب الطبقة المتوسطة

كما ضرب الانكماش الاقتصادي الطبقة المتوسطة، والشباب الأكثر تضررا، ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض إنفاق الأسر بصورة عامة، ويبدو أن العملاء الأثرياء محصنين بشكل أفضل ضد الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي، وتتوقع جويل وانج، صاحبة شبكة من المتاجر التي تبيع فساتين الزفاف للمصممة الأمريكية فيرا وانج، أن تحقق الشركات المتخصصة في الخدمات الراقية أو المخصصة أداء أفضل من تلك الموجودة في الشركات ذات الدخل المنخفض والمتوسط والنطاقات المتوسطة.

ويقول «وانغ»، مؤسس متجر نورا لفساتين الزفاف في شنغهاي والذي يعرض فساتين فاخرة لمصممي مثل أوسكار دي لا رنتا وكارولينا هيريرا، إن شهر يونيو كان أفضل شهرا خلال عقد من الزمن بسبب الطلب المكبوت، مشيرا الى أنه بالنسبة لهم فمن المنطقي أن يجدوا العروس التي يمكنها شراء منتجاتنا مقابل الاستحواذ على جزء أكبر من السوق، ومع ذلك فأن هناك الكثير من الحذر بشأن حركة البيع والشراء بالمستقبل، خاصةمع ما يشهده السوق حاليا من ترجع كبيرا بمعدلات الانفاق من العملاء، بحسب الصحيفة اليابانية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصين حفلات الزفاف الاقتصاد ملیار دولار الکثیر من فی الصین إلى أن

إقرأ أيضاً:

رقم قياسي لتدفقات الاستثمار الأجنبي من الصين إلى الخارج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت الصين تدفقات استثمارية أجنبية مباشرة قياسية إلى الخارج خلال العام الماضي، وهي هجرة تهدد بالاستمرار بعد استئناف الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
ونقلت شبكة "بلومبيرج" عن إدارة الدولة للنقد الأجنبي قولها إن صافي الاستثمار الأجنبي المباشر انخفض بمقدار 168 مليار دولار في عام 2024، ما يمثل أكبر هروب لرأس المال في البيانات التي تعود إلى عام 1990، كما أن الاستثمار الأجنبي انخفض في الصين خلال السنوات الأخيرة بعد أن بلغ أعلى مستوى تاريخي عند 344 مليار دولار في عام 2021. 
وشهدت البلاد انسحاب الشركات الدولية، ونقل الشركات المحلية للأموال بسرعة إلى الخارج، كما أرسل المستثمرون الصينيون 173 مليار دولار إلى الخارج، بينما وجه المستثمرون الأجانب 4.5 مليار دولار فقط إلى البلاد، وهو أدنى مبلغ منذ عام 1992.
وأوضح التقرير أن وقف تدفق رأس المال سيكون بمثابة تحد بعد أن بدأت الصين والولايات المتحدة جولة أخرى من الحرب التجارية قد تتورط فيها المزيد من الشركات.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على جميع المنتجات الصينية، في حين ردت الصين بالانتقام في عدد من المجالات.

مقالات مشابهة

  • الصين تقدم حوافز للزواج بعد تراجع عدد المواليد
  • أبرز المشكلات التي تؤدي إلى الطلاق
  • «الصحة: تحسن الخدمات الطبية وراء انخفاض معدلات المواليد في مصر
  • بريطانيا تخصص 2.5 مليار إسترليني لدعم صناعة الصلب في مواجهة رسوم ترامب
  • 80 % من شركات محلية.. 5.5 مليار ريال توريدات صناعية لـ «سير»
  • أبرز المشكلات التي تؤدي إلى الطلاق .. استشاري الطب النفسي توضح
  • رقم قياسي لتدفقات الاستثمار الأجنبي من الصين إلى الخارج
  • «الصحة»: دعم الدولة للمنظومة الصحية سبب تراجع المواليد والوفيات
  • لماذا يهرب الشباب من الزواج في الصين بنسب مهولة؟
  • «الصحة»: نجحنا في خفض معدلات المواليد والوفيات خلال السنوات العشر الماضية