وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التوتر القائم بين أرمينيا وأذربيجان بأنه غير مقبول، وحث الطرفين على اعتماد طريق الحوار لحل القضايا العالقة بينهما.

وقال رئيسي للصحفيين على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن "التوترات بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا غير مقبولة ويمكن حلها من خلال الحوار"، وبوساطة من دول أخرى، بما فيها إيران.

وأضاف أن طهران تواصلت مع الطرفين ووزير خارجيتها بعث رسائل ومقترحات إليهما، وشدد على أن إيران لن تقبل أي تغيير في الوضع الجيوسياسي للمنطقة.

إقرأ المزيد وزير الدفاع الروسي ورئيس هيئة الأركان الإيراني يناقشان الوضع في قره باغ

بدورها، أشادت الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها ناصر كنعاني، بالاتفاق الذي توصل إليه ممثلو الأرمن في إقليم قره باغ مع السلطان الأذربيجانية بشأن وقف إطلاق النار، ودعت الطرفين إلى "التركيز على الحوار والآليات السلمية لحل القضايا في إطار وحدة أراضي أذربيجان".

وأضاف كنعاني أن إيران تطالب بالاحترام الكامل لوحدة الأراضي والحدود المعترف بها دوليا لدول المنطقة، وترى أنه ينبغي ضمان حقوق وأمن سكان قرة باغ في هذا الإطار".

وأعرب كنعاني عن استعداد طهران للمساعدة في دفع عملية السلام الدائم والمستقر، بمشاركة دول المنطقة، مشددا على أن "تدخل أطراف ثالثة في قضايا المنطقة لن يؤدي إلا إلى تعقيد القضايا وتعريض الاتفاقات التي تم التوصل إليها للخطر".

ويأتي ذلك على خلفية إعلان وقف إطلاق النار في قره باغ الأربعاء بعد يوم من انطلاق العملية العسكرية للقوات الأذربيجانية في المنطقة، حيث وافقت السلطات الأرمنية لجمهورية قره باغ غير المعترف بها، على إلقاء السلاح ومفاوضات السلام مع أذربيجان.

وقررت أرمينيا عدم التدخل في النزاع، لكنها دانت العملية الأذربيجانية واصفة إياها بـ"العدوان" ضد سكان قره باغ.

يذكر أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار تم بوساطة من قوات حفط السلام الروسية الموجودة في المنطقة، وأن المفاوضات بين أذربيجان وممثلي أرمن قره باغ ستجري بوساطة قيادة قوات حفظ السلام الروسية أيضا، حسبما جاء في بيان للكرملين أمس الأربعاء.

المصدر: وكالات أنباء إيرانية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا إبراهيم رئيسي القوقاز باكو طهران قره باغ يريفان قره باغ

إقرأ أيضاً:

واشنطن بين رئيسين.. سياسة بايدن تترك الشرق الأوسط مشتعلًا.. ولا أمل في السلام الأمريكي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أثارت سياسة الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط مقارنات بالتحديات التي واجهها أسلافه مثل جيمي كارتر وجورج دبليو بوش، على الرغم من اختلاف الظروف بشكل كبير، كما تطرح سؤالًا عن تطورات الأوضاع بالمنطقة فى ظل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي خوان كول: "على عكس تورط كارتر في أزمة الرهائن الإيرانيين أو صراعات بوش مع حركات المقاومة في العراق، تنبع صعوبات بايدن من تصرفات حليف رئيسي للولايات المتحدة: إسرائيل. لقد أثار دعم إدارته للحملات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك في غزة ولبنان وإيران، انتقادات واسعة النطاق، محليًا ودوليًا".

إرث معقد 

خلال السنوات الأولى لبايدن في منصبه، سعت إدارته إلى إعادة معايرة السياسة الأمريكية في المنطقة. وشملت الجهود البارزة رفع العقوبات المفروضة على حركة الحوثيين في اليمن من قبل الإدارة السابقة، وتسهيل المفاوضات بين الأطراف المتصارعة في اليمن، والحفاظ على الحد الأدنى من التدخل العسكري في العراق وسوريا لمحاربة بقايا تنظيم الدولة الإسلامية.

ولكن كانت هناك فرصة ضائعة كبيرة تمثلت في الفشل في استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة لعام ٢٠١٥ مع إيران. فقد فككت إدارة ترامب هذا الاتفاق النووي، الذي كان يهدف في الأصل إلى منع طهران من تطوير الأسلحة النووية في مقابل تخفيف العقوبات. وعلى الرغم من الإشارات المبكرة للاهتمام بإحياء الاتفاق، احتفظ فريق بايدن بالعديد من عقوبات ترامب، مما أعاق التقدم الهادف. ونتيجة لذلك، سعت إيران إلى إقامة علاقات أوثق مع الصين وروسيا، مع عواقب جيوسياسية كبيرة. وقد أكدت عضوية طهران في منظمة شنغهاي للتعاون وشراكتها العسكرية مع موسكو على التحالفات المتغيرة استجابة للسياسات الأمريكية.

تصاعد التوترات

كانت الأحداث التي أعقبت هجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر ٢٠٢٣ بمثابة نقطة تحول في سياسة بايدن في الشرق الأوسط. وقد أثار دعم الولايات المتحدة للرد العسكري الإسرائيلي في غزة، والذي اتسم بغارات جوية واسعة النطاق، إدانة من العديد من البلدان، وخاصة في الجنوب العالمي. لقد أدت الأنباء عن ارتكاب جرائم حرب وإصابات غير متناسبة بين المدنيين إلى تآكل الدعم الدولي للسياسات الأمريكية في المنطقة.

واتسع نطاق الصراع مع انخراط إسرائيل في أعمال عدائية مع حزب الله في لبنان وتنفيذ ضربات على أهداف إيرانية. وأثارت التوترات المتصاعدة مخاوف بشأن حرب إقليمية أوسع نطاقا، حيث تكافح إدارة بايدن للتعامل مع الأزمة. وقد اعتُبرت الجهود المبذولة للتوسط مع إيران والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى غير كافية، حيث سلط المنتقدون الضوء على الافتقار إلى المساءلة عن الأفعال الإسرائيلية.

تداعيات متعددة

وكان لعدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط تداعيات عالمية كبيرة. فقد أدت الاضطرابات في طرق الشحن في البحر الأحمر وقناة السويس، والتي تفاقمت بسبب الهجمات الصاروخية الحوثية، إلى إجهاد سلاسل التوريد العالمية وساهمت في ارتفاع التضخم. 

كما تؤكد الأزمات الإنسانية في غزة واليمن ولبنان على التحديات التي تواجه المنطقة. ويرى المراقبون أن سياسات بايدن، في حين كانت تهدف إلى الحفاظ على النفوذ الأمريكي، أدت إلى تفاقم التوترات. لقد أصبح الاعتماد على المساعدات العسكرية والتحالفات الاستراتيجية محل تدقيق، مع دعوات إلى اتباع نهج أكثر توازنًا لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع. مع استعداد بايدن لمغادرة منصبه، تظل سياسته في الشرق الأوسط موضوع نقاش مكثف. إن الإدارة المقبلة سوف ترث منطقة تتسم بالانقسامات العميقة والتحالفات المعقدة. وسوف يتطلب التصدي لهذه التحديات إيجاد التوازن الدقيق بين المصالح الأمنية، والمخاوف الإنسانية، والسعي إلى تحقيق الاستقرار في الأمد البعيد.. فهل يمكن أن يتحقق ذلك على يد إدارة ترامب؟.. مجرد سؤال تظل إجابته موضع تساؤل كبير أيضًا.
 

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفرنسية: ندعو كل شركاء المنطقة إلى دعم اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • مصر تشارك في إطلاق نداء باكو للعمل المناخي من أجل السلام
  • قمة G7 تناقش اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وأزمة أوكرانيا وسط تحديات دولية
  • الصدر يصدر 4 أوامر بينها تغيير المقرات الإدارية والعسكرية لسرايا السلام
  • في أول تصريح من نوعه.. بابا الفاتيكان ينتقد غطرسة المحتل في فلسطين وأوكرانيا
  • موقف لافت.. البابا يدين غطرسة المحتل في فلسطين وأوكرانيا
  • البابا فرنسيس يندد بالغطرسة الإسرائيلية في فلسطين
  • وزير الخارجية: الخيارات العسكرية تثبت فشلها ولا تحقق السلام والاستقرار في المنطقة
  • الجامعة البريطانية في مصر تنظم حفل الأوركسترا للموسيقى الأذربيجانية
  • واشنطن بين رئيسين.. سياسة بايدن تترك الشرق الأوسط مشتعلًا.. ولا أمل في السلام الأمريكي