ماذا نحتفل بالمولد النبوي بأكل الحلوى؟.. لسبب عجيب لا يعرفه كثيرون
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
لاشك أن حلاوة المولد المنتشرة الآن بالشوارع والمحال التجارية مع دخول شهر ربيع الأول ، هو ما يطرح استفهام لماذا نحتفل بالمولد النبوي بأكل الحلوى ؟، حيث اعتاد المصريون في ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام على أكل حلوى المولد النبوي الشريف والتهادي بها، وتوارثته الأجيال، فقد عبروا عن فرحتهم في ذكرى المولد النبوي الشريف بشراء حلوى المولد النبوي الشريف لأكلها أو التهادي بها، والتي لم تقتصر على الصغار فقط وإنما الكبار أيضًا، بما يطرح السؤال حول لماذا نحتفل بالمولد النبوي بأكل الحلوى خاصة وليس أي أطعمة أخرى؟ فخيار الحلوى به سر ينبغي كشفه.
لماذا نحتفل بالمولد النبوي بأكل الحلوى
قال الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في إجابته عن سؤال : ( لماذا نحتفل بالمولد النبوي بأكل الحلوى ؟)، إن المصريين يأكلون اللحم دائمًا فى جميع المواسم الدينية والمناسبات إلا فى الاحتفال بمولد سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يأكلون الحلوى والتى يسميها المصريون بـ«حلاوة المولد»، منوهًا بأن السر الذى جعل المصريين يأكلون الحلوى عند الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو حديث السيدة عائشة –رضى الله عنها- الذى أخرجه أصحاب السنن بأنها قالت: «إن سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يحب الحلوى البارد»، وكأن المصريين أرادوا بذلك أن يحتفلوا بمولد النبى بما يحبه –عليه الصلاة والسلام- وليس كما يحبون.
وتأتي الإجابة مؤكدة على حبهم لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-، حيث إنهم يحبون ما يحب النبي –صلى الله عليه وسلم- والذي كان يحب الحلوى، بما يعني أن حب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هو سر حلوى المولد النبوي الشريف والاحتفال من خلالها بمولده –صلى الله عليه وسلم-.
حكم شراء حلوى المولد النبويأوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على المحرمين شراء حلوى المولد النبوي الشريف والتهادي بها أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مباح شرعًا، ويدخل شراء حلوى المولد النبوي الشريف والتهادي بها في باب الاستحباب من باب السعة على الأهل والأسرة في هذا اليوم العظيم.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريفوحسم هذه المسألة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، قائلًا: الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، مشيرًا إلى أنه يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه.
واستشهد بما جاء عَنِ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ» رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنَّةً حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادُوا تَحَابَّوا» رواه الإمام مالك في "الموطأ".
وتابع: ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأُخرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد".
ونبه إلى أنه قد نص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة في الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول الحافظ السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد" المطبوع ضمن "الحاوي للفتاوي": «فيستحبُّ لنا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حلوى المولد النبوی الشریف صلى الله علیه وآله وسلم صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
من أسباب دخول الجنة.. دار الإفتاء توضح فضل إطعام الطعام في الإسلام
أوضحت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أهمية إطعام الطعام وفضله العظيم في الإسلام، مؤكدة أن هذا العمل يُعتبر من أفضل الأعمال التي يُحبها الله عز وجل ويثيب عليها المسلم ثوابًا عظيمًا.
ولفتت إلى أن هناك العديد من النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تؤكد على أهمية إطعام الطعام، حتى أن الله سبحانه وتعالى جعل هذا العمل الجليل سببًا من أسباب دخول الجنة ونيل رضاه.
فضل إطعام الطعام في القرآن والسنة
استشهدت دار الإفتاء بآية كريمة من كتاب الله عز وجل، حيث جاء في سورة الإنسان قوله تعالى مادحًا عباده المؤمنين: ﴿ويطعمون الطعام على حبه﴾ [الإنسان: 8].
وقد جاء ذكر هذه العبادة بوضوح في عدة مواضع قرآنية كدلالة على قيمتها عند الله وعلو مكانتها بين سائر العبادات.
كما استدلت الإفتاء بحديث شريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أي الإسلام خير؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» رواه البخاري ومسلم.
ويعكس هذا الحديث الأهمية الكبرى التي أولاها النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العمل المبارك، مشيرًا إلى أن من يطعم الطعام فهو من خير المسلمين.
وفي حديث آخر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن في الجنة غرفًا ترى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها»، فقام أعرابي وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن لمن تكون هذه الغرف، فقال صلى الله عليه وسلم: «لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» رواه أحمد.
ويظهر في هذا الحديث أن إطعام الطعام يُعتبر من الأعمال التي تؤهل المسلم لنيل درجات عالية في الجنة.
أقوال العلماء حول فضل إطعام الطعام
وتطرقت دار الإفتاء إلى ما قاله الإمام ابن رشد المالكي في كتابه "البيان والتحصيل"، حيث قال: [إطعام الطعام من أفعال الأبرار].
وتضيف هذه العبارة على مكانة هذا العمل من منظور الفقهاء والعلماء، إذ يرونه من صفات المؤمنين الأتقياء وأفعال الصالحين.
كما أوردت الإفتاء قول الشيخ الحسن اليوسي في كتابه "المحاضرات في اللغة والأدب"، حيث ذكر الشيخ عن الشيخ أبي محمد عبد الخالق بن ياسين الدغوغي قوله: "طلبنا التوفيق زمانًا فأخطأناه، فإذا هو في إطعام الطعام".
وتبرز هذه العبارة أثر إطعام الطعام في حياة المسلم وتوفيقه في دينه ودنياه.
أهمية إطعام الطعام ودوره الاجتماعي
وأكدت دار الإفتاء أن إطعام الطعام ليس مجرد عبادة ينال المسلم عليها الثواب فقط، بل هي أيضًا وسيلة لتعزيز معاني التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.
وتعد هذه العبادة من أبرز وسائل مساعدة المحتاجين وسد عوزهم، كما أن لها دورًا في ترسيخ أواصر المحبة والتعاون بين الناس.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الإسلام شرع هذه العادة في العديد من المناسبات تعبيرًا عن شكر الله تعالى على النعم، فهناك "الوليمة" التي تقام عند الزواج، و"العقيقة" عند ولادة الطفل، و"الوكيرة" عند الانتقال إلى منزل جديد، وغيرها من المناسبات التي يُستحب فيها إطعام الطعام.
ختامًا، لفتت دار الإفتاء إلى أن إطعام الطعام يجسد أسمى معاني الإحسان للآخرين، وأنه يُعد من أفضل القربات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، مؤكدين على الأثر الإيجابي لهذا العمل النبيل على الفرد والمجتمع بأسره.