تهدد موجات الهجرة غير النظامية التي تضرب بقوة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية بتصدع البيت الأوروبي، بعدما مانعت بعض الدول في استقبال أي وافدين، وأكدت باريس أنها «لن تستقبل أحداً»، وأعلنت بولندا رفضها خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع المهاجرين من إيطاليا على الدول الأعضاء، بناء على اتفاق تم الإعلان عنه مؤخراً.
مشكلة الهجرة متفاقمة، وفي الضفة الجنوبية للمتوسط، ولاسيما في تونس، أصبحت عنوان أزمة كبرى مع تدفق عشرات الآلاف من دول إفريقيا جنوب الصحراء على البلاد.
وحسب بعض الإحصائيات، فإن قوارب الاتجار بالبشر تقل ما يناهز الألف مهاجر يومياً، أغلبهم من السواحل التونسية، إلى الجزر الإيطالية. ولم تفلح المفاوضات، التي عقدتها روما والمفوضية الأوروبية مع تونس، في الحد من تدفق الموجات البشرية، بل إنها في الأيام القليلة الماضية تضاعف مدها، وبدأت الأطراف ذات الصلة تشعر بالإحباط.
وبينما تحاول تونس تشديد الإجراءات الأمنية وملاحقة مهربي البشر واعتقال بعضهم، اتخذت الحكومة الإيطالية إجراءات قانونية مشددة لمنع استقبال وافدين عبر البحر بإقامة المزيد من مراكز الاحتجاز وزيادة فترة الاعتقال للمهاجرين غير النظاميين. أما على الجبهة الدبلوماسية، فتبدو اللغة المتداولة تميل إلى الخشونة، وبينما قرر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان زيارة روما لتمرير رسالة «حزم» في مواجهة الهجرة غير الشرعية، أعلن وزير الخارجية الايطالي أنطونيو تاياني أنه سيتوجه إلى تونس لتوقيع اتفاق حول الهجرة، يضاف إلى جملة الاتفاقيات السابقة التي وقعتها رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني مع الرئيس قيس سعيّد، لم تثمر أي تغيير على الأرض.
كل الأطراف المتصلة بظاهرة الهجرة تقع تحت الضغط، ففي تونس تعيش أجزاء من البلاد حالة من التوتر وصلت في بعض الأحيان إلى العنف، وفي الضفة الشمالية يجري تسجيل انتهاكات وسوء معاملة بحق مهاجرين كحرمان بعض القوارب من الرسو على السواحل. كما يهدد تفاعل الأزمة بسقوطها بين أيدي غلاة المتطرفين في الأحزاب الأوروبية، فقبل أيام شكل نائب رئيسة الوزراء الإيطالية، زعيم «رابطة الشمال» ماتيو سالفيني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان جبهة موحدة ضد «طوفان الهجرة»، وذلك تحضيراً للانتخابات الأوروبية العام المقبل، وخلال الإعلان عن هذا التحالف تم استخدام خطاب مشحون بالنبذ والكراهية، فقد هدد سالفيني باستخدام «كل الأدوات اللازمة» لمنع ما أسماه «الغزو القادم من البحر». وتجد هذه اللغة الشعبوية من يتفاعل معها، كما تجد الخلافات الأوروبية حول التعاطي مع ظاهرة الهجرة من يستمع إليها ويعمل على تطبيقها دون اعتبار للنواميس الإنسانية والحقوق المنصوص عليها في المعاهدات والمواثيق الدولية.
لن تجد قضية الهجرة المتنامية حلها في أوروبا بالتكتل ضدها وحشد وسائل الإكراه والقمع، وتجاهل التعامل مع أبعادها الاجتماعية والسياسية، فعشرات آلاف الأشخاص الذين يغادرون بلدانهم في قلب إفريقيا الملتهب بالاحتباس الحراري والفقر والجوع والأوبئة والأمراض، لم يخرجوا من ديارهم بهدف «غزو» أوروبا، وإنما بحثاً عن حياة أفضل. وتجاهل هذه الأوضاع من الجانب الأوروبي، سيدفع بموجات هجرة أعنف إلى الضفة الشمالية للمتوسط، ستسبب كثيراً من الاضطرابات والانقسامات السياسية، إضافة إلى ما تخلفه من مآس لضحاياها الأبرياء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
باسل رحمي: نتعاون مع البنك الدولي والوكالة الإيطالية والجمعية المصرية للاستثمار المباشر لتقديم الدعم
وقع باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات و أيمن سليمان رئيس الجمعية المصرية للاستثمار المباشر ورأس المال المخاطر مذكرة تفاهم بيـن الجهاز والجمعية تهدف إلى المساهمة في دعم بيئة ريادة الأعمال في مصر.
وقد شهد التوقيع الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية كما حضره الدكتور محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية.
وأشار رحمي إلى أنه وفقا لمذكرة التفاهم سيتعاون الجانبان في تقديم مجموعة من برامج الدعم مُخصصة لبناء القدرات المؤسسية الخاصة ببيئة الاستثمار المباشر ورأس المال المخاطر بمصر، وهو برنامج مُصمم من قبل مجموعة من الخبراء العالميين في هذا المجال بمساعدة البنك الدولي والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، وذلك لتدريب مجموعات متنوعة من المستثمرين ومديري الاستثمار وتعزيز إقامة شراكات جديدة بين المستثمرين ومديري صناديق الاستثمار تسمح بزيادة الأموال المستثمرة بالشركات الناشئة.
وأوضح أيمن سليمان، رئيس الجمعية المصرية للاستثمار المباشر ورأس المال المخاطر، بأن دور الجمعية يهدف بشكل أساسي لدعم نمو القطاع من خلال التعاون مع كافة الأطراف المعنية، بداية من مديرين الإستثمار والحاضنات والمستثمرين بالتعاون مع مؤسسات الدولة الداعمة، لتعزيز بيئة الاستثمار المباشر بشكل عام وريادة الأعمال بشكل خاص. ويأتي هذا البروتوكول مع جهاز تنمية المشروعات ليكلل هذا التعاون لخلق فرص لدعم القطاع بالتدريب وأفضل الممارسات المتعارف عليها عالمياً، لخلق بيئة استثمار مألوفة ومواتية لنمو رؤوس الأموال المخصصة لهذه الشريحة الواعدة من الشركات.
وأضاف السيد أيمن سليمان، "ثبت بأن ريادة الأعمال أحد أهم بوابات دخول الاستثمار المباشر المحلي والأجنبي لما يملكه السوق المصري من قدرات بشرية خلاقة قادرة علي مواكبة أهم اتجاهات التطور التكنولوجي، مثل الذكاء الاصطناعي، الذي سيضاعف كم الاستثمارات الموجهة إلي ريادة الأعمال لخلق طفرات يتطلع إليها العالم والمنطقة العربية بشكل خاص."
"نحن ملتزمون بتعزيز بيئة ريادة الأعمال في مصر من خلال تقديم الدعم اللازم للشركات الناشئة ورواد الأعمال، بهدف تحقيق نمو اقتصادي مستدام وخلق فرص عمل جديدة. توقيع مذكرة التفاهم يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف وتفعيل الشراكات المؤسسية الفعّالة."
وأكد الأستاذ باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في كلمته التي ألقاها خلال فعاليات القمة على حرص الجهاز على المشاركة في تنفيذ استراتيجية الدولة الهادفة إلى تهيئة البيئة الداعمة لإقامة وتطوير الشركات الناشئة ودعم صغار رواد الأعمال من المبتكرين والمبدعين، وذلك بما يتفق مع توجيهات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الجهاز.
كما أشاد رحمي بالدور الذي تقوم به الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في توفير كافة أوجه الدعم لجهاز تنمية المشروعات بالإضافة إلى دورها البارز في رئاسة اللجنة الوزارية لريادة الأعمال لتعزيز قدرة الشركات الناشئة وتوفير بيئة ريادة الأعمال المناسبة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام ومتسارع قائم على التنافسية والمعرفة مما يسهم في خلق فرص عمل لائقة.
وأوضح رحمي أن جهاز تنمية المشروعات استحدث نظاما لتمويل مشروعات الشباب والشركات الناشئة من خلال شراكته مع البنك الدولي ضمن الاتفاقية الموقعة مع البنك "دعم ريادة الأعمال لخلق فرص عمل" كأول برنامج استثماري مصري لتمويل صناديق الاستثمار العاملة بجمهورية مصر العربية "FoFs" عن طريق المساهمة في رؤوس أموال صناديق الاستثمار المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالاستثمار الشركات الناشئة المصرية في مراحلها الأولى.
ووجه الرئيس التنفيذي في ختام كلمته رسالة إلى الشباب ورواد الأعمال في مصر بأن الجهاز يعمل على توفير كافة أوجه المساندة لهم ومساعدتهم في تحقيق أحلامهم وتحويلها إلى مشروعات تتمتع بمقومات مرتفعة للنجاح، وذلك بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية لتوفير مناخ مناسب يحفز المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية تجاه أصحاب المشروعات والشركات الناشئة في مصر.