تحت العنوان أعلاه، كتب مراد صديق زاده، في "إزفيستيا"، حول العوامل التي تخدم إنشاء مركز روسي- تركي لتخزين الغاز وتوزيعه.
وجاء في المقال: كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طرح فكرة إنشاء مركز للغاز في تركيا في أكتوبر 2022. وفي 4 سبتمبر 2023، في اجتماع مع رجب طيب أردوغان في سوتشي، قال بوتين إن شركة غازبروم زودت شركة بوتاس التركية بخريطة طريق للبناء القادم.
وبطبيعة الحال، فإن مسألة الإدارة مهمة للطرفين، لأن المركز سيصبح المكان الذي يتشكل فيه سعر الغاز وتحديد وجهته. ولن ترغب موسكو في تسليم السيطرة بشكل كامل إلى الجانب التركي. وهذا من شأنه أن يجنبها التكهنات في المستقبل، حول ما إذا كانت أنقرة، في حال نشوء خلاف في العلاقات الثنائية، سوف تستخدم هذا النفوذ للدفع بمصالحها.
حل مسألة الإدارة صعب، ولكن بسبب المنافع، فعلى الأغلب سيكون حلها ممكنا. ترى موسكو في هذا المركز فرصة لتنويع طرق تصدير الطاقة. بعد تفجير خطوط أنابيب غاز "السيل الشمالي" وفي سياق الصراع الدائر في أوكرانيا، يمكن أن يصبح مركز الغاز في تركيا بديلاً لإمداد جنوب وشرق أوروبا، بما في ذلك المجر واليونان والبوسنة والهرسك، ورومانيا وصربيا بالغاز الروسي.
هناك أيضًا العديد من الفوائد للجانب التركي: أولا، تطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل جديدة؛ ثانيا، زيادة التعاون في قطاع الطاقة وليس فقط مع روسيا، إنما ومع أذربيجان وإيران؛ ثالثا، أداة للضغط على الدول الغربية.
وبالنظر إلى كل ما سبق، فمن المفترض أن يتم إنشاء مركز للغاز في تركيا، حيث أن هناك الكثير من الفوائد الواضحة لجميع الأطراف. ومع أن مسائل الإدارة والسيطرة معقدة، لكن موسكو وأنقرة أظهرتا مرارا البراغماتية، على سبيل المثال، في تحقيق استقرار الوضع في سوريا، على الرغم من أن كثيرين لم يؤمنوا بذلك. لذا، فإن روسيا وتركيا سوف تجدان حلاً وسطاً وتستمران في التعاون متبادل المنفعة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أنقرة أوروبا الاتحاد الأوروبي السيل الشمالي الغاز الطبيعي المسال رجب طيب أردوغان سوتشي فلاديمير بوتين موسكو
إقرأ أيضاً:
بوتين مهنئا شي بالذكرى الـ75 لتأسيس الصين: موسكو تقيم عاليا علاقات الصداقة مع بكين
الثورة نت/..
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن موسكو تقدر عاليا العلاقات الودية مع بكين، مشيرا إلى أنه على الرغم من الوضع الدولي الصعب فإن حجم التجارة المتبادلة آخذ في النمو.
وقال بوتين في رسالة تهنئة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، نشرت على موقع الكرملين الرسمي ونقلتها وكالة “سبوتنيك”،: “صديقي العزيز، أرجو أن تتقبلوا أحر التهاني بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وتحتفل الصين بهذه الذكرى المهمة بنجاحات مبهرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية”.
وأشار بوتين إلى أنه تحت قيادة شي جين بينغ، نجحت الصين في “تعزيز مكانتها على المسرح العالمي ولعب دور مهم في حل المشاكل الملحة على الأجندة الإقليمية والعالمية”.
وأضاف: “أتمنى لكم بصدق الصحة الجيدة والنجاح، ولجميع المواطنين الصينيين السعادة والازدهار”.
وقال بوتين: “نحن نقدر علاقات الصداقة وحسن الجوار مع بكين، على الرغم من الوضع الدولي الصعب، فقد تمكنا أخيرا من تحقيق نمو عالي الجودة في أحجام التجارة وتنفيذ العديد من المشاريع الثنائية الواسعة النطاق في مختلف المجالات”.
وأوضح أن “التعاون الروسي الصيني المثمر في إطار الأمم المتحدة و”بريكس” ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من الهياكل متعددة الأطراف له أهمية كبيرة أيضا”.
وأكد بوتين أن العمل المشترك بين موسكو وبكين من أجل تعزيز علاقات الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي سيستمر.