بقيادة عسكرية بارعة.. مختصون يروون قصة دخول المؤسس للأحساء
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
كشف مختصون لـ"اليوم" الجهود التي بذلها الملك المؤسس، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – من أجل بناء الوحدة واللحمة الوطنية.
وأكدوا أنه في كل موقع في مملكتنا الغالية يحكي لنا أثرا وتأثيرًا وحكاية عن جهود بناء الدولة السعودية على أسس حضارية.
أخبار متعلقة نيابة عن الملك.. نائب أمير مكة يرعى حفل تكريم الفائزين بمسابقة حفظ القرآن الكريمآل الشيخ يهنئ الوهيبي على فوزه بمسابقة المؤسس لحفظ القرآن الكريمالملك يأمر بترقية وتعيين 155 قاضيًا بوزارة العدلدخول المؤسس للأحساءقال د.
د. سطام الوهبي - اليوموتابع: "سعى الملك عبد العزيز لاستعادة ما تبقى من أملاك أبائه وأجداده وتكوين دولة حديثة، فتمكن من ضم جنوب نجد، ثم سدير والوشم، وبعد ذلك القصيم، وأصبحت نجد كلها تحت حكمه باستثناء حائل التي بقيت تحت حكم آل رشيد لسنوات، لكنها كانت تمر بمرحلة ضعف بعد مقتل حاكمها في موقعة روضة مهنا عام 1324هـ / 1906م ودخول إمارتهم في صراع أسرى على الحكم".
تابع: بدأ الملك عبد العزيز يتطلع إلى الإقليم الشرقي من شبه الجزيرة، ويعد العدة لاستعادته من العثمانيين لعدة أسباب أهمها: أن شرق شبه الجزيرة جزء من الدولة السعودية الأولى والثانية، والعداء القديم مع العثمانيين.
قال: كما أن العثمانيين كانوا يساندون خصوم آل سعود، وهم آل رشيد حكام حائل، فكانوا يمدونهم بالسلاح والعتاد العسكري، وكذلك ضعف قوة العثمانيين وانشغالهم بنزاعات مع دول أوروبية خاصة إيطاليا والبلقان، ما أدى إلى تردي أوضاع جيشهم.
قصر إبراهيم الأثري - تصوير – درويش آل درويش
ضم الأحساءوقال د. علي بن حسين البسام، بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل: جاء ضم الملك عبد العزيز الأحساء وإنقاذها من الأتراك أحد فصول الملحمة السعودية الكبرى، فالظروف الدولية والداخلية كانت مواتية لتحقيق الملك هدفه، بعدما تكاثرت عليه الرسائل من المخلصين من أبناء الأحساء يستنجدون به للخلاص من براثن وسوء الإدارة التركية.
د. علي البسام - اليوموشهدت الأحساء فوضى من الناحية الأمنية من قطع الطرق والسبل حتى أصبح الأهالي لا يأمنون على أنفسهم وبيوتهم، ونتيجة لتلك الظروف مجتمعة، هب الملك لنجدة الأحساء من الظلم والعدوان.
وتابع البسام: في ربيع الأول سنة 1331ه/1913م، بدأ الملك انطلاقته نحو الأحساء ومعه جنود من أهل العارض وقبائل البادية، ونزل في روضة الخفس، وأقام فيها شهر كامل، حتى جاءه أحد أصدقائه من الأحساء ليخبره عن الطرق التي يمكنه سلوكها لتسهيل اقتحام واسترجاع الأحساء بصورة مفاجأة.
استرجاع الأحساءأوضح: تحرك الملك عبد العزيز رحمه الله، ومعه جيشه المكون من ستمائة من مقاتلي الحاضرة والبادية، التي تعد جزء من ملك الدولتين السعوديتين الأولى والثانية، فوصلها في جمادى الأولى 1331هـ/ 1913م.
قال: كانت ساعة الصفر الإثنين 28 جمادى الأول، إذ خطب الملك عبد العزيز في جيشه قائلا: "إننا هاجمون على الترك في الكوت ومنتصرون عليهم إن شاء الله، فامشوا لهذا الغرض ولا تضجوا أو إذا كلمكم أحد ونحن في الطريق فلا تجيبوه حتى لو أطلق عليكم نيران البنادق فلا تجيبوا بالمثل، أما إذا دخلتم الكوت واستوليتم على الهفوف فحاربوا من يحاربكم وسالموا من يسألكم".
قصر صاهود بالأحساء - تصوير – درويش آل درويش
المتصرف التركيأضاف: قسم الملك جيشه إلى قسمين، الأول بقيادته للهجوم المباشر على الأسوار والدخول إلى الهفوف، والآخر؛ بقيادة الأمير عبد الله بن جلوي آل سعود ومعه ثلاثمائة مقاتل من أبناء البادية عسكر بهم في الرقيقة غرب الهفوف لحماية ظهر المهاجمين.
وتابع البسام : أشار الشيخ عبد اللطيف الملا والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، على الملك عبد العزيز أن يكتب إلى المتصرف التركي برغبته في الوصول إلى حل سلمي لتسليم المنطقة ويضمن له الخروج سالما هو وبقية الحامية التركية.
من قصر إبراهيم - تصوير – درويش آل درويش
الأمير عبد الله بن جلويقال: سلمت الحامية التركية مفاتيح قصر إبراهيم وكتبت وثيقة وقعت من الملك عبد العزيز، والمتصرف التركي أحمد نديم، وجرى ترحيلهم إلى ميناء العقير ومنها إلى البحرين ثم إلى البصرة.
أوضح: أقام الملك في الأحساء إلى 15 شعبان 1331هـ/ 1913م، حيث نظم شؤونها ورتب إدارتها ثم غادرها إلى الرياض وعيّن أميراً عليها، وهو الأمير عبد الله بن جلوي، ولتبدأ مرحلة جديدة مجيدة من التاريخ السعودي الحديث، ولتنضم الأحساء إلى بقية المناطق الموحدة تحت راية الملك المؤسس - طيب الله ثراه- .
الأميرة سارة أحمد السديريأكد أستاذ الإدارة والاعلام والباحث في الآثار والتراث، د. سعد بن عبد الرحمن الناجم: قصة الحب المتبادل بين المؤسس والأحساء بدأت مع والدته الأميرة سارة أحمد السديري، المولودة في الأحساء 1860، إذ أن والدته عاشت طفولتها وشبابها بالأحساء وكان والدها ممن تولوا إمارة الأحساء وسكنوا قرية الشقيق.
د. سعد الناجم - اليوم
تابع: لم تنقطع صلة المؤسس بالأحساء قبل التوحيد وبعده، فقبل التوحيد زارها مرارا مع والده الإمام عبد الرحمن الفيصل في محاولات استعادتها، وبعدها وقبيل التوحيد كانت مراسلات كل الأطياف الأحسائية تدعوه لإنهاء الظلم في ظل الحكم التركي.
وقال د الناجم: نعم الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه - أيقونة كفاح مواطن كتب الله على يديه تحرر الإنسان في الجزيرة من التبعية، كما نشر العلم الحديث والنماء الحضاري للوطن في وحدة نادرة ونواة صلبة تبقى للعرب طريقا للعودة لأمجادهم السابقة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الوطني السعودي 93 اليوم الوطني السعودي 93 اليوم الوطني السعودي اليوم الوطني الأحساء الملك المؤسس السعودية الملک عبد العزیز
إقرأ أيضاً:
جنود إسرائيليون يروون تفاصيل عن "منطقة القتل" في غزة
أصدرت منظمة حقوقية إسرائيلية، الإثنين، تقريرا روى فيه جنود إسرائيليون تفاصيل عن الأساليب التي انتهجها الجيش، لإنشاء ما وصوفوها بأنها "منطقة قتل" حول غزة، من خلال تدمير أراض زراعية وإخلاء أحياء سكنية بأكملها في القطاع.
يستند التقرير الصادر عن منظمة "كسر الصمت" الحقوقية الإسرائيلية، الذي سلطت عليه الضوء صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إلى شهادات جنود خدموا في غزة وشاركوا في عملية "المنطقة العازلة"، التي تم توسيعها ليكون عمقها ما بين 800 و1500 متر داخل القطاع بحلول ديسمبر 2024، والتي عملت القوات الإسرائيلية على توسيعها أكثر منذ ذلك الحين.
وتقول إسرائيل إن المنطقة العازلة المحيطة بغزة ضرورية لمنع تكرار هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، الذين تدفقوا عبر المنطقة العازلة التي كان عمقها في السابق 300 متر، لمهاجمة عدد من البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.
ونقل التقرير عن أحد القادة في سلاح المدرعات الإسرائيلي، قوله إن "الخط الحدودي منطقة قتل. منطقة أكثر انخفاضا. أرض منخفضة. لدينا رؤية شاملة لها وهم كذلك".
وجاءت هذه الشهادات من جنود كانوا يخدمون في غزة أواخر 2023، بعد دخول القوات الإسرائيلية القطاع مباشرة، وحتى أوائل 2024، ولم تشمل أحدث العمليات لتوسيع الأراضي التي يسيطر عليها الجيش بشكل كبير.
وقال جنود إن القوات استخدمت في المراحل المبكرة لتوسيع المنطقة، الجرافات والحفارات الثقيلة، إلى جانب آلاف الألغام والمتفجرات، في تدمير نحو 3500 مبنى، بالإضافة إلى مناطق زراعية وصناعية كان من الممكن أن تكون حيوية في إعادة الإعمار بعد الحرب.
وكان تقرير منفصل صادر عن منظمة "جيشاة-مسلك" الحقوقية الإسرائيلية، قد أشار إلى تدمير نحو 35 بالمئة من الأراضي الزراعية في غزة، ومعظمها على أطراف القطاع.
ونقل التقرير عن جندي احتياط خدم في سلاح المدرعات قوله: "في واقع الأمر، كنا نأتي على الأخضر واليابس. كل شيء. كل مبنى وكل منشأة".
وقال جندي آخر إن المنطقة بدت "مثل هيروشيما"، المدينة اليابانية التي تعرضت لهجوم نووي أميركي عام 1945.
وقالت منظمة "كسر الصمت"، التي أسستها مجموعة من الجنود الإسرائيليين السابقين لرفع مستوى الوعي بتجربة العسكريين في الضفة الغربية المحتلة وغزة، إنها تحدثت إلى جنود شاركوا في عملية الخط الحدودي ونقلت أقوالهم دون ذكر أسمائهم.
ووصف جندي من وحدة الهندسة القتالية "الصدمة" التي شعر بها عندما رأى الدمار الذي خلفه بالفعل القصف الأولي للمنطقة الشمالية من قطاع غزة، عندما أرسلت وحدته لأول مرة لبدء عمليتها للتطهير.
وقال: "كان الأمر يتخطى حدود الواقع. حتى قبل أن ندمر المنازل عندما دخلنا. كان الأمر يبدو غير واقعي كما لو كنت في فيلم".
وأضاف: "ما رأيته هناك حسبما بدا لي كان يتجاوز ما أستطيع تبريره إذا احتجت لفعل ذلك. الأمر يرتبط بمدى تناسب ذلك مع الواقع".
وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية حتى الآن عن مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، وفقا لبيانات السلطات الصحية في غزة.
وأدى القصف إلى تدمير مساحات واسعة من القطاع ونزوح مئات الآلاف إلى خيام أو الإقامة في عقارات تضررت بفعل القذائف.