كتبت سابين عويس في" النهار": ما هو اهم من اجتماع اللجنة الخماسية تجلّى في الموقف العالي السقف لامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة عندما تناول الازمة اللبنانية، داعياً الى "ضرورة إيجاد حلّ مستدام للفراغ السياسي في لبنان، وإيجاد الآليات لعدم تكراره، والنهوض بالبلاد من ازماتها الاقتصادية والتنموية".



يكتسب كلام الأمير القطري أهمية استثنائية لأكثر من سبب، أولها انه الكلام الأول الذي يصدر عن مسؤول خليجي ليس حيال ضرورة انهاء الشغور الرئاسي عبر الدعوة او الحثّ على انتخاب رئيس للجمهورية، وهو كلام عام يعلنه أيّ مسؤول أمام الازمة التي يواجهها لبنان وتتطلب ملء منصب رئاسة الجمهورية ولكن حيال دعوته الى إيجاد الآليات التي تحول دون تكرار الشغور، وهذا يعني البحث في الثغرات التي تعتري الدستور الذي يرعى وينظّم انتخاب الرئيس، على نحو يعالجها ويحول دون تكرارها مستقبلاً.


ثاني الأسباب التي تكسب كلام تميم بن حمد هذه الأهمية انه يصدر عن رئيس الدولة التي تقود اليوم جهوداً لوساطة في الموضوع الرئاسي، ويُنتظر ان يكون لشخصية قطرية موفدة الى بيروت زيارة مرتقبة قريبا جداً للاضطلاع بهذا الدور، علماً ان الدوحة لم تنسحب من الملف اللبناني خلال الفترة الماضية وكان لها اكثر من مسعى او وساطة في اكثر من ملف يتصل بلبنان.

أما السبب الثالث وربما الأهم فهو ان الدوحة كان لها الدور الأبرز عام 2008 في حل الازمة السياسية التي عصفت بالبلاد على مدى عام ونصف عام وكادت ان تفجرها امنياً بعد أحداث 7 أيار، اذ ساهمت في انهاء الشغور الرئاسي الذي ألمَّ بالبلاد لمدة خمسة اشهر، وسط شلل حكومي امتد 18 شهراً، اذ أوجد اتفاق الدوحة الذي أُنجِز بين افرقاء الصراع بضمانات عربية حلاً لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على قانون الانتخاب، علماً ان كل ما أُدرِج في ذلك الاتفاق باستثناء النقاط الثلاث المشار اليها، لم يتم تنفيذها، اذ اقتصر تنفيذ الاتفاق على انتخاب قائد الجيش في حينه العماد ميشال سليمان رئيسًا وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإقرار قانون الانتخاب وفقاً لقانون 1960. أما في ما يتصل بحظر اللجوء الى استخدام السلاح والعنف، فهو من ابرز البنود التي لم يتم الالتزام بها!

فهل البلاد اليوم على مشارف دوحة جديدة تعيد النظر في دستور الطائف على نحو يحول دون تكرار التجربة المتكررة للشغور الرئاسي، وهل نضجت فعلاً ظروف وحيثيات تعديل الدستور في ظل تراجع الدور السعودي محلياً، رغم كل التأكيدات على عدم المسّ بوثيقة الطائف؟

قد يكون من المبكر الذهاب بعيداً في قراءة فحوى كلام الأمير تميم وأبعاده، ولكنه حتماً لم يكن وليد صدفة، ولن يمر مروراً عادياً، ما لم تتبلور على اثره صورة الدور القطري المقبل على لبنان، وموقع دول الخماسية وفي مقدمها السعودية منه!

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

السوداني لبري: يجب أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره الإنساني والقانوني لمنع العدوان على لبنان

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • مخاوف أمريكية من تكرار سيناريو غزة بعد توغل إسرائيل في لبنان|تقرير
  • كيف علق مغردون على تكرار اغتيالات إسرائيل لقادة المقاومة بلبنان؟
  • إسرائيل تستعد لاجتياح وشيك للبنان وقلق أميركي من تكرار سيناريو غزة
  • الحرس الثوري يستعين بأجهزة اتصال روسية لمنع تكرار حادثة البيجر
  • رئيس قضايا الدولة يبحث مع وزير الاتصالات آليات دعم التحول الرقمي
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • عقيل معلقا على تصريحات الكوني بشأن مراسيم الرئاسي: ليس لديكم سيطرة على الميليشيات التي تحاصركم
  • السوداني لبري: يجب أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره الإنساني والقانوني لمنع العدوان على لبنان
  • خلفيات وتأثيرات جديدة للكاميرا في “واتساب”
  • سمو أمير البلاد يستقبل سمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء