موجات النزوح تجدّدت ومداهمات للجيش
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
كتبت" الديار": ملف النازحين مفتوح على شتى الاحتمالات، مع تزايد موجات النزوح خلال اليومين الماضيين عبر منطقة وادي خالد، وبادارة شبكات لبنانية - سورية يصل عددها الى اكثر من 300 شبكة، يتزعمها نافذون على حدود البلدين، مع تأكيدات للاجهزة الامنية المحلية والفلسطينية والعربية، عن دخول احد امراء «داعش» الى لبنان في الاسابيع الماضية مع عدد من مرافقيه، واستقر في مخيمات النازحين في البقاع، بالاضافة الى دخول ارهابيين تابعين لابي محمد الجولاني من الرقة ودير الزور، مزودين بالاحزمة الناسفة ويملكون كفاءة عالية بالقتال، ودخل بعضهم الى المخيمات الفلسطينية.
وقد نفذ الجيش اللبناني مداهمات واسعة في مخيمات النازحين السوريين في البقاع وطرابلس، وواصل دورياته على الحدود، واعتقل العديد منهم والذين اعترفوا ان وجهتهم اوروبا.
وفي معلومات مؤكدة، ان اعداد موجات النزوح الاخيرة فاق كل التوقعات، حسب التقارير التي رفعها رؤساء البلديات الى الاجهزة المختصة، وسجلوا فيها دخول نازحين جدد الى كل البلدات والقرى، مما زاد من الاعباء الاجتماعية، مع قلق حقيقي وجدي من ارتفاع معدلات الجريمة، والمشاكل بين اللبنانيين والسوريين في كل المناطق والقرى.
وجاءفي مقال ابتسام شديد في" الديار": هذا الواقع يلقي بعاتق المعالجة على كاهل الأجهزة الأمنية، التي تضع ثقلها لسد التقصير السياسي في هذا الملف، بضبط المعابر وملاحقة المهربين، مع ما يترتب على العملية من استنزاف لقدرات العسكريين. فالمهربون اكتسبوا خبرة ومهارات في عمليات التهريب عبر الطرق الوعرة ، كما ان التطور الخطير في الموجة الأخيرة من النازحين، تتمثل بنسبة الشباب من الداخلين الى الأراضي اللبنانية من الفئة الشبابية التي يمكنها حمل السلاح، مما يطرح مخاوف معينة، ويفتح الباب على واقع خطير جدا في المستقبل، مع احتمال خروج الوضع مع الوقت عن السيطرة مع ازدياد الوافدين الجدد، وعدم قدرة الجيش من السيطرة على كامل الحدود والمعابر غير الشرعية، وعدم وجود غطاء سياسي كامل للتعامل بحزم مع الأزمة.
واكدت المصادر ان الأجهزة الامنية تلقي القبض على المهربين وتوقف النازحين غير الشرعيين لاعادتهم الى بلادهم، لكن الأمر يحتاج الى اقترانه بالحل سياسي أولا، والتنسيق مع الدولة السورية والأمم المتحدة ثانيا لعدم تسهيل أمور النازحين ومنع المساعدات المالية عنهم، فالنزوح دخل منحى صعبا ومعقدا، ولبنان لم يعد يحتمل كما قال قائد الجيش وكل لبناني مسؤول حيال الخطر الذي يواجهه لبنان اليوم.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
"اليرموك".. من مدرجات لعشاق الكرة إلى مأوىً للنازحين
غزة - مدلين خلة - صفا
لازالت تسمع في الخلفية صافرات الحكم ومساعديه على الجانبين، فيما تقطعها هتافات الجماهير المتحمسة لمجريات مباريات كانت تنظم على هذه المساحة قبل 13 شهرًا فقط.
ملعب اليرموك المعشب وبأنواره الساطعة المثبتة على أركان الاستاد الشهير في غزة؛ فقد اخضراره ذاك وتحول إلى البياض حال النظر إلى ساحته من مدرجاته الإسمنتية.
هذا الملعب كان أول المستقبلين للنازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم في شمال قطاع غزة جراء العدوان الذي شارف على اختتام 400 يومٍ من حربٍ إسرائيلية لا هوادة فيها.
مراسل وكالة "صفا" التقى يوسف عسلية الذي نزح قسرًا من بيت لاهيا إلى ساحة الملعب.
ويقول عسلية: "مشينا من بيت لاهيا إلى الملعب سيرًا على الأقدام، دون اصطحاب أي مستلزمات للحياة، فلم يسمح لنا الجيش بأخذ أمتعتنا ولو فراشًا وأغطية".
ويضيف عسلية أنه وعائلته اضطروا إلى النزوح من مدرسة كانت تأويهم بعد تدمير منزلهم في مخيم جباليا؛ واضطروا للرحيل منها نحو الملعب بعد أن أسقطت طائرة استطلاع للجيش منشورات تهددهم بضرورة مغادرة المدرسة على الفور.
ويشير إلى أنه رفض النزوح إلى مدن جنوب القطاع في أول الأمر، وذلك عندما اضطر مئات الآلاف من سكان مدينة غزة وشمالها للرحيل إلى وسط وجنوب القطاع.
ويتابع الحاج عسلية حديثه لوكالة "صفا"، "مع الاجتياح الثاني للمعسكر تحاصرنا بمجمع مدارس الوكالة عند أبو زيتون وخرجنا تحت القصف على أقرب مدرسة شعرنا فيها بالأمان، وحطينا رحالنا فيها ومع استقرارنا صارت العملية العسكرية الحالية على الشمال، وقررنا نصمد في جباليا وما نطلع الا على الموت".
تجرع المعاناة التي عاشها وآلاف الصامدين بشمال القطاع، قطرة قطرة دون نظرة بعين الرحمة من دول تحمل في لقبها عربية وإسلامية.
"دخل علينا الجيش وفصل النساء عن الرجال وأخذهم على مكان ما حد بيعرف وين طبعا بعد ما جردهم من كل ملابسهم، وأجبرنا نطلع من جباليا عبر شارع صلاح الدين ونتجه ع غزة".
"أنا ما عشت نكبة ال48، كنت بسمع أبوي وسيدي بيحكو عنها، لكن وقت أجبرت على ترك الشمال شعرت روحي طلعت من جسدي، عرفت شو يعني تعيش 74سنةبعيد عن بيتك وأرضك، خروجنا من الشمال على غزة مثل طلوع الروح من الجسد".
"احنا هان بنعيش بظروف صعبة كتير، الاحتلال جبرنا على النزوح بدون أخذ شيء معنا، الان احنا قاطنين الخيام التي لا تقي برد الليل ولا حر النهار".
واضطرت آلاف العائلات بشمال القطاع إلى النزوح القسري من منازلها ومراكز الإيواء عقب الاجتياح البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي على تلك المناطق لليوم 33 على التوالي.
ولجأت العائلات إلى مخيم النزوح الذي انشئ خصيصا لنازحي الشمال في ملعب اليرموك بمدينة غزة، وذلك عقب ارتكاب الجيش الإسرائيلي أبشع المجازر وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها وعمليات النسف المستمر لما تبقى من حجارة قائمة، في محاولة لجمع شتات العائلات النازحة قسرا.
وأسفرت العملية العسكرية على شمال القطاع عن ارتقاء ما يزيد عن 1400شهيد، ممن وصلوا إلى مستشفيات الشمال وغزة، ولا تزال عدد من الجثث ملقاه في الشوارع، وآلاف المصابين الذين لا تستطيع طواقم الدفاع المدني من الوصول إليها وذلك لمنع الاحتلال الطواقم من القيام بعملها واجبارها على مغادرة الشمال.
أمل العودة إلى أرضهم بشمال القطاع لا ينفك يغادر أفواه النازحين هنا في مخيم النزوح بملعب اليرموك فحال " المواطن أبو وائل أبو حميدان" لا يختلف كثيرا عن الحاج عسلية.
"عودتنا للشمال قريبة إن شاء الله، طلعنا منه غصب عنا ورح نرجع الو غصب عنهم، وما رح ينجح مخططهم باحتلال الشمال".
وخلال حديثه لوكالة "صفا" يصف أبو وائل أبو حميدان كيفية تعامل جنود الاحتلال مع الشبان الذين يتم اعتقالهم والتحقيق معهم، "اذا يتم تعريتهم من كامل ثيابهم واجبارهم على الجلوس في الرمال معصوبي الأيدي والاعين مع توجيه أسئلة وتهم لا أساس لها من الصحة".
ويتابع، "الضرب والتنكيل والتعذيب الذي يقوم به الجيش بحق أهل الشمال لا يمكن وصفها والتهمة الموجهة الهم، ليش ما نزحتو على الجنوب؟".
ويشتكي أبو حميدان من الوضع المأساوي الذي آلت اليه حاله وعائلته عقب إجبارهم الى التوجه غرب مدينة غزة، في أعقاب اجتياح جيش الاحتلال لمنطقة معسكر جباليا.
ومما يفاقم الأزمة سوءا، بحسب أبو وائل، العيش داخل خيمة منصوبة على رمال دون وجود الملابس والاغطية والفراش المناسب للجلوس والنوم عليه".
ويناشد أبو حميدان بضرورة توفير الجهات المختصة الأغراض اللازمة من اغطية وملابس مع برودة الجو ليلا.