تعرف على كيفية النيابة عن الغير في العبادة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
الصدق فى النية من صفات المتقين والإنابة فيما تدخل النيابة، الإنابة في توزيع الصدقة، في أداء الدين، في الحج والعمرة إذا كان عاجزًا.. شيخًا كبيرًا، أو عجوزًا كبيرة لا يستطيعان الحج والعمرة، واستنابا لا بأس، أو وكلاه في قضاء دين، أو في الصدقة على فلان، أو فلان، لا حرج في ذلك.
ويقول جل وعلا: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31]، هذه يقال لها: آية المحنة، لما ادعى ناس حب الله امتحنوا، يعني إن كنتم صادقين في حب الله فاتبعوني، فاتبعوا الرسول عليه الصلاة والسلام، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ [آل عمران:31]، يعني قل: يا أيها الرسول للناس: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ [آل عمران:31] يعني صادقين في هذه الدعوة فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31]، فمن كان يحب الله فليتبع الرسول ﷺ، فإن هذا هو البرهان، هذا هو الدليل على صدق المحبة، كثير من المشركين يحبون الله، وإن كانوا يحبون أندادهم مع الله كما قال جل وعلا: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ [البقرة:165]، لكن ما تنفع هذه المحبة لما صارت مشتركة بين الله وبين الرسول بطلت، لا بد أن يكون حب الله خاصًا به، وهو الحب الذي يتضمن الذل والخضوع له بطاعة أوامره وترك نواهيه، والإيمان بأنه مستحق لهذه العبادة، وهذه المحبة الصادقة الخالصة الخاصة التي تقتضي الإيمان به، وتقتضي خوفه ورجاءه، وتقتضي تخصيصه بالعبادة، تقتضي الإيمان بأنه المستحق لها وحده، قال جل وعلا: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:5]، وقال جل وعلا: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65]، وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88].
فعلى المكلف أن يعقل هذا، وليس للإنسان أن يعبد بمجرد هواه، لا بد من الأمرين الذين سمعتم من الشيخين: الأمر الأول الإخلاص لله، وأن يكون الباعث على العبادة طلب مرضاة الله، والإخلاص له ، وأن تصلي لله، تصوم لله، تتصدق لله، تأمر بالمعروف، تنهى عن المنكر لله لا لقصد كذا وكذا، تصوم لله، تحج لله، الباعث هو قصد وجه الله، والمراد طلب مرضاته.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
مواقيت الإحرام الزمانية والمكانية للحج أو العمرة.. تعرف عليها
كشفت دار الإفتاء المصرية، عن مواقيت الإحرام الزمانية والمكانية للراغبين في أداء الحج أو العمرة من جميع أنحاء العالم.
مواقيت الإحرام الزمانية والمكانيةوقالت دار الإفتاء إن الإحرام بالحَجِّ والعمرةِ له مواقيت زمانية ومواقيت مكانية، فأمَّا الميقات الزماني: فهو الوقت الذي قدَّره الشارع للإحرام بالحج وهو شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة، وتُسمَّى أشهر الحج، وهذا متفقٌ عليه، قال تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: 197]، ووقت الإحرام بالعمرة جميع السَّنَة.
وأما المواقيت المكانية للحج: هي: أمكنةٌ أوجب الشارعُ على كلِّ من يأتي واحدًا منها، يؤمُّ بيتَ الله، ناويًا نسكًا، أن يُحرم منها ولا يتجاوزها، وهي مرتبطة بالجهة التي يَقْدَم منها الناسك إلى البيت الحرام، بحيث يُحرِمُ منها أو من الجهة التي تحاذيها حالَ قدومِهِ إلى الحرم وإن لم يكن من أهلها، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: "وَقَّت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل المدينة ذا الحُلَيْفَة، ولأهل الشام الجُحْفَة، ولأهل نجد قَرْنَ المنازل، ولأهل اليمن يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لَهُنَّ، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن، فَمُهَلُّهُ من أهله، وكذاك حتى أهل مكة يُهِلُّونَ منها" أخرجه البخاري في "الصحيح".
ميقات أهل مكة والمدينةوتابعت: فـ"ذو الحُلَيفة" ميقات أهل المدينة، ويُعرف حاليًّا بـ"أبيار علي"، و"الجُحْفَة" ميقات أهل الشام ومصر، وأهل تبوك كذلك، ويُعرف حاليًّا بـ"رابغ"، و"قَرْنُ المنازلِ" ميقات أهل نجد والطائف، ويعرف حاليًّا بـ"السيل الكبير"، و"يَلَمْلَم"، وهو ميقات أهل اليمن، ويُعرف حاليًّا بـ"السَّعْدية".
أمَّا ميقات حج أهل مكة: فمكةُ، وفي العمرة: أدنى الحِلِّ، ومن كان بين مكة وبين ميقات، فميقاته موضعه، كما أفاده الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (8/ 81، ط. دار إحياء التراث العربي)، والشيخ حسن المشَّاط المالكي في "إسعاف أهل الإسلام بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام" (ص: 35-36، ط. مطابع البنوي جدة).
قد نَصَّ جمهور الفقهاء على مشروعية الإحرام لمن جاوز ميقاته إلى ميقات آخر، وأنه بذلك صار من أهل الميقات الثاني؛ إذ المقصود حصول الإحرام من أيِّ ميقات كان، دون اختصاصٍ أو تقييدٍ، ومن غير نظرٍ إلى وطنِ النَّاسك أو انتسابه إلى بعض الأقطار.