أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، تقديم أكثر من 130 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية لمساعدة المتأثرين بالأزمة القائمة في السودان، حيث ستوزع من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وأعلنت مساعدة مديرة الوكالة، سارة تشارلز، عن هذا التمويل في فعالية وزارية رفيعة المستوى عقدت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني في السودان والمنطقة.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيانها أنه منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل، أدى العنف واسع النطاق وغير المبرر إلى نزوح أربعة ملايين شخص داخل السودان، كما أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار إلى الدول المجاورة.

ووفقا للخارجية، يحتاج نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان البلاد، إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة.

وأوضح البيان أن أطراف النزاع تواصل ارتكاب انتهاكات جسيمة، بما فيها الاستخدام واسع النطاق للاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي كتكتيك لترويع السكان وإخضاعهم وبث الخوف في صفوفهم.

ووفقا للخارجية، تتعرض أكثر من أربعة ملايين امرأة وفتاة في السودان لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب النزاع، كما يعانين من تعطل خدمات الصحة والحماية. وتشير التقديرات إلى حاجة أكثر من أربعة ملايين طفل إلى الحماية مع تصاعد الأعمال العدائية في البلاد.

وتواصل الاحتياجات الصحية الطارئة في التزايد بسرعة، إذ بات أكثر من 80 بالمئة من مستشفيات السودان خارج الخدمة وتتواصل التقارير عن هجمات تستهدف المرافق الصحية، بحسب الخارجية الأميركية.

وأكد البيان أن "هذه المساعدات الإضافية من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ستستمر بدعم شركائنا في المجال الإنساني، والذين يقدمون المساعدات الغذائية الطارئة، بما في ذلك من خلال التحويلات النقدية والحبوب والبقول والزيوت النباتية المنقذة للحياة من مصادر أميركية أو التي يتم شراؤها محليا أو من المنطقة".

وأشارت الخارجية إلى أن هذه المساعدات تشتمل على خدمات الحماية والرعاية الصحية والدعم الغذائي والمأوى والمياه والصرف الصحي وخدمات النظافة، من بين جملة خدمات إغاثية أخرى، ويستفيد منها ملايين الأشخاص في السودان.

ووفقا للخارجية، "سيساعد هذا التمويل شركاءنا ليواصلوا الاستجابة لانتهاكات الحماية الجسيمة وستدعم مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية جهود منع العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له، بالإضافة إلى خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للسكان الأكثر ضعفا والمعرضين للخطر في مختلف أنحاء البلاد".

وأكدت الخارجية أن الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية للاستجابة للأزمة في السودان، وبهذا الدعم الإضافي، يصل إجمالي المساعدات الإنسانية الأمريكية لشعب السودان والدول المجاورة التي تدعم اللاجئين السودانيين إلى 840 مليون دولار في هذه السنة المالية.

وأوضحت أنه لن تحل المساعدات الإنسانية وحدها هذا الصراع، إلا أنها ستنقذ الأرواح وتخفف من المعاناة، لكن التدخل في العمليات الإنسانية، بما في ذلك من خلال مداهمة المرافق الإنسانية وفرض العوائق البيروقراطية، يزيد من صعوبة الوصول إلى من هم في أمس الحاجة إلى المساعدات.

كما طالبت الخارجية الأميركية جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية بشكل فوري ودائم والكف عن التدخل في العمليات الإنسانية وتسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی السودان أکثر من

إقرأ أيضاً:

بيان دولة الإمارات بشأن مرور سنتين على اندلاع الصراع في السودان .. تصريحات معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية

بيان دولة الإمارات بشأن مرور سنتين على اندلاع الصراع في السودان
تصريحات معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية :

مع دخول الحرب المدمرة في السودان عامها الثالث، توجّه دولة الإمارات نداء عاجلاً من أجل السلام في هذا البلد الشقيق، حيث تُعد هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة من أشد الأزمات وطأة وقسوة في العالم، إذ يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إغاثية عاجلة في ظل استفحال المجاعة، والعرقلة المتعمدة لوصول المساعدات إلى مستحقيها.

وفي ظل هذه الحالة الإنسانية الحرجة، يواصل طرفا الصراع: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكاب الفظائع، حيث تسببت الاعتداءات المتواصلة التي تشنها القوات المسلحة السودانية – باستخدام سياسة التجويع، واستمرار القصف العشوائي للمناطق المأهولة، والاعتداءات على المدنيين، بمن فيهم العاملون في مجال الاستجابة الإنسانية والطوارئ، بالإضافة إلى شن هجمات باستخدام الأسلحة الكيميائية – في معاناة الشعب السوداني الشقيق الذي بات بسبب ويلات الحرب التي يكابدها يقف على حافة الانهيار.

وفي ما يتعلق بهذه المأساة الإنسانية، تدين دولة الإمارات بأشد العبارات الفظائع التي تُرتكب، وتطالب بمُحاسبة المسؤولين عنها.
وتعرب دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات الأخيرة التي استهدفت المدنيين في دارفور، بما في ذلك الاعتداءات الوحشية على مخيمي زمزم وأبوشوك قرب مدينة الفاشر والتي أدت إلى مقتل وإصابة المئات. كما تشدد على ضرورة وقف استهداف العاملين في المجال الإنساني، والقصف العشوائي للمدارس والأسواق والمستشفيات من قبل كافة الأطراف.

وفي هذه اللحظة المفصلية والحرجة من المعاناة الإنسانية المتفاقمة، تدعو دولة الإمارات إلى اتخاذ الإجراءات الفورية التالية:

1. وقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية:
تؤكد دولة الإمارات على ضرورة “صمت المدافع”، وتدعو في هذا الصدد كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والانضمام إلى طاولة المفاوضات بنوايا حسنة وصادقة، فلا حلّ عسكرياً لهذا الصراع إلاّ عبر التوصل إلى حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.

2. عدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية:
إنّ عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية واستخدامها كسلاح في الحرب فِعلٌ مُدان. كما يجب على طرفي النزاع السماح بوصول المنظمات الإنسانية بشكل عاجل وآمن إلى مَن هُم في أمسّ الحاجة إلى المساعدات في كافة أنحاء السودان. كما تدعو دولة الإمارات الأمم المتحدة إلى منع أيّ من الطرفين المتحاربين من استغلال المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية، وتهديد حياة ملايين المدنيين التي باتت على المحك.

3. تكثيف الضغوط الدولية:
يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل مكثف وعاجل لتسهيل الانتقال إلى عملية سياسية، وتكثيف تدفق المساعدات الإنسانية، وزيادة الضغط الدولي المُنسّق على كافة الجهات التي تساهم في تأجيج الصراع. كما ندعو إلى الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية – والتي تعد بلا شك النموذج الوحيد من القيادة الذي يُمثّل الشعب السوداني بشكل شرعي، وبما يُرسي أسس السلام الدائم. إذ لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح للسودان بالانزلاق أكثر نحو الفوضى والتطرف والانقسام.

ومنذ تفجر الصراع، قدمت دولة الإمارات أكثر من 600 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسودان والدول المجاورة، من خلال وكالات الأمم المتحدة، وذلك بشكل حيادي ودون تمييز وفقاً للاحتياجات الإنسانية. وتؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بدعم الشعب السوداني الشقيق، والعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف المعاناة عنه، مع الدفع نحو السلام.

بلا شك، لقد آن أوان العمل الحاسم والحازم، حيث يجب أن يتوقف القتل. كما يجب أن يُبنى مستقبل السودان على أسس صلبة من السلام والعدالة والقيادة المدنية المستقلة بعيداً عن السيطرة العسكرية، وأولئك الذين يسعون إلى إطالة أمد الحرب على حساب شعبهم.


مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة
  • بمبلغ 60 مليون دولار .. تجديد الهبة القطرية لدعم الجيش اللبناني
  • 154 مليون دولار لدعم المشروعات الخضراء في مصر عبر برنامج تمويل الاقتصاد الأخضر
  • الخارجية الأوكرانية: روسيا انتهكت وقف إطلاق النار أكثر من 30 مرة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نسمح بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة كأداة ضغط على حماس
  • «مؤتمر لندن» يحشد 800 مليون يورو مساعدات إنسانية للسودان
  • اليونيسف: 15 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية
  • بيان دولة الإمارات بشأن مرور سنتين على اندلاع الصراع في السودان .. تصريحات معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية
  • السفير البريطاني بالقاهرة: نعمل مع مصر لدعم حل سوداني للصراع
  • يونيسف: 15 مليون طفل يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في السودان