اعتبر رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن صفقة تبادل الأموال والسجناء بين الولايات المتحدة وإيران ستخلق بيئة أفضل من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني.

والاثنين جرى تنفيذ الاتفاق بين واشنطن وطهران بوساطة الدوحة تم بموجبه إفراج إيران عن خمسة أمريكيين من إيران بالتزامن مع إطلاق الولايات المتحدة سراح عدد من الإيرانيين المحتجزين لديها، إضافة إلى إفراج واشنطن عن أموال إيرانية كانت محجوزة في كوريا الجنوبية ( ستة مليارات دولار) ونقلها إلى مصارف قطرية على أن تصرف لحاجات إنسانية إيرانية.

وقال محمد بن عبدالرحمن في مقابلة مع قناة "CNN": "نحن فخورون جدًا برؤية مساعدة قطر في إعادة هؤلاء الأشخاص إلى عائلاتهم بالتأكيد. أعني أننا جميعًا وعلى جميع المستويات، سواء من صاحب السمو الأمير أو مني أو من حكومة قطر وشعبها، نحن فخورون للغاية بأن قطر تمكنت من تحقيق مثل هذا الشيء".

وعند سؤاله عما إن كانت الصفقة ستؤدي إلى اتفاق نووي جديد، رد بالقول: "لا أستطيع أن أدعي أن هذا سيؤدي إلى اتفاق نووي، لكنه سيؤدي بالتأكيد إلى بيئة أفضل".

اقرأ أيضاً

بعد تبادل السجناء.. قطر تسعى للتوصل إلى "تفاهمات" نووية بين أمريكا وإيران

وأضاف آل ثاني: "لقد كنا نقوم بهذا التوسط بين البلدان، والتوسط في قضايا مختلفة، منذ عقود. ومن خلال تجربتنا، نعلم أنه في المواقف المعقدة، تحتاج إلى فكها من خلال إعادة بناء الثقة بين الأطراف".

يذكر أن وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي عقد الثلاثاء في نيويورك اجتماعاً مع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري الذي يتولي أيضا منصب كبير المفاوضين الإيرانيين لمفاوضات العودة للاتفاق النووي.

وأشار رئيس الوزراء القطري إلى أن "ما حدث (اتفاق التبادل) كان في الواقع لبنة كبيرة لإعادة بناء الثقة بين البلدين".

كما أعرب عن أمله بـ"أن يكون كلا البلدين مقتنعًا بأن هذا سيؤدي إلى خلق بيئة أفضل للتوصل إلى اتفاق كامل بشأن القضية النووية وأي قضية أخرى عالقة".

اقرأ أيضاً

أمريكا وإيران قبل موعد 2024.. هل تمهد صفقة السجناء لمناقشة النووي؟

ومنذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني 2021 حاول الرئيس الأمريكي جو بايدن إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018،

والتزمت إيران بموجب اتفاق 2015 الذي وقعته مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا إلى جانب ألمانيا، بقيود على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وجرت خلال الأشهر الماضية مفاوضات بين طهران وقوى غربية من أجل العودة إلى الاتفاق غير أن عقبات عديدة تعيق تقدم المحادثات. 

اقرأ أيضاً

بعد تنفيذ صفقة تبادل المحتجزين بين واشنطن وطهران.. اجتماع قطري إيراني في نيويورك

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قطر صفقة تبادل أمريكا إيران رئيس الوزراء القطري الاتفاق النووي الإيراني الولایات المتحدة إلى اتفاق بیئة أفضل

إقرأ أيضاً:

الملف النووي الإيراني.. ترامب يدعو لاتفاق سريع وسط تحذيرات دولية

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران إلى "التحرك بسرعة" للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وسط تحذيرات من خبراء بأن أي اتفاق فعال يتطلب شفافية كاملة من إيران بشأن برنامجها النووي.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية تأتي هذه الدعوة في وقت تعاني فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من نقص كبير في المعلومات حول أنشطة إيران النووية، خاصة بعد أن قيدت طهران عمليات الرقابة وأوقفت تحقيقًا متعلقًا بمواد نووية غير مصرح بها عُثر عليها داخل البلاد.

ومنذ سبتمبر 2023، أعلنت الوكالة أنها لم تعد قادرة على تحديث بياناتها بشكل كامل حول البرنامج النووي الإيراني.

 ووفقًا لـ"وول ستريت جورنال"، فإن منع إيران للمفتشين من دخول مواقع غير نووية منذ عام 2021 زاد من تعقيد المشهد، وأضعف قدرة المجتمع الدولي على التأكد من عدم وجود أنشطة عسكرية.

وقال مدير عام الوكالة، رافائيل جروسي، مؤخرًا إن إيران "ليست بعيدة" عن القدرة على إنتاج قنبلة نووية، ما يعكس مستوى القلق الدولي المتصاعد.

مفاوضات في روما


وأفاد التلفزيون الإيراني مساء اليوم بانتهاء الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي استضافتها العاصمة الإيطالية روما، مشيرًا إلى أن الأجواء التي سادت اللقاءات كانت "بناءة" و"إيجابية".

وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريحات عقب ختام المحادثات، أن جلسات اليوم استمرت لأربع ساعات وشهدت "نقاشات جدية وبنّاءة" حول عدد من الملفات العالقة بين الجانبين، دون الخوض في تفاصيل دقيقة حول فحوى التفاهمات.

وأشار الوزير إلى أن الجانبين اتفقا على عقد مفاوضات فنية مقبلة عبر فرق متخصصة في سلطنة عُمان، بهدف وضع أطر عامة لاتفاق محتمل، مؤكدًا أن التركيز في المرحلة القادمة سيكون على "المسائل التقنية" التي يتولاها الخبراء.

غير أن محللين يحذرون من التسرع في التوصل إلى اتفاق دون امتلاك صورة واضحة حول حجم ونطاق البرنامج النووي الإيراني. فبدون قاعدة بيانات دقيقة، سيكون من الصعب فرض قيود فعالة على تخصيب اليورانيوم أو مراقبة مدى التزام طهران بالاتفاق.

ديفيد أولبرايت، المفتش الدولي السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي، أشار إلى أن ترامب منح إيران مهلة شهرين لإنجاز الاتفاق، مؤكدًا أن "التعاون مع الوكالة الدولية سيكون مفتاحًا لبناء الثقة وضمان جدية الاتفاق".

أجهزة الطرد المركزي.. ثغرة غامضة

من أبرز الثغرات المثيرة للقلق هي الغموض الذي يحيط بمخزون إيران من أجهزة الطرد المركزي، وهي المعدات الأساسية المستخدمة في تخصيب اليورانيوم. فبعد انسحاب واشنطن من اتفاق 2015، توقفت إيران في عام 2021 عن تسليم تسجيلات كاميرات المراقبة التي كانت مثبتة في مواقع تصنيع هذه الأجهزة.

وفي أعقاب الهجوم الذي استهدف منشأة كرج – والذي اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف خلفه – أُزيلت الكاميرات، ولم تُعد إلا جزئيًا بعد فترة طويلة. ورغم أن الوكالة ما زالت تُجري تفتيشات دورية في مواقع التخصيب الأساسية، فإنها أعلنت مؤخرًا أنها "فقدت تسلسل المعلومات" حول إنتاج أجهزة الطرد المركزي، ما يفتح الباب أمام احتمالية قيام طهران بتخزين مئات الأجهزة المتطورة سرًا.

تحقيقات غير مكتملة تهدد أي اتفاق مرتقب

ويظل أحد أبرز العوائق أمام أي اتفاق جديد، هو التحقيق الجاري بشأن المواد النووية غير المعلنة، التي يُعتقد أنها تعود لأنشطة إيرانية سرية منذ تسعينيات القرن الماضي. إيران تنفي الاتهامات، لكنها لم تقدم توضيحات مقنعة بشأن مصدر هذه المواد أو أماكن تخزينها.

هذا الملف الشائك لا يزال يشكل نقطة خلافية رئيسية، خاصة مع استمرار الانتقادات لاتفاق 2015 الذي لم يُلزم إيران بالكشف الكامل عن أنشطتها السابقة. وتعتبر هذه المسألة محور جدل كبير داخل الكونغرس الأميركي، وقد تكون سببًا رئيسيًا في فشل أي اتفاق جديد ما لم تتم معالجتها بوضوح وشفافية.

مقالات مشابهة

  • خلال ثاني جولات التفاوض «غير المباشر» في روما.. هل تنجح أمريكا وإيران في التوصل لاتفاق وسط حول الملف النووي؟
  • إيران تتهم إسرائيل بالسعي لتقويض المباحثات النووية مع الولايات المتحدة
  • رئيس وزراء اليابان: لا نية للانسحاب من اتفاق التجارة الثنائي مع الولايات المتحدة رغم الرسوم الجمركية
  • أميركا وإيران تتقدمان نحو اتفاق محتمل بشأن برنامجها النووي
  • مسقط تستضيف جولة فنية من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عمانية
  • رئيس وزراء اليابان يجري محادثات ثنائية تجارية مع الولايات المتحدة
  • ماذا حدث في الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران في روما؟
  • الملف النووي الإيراني.. ترامب يدعو لاتفاق سريع وسط تحذيرات دولية
  • التلفزيون الإيراني: اختتام الجولة الثانية من المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة
  • أستاذ علوم سياسية: الجولة الثانية للمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة تحمل إشارات إيجابية