21 من سبتمبر المجيدة هي ثورة خالدة للأجيال القادمة وللمستقبل لانها ثورة منهجها قرآني جاءت لاستعادة الكرامة اليمنية
هي ثورة شعبية جاءت لتكون لكل المستضعفين في اليمن وفي العالم العربي والإسلامي وكما أكد السيد وقائد الثورة عبدالملك بدرالدين الحوثي انها ثورة تصحيحية، أي أن أهدافها تصحيح مسار الثورات اليمنية السابقة 26سبتمبر و14 أكتوبر المجيدة واستكمال تنفيذ أهدافها التي صاحبت الوحدة اليمنية 22مايو 1990م.

. وتداعيات الحرب الأهلية في صيف 1994م.. وتعتبر ثورة للقضاء على الفساد والاستبداد والظلم والمحسوبية والإقصاء والتهميش ..
صحيفة (الثورة) التقت بعدد من الشخصيات الاجتماعية والمسؤولين والمثقفين بمحافظة عمران في السطور التالية :

عمران/ صفاء عايض

منهجها قرآني
تحدث في البداية الأخ /خالد حيدرة مدير عام الجهاز المركزي للإحصاء بمحافظة عمران: ثورة 21سبتمبر جاءت نتيجة حتمية لما كانت قد وصلت اليه البلاد من ارتهان وخضوع لأمريكا ومملكة بني سعود، ولسوء الأوضاع الاقتصادية وتفشي الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة، فهذه الثورة هي إرادة شعب ولازالت شعلتها متوهجة وستسمر حتى تحقيق كامل أهدافها وتحرير كل شبر من ارض اليمن الطاهر، وتعد الثورة الوحيدة التي لم تتدخل فيها دول الاستكبار العالمي ، فقد كانت ثورة شعب ،ولذلك تكالبت عليها دول العالم وشنوا عليها اكبر واقوى تحالف عسكري ،ولكن ولله الحمد لله فأن الشعب اليمني افشل مخططات الأعداء بفضل التفافه حول قيادته .. كما ان ثورة 21سبتمبر تستمد عالميتها وشموليتها من عالمية وشمولية القرآن الكريم وقيمه ومبادئه وأخلاقه الذي خص الله نبيه محمد صلى الله عليه وآله والأمة الإسلامية به .
وأضاف حيدرة قائلا : قادة ثورة ٢١ سبتمبر قادتها وأنصارها من يجسدون تلك المبادئ والقيم والأخلاق ومن يحرصون على إرسائها وترسيخها وتربية الشعوب على النهج الذي تربت عليه الأمة الإسلامية منذ بداية نشئتها ببعثة سيدنا محمد بن عبدالله رسول رب العالمين ليخرج الأمة من الضلال إلى الهدى ومن الظلمات إلى النور صلى الله عليه وآله وسلم..
فعظمة 21 سبتمبر أظهرها تحالف العدوان الكوني العالمي الذي لم يسبق لتحالف بالعالم ان يقوم بعدوان كما هو العدوان على اليمن .. ليس لانها تمثل تهديدا على دول المنطقة والعالم وانما لان اليمن لديها مشروع ومنهج قرأني يعيد للامة هويتها الإيمانية وكرامتها وعزتها واستعادة حريتها واستقلالها ومقدساتها وأوطانها لان ما تمتلكه من مشروع كفيل لتحقيق البناء والنهضة والقوة والانتصار.
وبهذه المناسبة لا يسعنا إلى الترحم على الشهداء العظماء والتحية لأسرهم وأهليهم والشفاء للجرحى والعودة للأسرى والمفقودين..
رحم المعاناة
وقال الدكتور /عبدالملك صالح شعوف – جامعة عمران: إن ما يميز ثورة 21 سبتمبر التصحيحية كونها ثورة الحرية ورفع الوصاية والاستقلال والبناء فهي من أرست لم الشمل وتعزيز دعائم وحدة العمل الوطني المشترك لبناء يمن جديد متمسك بوحدته يشترك في بنائه وينعم بخيراته كل أبنائه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.. فقد انطلقت من رحم المعاناة التي آلمت بالشعب اليمني، وانبثقت من صميم آلامه وآماله وتطلعاته، فجاءت مدركة ومُتشبّعة بخصائص اليمن الأرض والإنسان، وعبق الأصالة والنضال والتاريخ.
وأكد الدكتور شعوف ثورة ٢١ سبتمبر وطنية الفكر والمنشأ ، ويمنية القيادة وصنع القرار، فلم يشاركها في صنع قرارها أحد من خارج الوطن، ولم ترتهن لأي قوى خارجية ولم تستمد قوتها من الخارج بل كانت يمنية بامتياز اعتمدت على أبناء بلدها وشعبها وإرثها التاريخي والحضاري في كل جولات الصراع مع أعدائها ولم تمد يدها لغير أهلها أو تتوسل أحداً غير الله، وهذه ميزة لم تتوفر لأي ثورة يمنية أو عربية من قبل، وهذه الميزة سر عظمتها ومصدر قوتها ، وأساس صمودها وانتصاراتها رغم قسوة التحديات والظروف ، وشراسة الموقف اقتحمت الواقع وحشدت الطاقات وأثارت من حولها كل الهمم بكل صلابة وعزيمة، فكانت ثورة متحركة ومستمرة ومتطورة ، وما تزال كل يوم تبني نفسها وتطور أهدافها وسياساتها.
وكذلك سَمْتِها الأخلاقية ونزعتها التربوية، وميلها إلى الصفح والعفو، وحرصها الدائم على السلام قبل كل شيء، وتفردت بالجمع بين كل هذه المزايا، وبين خصائص القوة، وصلابة الإرادة، والحفاظ على المبادئ، والثقة والثبات والاعتماد على الذات، والاستعداد العالي للتضحية والمواجهة والصمود في أي وقت وتحت أي ظرف .
موضحا ان ثقافتها المرتكزة في جوهرها على مناهضة الظلم والفساد والإرهاب والاستبداد وإرساء قيم التسامح والتعايش والتعاون والتكامل، والانحياز المطلق للشعب والأرض، ورفض التبعية والارتهان وكل أشكال الوصاية والهيمنة الخارجية، والنضال المستمر من أجل الحرية والاستقلال والسيادة والأمن والاستقرار ووحدة وسلامة الأرض والمياه اليمنية والقرار اليمني.
زمن الذل
واكد الاكاديمي بجامعة عمران شعوف مع بزوغ فجر ثورة 21 سبتمبر إنتهى زمن الذل والارتهان والارتزاق والعمالة والانبطاح، وأتت الحرية والكرامة والسيادة والشموخ بفضل الله وبدماء رجال ثورة الـ٢١ من سبتمبر وبفضل حكمة وحنكة قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورجال الثورة الأحرار.
الكرامة اليمنية
وتحدث الأخ /عبدالله الحاذق /المسؤول المالي بهيئة المواصفات والمقاييس بمركز جمارك نهم ان ثورة 21 سبتمبر 2014 لم تكن وليدة لحظتها السياسية، بل هي نتيجة صراع طويل ممتد إلى زمن الصرخة الأولى التي أطلقها الشهيد المؤسس السيد “حسين الحوثي” من مران: “إن مشاريع الهيمنة على اليمن ليس لها إلا الموت”.. تاريخياً، لا يمكن فصلها عن السياق السياسي الذي عاشته اليمن في مرحلة ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، وما صاحبها من إقصاء وتهميش لشريحة كبيرة من الشعب اليمني، وحرمان مناطق معينة باسم الثورة، وبعد قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، استمر النظام في ممارسة هواية استعداء المكونات الرافضة التسبيح بحمده بذرائع واهية، كانت نتيجتها شن ست حروب ظالمة على صعدة “2004 – 2010”.. وفي العام 2011 انخرط “أنصار الله” في صفوف ثورة 11 فبراير على أمل إيجاد دولة حرة، عادلة، مستقلة، قابلة للحياة في اليمن، لكن أعداء الحياة في الإقليم وعبيدهم داخل اليمن حالوا دون ذلك، ما أدى الى فشل الفعل الثوري، وإعادة تخليق النظام السابق من جديد، وبتبعية أكثر انبطاحاً وإباحة لليمن.
وأضاف ان ثورة 21 سبتمبر المجيدة وجدت نتيجة طبيعية لكل هذه السياقات، ونتيجة طبيعية لإقصاء وتهميش نظام ثورة 11 فبراير لشريحة واسعة من المجتمع اليمني، ونتيجة طبيعية لسلسلة من المظالم تعامل معها نظام “صالح” بروح التعالي، وصمت عنها الفاعلون السياسيون من أحزاب وشخصيات اجتماعية مؤثرة بل وحاول البعض تجيير موقف النظام السابق من قضية ومظلمة صعدة لصالحه مدفوعاً بالعصبية المذهبية ومصالح دول الجوار، والأهم من هذا أنها ثمرة من ثمار خطاب “أنصار الله”، الذي دعا منذ لحظاته الأولى إلى الانتفاض ضد الهيمنة وإسقاطها لاستعادة الكرامة اليمنية.. خَلُص إلى أن “القهر الاجتماعي المتراكم منذ عقود الاستغلال والحرمان والفساد وسياسات السلطة المرتهنة للوصاية الأجنبية التي انعكست إفقاراً وديوناً وديكتاتورية” كان له دور كبير في انفجار الفعل الثوري.
ثورة خالدة
ويرى الأخ /أنور حسن أبو رشيد رئيس قسم الدراسات والبحوث بمصنع أسمنت عمران ان قيام ثورة ٢١ سبتمبر ثورة خالدة بمشيئة الله نقلت اليمن من الضعف والارتهان للقوى الاستعمارية المتمثلة بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا والدول الغربية وهيمنة عملائهم من الأعراب المنافقين السعودية والإمارات إلى الاستقلال وسيادة وحرية القرار والانتصار للإرادة اليمنية وصوناً وحماية لسيادة اليمن أرضاً وإنساناً والدفاع عنه وصوناً لمقدراته ومكتسباته وثرواته من السلب والنهب .. ثورة الـ21 من سبتمبر هي الانطلاقة للخروج من الماضي المظلم على أساس المبادئ والقيم التي ينتمي إليها هذا الشعب وأستنهض بقيم ومبادئ وتاريخ شعبنا اليمني العظيم .. ولكونها نابعة من وعي وإحساس بالمسؤولية للشباب، ومن واقع معاناة حقيقية، ولم يكن تحركاً بدفع خارجي، هذا التحرك كان حكيماً ومميزاً بخطواته الفاعلة والقوية، ومعبرة عن هوية الشعب اليمني، شعب الإيمان والحكمة”.. فقد قامت بنهجها القرآني العظيم , لتعيد مجداً وعزة وكرامة للشعب اليمني المجاهد.. ومن أهم أهدافها تصحيح مسار الثورات اليمنية السابقة 26 سبتمبر 1962، و14 أكتوبر 1963، و11 فبراير 2011، واستكمال تنفيذ أهدافها، ومعالجة الاختلالات التي صاحبت الوحدة اليمنية 22 مايو 1990، وتداعيات الحرب الأهلية 1994م والقضاء على الفساد والاستبداد والظلم والمحسوبية والإقصاء والتهميش والاستئثار بالثروة.. وبناء دولة يمنية قوية وعادلة وحرة، وتكريس مفهوم الشراكة الحقيقية في الحكم.. والحفاظ على سيادة اليمن والدفاع عنه، وحماية أراضيه، وصون مقدراته وثرواته من السلب والنهب، وإفشال مؤامرات تقسيمه وتمزيقه، وتشتيت أبنائه والتحرر من الهيمنة والتبعية والوصاية الخارجية واستعادة الهوية اليمنية.
كما نجحت في كسر وتغيير العديد من المفاهيم التي كانت سائدة عبر الحقبة التاريخية السابقة قبل ثورة 21 سبتمبر، وخلقت مفاهيم أخرى سوف تُحفر في صفحات التاريخ للعزة والكرامة والسيادة والقوه والثابتة بالمنهج القرآني العظيم في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية .
وعي جديد
وقال النقيب/وليد الاشموري رئيس التوجيه الثقافي بشرطة عمران: ثورة 21 سبتمبر جاءت بوعي جديد ثورة استعادت اليمن وقدمت حلولا للتصحيح والتغيير عما كان سائداً وأدرك معظم اليمنيين أن لصوتهم قيمة كبيرة وأن هذا الصوت الذي استهان به النظام السابق وهو الذي جعل فاسدين يتحكمون برقاب الشعب لسنوات طويلة تحت حكمه.. ولايزال البعض ممن في قلوبهم مرض وتحمل أنفسهم حقدا دفينا ضد ثورة 21 سبتمبر المجيدة ويحاولون ان يعودوا باليمن إلى ما قبل الثورة ويمحون كل إنجازاتها وما حققته الثورة ضد الفساد وتصحيح المنظومة السياسية في اليمن .
وأشار الاشموري إلى انه دائما ما تنتصر الثورات عبر التاريخ خاصة التي تنادي بالإصلاح ضد الظلم والطغيان وهكذا ستعيش ثورة الحق في اليمن وستستمر هذه الإنجازات التي تحققت خلال سنوات قصيرة والبلد يرزح تحت عدوان آثم استهدف الإنسان اليمني بصورة رئيسية اكثر مما استهدف الحجارة والبنيان. عدوان أراد تغيير إرادة هذا الشعب وتسطيحه وتحويل أبنائه إلى أشخاص انتفاعيين لاتهمهم إلا مصالحهم الشخصية.
منجزات ثورة 21سبتمبر
ويرى أبو حمزة المأخذي – مدير الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين بمديرية جبل عيال يزيد انها ثورة عظيمة لليمن لانها ضد الظلم والاستبداد وسوف تصنع جيلاً قويا ونريكم من اهم منجزات ثورة 21 سبتمبر تحدث ‎السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي :
إسقاط حكم الوصاية الخارجية وتطوير الصناعات العسكرية وإحياء الهوية اليمنية، ومن أهم منجزات الثورة الشعبية 21 سبتمبر أعادت روح التضامن، التعاون وذلك من خلال الاهتمام بالمحتاجين والفقراء، في كل ما يُجَسِّد الإحسان في الواقع العملي.
وكذلك تفعيل دور الزكاة من خلال الهيئة العامة للزكاة التي اثبت الواقع تحركها وثمرتها في الواقع العملي.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

في ذكراها السادسة كيف تم إجهاض ثورة ديسمبر؟

بقلم: تاج السر عثمان

١
في الذكرى السادسة لثورة ديسمبر، نستلهم دروسها حتى لا تتكرر تجربة إجهاضها التي قادت للحرب اللعينة، بترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، وابعاد العسكر والدعم السريع عن السياسة والاقتصاد، ونحن نسير في تكوين اوسع جبهة جماهيرية قاعدية لوقف الحرب واسترداد، وذلك من خلال النقد والنقد الذاتي، بمتابعة تطور المخططات للانقلاب علي ثورة ديسمبر من القوى المضادة لها في الداخل والخارج. ننطلق من الوقائع لا من التصورات الذهنية المسبقة والأوهام ، ويمكن تحديد تلك المخططات في الآتي:
٢
بعد اندلاع ثورة ديسمبر ، تم التوقيع علي ميثاق إعلان ” الحرية والتغيير” والذي توحدت حوله قوي الثورة ، وانطلقت الثورة بعنفوان وقوة أكثرعلي أساسه باعتباره البديل الموضوعي للنظام الإسلاموي الفاشي الدموي ، وكانت كما اوضحنا في مقالات ودراسات سابقة في اهم النقاط التالية:
– تشكيل حكومة انتقالية من كفاءات وطنية بتوافق جميع أطياف الشعب السوداني، تحكم لمدة أربع سنوات. – وقف الحرب بمخاطبة جذور المشكلة السودانية ومعالجة آثارها وعمل ترتيبات أمنية مكملة لاتفاق سلام عادل وشامل وقيام المؤتمر الدستوري الشامل لحسم القضايا القومية.
– وقف التدهور الاقتصادي وتحسين حياة المواطنين في كل المجالات المعيشية والتزام الدولة بدورها في الدعم الاجتماعي وتحقيق التنمية الاجتماعية من خلال سياسات دعم التعليم والصحة والاسكان مع ضمان حماية البيئة ومستقبل الأجيال.
– إعادة هيكلة الخدمة المدنية والعسكرية (النظامية) بصورة تعكس استقلاليتها وقوميتها وعدالة توزيع الفرص فيها دون المساس بشروط الأهلية الكفاءة.
– استقلال القضاء وحكم القانون ووقف كل الانتهاكات ضد الحق في الحياة فورا ، والغاء كل القوانين المقيدة للحريات وتقديم الجناة في حق الشعب السوداني لمحاكمة عادلة وفقا للمواثيق والقوانين الوطنية والدولية.
– تمكين المرأة السودانية ومحاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد التي تتعرض لها.
– تحسين علاقات السودان الخارجية علي أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة والبعد عن المحاور ، مع ايلاء أهمية خاصة لاشقائنا في دولة جنوب السودان.
٣
بعد وصول الثورة الي ذروتها في اعتصام القيادة العامة ، تم انقلاب اللجنة الأمنية للنظام البائد بهدف قطع الطريق أمام الثورة، واستمرت المقاومة باسقاط الفريق ابنعوف، ومع اشتداد المقاومة والمطالبة بالحكم المدني، تمت المحاولة الانقلابية بمجزرة فض الاعتصام ، والتي أعلن فيها البرهان انقلابه على ميثاق ” إعلان الحرية والتغيير” بقيام انتخابات بعد 9 شهور وإلغاء الاتفاق مع” قوى التغيير” الذي خصص لها 67 % من مقاعد التشريعي، لكن موكب 30 يونيو 2019 قطع الطريق أمام الانقلاب بعد المجزرة، وتمت العودة للمفاوضات مع قوى الحرية والتغيير، وتم التوقيع على الوثيقة الدستورية “المعيبة” التي تجاوزت ميثاق ” إعلان الحرية والتغيير”، فما هي أبرز نقاط “الوثيقة الدستورية” : –
– تراجعت ” الوثيقة الدستورية” عن ” إعلان الحرية والتغيير” ، واصبحت الفترة الانتقالية ( 39 شهرا) ، وتكوين مجلس سيادة من 11 ( 5 عسكريين و6 مدنيين) ، لمجلس السيادة الرئاسة خلال في 21 شهرا الأولي، والشق المدني في الفترة الانتقالية الثانية 18 شهرا!!. كما أعطت المكون العسكري حق تعيين وزيري الدفاع والداخلية والانفراد بالاصلاح في القوات النظامية. وقننت الوثيقة الدعم السريع دستوريا ، واعتبرته مؤسسة عسكرية وطنية حامية لوحدة الوطن ولسيادته وتتبع للقائد العام للقوات المسلحة وخاضعة للسلطات السيادية.
– اعتبرت “الوثيقة الدسترية” المراسيم الصادرة من 11 أبريل 2019 سارية المفعول ما لم تلغ أو تعدل من قبل المجلس التشريعي ، أما في حالة تعارضها مع أي من أحكام الوثيقة تسود أحكام الوثيقة. بالتالي ابقت الوثيقة الدستورية كما جاء في المراسيم علي وجود السودان في محور حرب اليمن ، والقوانين المقيدة للحريات التي ظلت سارية المفعول ولم يتم إلغايها..
٤
تم التنكر من المكون العسكري للوثيقة الدستورية رغم عيوبها ، ولم يتم تنفيذ بنودها كما في البطء والفشل في الآتي:
– محاسبة منسوبي النظام البائد في الجرائم التي ارتكبت منذ يونيو 1989.
– معالجة الأزمة الاقتصادية ووقف التدهور الاقتصادي ، وزاد الطين بلة الخضوع لتوصيات صندوق النقد الدولي برفع الدعم الذي زاد من حدة الغلاء والسخط علي الحكومة مما يهدد بسقوطها.
– الاصلاح القانوني وإعادة بناء المنظومة القانونية ، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات واستقلال القضاء وحكم القانون.
– تسوية أوضاع المفصولين من الخدمة المدنية والعسكريين وعدم اصدار قرار سياسي وبعودتهم.
– استمرار الانتهاكات ضد المرأة ( كما حدث في حالات الاغتصاب التي سجلتها مجازر دارفور واعتصام القيادة العامة . الخ.
– سياسة خارجية متوازنة تحقق المصالح الوطنية العليا للدولة ، وتعمل علي تحسين علاقات السودان الخارجية ، وبنائها علي أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة مما يحفظ سيادة البلاد وأمنها، بل تم الخضوع للاملاءات الخارجية كما في تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي بطريقة فوق طاقة الجماهير استنكرها حتى صندوق النقد الدولي وانتقد الحكومة علي تلك الطريقة في التنفيذ التي تؤجج الشارع وتهدد استقرار البلاد والفترة الانتقالية، والخضوع للابتزاز في التطبيع مقابل الرفع من قائمة الدول الراعية للارهاب، فضلا عن دفع التعويض (335 مليون دولار) عن جرائم ليس مسؤولا عنها شعب السودان.
– تفكيك بنية التمكين الذي ما زال قويا ، وقيام دولة المؤسسات.
– تغول المجلس السيادي علي ملف السلام ، وتأخير تكوين التشريعي والولاة المدنيين بعد اتفاق المكون العسكري مع الجبهة الثورية، وعدم تكوين مفوضية السلام التي من اختصاص مجلس الوزراء، والسير في منهج السلام الجزئي والقائم علي المحاصصات حتى توقيع اتفاق سلام جوبا الذي وجد معارضة واسعة.
– تسليم البشير ومن معه للجنائية الدولية، وإعلان نتائج التحقيق في مجازر الاعتصام ومظاهرات ومواكب المدن( الأبيض، كسلا، قريضة، . الخ).
– انتهاك وثيقة الحقوق باطلاق الرصاص علي المواكب والتجمعات السلمية مما أدي لاستشهاد وجرحي
– عدم تكوين التشريعي.
٥
الانقلاب علي الوثيقة الدستورية:
وأخيرا جاءت اتفاقية جوبا التي كرّست الانقلاب الكامل علي “الوثيقة الدستورية”، ولم تتم اجازتها بطريقة دستورية بثلثي التشريعي كما في الدستور، بل تعلو بنود اتفاق جوبا علي الوثيقة الدستورية نفسها، كما قامت علي منهج السلام الذي حذرنا منه منذ بدايته، والذي قاد لهذا الاتفاق الشائه الذي لن يحقق السلام المستدام، بل سيزيد الحرب اشتعالا قد يؤدي لتمزيق وحدة البلاد مالم يتم تصحيح منهج السلام ليكون شاملا وعادلا وبمشاركة الجميع.
كان من الأهداف تعطيل الفترة الانتقالية وتغيير موازين القوي لمصلحة القوى المضادة للثورة ، ويتضح ذلك عندما وقع المكون العسكري اتفاقا مع الجبهة الثورية بتأجيل المجلس التشريعي وتعيين الولاة المدنيين، وجاءت الاتفاقية بشكلها لتغيير موازين القوي لصالح قوى “الهبوط الناعم ” بإعطاء نسبة 25% في التشريعي للجبهة الثورية و3 في السيادي و5 في مجلس الوزراء ، مما يحقق أغلبية يتم من خلالها الانقلاب علي الثورة..
اضافة للسير في الحلول الجزئية والمسارات التي تشكل خطورة علي وحدة البلاد ، ورفضها أصحاب المصلحة أنفسهم.
السير في منهج النظام البائد في اختزال السلام في محاصصات دون التركيز علي قضايا جذور مجتمعات مناطق الحرب من تعليم وتنمية وصحة وإعادة تعمير، فقد تمّ تجريب تلك المحاصصات في اتفاقات سابقة (نيفاشا، ابوجا، الشرق،. الخ) وتحولت لمناصب ووظائف دون الاهتمام بمشاكل جماهير مناطق النزاعات المسلحة في التنمية والتعليم والصحة وخدمات المياه والكهرباء وحماية البيئة، وتوفير الخدمات للرحل و الخدمات البيطرية، وتمّ إعادة إنتاج الحرب وفصل الجنوب، من المهم الوقوف سدا منيعا لعدم تكرار تلك التجارب.
جاء انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 ليطلق رصاصة الرحمة على الوثيقة الدستورية الذي وجد مقاومة جماهيرية كبيرة، وفشل حتى في تشكيل حكومة، مما أدي للتدخل الإقليمي والدولي لفرض الاتفاق الإطاري الذي أعاد الشراكة وكرس الدعم السريع واتفاق جوبا، وقاد للصراع على السلطة والثروة بين قيادتي الدعم السريع والجيش، الذي اتخذ شكل دمج الدعم السريع في الجيش و فجر الصراع المكتوم، وقاد للحرب الجارية حاليا.

٦
من العرض السابق تتضح الخطوات التي سارت عليها القوى المضادة للثورة كما في تغيير نسب المجلس لإجهاض الثورة التي رفضتها لجان المقاومة وتجمع المهنيين ، في مواجهة ومقاومة مستمرة لقواها التي أكدت استمرارية جذوتها ، وكان طبيعيا أن ينفرط عقد ” تحالف قوى الحرية والتغيير”، وينسحب منه الحزب الشيوعي وقبل ذلك جمد حزب الأمة نشاطه فيه، بعد أن سارت بعض مكوناته في خط “الهبوط الناعم “والتحالف مع المكون العسكري لإعادة إنتاج سياسات النظام البائد القمعية والاقتصادية وتحالفاته العسكرية الخارجية ، ومنهج السلام الجزئي الذي يعيد إنتاج الحرب ولا يحقق السلام المستدام.
كل ذلك يتطلب بمناسبة الذكرى السادسة للثورة أوسع حراك في الشارع بمختلف الأشكال وقيام أوسع تحالف من القوى الراغبة في استمرار الثورة واستعادة مسار الثورة على أساس ” ميثاق قوى الحرية والتغيير في يناير 2019 وتطويره)، وتحقيق الديمقراطية والتحول الديمقراطي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ، وعودة كل شركات الذهب والبترول والجيش والأمن والدعم السريع وشركات الماشية والمحاصيل النقدية والاتصالات لولاية المالية، ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي بما يقوي الصادر والجنية السوداني وتوفير العمل للعاطلين من الشباب، ورفض السير في السياسة الاقتصادية للنظام البائد في رفع الدعم وتخفيض العملة والخصخصة،، وانجاز مهام الفترة الانتقالية وتفكيك التمكين والانتقال للدولة المدنية الديمقراطية التعددية ، ورفض الحلول الجزئية في السلام بالحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة.
– إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات ، وإلغاء قانون النقابات 2010، واجازة قانون نقابة الفئة الذي يؤكد ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية، ورفع حالة الطوارئ ، واطلاق سراح كل المحكومين ونزع السلاح وجمعه في يد الجيش وحل جميع المليشيات (دعم سريع ومليشيات الكيزان وجيوش الحركات. الخ) وفقا الترتيبات الأمنية، وتكوين جيش قومي موحد مهني تحت إشراف الحكومة المدنية. لضمان وقف الحرب واستعادة مسار الثورة. وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
– تسليم البشير والمطلوبين للجنائية الدولية ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب وضد الانسانية.
– عودة النازحين لقراهم وحواكيرهم ، وإعادة تأهيل وتعمير مناطقهم ، وعودة المستوطنين لمناطقهم ، وتحقيق التنمية المتوازنة.
– السيادة الوطنية ووقف ارسال القوات السودانية لمحرقة الحرب في اليمن، فلا يمكن تحقيق سلام داخلي، والسودان يشارك في حروب خارجية لا ناقة له فيها ولا جمل، والخروج من المحاور العسكرية، وقيام علاقاتنا الخارجية مع جميع دول العالم علي اساس المنفعة والاحترام المتبادل، وتصفية كل بؤر الارهاب والحروب في السودان.

alsirbabo@yahoo.co.uk

   

مقالات مشابهة

  • حركة العدل والمساواة السودانية .. بيان بمناسبة الذكرى السادسة لثورة ديسمبر المجيدة
  • هل كانت ثورة ام وهم الواهمين
  • استفتاء 19 ديسمبر .. جذوة الثورة ما تزال حية
  • في ذكراها السادسة كيف تم إجهاض ثورة ديسمبر؟
  • ثورة يحبّها الأعداء… إلى حين!
  • استفتاء 19 ديسمبر ..جذوة الثورة ما تزال حية 
  • بيان من حزب الأمة القومي السوداني بمناسبة ذكرى اعلان الاستقلال من داخل البرلمان وذكري ثورة ديسمبر المجيدة
  • السلام طريق إنقاذ الوطن وبنائه على أسس جديدة
  • ماذا حدث لثورتنا: أسأل عن الطبقة في قيادتها
  • هل كانت ديسمبر نصف ثورة؟