21 سبتمبر.. طوق نجاة من غول التكفيريين وتنظيماته الإجرامية
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
كانت الأوضاع في اليمن عامة وفي صنعاء خاصة تذهب إلى أدنى قاع من الدماء والدمار شهدت صنعاء عشرات التفجيرات الانتحارية التي طالت المساجد والفعاليات المجتمعية كان إنقاذ المجتمع من التطرف مرتكز الأهداف الناصعة لثورة 21 سبتمبر 2014م حتى نهاية 2013 أسقطت المؤامرة الأمريكية وأدواتها المحلية 40 طائرة عسكرية وقتلت 50 طياراً ومدرباً يمنياً بين 2012- 2014 شهدت اليمن قرابة 650 حادثاً إرهابياً بين تفجير واقتحام مسلح نجم عنها أكثر من 4000 شهيد وجريح
قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م أصبحت الأوضاع الأمنية في اليمن عامة وصنعاء خاصة تسير باتجاه نموذج الصومال والعراق، بل كانت تنحدر إلى أدنى قاع من الدمار والدماء، حيث تتكرر عبر كل اتجاه جغرافي تفجيرات انتحارية واغتيالات وتشكيلات متطرفة وإرهابية، وكل هذا يحصل فيما سفراء الدول العشر وبالأخص أمريكا وبريطانيا والسعودية، يسيطرون على مفاصل القرار الأمني والعسكري والمدني، حتى التعيينات في أبسط الوظائف، ولا تعبير ينصف تلك المرحلة أكثر من صفة الفوضى العارمة.
في هذه المادة سنستعرض بالأرقام والإحصاءات حالة العاصمة صنعاء وحالة اليمن خلال الفترة من 2012-2014م قبيل اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014م التي أنهت مسلسل الدماء والدمار والاختلالات الأمنية، وكيف شكلت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر طوق نجاة للشعب اليمني من غول التطرف والإرهاب… إلى التفاصيل.
الثورة: إدارة التحقيقات
إذا كان الحديثُ عنها يرتبط من الناحية الموضوعية بالأحداث والظروف والوضعيات التي كان اليمن عليها قبل اشتعالها شعبيا وجماهيرياً، فإن ثورة 21 سبتمبر كحدث اقترنت أساساً بضرورة تخليص اليمن من معضلتين كارثيتين الأولى، معضلة التبعية والعمالة والارتهان في القرار، والثانية المعضلة الأمنية التي باتت تنخر في جسد المجتمع اليمني على مرأى ومسمع نظام سياسي خائر القوى والقرار السياسي وأصبح مسيراً بريموت متعدد الأيدي الخارجية، لكن الأسوأ في المعضلة الأمنية التي كانت مستفحلة قبل الثورة أنها نالت وحصدت الآلاف من أرواح الأبرياء، رموزا وشباباً ونساء وأطفالاً، في كل ربوع اليمن، وخلال العقود الماضية، لكن الأهم في موضوع حديثنا عن إرهاصات ثورة 21 سبتمبر هو ما حدث خلال العامين 2012-2014م.
أولاً: العمليات والتفجيرات الانتحارية في الأعوام 2012 – 2014م
شهدت اليمن خلال الفترة 2012 – 2014م قرابة 650 حادثة إرهابية بين عملية تفجير انتحاري واقتحام طال قرابة 4000 ألف يمني، رموزاً وقيادات عسكرية ونخباً فكرية وسياسية وإعلامية وأمنية وعلى المستوى التفصيلي كانت كالاتي:
شهد العام 2012م فقط أكثر من 15 تفجيراً وهجوماً انتحارياً استهدفت معسكرات ونقاطاً أمنية وتجمعات، بلغ عدد ضحاياها من الأبرياء 300 قتيل من الضباط والجنود والمدنيين، وكان أبرز تلك الأحداث الإرهابية:
تفجير انتحاري استهدف عرضا عسكريا لجنود الأمن المركزي في ميدان السبعين.
تفجير انتحاري استهدف معسكر اللواء 115 في محافظة أبين.
تفجيرات انتحارية استهدفت معسكرات في عدن وصنعاء وشبوة ومارب، كان أكثرها دموية تفجير معسكر جبل حديد بعدن، وتفجير في معسكر الحفا بصنعاء.
وشهد العام 2013م أكثر من 15 حادثة إرهابية ما بين تفجير عبوات ناسفة عن بعد واقتحام مسلح حصد 500 قتيل وجريح من الأطباء والممرضين والجنود وعناصر الأمن والمدنيين، أبرز تلك الاقتحامات الإرهابية.
07 فبراير 2013م انفجارات في مخازن أسلحة اللواء 21 ميكا في مديرية عبس محافظة حجة.
21 أغسطس 2013م انفجار عنيف هز معسكر اللواء 115 مشاه المرابط شمال لودر محافظة أبين.
سبتمبر 2013م مقتل 65 عسكريا وشرطيا في ثلاث عمليات انتحارية نفذتها القاعدة على معسكرات في شبوة ومارب.
5 أكتوبر 2013م انفجار مخزن أسلحة في معسكر الحفا في جبل نقم محافظة صنعاء.
20 نوفمبر 2013م انفجارات في معسكر جبل حديد في محافظة عدن.
12 ديسمبر 2013م اقتحام مستشفى العرضي التابع لوزارة الدفاع، وتفجير المستشفى واقتحامه من قبل عناصر تتبع القاعدة وكان أغلب المنفذين من جنسيات سعودية.
وفي العام 2014م سجلت الجهات الأمنية نحو 600 حادثة إرهابية بين تفجيرات وعمليات انتحارية وهجمات على معسكرات واقتحامات مسلحة، بلغ عدد ضحاياها 3000 قتيل، واستهدفت هذه العمليات الانتحارية والتفجيرات:
• نقاط تفتيش ومقرات أمنية وعسكرية
• معسكرات ومناطق عسكرية
• تجمعات جنود وباصات نقل الجنود
• هجمات للقاعدة على مقرات أمنية في حضرموت
• إعدام 14 جدني على متن حافلة في حضرموت
• هجمات للقاعدة على عدة مقار أمنية ونهب شركة صرافة بالمكلا
• هجوم للقاعدة على الجنود في منطقة جبل راس بالحديدة
• تفجير في مدينة رداع بالبيضاء.
إلى جانب الأحداث الإرهابية من التفجيرات والاقتحامات التي طالت المعسكرات والنقاط الأمنية، كان الاغتيالات تمضي بلا هوادة في القضاء على الرموز الوطنية والقيادات العسكرية والنخب السياسية والفكرية، حيث شهدت الفترة 2012-2014م أكثر من 300 عملية اغتيال – أودت بحياة 500 شخص، وكانت التفاصيل كالتالي:
شهد العام 2012م فقط أكثر من 15 تفجيراً وهجوماً انتحارياً استهدفت معسكرات ونقاط أمنية وتجمعات، بلغ عدد ضحاياها من الأبرياء 300 قتيل من الضباط والجنود والمدنيين، وكان أبرزها:
شهد العام 2012م أكثر من 20 عملية اغتيال، سواء بالقتل المباشر بالرصاص، من مسدس كاتم الصوت أو كلاشنكوف في وضح النهار، أو عبر العبوات الناسفة التي يتم تفجيرها عن بعد، حيث بلغ عدد ضحايا عمليات الاغتيال أكثر من 30 قتيلاً كان أبرزهم:
اللواء سالم قطن قائد منطقة عسكرية
مدير كلية القيادة والأركان بوزارة الدفاع في حضرموت
مسؤول الأمن السياسي بمديرية السبعين
جنود وضباط في الأمن السياسي والقوات الجوية وطيارين
الوسائل المستخدمة
وشهد العام 2013م أكثر من 120 عملية اغتيال، سواء بالقتل المباشر بالرصاص، من مسدس كاتم الصوت أو كلاشنكوف في وضح النهار، أو عبوات ناسفة يتم تفجيرها عن بُعد، حيث بلغ عدد ضحايا عمليات الاغتيال أكثر من 200 قتيل وجريح من الضباط وكبار المسؤولين والقيادات العامة، أبرزهم:
الدكتور عبدالكريم جدبان عضو مجلس النواب وعضو مؤتمر الحوار الوطني
مسؤولا الأمن السياسي في مطار عدن ومنفذ الوديعة،
مدير الاستخبارات العسكرية بحضرموت،
طيارون وضباط في الأمن السياسي والجنائي.
قيادات في الحراك الجنوبي وقائد معسكر الخشعة
قائد اللواء 107 مشاة
مدير الكلية الحربية وقائد معسكر في عدن
الشيخ سعد العليي شيخ قبائل الحموم أكبر قبائل حضرموت.
شهد العام 2014م أكثر من 150 عملية اغتيال، سواء مباشرة بالرصاص من مسدسات كاتمة الصوت، أو عبوات ناسفة يتم تفجيرها عن بعد، حيث بلغ عدد ضحايا عمليات الاغتيال أكثر من 350 قتيلاً وجريحاً من المفكرين والقانونين والضباط وكبار المسؤولين والقيادات العامة، أبرزهم:
الدكتور أحمد عبد الرحمن شرف الدين
الدكتور محمد عبد الملك المتوكل
دبلوماسيين إيرانيين
ضباط في الاستخبارات العسكرية وفي القوات الجوية وفي الأمن السياسي.
لقد تطورت الأحداث بخطى متسارعة وفق مؤامرة أمريكية بدأت باستهداف مقومات الدفاعات الجوية اليمنية، عبر تدمير منظومة صواريخ سام 5 التي تم تفجيرها بإشراف وحضور أمريكي عكس أبشع صور التبعية العسكرية والاختراق الأمريكي لخصوصيات القوات العسكرية اليمنية، تزامن مع تلك الخطوات التدمرية، أحداثاً مدبرة بمخطط إجرامي كبير طال منظومة الطائرات العسكرية اليمنية وتفجيرها واغتيال الطيارين اليمنيين، كانت تمثل إحدى مظاهر التدمير الأمريكي للقوات المسلحة اليمنية، ورغم تصاعد تلك الحوادث لم تقم السلُطة الحاكمة آنذاك بأي دور يمنع تكرار هذه الحوادث التي تمس أحد مقومات الأمن القومي اليمني كوطن وشعب، بل لم تحقق في أي منها وظلت تدعي أن الأسباب فنية.
سقوط 20 طائرة عسكرية وتدمير 4 طائرات، ومقتل 16 طياراً ومساعد طيار ومقتل 23 مدرباً وفنياً وملاحاً خلال الفترة بين 2004–2012م، لكن وتيرة حوادث تفجير الطائرات وسقوطها زادت منذ أواخر 2012م، وفي العام 2013م، حيث شهدت البلاد حوادث سقوط الطائرات وتدميرها بتتابع متقارب وسريع، تزامن مع تصاعد الاغتيالات التي طالت قيادات القوات الجوية، وتفجير باصات نقل الجنود الذين يتبعون القوات الجوية بشكل شبه يومي، ولعل من أبرز تفاصيل تلك الأحداث التدميرية الإرهابية الكارثية ما يلي:
31 أكتوبر 2011م تفجير 4 طائرات عسكرية 3 منها من نوع سوخوي والرابعة إف-5 في قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء في ظروف غامضة.
15 أكتوبر 2012 سقوط طائرة ميج-21 إثر إقلاعها في قاعدة العند الجوية على ارتفاع 50 متراً من الأرض ومقتل طياريها.
21 نوفمبر 2012 سقوط طائرة نقل عسكرية من طراز أنتونوف أن-24 في حي الحصبة وقتل عشرة من أفراد طاقمها.
19 فبراير 2013 سقوط طائرة عسكرية من نوع سوخوي سو-22 فوق عدة مباني سكنية بالقرب من ساحة التغيير حي الدائري قرب جامعة صنعاء.
6 مايو لنفس العام أعلن مصدر عسكري بوزارة الدفاع اليمنية وقوع انفجار في خزانات وقود الطائرات في قاعدة العند الجوية وتدمير خمس مروحيات.
6 مايو للعام نفسه استهدفت طائرة عمودية هليكوبتر في منطقة همدان بصنعاء.
بعد ذلك بيومين في 8 مايو لقي ثلاثة طيارين يمنيين يعملون في قاعدة العند الجوية، مصرعهم في عملية اغتيال في محافظة لحج.
13 مايو لنفس العام سقوط طائرة عسكرية روسية الصنع من طراز سوخوي في شارع الخمسين قرب حي دار سلم بالعاصمة صنعاء.
6 أغسطس 2013م سقوط طائرة نقل مروحية من نوع ميل مي-17 إثر تعرضها لنيران من قبل مسلحين مجهولين في منطقة العرقين بمديرية وادي عبيدة بمحافظة مارب وقتل فيها قائد اللواء 107 مشاة العميد حسين مشعبة وسبعة من مرافقيه، بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 3 أفراد.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حكم أمريكي يعفي إيران من دفع 1.68 مليار دولار لضحايا تفجير في 1983 ببيروت
أسقطت محكمة استئناف أمريكية اليوم الأربعاء حكما يلزم البنك المركزي الإيراني بتعويض قدره 1.68 مليار دولار لعائلات جنود قتلوا وأصيبوا في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983.
وقالت محكمة الاستئناف في مانهاتن إن قاضي المحكمة الأدنى كان ينبغي أن يتناول مسائل تتعلق بقانون الولاية قبل الحكم الذي صدر ضد البنك المركزي وشركة كليرستريم للخدمات البنكية في لوكسمبورج، وهي وحدة تابعة للبورصة الألمانية.
وفي قرار بأغلبية ثلاثة أصوات دون معارضة رفضت هيئة المحكمة أيضا ادعاء بأن قانونا اتحاديا صدر عام 2019، بهدف تسهيل مصادرة الأصول الإيرانية الموجودة خارج الولايات المتحدة، ألغى الحصانة السيادية للبنك المركزي.
وأعادت محكمة الاستئناف القضية إلى محكمة في مانهاتن من أجل النظر في المسائل التي تتعلق بقانون الولاية في القضية التي تُنظر منذ 11 عاما، وما إذا كان من الممكن للقضية أن تستمر بأي حال من الأحوال مع عدم وجود تمثيل للبنك المركزي الإيراني.
وسعت عائلات ضحايا التفجيرات إلى تحميل إيران المسؤولية عن تقديم الدعم المادي للهجوم الانتحاري الذي وقع في 23 أكتوبر تشرين الأول 1983، والذي أسفر عن مقتل 241 من الجنود الأمريكيين، من خلال مصادرة عائدات سندات تحتفظ بها شركة كليرستريم في حساب محظور نيابة عن البنك المركزي.
وقال البنك المركزي الإيراني إنه يتمتع بالحصانة بموجب قانون حصانة الجهات السيادية الأجنبية الأمريكي، الذي يحمي عموما الحكومات الأجنبية من تحمل المسؤولية أمام المحاكم الأمريكية.
ولم يرد محامو المدعين بعد على طلبات للتعليق. ولم يرد محامو البنك المركزي وكليرستريم بعد على طلبات مماثلة.
المصدر رويترز الوسومإيران الولايات المتحدة لبنان