نادي دبي للصحافة يكشف تفاصيل الدورة الـ21 لمنتدى الإعلام العربي
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
دبي – الوطن:
عقدت اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي أمس الأربعاء لقاءً إعلامياً موسعاً للكشف عن تفاصيل الدورة الحادية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي المقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، خلال الفترة من 26-27 سبتمبر الجاري، وكذلك تفاصيل الدورة الأولى من “المنتدى الإعلامي للشباب” الذي ستعقد جلساته بتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، وستُعقد جلساته قبل يوم واحد من انعقاد منتدى الإعلام العربي.
وتناول اللقاء ما سيضمه منتدى الإعلام العربي من جلسات وما سيدور حوله من محاور رئيسية، وكذلك الضيوف والمتحدثين الرئيسيين خلال التجمع الإعلامي الأكبر من نوعه على مستوى العالم العربي بمشاركة أكثر من 3000 شخصية من أبرز الوجوه الإعلامية في المنطقة والعالم، والوزراء ورؤساء مؤسسات الإعلام العربية والعالمية ورؤساء تحرير الصحف المحلية والعربية، إلى جانب نخبة من كبار الكُتَّاب والمفكرين وممثلي كبرى وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، ضمن التجمع السنوي الأكبر من نوعه في المنطقة.
أجندة مكثفة
وفي مستهل حديثها، أكدت سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة لمنتدى الإعلام العربي، أن حجم المشاركة هذا العام يعكس رسوخ ثقة المجتمع الإعلامي العربي في قيمة المنتدى كأهم لقاء يجمع قيادات العمل الإعلامي وصُنّاع الإعلام بمختلف قطاعاته في مكان واحد وهو دبي التي تواصل بتوجيهات القيادة الرشيدة تأكيد دورها كمحرك دفع رئيسي للتطوير الإعلامي من خلال تحفيز حوار يواكب المستجدات في القطاع وكذلك التحولات المحيطة المؤثرة في مسيرته، بما يسهم في تحديد متطلبات التطوير من كافة جوانبه سواء على صعيد الكادر البشري وأساليب العمل أو على مستوى البنية التحتية والتجهيزات التقنية.
الذكاء الاصطناعي والإنتاج الدرامي والسينمائي محوران رئيسيان
وقالت سعادة منى المرّي: “نقاشات المنتدى في هذه الدورة تواكب أهم المتغيرات العالمية كونها وثيقة الصلة بقطاع الإعلام الذي يعد النافذة التي تنقل إلى الناس تفاصيل تلك المتغيرات وتأثراتها على حياتهم.. كذلك يناقش المنتدى أثر التكنولوجيا في مستقبل الإعلام خاصة مع التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي والذي يعد من أهم التطورات التي ستغير شكل الإعلام كما عهدناه على مدار عقود طويلة”.
وتناولت سعادتها الخطوط العريضة لمختلف الجوانب التنظيمية والتي روعي فيها أن يكون المنتدى شاملاً لأهم الموضوعات المتعلقة بمستقبل الإعلام ودوره في المجتمع، وقالت سعادتها: “سيتطرق المنتدى هذا العام كذلك إلىدور السينما والدراما كقوة ناعمة تتكامل مع الإعلام في تأثيرها في المجتمعات وسيشارك في الحوار ضمن هذا المحور عدد من نجوم المنطقة والعالم، كما سيتناول موضوع الاستدامة لاسيما وأن دولة الإمارات أعلنت العام 2023 عاماً للاستدامة، ومع قرب استضافة الدولة في دبي لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28”.
ووجهت سعادة منى المرّي الشكر لكل من أسهم في الإعداد الناجح لهذه الدورة الاستثنائية من منتدى الإعلام العربي، كذلك فريق العمل الذي قام على الإعداد للدورة الأولى للمنتدى الإعلامي للشباب، وشركاء الحدثين، كما أعربت عن شكرها لشركاء المنتدى من كافة المؤسسات الإعلامية الداعمين للحدث الذي هو في الأساس لا يهدف إلا لخدمتهم، منوهة بهذا الدعم من جميع الشركاء والذي سيبقى دائماً محل كل الإعزاز والتقدير.
أبرز المتحدثين
ويتحدث أمام منتدى الإعلام العربي 2023 نخبة من أبرز الشخصيات العربية والعالمية وفي مقدمتهم، ومعالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي الدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ومعالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمُسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، ونخبة من وزراء الإعلام العرب وفي مقدمتهم، معالي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في جمهورية مصر العربية، ومعالي الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين، ومعالي فيصل شبول، وزير الإعلام بالمملكة الأردنية الهاشمية.
ومن المقرر أن تعقد جلسات منتدى الإعلام العربي 2023 على مدار يومي 26-27 سبتمبر الجاري في مدينة جميرا- دبي، كما يسبق المنتدى يوم تمهيدي بعنوان “المنتدى الإعلامي للشباب” الذي يعقد في أول دورة له وهو مخصص حصرياً لشباب الإعلاميين ويركز على إعداد جيل من الإعلاميين الشباب المؤهلين لريادة عملية التطوير الإعلامي في المرحلة المقبلة، انطلاقاً من حقيقة أن الشباب هم الأكثر انفتاحاً على التكنولوجيا التي سيكون لها الكلمة العليا في تشكيل صورة الإعلام في المرحلة المقبلة، ولما للشباب من قدرة على الابتكار والإبداع والتعامل بكفاءة مع معطيات العصر وأهمية تسخير تلك المعطيات في بناء إعلام قوي ومنافس.
أجندة قوية
من جانبها، تحدثت الدكتورة ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة، حول مجموعة من النقاط المتعلقة بدورة هذا العام من منتدى الإعلام العربي، مشيرة إلى اعتزاز نادي دبي للصحافة بتنظيم هذا الحدث الذي حافظ على مكانته على مدار عقدين كاملين بفضل شبكة العلاقات القوية التي أسسها النادي على مدار سنوات من العمل الوثيق مع المجتمع الإعلامي العربي، مؤكدة أن دعم الشركاء يعد من أهم ركائز نجاح المنتدى على مدار دوراته المتعاقبة، ولافتة إلى أن انعقاد المنتدى يأتي تتويجا لجهد كبير امتد على مدار أشهر من التنسيق والتشاور مع أهم وأبرز المؤسسات الإعلامية وصناع الإعلام في العالم العربي، من أجل بناء أجندة قوية تعكس ما يشغل القائمين على الإعلام من فرص وتحديات يجدر الاستعداد الجيد لها بصورة تكفل للإعلام العربي كسب ثقة واحترام المتلقي وولائه.
وقالت الدكتورة بوحميد أنه حرصاً على مبدأ أن يكون الحوار متجدداً ومواكباً لما يحيط بالمنطقة من متغيرات، فقد عملت اللجنة التنظيمية أن يكون الحدث معبراً عن المحاور الرئيسية المختارة لهذه الدورة، ففضلاً عن القيمة الكبيرة للمتحدثين انطلاقاً من مواقع مسؤولياتهم المؤثرة في تلك المحاور، كذلك أهمية الموضوعات المطروحة للنقاش والتي تشكل البنيان الرئيس لتلك المحاور، فقد روعي في تصميم مقر المنتدى أن يكون معبراً عن الأفكار الرئيسية المطروحة هذا العام والمرتبطة بتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وقضية الاستدامة والحفاظ على البيئة وتنميتها، وأيضاً الموضوع الجديد الذي يتطرق له المنتدى هذا العام وهو الإنتاج السينمائي والدرامي، حيث سيضم مقر المنتدى ملامح تعكس كل ما تقدم من أجل اكتمال المفهوم المقصود للأجواء التي سيدور فيها النقاش.
ويُسلط منتدى الإعلام العربي ، المُقام هذا العام تحت شعار “مستقبل الإعلام العربي”، الضوء على واقع الإعلام العربي ومدى تأثره بالاتجاهات الإعلامية الحديثة ولا سيما تلك المتعلقة بظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي ودخولها في صلب العمل الإعلامي العربي، وكيفية تعزيز الإسهام الإيجابي للإعلام العربي في صنع مستقبل أفضل لعالمنا العربي.
ويضم منتدى الإعلام العربي هذا العام أكثر من 75 جلسة وبمشاركة 130 متحدثاً و160 مؤسسة إعلامية، يشاركون جميعاً في رسم مستقبل الإعلام العربي، بهدف عرض التجارب الملهمة طرح الرؤى حول مستقبل الإعلام وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب التي تسهم في استشراف مستقبل الإعلام العربي، وذلك من خلال مجموعة كبيرة ومتنوعة من ورش العمل والجلسات النقاشية والفعاليات التي تركز على أحدث الاتجاهات الإعلامية، من أجل تقديم حلول مبتكرة لمواكبة المتغيرات العالمية. ويرحب المنتدى هذا العام بما يزيد على 200 من شخصية إعلامية من 16 دولة من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
وتستعرض هذه الدورة من المنتدى أفضل التجارب العالمية الناجحة في التطوير الإعلامي، وأهم التحولات الإعلامية في العالم، والاتجاهات التكنولوجية التي قد تسهم في تغيير منظومة وصناعة الإعلام، وتأثير ذلك على نمط وسلوك المتلقي ومدى تفاعله مع وسائل الإعلام في المستقبل.
جلسات رئيسية
ويستضيف المنتدى ضمن أعمال اليوم الأول، معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، في جلسة حوارية تحت عنوان “مستقبل الخليج العربي وسط متغيرات عالمية” تديرها الإعلامية في قناة سكاي نيوز عربية، شانتال صليبا، حيث يشكل المجلس عامل استقرار وتوزان ثابت ورئيس في المنطقة، انطلاقاً من الدور الإيجابي والمهم الذي اضطلع به خلال العقود الماضية للحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة.
سيناريوهات المنطقة العربية
كما يستضيف المنتدى معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال جلسة حوارية تعقد في توقيت إقليمي بالغ الأهمية، للحديث حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل التحولات السياسية العديدة التي تمر بها المنطقة، وكيفية التكيف مع التطورات التي حصلت خلال العقود الماضية، بالنظر إلى الفترة الأخيرة حيث تحسنت فرص التقارب الثنائي والجماعي، وأدت التطورات الإيجابية إلى صياغة ملامح جديدة للعلاقات السياسية بين دول المنطقة، إلى جانب العديد من الملفات والقضايا السياسية الراهنة حيث سيشارك معاليه رؤيته للمستقبل السياسي والتنموي للمنطقة العربية، وتحاور معاليه خلال الجلسة الإعلامية في قناة الحدث لارا نبهان.
البُعد الثقافي لإعلام المستقبل
ومن الجلسات الرئيسية لأعمال المنتدى، يستضيف الحدث الإعلامي الأهم على مستوى المنطقة، سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، حيث ستقدم سموها خلال جلسة حوارية يديرها الإعلامي فيصل بن حريز من قناة سكاي نيوز عربية، رؤيتها للعلاقة التكاملية بين الإعلام والثقافة، والأدوار المطلوبة اليوم من المثقفين العرب ليكونوا أكثر حضوراً في مستقبل الشعوب، بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى المتعلقة بالثقافة كقطاع إبداعي يحظى بالعديد من الفرص الاقتصادية.
حوار وزراء الإعلام
وضمن الجلسة الحوارية الرئيسية للدورة الــ 21 يستضيف المنتدى كلاً من: معالي الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين، ومعالي فيصل شبول، وزير الإعلام في المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بجمهورية مصر العربية، ويديرها الإعلامي في قناة الحدث حسين الشيخ، لمناقشة ملامح المشهد الإعلامي العربي في الوقت الراهن، وذلك في ضوء ما تمر به المنطقة والعالم من تغيرات تلقي بظلالها على صناعة الإعلام.
كما يشارك معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، في جلسة حوارية خاصة عنوانها “كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على الإعلام” ويدير النقاش فيها”محاور افتراضي” وذلك في تعبير واضح على الإمكانات الكبيرة التي أثمرتها الثورة الصناعية الرابعة وما تنبئ به من تحولات مهمة في المجال الإعلامي.
الاقتصاد والإعلام تحت المجهر
ويستضيف منتدى الإعلام العربي ضمن أعمال يومه الأول جلسة حوارية يتحدث فيها، سعادة سلطان بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، “دي بي ورلد”، تحت عنوان “دبلوماسية التجارة” ويدير الجلسة الكاتب والإعلامي عماد الدين أديب.
الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام
وفي إطار الفرص المتوقعة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتطورات المهمة في أدوات العمل الإعلامي، في ظل تخوف البعض من هذا التغيير، قررت اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي، إعطاء مساحة واسعة لمناقشة التطور الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي وكيفية تسخير التقدم التكنولوجي لتحقيق مستقبل أفضل للإعلام العربي.
وفي هذا السياق تناقش مجموعة من الجلسات الحوارية، المواضيع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتأثيرها المتوقع على قطاع الإعلام، وتُعقد جلسة نقاشية تحت عنوان “الإعلام العربي في عصر الذكاء الاصطناعي”، وتستضيف كلاً من: الدكتور نزار حبش، خبير علوم الحاسوب في جامعة نيويورك بأبوظبي، والدكتورة ابتسام المزروعي، المدير التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، ومنى بوسمرة، رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم، ويدير الجلسة الإعلامي سامي القاسمي، من قناة سكاي نيوز عربية.
¬وفي جلسة تحت عنوان “ما مصير الحقيقة في زمن الذكاء الاصطناعي” يقدم الكاتب والإعلامي المصري عماد الدين أديب، من خلال خبرته الكبيرةفي مجال العمل الإعلامي،قراءة خاصة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، ويتناول التطور الكبير الذي شهدته الخوارزميات خلال السنوات الأخيرة، وتأثير هذا التطور على مفهوم “الحقيقة” في الإعلام.
مستقبل المنصات الرقمية
وفي إطار ما تمثله المنصات الرقمية كإحدى الاتجاهات المستقبلية لقطاع الإعلام وصناعة الترفيه في المنطقة، يفتح المنتدى الباب لنقاش حول النمو الكبير الذي تشهده تلك المنصات ويشارك فيه: طارق إبراهيم، مدير منصة شاهد، وطوني صعب، نائب الرئيس للمحتوى في ستارزبلاي، ورولا كرم، الرئيس التنفيذي بالإنابة لقسم المحتوى في شبكةOSN، ويدير النقاش الإعلامية نانسي نور من قناة سي بي سي اكسترا.
مستقبل غُرف الاخبار
وفي ظل ما تكتسبه صناعة الأخبار من أهمية مضاعفة ضمن الاتجاهات الإعلامية المتوقع ظهورها مستقبلاً، تناقش جلسة تعقد تحت عنوان “كيف سيكون شكل الاخبار العربية في 2052” الاتجاهات المستقبلية وأدوات العمل في غرف الأخبار خلال العقدين المقبلين،حيث أصبحت أكثر كفاءة نظراً لارتباطها بالتكنولوجيا والرقمنة. ويشارك في هذه الجلسة نبيل الخطيب، مدير عام تلفزيون الشرق للأخبار، ونخلة الحاج، رئيس منصة بلينكس، والخبير الإعلامي نارت بوران، ويدير الجلسة ريم المري، مدير الأخبار العالمية في مؤسسة دبي للمستقبل.
الإعلام والاستدامة
وضمن جلسة رئيسية، تشارك الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمُسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، للحديث حول دور الإعلام في دعم الاستدامة.
الرياضة والإعلام
يحاور خلفان بالهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل باتريس إفرا، لاعب مانشستر يونايتد السابق، في هذه الجلسة حول النجومية التي تحظى بها الرياضات العالمية لدى الشعوب، ودور مشاهير ونجوم الرياضة في دعم القضايا المستقبلية التي تخدممصالح البشر وتحمي كوكب الأرض، كون الترفيه، وحصد الألقاب، وتحقيق المال والشهرة، ليست الأسباب الوحيدة التي دفعت الرياضات المتنوعة لتكون قريبة من شعوب تعيش في خمس قارات مختلفة، في حين لا يكتمل الدور الرياضي المؤثر، إلا مع وسائل الإعلام الواعية بضرورة نشر القضايا التي تهم البشرية بعيداً عن التعصب.
جلسات بمشاركة القنوات العربية
وفي جلسة نقاشية تقدمها قناة سكاي نيوز عربية يشارك كل من خبير أتمتة الروبوتات إسلام الشنطاوي، والكاتب المصري، ياسر عبد العزيز، ومحمد الحمادي، رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية، وعبده جادالله، مدير الأخبار في قناة سكاي نيوز، ويديرها الإعلامي صهيب شرايرمن قناة سكاي نيوز عربية. وتسلط الجلسة التي تعقد تحت عنوان “مستقبل الصحافة بين الويب 3 والميتافيرس” الضوء على تأثير التكنولوجيا على مستقبل الصحافة العربية ودور الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في تطور وسائل الإعلام.
كما تشارك قناة العربية في تقديم جلسة تحت عنوان “حوكمة الذكاء الاصطناعي في الإعلام” بحضور كل من فاطمة باعثمان، عضو مجلس المستقبل العالمي حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، وعلاء الشيمي، المدير التنفيذي والنائب الأول لرئيس مجموعة أعمال هواوي إنتربرايز، ويونس آل ناصر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيانات واحصاء دبي، وتدير الجلسة الإعلامية ميسون عزام، من قناة العربية.
كما تشارك قناة المشهد ضمن أعمال الدورة الــ 21 للمنتدى، بتقديم جلسة نقاشية تحت عنوان “مستقبل الشاشة في عصر الإعلام الرقمي”، ويشارك في الجلسة حسان الكنوني، رئيس تحرير هسبريس، وأحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للإعلام، ويدير النقاش طوني خليفة، مدير عام قناة المشهد.
كما تشارك قناة الشرق في جلسة نقاشية، تحت عنوان “الاقتصاد والإعلام.. شراكة وتكامل” وتستضيف الجلسة عبداللطيف المناوي، رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم، ورياض حمادة، مدير قسم الاقتصاد في الشرق للأخبار، وتدير الجلسة الإعلامية نور عماشة من قناة الشرق.
الإعلام والسياسة
وتحت عنوان “هل نحن مقبلون على نظام عالمي جديد”، سيتحدث كل من: الدكتور محمد الرميحي، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة الكويت، وإياد بو شقرة، الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط، والكاتب والباحث في شؤون السياسة العربية عبد العزيز الخميس، والكاتب أحمد المسلماني، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، ضمن جلسة نقاشية تديرها الإعلامية نوفر رمول من مؤسسة دبي للإعلام، لمناقشة موقع الدول العربية في المشهدين الإقليمي والدولي، والتغيير السريع وغير المنتظم في مستقبل المنطقة، وأسباب غياب الأفكار الكبرى عن الإعلام العربي، كما تطرح الجلسة تساؤلاً حول مدى التفاؤل بالمستقبل العربي وأكبر الدروس المستفادة من أزمات المنطقة خلال السنوات الماضية.
وتحت عنوان “الشرق الأوسط.. منطقة أزمات أم فرص؟!” يناقش أفشين مولافي، الباحث في السياسة الخارجية والدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن، خلال جلسة حوارية يديرها فيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز، الفكر النمطي لبعض وسائل الاعلام حول منطقة الشرق الأوسط، والترويج على انها منطقة دائمة للأزمات، بينما تؤكد الفرص الناشئة في المنطقة ان الشرق الأوسط هو قلب العالم وعنصر اقليمي مؤثر في الملفات الإقليمية والعالمية، كما تسلط الجلسة الضوء علىتجربة بعض الوسائل الإعلامية وسبب انحيازها عندما يتعلق الموضوع بالعرب.
السينما والأفلام
وتحفل الأجندة المكثفة لمنتدى الإعلام العربي في دورته الـ21، بالعديد من الموضوعات التي تسلط الضوء على كل القطاعات ذات الصلة بالإعلام، ومع توسيع دائرة نقاشاته، تم تضمين محاور جديدة هذا العام ضمن حوار مهني متخصص يهدف للنهوض بمستقبل الدراما والإنتاج السينمائي في المنطقة العربية، باعتبارهما من أهم أشكال القوة الناعمة القادرة على إحداث تأثير جماهيري كبير وواسع النطاق، ولدورهما في إبراز واقع المجتمعات العربية وثقافتها وتطورها على كافة المستويات، حيث يتحدث نخبة من نجوم وصُنّاع الدراما العربية عن رؤاهم بشأن مقومات استعادة الدراما العربية لرونقها وأمجادها، ودور الإعلام في النهوض والارتقاء بها وملامح مستقبل الإنتاج الدرامي والسينمائي في المنطقة، وتأثير الدراما كقوة ناعمة بالغة التأثير، ومدى تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الدراما والإنتاج السينمائي في المنطقة العربية.
بطل مسلسل “قيامة أرطغرل”
كما يناقش المنتدى ضمن فعاليات اليوم الأول قدرة الدراما على التأثير كأحد أهم مظاهر القوة الناعمة، لاسيما من خلال الأعمال الناجحة التي تمكنت من تحقيق انتشار واسع النطاق، محققة قاعدة جماهيرية ضخمة، تقدر بمليارات البشر حول العالم، والمقومات التي من شأنها الوصول بالعمل الدرامي إلى هذا الحجم من التأثير العابر للحدود، وتحويله إلى جسر فعال للتواصل الإيجابي بين الثقافات والشعوب، وما هي الدروس المستفادة من التجارب المتميزة في هذا المجال وكيفية الانتفاع بها في النهوض بمجمل الإنتاج الدرامي في العالم العربي إلى هذا المستوى من التنافسية والتأثير والانتشار.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الدراما
وضمن جلسات اليوم الأول للمنتدى الإعلامي العربي تعقد جلسة حوارية بعنوان “هل سيغير الذكاء الاصطناعي مستقبل الدراما العربية؟، حيث يتحدث نخبة من الفنانين في العالم العربي حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الدراما العربية والمخاوف الناشئة من استخدام هذه التقنية على مستقبل المشروع الدرامي العربي، وطبيعة التغييرات المحتملة في أسواق الإنتاج الدرامي العربي والتمثيل والإخراج في المنطقة. ويشارك في الجلسةالفنان قصي خولي،والفنانة ماغي أبوغصن، والفنانة ياسمين صبري،والمنتج جمال سنان، ويديرها الإعلامي رودولف هلالمن قناة “إل بي سي”.
وحول نفس الموضوع، تشهد فعاليات اليوم الثاني للمنتدى جلسة نقاشية بعنوان “الأفلام في عصر الذكاء الاصطناعي”، حيث شهد العالم مؤخراً أفلاماً سينمائية تم إنتاجها بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتطرح الجلسة تساؤلات حول ما إذا كان بمقدور تقنية الذكاء الاصطناعي تغيير مستقبل صناعة الأفلام السينمائية بدءاً من التعاقد مع الممثلين حتى الحصول على التراخيص اللازمة وابتكار السناريو وغيرها.
واقع الطفل العربي
وفي جلسة مهمة بعنوان” إعلام الطفل.. فكر يبني وآخر يهدم”، تناقش مجموعة من النقاط المتعلقة ببناء هوية وثقافة الطفل العربي، وسبل حمايتهم من الأفكار الدخيلة، وطريقة تطوير محتوى إعلامي مخصص للأطفال يعكس قيم وثقافة المنطقة العربية، بالإضافة إلى المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام تجاه الأطفال. ويشارك في الجلسة كل من: عزيزة الأحمدي، رئيسة مجلس الإدارة ومؤسسة استديو Boss Buunny، والمخرج محمد سعيد حارب، والدكتورة إيناس يعقوب، مخرجة رسوم متحركة.
جلسات 20 دقيقة
يواصل المنتدى خلال هذه الدورة مناقشة قضايا الإعلام والتحديات التي تواجهه من زوايا متعددة عبر جلسات 20 دقيقة، التي تستضيف أبرز الوجوه الإعلامية إلى جانب العديد من خبراء الإعلام وأصحاب التجارب المُلهمة لمشاركة جمهور المنتدى تجاربهم. وتحمل الجلسات عناوين مختلفة لضمان مناقشة أكبر قدر من الموضوعات، حيث يستضيف المنتدى الإعلامية رابعة الزيات، والإعلامي عبدالله المديفر، في حوار مشترك حول البرامج الحوارية والعادات الاستهلاكية للجمهور العربي والمحتوى الذي يفضله، ويشارك كل من الزيات والمديفر تجربتهما حول ما يتطلع إليه الجمهور العربي، وكيفية جذب الشباب للمحتوى الإعلامي العربي والتأثير ما بين المحتوى العروض على شاشة التلفزيون والمنصات الرقمية أو شبكات التواصل الاجتماعي.
كيف تولد الأفكار؟!
كما تستضيف هذه الجلسة الدكتور خالد غطاس، الذي سيشارك الحضور بأسلوبه الملهم، تجربته حول السلوك البشري وكيفية ولادة الأفكار الكبيرة، حيث تشكل الأفكار هاجساً بشرياً خاصةً لدى الشباب، المنهك بالبحث عن الأفكار الإبداعية والمبتكرة وتحاوره الإعلامية ديالا علي من مؤسسة دبي للإعلام.
تعزيز التواصل
ويعرض المنتدى ضمن جلساته المعرفية، جلسة تحت عنوان “تعزيز التواصل.. الإعلام العربي الصيني نموذجاً”، بمشاركة جيا بينغ، مدير عام القناة العربية من تلفزيون الصين الدوليCGTN، مجموعة الصين للإعلام، ويتحدث خلالها حول أهمية علاقات التعاون بين المؤسسات الإعلامية لمواكبة التوجهات المستقبلية، انطلاقاً من نموذج العلاقات الإعلامية الصينية والعربية، وتحاوره الإعلامية لبنى بوظة، من قناة سكاي نيوز عربية.
صناعة التأثير الإعلامي
وتشارك الإعلامية نادية الزعبي، من تلفزيون عمّان، وجهة نظرها حول العديد من المواضيع الإعلامية، وكذلك تجربتها في مواقع التواصل الاجتماعي، حول كيفية صناعة محتوى عربي مؤثر وقريب لمختلف فئات المجتمع، وما تحتاجها الشاشة العربية لتعود لموقعها المؤثر في كل بيت عربي، ويدير الحوار الإعلامي محمد قيس، من قناة المشهد.
كما تناقش جلسة أخرى بمشاركة الإعلامية ياسمين عز، من قناة ام بي سي مصر، والإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان، ظاهرة الترند في الإعلام العربي ولو كان مؤثراً سلبيا على الأخلاقيات وخانقاً للسلوكيات، وتبحث الجلسة في العلاقة بين منصات التواصل الاجتماعي والعمل الإعلامي ومدى تأثير الرغبة في الانتشار السريع والاستحواذ على أكبر عدد ممكن من المتابعين، وأثر ذلك في جودة ومهنية أداء الإعلامي مواضيع تثير كثيراً من الشد والجذب.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مترجمون يناقشون مستقبل الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي
في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة، أصبحت الترجمة عبر الذكاء الاصطناعي موضوعا يثير جدلا واسعا بين المتخصصين. بينما يُنظر إلى هذه التقنيات كأدوات تُسهّل العمل وتسهم في تسريع العملية، يبرز التساؤل: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينقل الروح الإنسانية للنصوص كما يفعل المترجم البشري؟
في هذا الاستطلاع، نتحدث مع مجموعة من المترجمين من مختلف الخلفيات الثقافية حول رؤيتهم لهذه القضية. يناقشون معنا طبيعة العلاقة بين النص الأصلي والمترجم، وكيفية تفاعل الذكاء الاصطناعي مع هذا الدور. هل الذكاء الاصطناعي وسيلة لتطوير الترجمة أم تهديد لإنسانيتها؟ وهل سيظل الإنسان قادرًا على الحفاظ على مكانته في هذا المجال؟
بين دفاعهم عن قيمة الإبداع البشري وإدراكهم لأهمية التكنولوجيا كوسيلة مساعدة، يقدّم لنا مترجمون ومختصون رؤى مؤثرة تُبرز تحديات الحاضر وآفاق المستقبل.
بين التهديد والاستفادة
بداية يستعرض المترجم النيجيري الأستاذ الدكتور مشهود محمود جمبا (الفائز بجائزة حمد للترجمة عن ترجمته من لغة اليوربا إلى اللغة العربية)، رؤيته حول حدود الذكاء الاصطناعي في الترجمة فيقول: في الحقيقة، لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل الإنسان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بخصوصياته وقدراته الفريدة، العقل البشري يتميز بالانفعال، والشعور، والطبيعة الإنسانية التي تفتقر إليها الآلات. الذكاء الاصطناعي، مهما تطور، يظل أداة من صنع الإنسان، ولن يصل إلى مستوى الإبداع الإنساني الطبيعي الذي أودعه الله فينا.
ويشير مشهود محمود إلى أن الذكاء الاصطناعي يُعَد مجرد أداة لتسريع العمليات الحسابية والمعالجة اللغوية، لكنه يفتقر إلى العمق الإنساني، حيث يقول: الذكاء الاصطناعي هو بوت تُدخل إليه البيانات، وهو يُعيدها إليك بسرعة، الحصيلة سريعة، لكنها لا تضاهي ما يمكن أن يقدمه الإنسان بعقله وانفعالاته، الذكاء الاصطناعي قد يهدد دور الإنسان لفترة قصيرة، لكنه يظل محدودًا بطبيعته كمنتج بشري، وبالتالي لن يستطيع أن يكون بديلًا حقيقيًّا.
وعند الحديث عن تأثير التكنولوجيا على المترجم، يضيف «جمبا»: مثلما جاء الحاسوب في وقت مضى وأحدث تغييرًا، الذكاء الاصطناعي سيأخذ مكانه في مرحلة ما. لكن، كما لم يستطع الحاسوب أن يستبدل الإنسان بالكامل، كذلك الذكاء الاصطناعي. التكنولوجيا قد تؤثر إلى حد ما، لكنها لن تلغي الدور البشري. المترجم الحقيقي، بذكائه الطبيعي، سيظل أساسيًّا، وسيبقى هو من يدير هذه الأدوات ويستفيد منها.
ويرى «جمبا» أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مفيدة إذا تم استخدامه بحكمة، قائلًا: اليوم نرى كيف يستفيد الإنسان من أدوات مثل محركات البحث وجوجل، وكذلك يمكنه الاستفادة من الذكاء الاصطناعي. ولكن، هذه الأدوات تظل ذات فوائد محدودة. الإنسان، بطبيعته وقدرته على الإبداع والانفعال، سيظل متفوقًا، التكنولوجيا الحديثة تفتقر إلى هذه الانفعالات، ولهذا لن تتمكن من أخذ مكان الإنسان بشكل كامل. الإنسان سيبقى دائمًا هو المبدع، والمتحكم، والقائد».
ويختم المترجم النيجيري الأستاذ الدكتور مشهود محمود جمبا حديثه بتأكيده على أن الذكاء الاصطناعي سيظل تحت سيطرة الإنسان، قائلا: الإنسان هو من يصنع الذكاء الاصطناعي، وبالتالي سيبقى دائمًا تحت إمرته وإدارته، فمهما تطورت التكنولوجيا، فإنها تبقى أداة لا يمكن أن تتجاوز حدودها كمجرد صناعة بشرية.
أبعاد الترجمة
وحول رؤيته للعلاقة المعقدة بين المترجم والنص الأصلي يقول الباحث الكويتي الدكتور عثمان الصفي أستاذ الفلسفة المعاصرة بجامعة الكويت: عندما نتحدث عن المترجم، علينا أن نبدأ من نقطة أساسية، وهي كونه قارئًا للنص الأصلي قبل أن يكون مترجمًا. هذه الخطوة (القراءة) هي في حد ذاتها فعل مهم للغاية. النص لا يتفاعل فقط مع القارئ وكأنه عنصر جامد، بل إن القارئ يشارك في عملية بناء النص بشكل أو بآخر. إذا رجعنا إلى النظرية البنيوية، نجد أن القارئ ليس منفعلًا بل فاعل، وهناك مفاهيم مثل ‹موت المؤلف› التي تدعم هذه الفكرة. بمعنى آخر، القارئ، أثناء قراءته للنص، يُدخل إليه ثقافته وفهمه الخاص وتجربته الحياتية، ليعيد معالجته على مستوى شخصي، وهذا الدور يتعاظم عندما يتحول القارئ إلى مترجم. المترجم هنا لا ينقل النص فقط، بل يُعيد تشكيله بما يتناسب مع اللغة والثقافة التي يترجم إليها. النص الأصلي يتأثر، لا محالة، بعقل المترجم وثقافته وفهمه الخاص. هذا التأثير ليس عيبًا، بل هو جزء من جوهر الترجمة. في النهاية، النص المترجم يصبح مزيجًا بين اللغة الأصلية واللغة المستهدفة، وبين الفهم الثقافي للكاتب الأصلي والفهم الثقافي للمترجم، وهنا تظهر نقطة في غاية الأهمية: لا يمكن للترجمة أن تكون مجرد فعل آلي. صحيح أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم قادرًا على ترجمة النصوص بطريقة حرفية إلى حد كبير، لكنه يفتقر إلى تلك اللمسة الإنسانية التي تتطلبها عملية الترجمة الحقيقية. الذكاء الاصطناعي يعمل على مستوى الكلمات والمعاني الحرفية، ولكنه لا يمتلك الأدوات العقلية أو العاطفية التي تمكنه من إسقاط النص الأصلي على اللغة المستهدفة بشكل يعكس جميع أبعاده. الترجمة عملية معقدة تحتاج إلى إنسان يمتلك ثقافة وخبرة وحسًا لغويًّا عميقًا.
ويضيف «الصفي»: إذا نظرنا إلى التخصصات المختلفة في الترجمة، نجد أن الفرق بين الترجمة البشرية والترجمة بالذكاء الاصطناعي يبرز بوضوح في بعض المجالات دون غيرها. في المجالات التقنية والعلمية، حيث النصوص عادةً مباشرة وموضوعية، قد يكون من الصعب أحيانًا التمييز بين ترجمة الإنسان وترجمة الآلة. لكن الوضع مختلف تمامًا في العلوم الإنسانية والفنون. هذه المجالات تحتاج إلى تفاعل عاطفي وروحي مع النصوص، وهو أمر لا يمكن للآلة أن تقوم به... فعلى سبيل المثال، إذا نظرنا إلى ترجمة الأفلام أو النصوص الأدبية، سنجد أن النصوص في هذه المجالات تحتوي على تفاصيل إنسانية دقيقة، مثل المشاعر والرمزية الثقافية واللغة التصويرية. هذه الجوانب لا يمكن للذكاء الاصطناعي معالجتها بنفس العمق الذي يقدمه المترجم البشري. الترجمة هنا ليست مجرد نقل للمعنى، بل هي نقل للروح التي تقف وراء النص الأصلي.
وفي الختام يؤكد الدكتور عثمان الصفي، أستاذ الفلسفة المعاصرة بجامعة الكويت أن الذكاء الاصطناعي سيظل متأخرًا في التعامل مع النصوص الإنسانية والفنية ويقول: هذه النصوص تتطلب مستويات متعددة من الفهم والمعالجة، وهي أمور تتصل بشكل مباشر بروح الإنسان وتجربته الفردية. الذكاء الاصطناعي قد يُسهم في تسهيل بعض جوانب الترجمة، لكنه لن يستطيع أبدًا أن يحل محل الإنسان عندما يتعلق الأمر بالنصوص التي تحتاج إلى لمسة إنسانية حقيقية.
تحديات مستقبلية
من جانبه يقول المترجم المغربي الدكتور الحسين بنوهاشم (الفائز مؤخرا بالمركز الثاني في جائزة حمد للترجمة عن ترجمته من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، كتاب «الإمبراطورية الخطابية» لشاييم بيرلمان): لا شك أن الذكاء الاصطناعي يقدم أدوات مفيدة يمكن أن تساهم في عملية الترجمة، ولكن لا يمكن بأي حال أن تحل هذه الأدوات محل الإنسان في الترجمة؛ فالنصوص المترجمة بواسطة الذكاء الاصطناعي، برأيي، تفتقر إلى البُعد الإنساني الذي يُضيفه المترجم من خلال فهمه العميق للنص، وتفاعله معه على مستوى عاطفي وثقافي، ولكني في المقابل لا أرفض استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة مساعدة، ولكن لا ينبغي أن يكون هو البديل. الترجمة ليست مجرد نقل للمعاني، بل هي عملية إنسانية تحتاج إلى مفسر يضيف روحه وفهمه للنص، وهذا ما لا يمكن أن يقوم به الذكاء الاصطناعي، مهما بلغت دقته.
وحول المخاطر التي قد يسببها الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، عبّر «بنوهاشم» عن قلقه قائلا: نعم، هناك مخاطر حقيقية، والمستقبل قد يحمل توجهًا يجعل المترجمين مجرد أشخاص يعتمدون على التكنولوجيا فقط، وقد يتراجع دورهم الأساسي في العمل. السؤال هنا: من الذي يملك النص؟ من هو صاحب الترجمة؟ إذا كان النص مترجمًا بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، فهل يمكن نسبه إلى الإنسان؟ هذا يطرح إشكالية أخلاقية ومهنية كبيرة.
ويضيف الحسين بنوهاشم أن المترجم يجب أن يبقى عنصرًا أساسيًّا في عملية الترجمة، مهما تطورت أدوات الذكاء الاصطناعي، فأنا أؤمن بأن الدور الحاسم ينبغي أن يكون دائمًا للمترجم البشري، الذكاء الاصطناعي قد يُستعان به لتحسين الكفاءة وسرعة العمل، لكنه لا يمكن أن يعوض المترجم بالكامل، علينا أن نحافظ على هذا التوازن، بحيث تبقى إنسانية النصوص محفوظة ولا تُختزل في معالجة تقنية جافة.
ويختتم المترجم المغربي الدكتور الحسين بنوهاشم حديثه بالتأكيد على أهمية الترجمة كفعل إنساني حيث يقول: الترجمة ليست مجرد كلمات تُنقل من لغة إلى أخرى؛ إنها تعبير عن الروح والثقافة والإنسانية، فالنصوص بحاجة إلى لمسة المترجم، إلى رؤيته وخبرته، إلى حسه الخاص الذي لا يمكن للآلة أن تمتلكه.
وسيلة لا غاية
عن أهمية تقدير المترجمين وتحدياتهم في ظل التطورات التكنولوجية قال المترجم المغربي الدكتور إلياس أمحرار (الفائز بالمركز الثالث في فئة الترجمة من العربية إلى الفرنسية عن كتاب لأبو بكر ابن العربي): عند الحديث عن التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فإن هذه الأدوات يمكن أن تكون مفيدة إذا استُخدمت بحكمة؛ فالذكاء الاصطناعي وسيلة وليس غاية.. فالطريقة التي نتعامل بها مع هذه التكنولوجيا هي ما يحدد تأثيرها، فإذا استخدمناها كأداة صناعية تُعيننا وتُسهل علينا بعض الجوانب، فهذا أمر جيد، لكن إذا اعتمدنا عليها اعتمادًا كليًّا، فقد يُشكل ذلك خطرًا حقيقيًّا، خاصةً على المعجم العربي؛ فالاقتصار على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تكرار نفس الكلمات والمفردات، مما يُفقّر لغتنا بمرور الوقت».
«أمحرار» يؤكد أن المترجم عليه دور محوري في تحسين أدوات الذكاء الاصطناعي من خلال تزويدها بالمعلومات اللازمة.. يوضح قائلًا: الذكاء الاصطناعي أشبه بدابة تتغذى مما نمنحها، إذا أطعمتها محتوى جيدًا ودقيقًا، ستصبح أكثر كفاءة ودقة، وعلى المترجم أن يساهم في تدريب هذه الأدوات وإثرائها بالمعلومات الصحيحة، لضمان أنها تُنتج محتوى ذا جودة عالية.
وحول الخشية من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المترجمين، أجاب إلياس أمحرار: العقل البشري هو شيء فريد وجميل.. الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة فعالة، لكنه لا يمكن أن يحل محل الإنسان، فالمترجم هو العقل الذي يُضيف للترجمة روحها ومعناها العميق.. نعم التقنية يمكن أن تساعد، لكنها لا تستطيع أن تحل محل الإبداع الإنساني.
ويختتم المترجم المغربي إلياس أمحرار حديثه بالتأكيد على أهمية الموازنة بين التكنولوجيا ودور المترجم الإنساني، قائلا: أنا مع استخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن بدقة.. على المترجم أن يبقى في الصدارة، وأن يكون هو العقل الذي يُدير العملية، فالمترجم سيظل دائمًا هو من يُضيف القيمة الإنسانية للنصوص، وهو ما لا يمكن لأي آلة تحقيقه.
مراحل للنشأة الأولى
يقول المترجم المغربي حسن حلمي، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الحسن الثاني سابقًا، إن الترجمة الآلية تعتمد بنسب متفاوتة على الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي، في مقابل الذكاء الفطري آلة؛ فإن أنت أطعمتها لحم البقر، أطعمتك نقانق البقر، وإن أنت أطعمتها لحم الخنزير، أطعمتك نقانق الخنزير، وما هند إلا مهرة عربية.
وأشار «حلمي» إلى ما أوضحه الدكتور غسان مراد، في تقديمه لأحد المؤتمرات، الصلات المعقدة بين الترجمة والذكاء الاصطناعي. وكان من أهم القضايا التي نبّه إليها أولا، أن المترجم يستخدم التطبيقات ولا يصنعها، وثانيا، أن معطيات الذكاء الاصطناعي ثابتة، لكن معطيات اللغة متحركة تبعا لحركة الفكر، ثالثا، أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على التكرار، لكن الذكاء البشري يعتمد على الابتكار، ورابعا، أن من مشكلات الذكاء الاصطناعي، بحكم ثبات معطياته، أن الحاجة دائمة إلى نقض ما قد تؤسسه التطبيقات، فلا بد من التدخل لحملها على أن تنسى ما تم تخزينه في ذاكرتها حتى تواكب حركة الفكر.
وأضاف «حلمي»: لئن كان ما يسمى بالترجمة الآلية العصبية، والترجمة الآلية التي تعتمد على الإحصائيات وتحليلها قصد تقييم المنتج وتجويده، من الأدوات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، فإن لمسات الذكاء البشري ﻻ يمكن الاستغناء عنها. ومن ضمن الأدوات المستجدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي الأداة التي تقوم بالترجمة الفورية للنصوص مكتوبة كانت أو منطوقة، وكذلك ما يسمى بـالأداة التي تعتمد على أنظمة لتخزين/ حفظ محتوى سبق أن تمت ترجمته قصد الاستعانة به في التدوير، وفي تحقيق الاتساق في النتاج الترجمي، وثمة وجه آخر لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الترجمة يقوم على تحرير المترجم من المهام الروتينية البسيطة، وتمكينه من التركيز على الأمور التي تتسم بالتعقيد، ويفترض أن هذا يساعد المترجم في السعي إلى تجويد إنجازه، وتوفر صناعة الذكاء أيضا أداة للتدقيق تستعمل لضمان الجودة في المنتوج المترجم، وذلك بأن تتيح الفرصة للمترجم ليتعرف على الأخطاء النحوية وعلى الأخطاء في التركيب وفي استعمال المصطلح.
ويختتم المترجم المغربي حسن حلمي، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الحسن الثاني سابقًا حديثه بالقول: لا شك في أن لاستعمال الذكاء الاصطناعي في مجال الترجمة مزايا من بينها السرعة في الإنجاز والاقتصاد في الإنفاق، غير أن هذه المزايا غالبا ما تؤثر سلبا في جودة الترجمة ودقتها، ولئن كانت هذه المزايا مفيدة في المواقف اليومية البرجماتية، التي يتداول فيها العامة اللغة في حدودها الدنيا بنية تحقيق ما يعتقدون أنه تواصل، فإنها تظل، على الأرجح، عقيمة في المستويات الفكرية التي تنطوي على قدر من التجريد والتعقيد، أو في المستويات الأدبية التي لا ينفصل فيها المحتوى عن الأسلوب. وعلاوة على هذا، فإن الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحل نشأته الأولى، وربما يمر وقت طويل قبل أن يكون مؤهلا لمواجهات تحديات الترجمة، وحتى إن أفلح، على المدى الطويل، في التصدي لبعض مصاعب الترجمة فإنه، حسب توقع المتشائمين من أمثالي، لن يقوم أبدا مقام الذكاء الفطري.